انعكاسات المصالحة السعودية القطرية على إعلام السيسي.. هل تتراجع البلطجة؟

يبدو أن مدى رضا عصابة الانقلاب في مصر على قرب المصالحة الخليجية ليس بالمستوى الإيجابي، وبدأ يظهر تباعًا عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية المحلية، فبعد أن تحدثت وسائل إعلام بعينها عن وجود خداع خليجي فيما لو تمت المصالحة، يبدو أن الصحافة المكتوبة أيضًا تلقّفت التعليمات المخابراتية، وبدأت استفساراتها حول تفاصيل النهاية الخليجية، التي قد لا تشمل عصابة الانقلاب في بيت التعاون الخليجي حال المصالحة مع قطر.

ويعود الجهاز الإعلامي التابع لجنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي تدريجيًّا إلى طوره الأول الذي كان فيه مملوكًا إلى رجال أعمال محسوبين على الانقلاب. وبعد الانقلاب العسكري الذي قاده السفيه السيسي في عام 2013 ضد الرئيس الشهيد محمد مرسي، شرعت أجهزة الاستخبارات المصرية في تأميم المؤسسات الإعلامية التي كانت مملوكة إلى رجال الأعمال هؤلاء، إلا أنها في الفترة الأخيرة عادت وطلبت من رجال الأعمال أنفسهم العودة إلى تلك المؤسسات “تدريجيًّا.

تجميد البلطجة

وبشكل مفاجئ، أصدر مالك قناة “TEN” الإماراتي قرارا بإغلاقها ووقف البث نهاية العام الجاري، مما أدى إلى ارتباك في صفوف العاملين بالمحطة، وقال عاملون بالقناة، إنهم لم يخطروا رسميا بإغلاق القناة.

وكشفت صحيفة كويتية عن تقدم حصل في المفاوضات الجارية بين الدوحة والرياض في سبيل إنهاء الأزمة الخليجية. وأفادت صحيفة “القبس” بأنها علمت من مصادر خليجية رفيعة أن المفاوضات السعودية القطرية لحل الأزمة الخليجية أسفرت عن الاتفاق على 3 نقاط حتى الآن.

ما يخص الإعلام من هذه النقاط الثلاث هو عدم المس بـ”الرموز”، أي الشخصيات المرموقة والسيادية في البلدين، وهذا الاتفاق يجب أن يلتزمه الصحفيون والإعلاميون في القنوات الفضائية، والمؤيدون والمسئولون والمغردون المعروفون وغيرهم من المؤثرين، وأصحاب القرار الذين عليهم الكف عن أيّ مس بالرموز.

وتأسست القناة في عام 2015، وذلك في علامة تجارية لقناة التحرير التي تأسست عقب تنحي الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ثم انتقلت ملكيتها إلى رجل أعمال إماراتي، ويرأسها الإعلامي عمرو عبد الحميد، ويأتي نشأت الديهي نائبًا لرئيس المحطة.

وكان المطبلاتي الشهير أحمد موسى قد نعى توقف القناة ورفيق التطبيل معه نشأت الديهي، بالقول: “الديهي محارب شرس في وجه الأعداء، يقف قلبًا جامدًا صلبًا يدافع عن بلده، وأن برنامجه من البرامج التي يحب مشاهدتها ومتابعتها، وأحد البرامج الهامة والمؤثرة والتي أصبح لها جمهور”، متمنيًا من مالك القناة الإماراتي إعادة النظر في قرار وقف البث، بسحب ذكره.

وتتّجه المخابرات العامة المسيطرة على ملف الإعلام المصري، إلى وضع خطط جديدة لمحاولة انتشاله من سلسلة الفشل المتتابع الذي جلب انتقادات كثيرة، حتى من جانب جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، الذي قال علنا أكثر من مرة: إن الإعلام لم يساند الانقلاب في مواجهة الشائعات، ولم يستطع ترويج إنجازاته.

وتعتمد الخطط الجديدة على وقف تدوير فرق الإعداد بين البرامج، واستبدال ذلك بتدوير المذيعين أنفسهم بين القنوات الفضائية المملوكة لأجهزة أمنية أو رجال أعمال مقربين من الانقلاب، والذين عادوا لتملك القنوات؛ بهدف ضخ سيولة نقدية وتعويض الخسائر المالية التي تورطت فيها الأجهزة الأمنية، بحسب تقارير صحفية.

رأس حربة

وكانت برامج الـ”توك شو” في قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة للمخابرات، تعتمد على الإعداد المركزي الذي يعني تدوير مجموعة واحدة من المُعدّين بين عدة برامج داخل الفضائيات التابعة لها، بحيث لا يكون للبرنامج فريق ثابت.

أسماء عديدة شملتها بورصة الانتقالات بين القنوات، يغلب عليها جميعا نفس الوجوه التي كانت تعمل بالقنوات الفضائية سابقا، مع دمج مذيعين اثنين في برنامج واحد بفريق إعداد واحد توفيرا للنفقات.

قناة TeN الفضائية التي سبق وأن استحوذ عليها مستشار ولي عهد أبو ظبي، الفلسطيني محمد دحلان، قبل عام تقريبًا، بتمويل إماراتي بلغ نحو 70 مليون دولار، أعلنت رسميًا عن أنها أغلقت شاشتها وتوقفت عن البث كما جاء في بداية التقرير، وقال مصدر يعمل في إدارة القناة، إن الإمارات توقفت عن تمويل قناة TeN وإنها تعاني أزمة مالية شديدة.

والمعروف أنَّ دحلان شكّل رأس حربة في تنامي النفوذ الإماراتي في مصر، عبْر السيطرة على أذرع إعلامية مختلفة تابعة لأبو ظبي وتدعم حليفها السفيه السيسي، وكان منها قناة TeN التي يرأسها المذيع نشأت الديهي، الذي يقدم برنامجا بعنوان “بالورقة والقلم” ويخصصه لمهاجمة قطر وتركيا وجماعة الإخوان، وكثيرا ما يظهر دحلان في برنامجه.

وفي 2011، طُرد دحلان من اللجنة المركزية لحركة “فتح” بتهم فساد، غادر بعدها إلى مصر ثم إلى الإمارات، ويعمل مستشارا أمنيا لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد منذ عدة سنوات، وقد اتهم بأنه أحد وسائل الاتصال بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...