إن أعظم أعمال القلوب هو إخلاص الأعمال والأقوال لله وحده ، والقلب الخالي عن الإخلاص قلبٌ مجرد عن محبة الله مهما أظهر المرء من العبادات ، وذلك أن القلب هو محل نظر الله ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ » . رواه مسلم .
من هدي القرآن
قال تعالى : ” إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) [ سورة الزمر ] . وقال تعالى : ﴿ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) ﴾ [ سورة الزمر ] .
من نور النبوة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال : قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: « أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ ، أَوْ نَفْسِهِ » [رواه البخاري] .
تعريف الإخلاص
الإخلاص : أن يقصد المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله , وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر , وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة , لا جندي غرض ومنفعة , ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام:162] .
الإخلاص: سرّ بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله .
شروط قبول العمل
قال الفضيل بن عياض في تفسير قوله تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا عليّ ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إنّ العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتّى يكون خالصا صوابا. الخالص أن يكون لله ، والصّواب أن يكون على السّنّة.