المشهد السياسي الأسبوعي 24 نوفمبر 2019

أولًا: المشهد الداخلي:

  • تحولات في دوائر النظام الضيقة: ابتعاث محمود لروسيا: حركة تصحيح أم تجهيز السيسي الابن لخلافة والده.

تقرير[1] على “مدى مصر” يتحدث عن قرار بندب محمود السيسي، نجل السيسي وأحد قيادات الجهاز، للقيام بمهمة عمل طويلة –قد تطول لشهور أو لسنوات- كمبعوث عسكري في بعثة مصر العاملة في روسيا. أما عن الأسباب؛ فهي: فشل السيسي الابن في إدارة عدد من الملفات التي كلف بها (ملف الإعلام – ملف المقاول محمد علي وتبعاته من مظاهرات 20 سبتمبر وحملة الاعتقالات الواسعة التي تلتها – تكليفه عمرو أديب إعلان إستضافة محمود السيسي نجل الرئيس ليعلن بعدها أنه يقصد محمود السيسي أحد مالكي صيدليات 19011، لإحراج إعلام المعارضة من الخارج، ولإيهام الرأي العام بأن الصيدليات ليست ملكاً للعسكريين)، إضافة إلى الطريقة الصدامية التي يتعامل بها نجل السيسي مع جهاز المخابرات والعاملين فيه؛ ما خلق حالة من الشحن داخل الجهاز، أيضاً بروز اسمه إعلامياً كأحد أهم صناع القرار في مصر، في وسائل إعلام عربية وأجنبية ما أثر بالسلب على صورة السيسي واستقرار النظام، كل هذا غذى الخوف في أوساط النظام من أن تكون تجربة محمود السيسي تكرار لتجربة (مبارك – جمال). أما عن إختيار روسيا: بسبب إعجاب صانع القرار المصري بنموذج بوتين، إضافة إلى العلاقات القوية بين القاهرة وموسكو. صاحب مقترح رحيل السيسي الابن: قيل أنها جاءت بتوصية من الإمارات ــ محمد بن زايد، وأن مثل هذا المقترح يصعب أن يخرج من أحد المقربين من السيسي؛ خاصة أن هناك حديث عن تقلص صلاحيات عباس كامل رجل السيسي المقرب، وهو ما بدا واضحاً في عدم مشاركة “كامل” في المهام التي كلف بها سامح شكري في الخارج -منها ملف سد النهضة- كما كان متبعاً في السابق. وأن الموافقة على المقترح الإماراتي جاءت بعد مشاورات مع الدائرة الضيقة للسيسي (عباس كامل، رئيس المخابرات العامة، ومحسن عبدالنبي، مدير مكتب السيسي). يذكر التقرير أن رحيل السيسي الابن عن المخابرات، جاء في سياق حركة تغيير داخل جهاز المخابرات العامة، طالت هذه الحركة المقدم محمود شعبان، المشهور بأنه مهندس الاعلام المصري، الذي جرى تداول اسمه بصورة واسعة خلال الفترة الماضية بشكل لا يتناسب مع طبيعة عمله في المخابرات. بحسب التقرير سيتم نقل نجل السيسي للمخابرات الحربية وبعده ينتدب كملحق مصر العسكري بموسكو.

يبدو أن التقرير بما ورد فيه من بيانات متماسك ومنطقي، لكن تغييرات على هذا المستوى من السرية، وفي دائرة قربية جدا من الرئيس، من غير المستبعد أن يكون تسريبها جاء متعمداً من قبل نخبة الحكم، وهدفها إقناع الناس بهذا التفسير وهذا التصور عن الحدث –حدث إبعاد نجل السيسي لموسكو- ولفتهم عن الهدف الحقيقي لهذا القرار، والذي قد يكون محاولة لتلميع محمود السيسي وتجهيزه لخلافة والده. فيكون عمل السيسي الابن في موسكو بغرض إطلاعه على الشأن الدولي وطريقة العمل والتحرك في المجال الخارجي، بعد أن إطلع على سير الامور في الداخل من خلال وجوده في جهاز المخابرات. أما عن اختيار موسكو؛ لأن واشنطن من المرجح أن تعارض سيناريو التوريث خاصة إذا أسفرت الانتخابات عن فوز الديمقراطيين، بينما سترحب موسكو بذلك ما دام سيقوي علاقاتها مع القاهرة وسيزيد من نفوذها في المنطقة. ولعل نقل نجل السيسي للمخابرات الحربية قبل سفره لموسكو؛ بغرض قبول المؤسسة العسكرية بحكم السيسي الابن بعد رحيل ابيه باعتباره ابن المؤسسة العسكرية، والمطلع على خباياها من خلال عمله بالمخابرات الحربية.

