سر الهجوم الشرس على الصحافة في هذا التوقيت

الشمع الأحمر على الصحافة؛ حيث أقفال الشرطة على أبواب الكتابة وحرية التعبير بصمة الديكتاتور تشبه قطعا من الشاش الأبيض مثبت بشريط لاصق به بقع حمراء قبيحة المنظر رخيصة الهدف لا تليق بالمكان ولا بالموقف لكنها ملطخة بلون الانتباه والخطر وتعرف بالشمع الأحمر.

لم لا ونقابة الصحفيين نفسها اقتحمت من قبل الداخلية في مايو 2016 بعد حصارها واعتقال صحفيين من داخلها؟

مدى مصر

في 24 نوفمبر 2019 اقتحمت داخلية الانقلاب مقر موقع مدى مصر الإخباري المستقل استكمالا لقمع حرية الإعلام في مصر؛ حيث احتجزت قوات امن الانقلاب الصحفيين والإعلاميين في مقر الموقع لعدة ساعات وصادروا مقتنيات الموظفين، اعتقلوا رئيسة تحرير الموقع لينا عطا الله وصحفيين مصريين وصحفيين أجنبيين وصادروا حواسيب محمولة وهواتف الموظفين.

ورفضت قوات أمن الانقلاب إخبار العاملين عن هويتها ولم تبرز مذكرة تفتيش، هجمات ضمن رغبة السيسي على حرية الإعلام بعد نشر الموقع تقريرا عن عزل محمود نجل عبدالفتاح السيسي من جهاز المخابرات العامة .

قبل يوم من المداهمة اعتقلت قوات امن الانقلاب الصحفي في مدى مصر شادي زلط من منزله بالقاهرة واحتجز في مكان سري لأكثر من 30 ساعة ثم ألقته قوات الأمن على قارعة الريق الدائري في القاهرة .

مصر العربية

هل كانت 50 ألف جنيه غرامة سببا لاقتحام موقع “مصر العربية” وحبس رئيس تحرير الموقع الصحفي عادل صبري منذ أبريل 2018 حتى الآن؟

البعض ربط الاقتحام بالغرامة التي أقرها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام على الموقع بسبب ترجمته تقريرا عن صحيفة نيويورك تايمز خلال مسرحية انتخابات الفترة الثانية لعبدالفتاح السيسي حول شراء الأصوات.

قوات الأمن فتحت جميع أجهزة مكاتب المقر وحاولت تحرير أي مخالفة ولو بسيطة إلا أنها لم تتمكن من ذلك كما ان تحرير مخالفة عدم وجود ترخيص من الحي لا تنطبق على الموقع لأنه ليس مقرا تجاريا.

ويعد موقع مصر العربية واحدا من مئات المواقع التي أقدمت سلطة الانقلاب على حجبها في الآونة الأخيرة.

ولا يزال عدد كبير من الصحفيين مسجونين ما يجعل مصر بين الدول التي تضم أكبر عدد من الصحفيين المسجونين وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود والتي وضعت مصر في المرتبة 163 لحرية الصحافة في العام 2019 من أصل 180 دولة.

وكان أول ما أغلق في مصر بالشمع الأحمر جريدة “الحرية والعدالة” في سبتمبر 2013 بعد أحداث 30 يونيو بالانقلاب على الرئيس محمد مرسي.

هجوم متوقع

الكاتب الصحفي أبو المعاطي السندوبي يرى أن الهجوم على الصحفيين والمواقع الإخبارية كان متوقعا بسبب الأزمة الكبيرة التي يمر بها الانقلاب العسكري في مصر في ظل مقاطعة الجماهير لإعلام الانقلاب وتزايد شعبية الإعلام المعارض.

وأضاف السندوبي في مداخلة هاتفية لبرنامج “القضية” على قناة “مكملين”، أن موقع مدى مصر من المواقع الرائدة في مصداقيتها ونشرها للحقائق، مضيفا أن الموقع يصدر نسخة باللغة الإنجليزية يتم توزيعها على البعثات الدبلوماسية والسفارات داخل مصر وخارجها ما جعل للموقع شعبية كبيرة ساهمت في زيادة الضغوط على حكومة الانقلاب للإفراج عن الصحفيين المعتقلين.

وأوضح السندوبي أن اقتحام موقع مدى مصر واعتقال الصحفيين يؤكد أن كل التهم الموجهة ضد الصحفيين المعتقلين باطلة ولا أساس لها من الصحة.

من جانبها قالت الصحفية نانسي كمال: الفترة الماضية شهدت هجوما شرسا على الصحافة والصحفيين والحقوقيين، مضيفة أن ادعاء النيابة عدم وجود تراخيص للموقع لا أساس له من الصحة وأن تعليمات إغلاق المواقع تأتي بالتليفون.

وأضافت نانسي أن منذ استيلاء السيسي على السلطة أهينت مهنة الصحافة وتم التنكيل بالصحفيين بصورة كبيرة، ولم تعد هناك حرية للصحافة، مضيفة أن هناك فجوة كبيرة بين إعلام الانقلاب وما يحدث على أرض الواقع ما دفع المواطنين إلى البحث في الإعلام المعارض عن بغيتهم وارتفعت نسب المشاهدة في قنوات المعارضة بشكل ملحوظ وهو ما أقلق سلطات الانقلاب.

بدوره قال هيثم غنيم، الباحث الحقوقي: إن الانقلاب العسكري يهدف إلى إغلاق كل المنافذ الإعلامية والصحفية المعارضة، ويريد إعادة هيكلة منظومة الإعلام بالكامل لتكون تحت سيطرته ولا يعلو صوتها فوق صوت إعلام النظام.

وأضاف غنيم أن الهجمة الأخيرة تضرر منها عدد كبير من الصحفيين جراء الاعتقال وخرج بعضهم، مثل صحفيي موقع مدى مصر والبعض لا يزال قيد الاحتجاز مثل الصحفية سلافة مجدي وزوجها والصحفي محمد صلاح.

وأوضح غنيم أن قوات أمن الانقلاب اقتحمت مقر صحيفة لديها تصريح رسمي وقانوني وتم الاقتحام دون إذن النيابة من أفراد يرتدون زيا مدنيا ورفضوا إبراز هوياتهم أو إذن النيابة الخاص بالاقتحام واحتجزوا الصحفيين بشكل غير قانوني وصادروا هواتفهم وحواسيبهم ورفضوا تواصلهم مع ذويهم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...