  • أجهزة سيادية تتدخل للإفراج عن صحفيي “مدي مصر” بعد تدخلات دولية:

ألقت قوات الأمن القبض على شادي زلط، الصحفي بـ”مدى مصر”، فجر يوم السبت 23 نوفمبر، ويوم الأحد قامت قوات أمن بزي مدني باقتحام المقر الرئيسي للموقع في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، واحتجزت الصحفيين العاملين به ثم اقتادت لينا عطا الله، رئيس تحرير الموقع، والصحفيين، محمد حمامة، ورنا ممدوح، إلى قسم شرطة الدقي، قبل أن يتركوا الموقع ويعيدوا الهواتف المحمولة إلى أصحابها من صحفيي “مدى مصر”، بعد ثلاث ساعات من الاحتجاز. كما اصطحبت قوات الأمن كلًا من إيان لوي، أمريكي الجنسية، وإيما سكولدنج، بريطانية الجنسية، إلى منزليهما، وسمع الموجودون الضابط يخبرهما بأنه يرغب في التأكد من هويتيهما بالاطلاع على جوازي السفر، بحسب “مدى مصر”. ولفت القائمون على الموقع، إلى أن قوات الأمن استجوبت صحفييْن من قناة “فرانس 24″، تواجدا داخل المقر لإعداد تقرير عن القبض على شادي زلط، موضحين أن ممثلَيْن من السفارة الفرنسية حاولا الدخول إلى المكتب، للاطمئنان على مراسلي القناة الفرنسية، لمدة ساعة و تم منعهما.

مصدر سياسي مسئول قال لـ”القاهرة 24″[2]، إن التقديرات التي تم رفعها للأجهزة السيادية، أوصت بأن يتم الإفراج الفوري عن صحفيي “مدى مصر” بعد ساعات من احتجازهم، وهو ما تم لاحقًا، مشيرًا إلى أن القبض على صحفيين مدى مصر واقتحام الموقع سبّبَ حرجًا للدولة خصوصاً بعد أحداث 20 سبتمبر . وتابع المصدر، تقدير الموقف الذي تم رفعه أفاد بأن ما تعرض له صحفيو “مدى مصر” يأتي بالتزامن مع قرب انعقاد منتدى شباب العالم، الذي تستضيف فيه مصر الآلاف من الشباب من كل دول العالم، ويرعاه السيسي، مما قد يُعطي مؤشرًا سلبيًا عن المنتدى.

  • محمد علي.. نشاط في التحركات وتطور في الخطاب…ارتباطه المباشر بالمعارضة هل يساعدهم في تقديم حلولاً أفضل؟

تحركات نشطة وسريعة للمقاول والفنان المصري محمد علي خلال الأيام الماضية، يمكن رؤيتها بوضوح في تصريحاته الصحفية وحواراته الإعلامية، فقد تواصل مع (الجارديان البريطانية[3]، نيوزويك الأمريكية[4]، الجزيرة القطرية[5]، مكملين والحوار المحسوبتان على جماعة الإخوان المسلمين[6]، المؤتمر الوطني في لندن الذي نظمته “إيجيبت واتش”[7]). هذه التحركات النشطة واكبها تطور في خطاب محمد علي؛ فهو في خطابه يسعى من جهة للتواصل مع الغرب، وتخويفهم من التداعيات السلبية لبقاء السيسي في الحكم على هذه الدول ومجتمعاتها، عبر تهديدهم بـ “عصا المهاجرين” وأن بقاء الوضع الاقتصادي المتردي، واستمرار القبضة الأمنية، ومع استعار أزمة سد النهضة، كل هذا سيزيد من الهجرات غير الشرعية للهروب من الواقع المتردي في مصر، وينتقد الدعم الغربي لنظام السيسي وأن هذا الدعم سينعكس بالسلب على استقرار المجتمعات والدول في أوروبا وواشنطن. وتبدو اختياراته للموضوعات التي يطرحها في نقده للسيسي في الإعلام الغربي موفقة للغاية؛ فهو ينتقد تردي أوضاع حقوق الإنسان، وينتقد الفشل الواضح في ملف السياسات العامة وكيف يؤثر هذا الفشل على المجتمع ويزيد من معدلات الفقر والبطالة، ما يدفع الكثيرين للهجرة. وهو من جهة أخرى بدأ يراهن على قوى المعارضة المصرية، وسعى للتواصل معها، وقدم نفسه باعتباره منسق بين قوى المعارضة ولا يسعى لطرح نفسه كقائد للمعارضة أو بديلاً لها. فهو يسعى لإقناع قوى المعارضة بأنها يراهن عليها ويعتمد عليها، ولتفعيل هذا الجانب جاءت دعوته لتأسيس حركة جامعة، تضم مختلف ألوان الطيف السياسي، بشكل يتجاوز الاستقطاب القائم بين قوى المعارضة. ومن جهة أخيرة، هو يعمل جاهداً على الحفاظ على شعرة معاوية بينه وبين رجل الشارع العادي، ومع مرتادي ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وأن لا يقوده تواصله مع الإعلام الغربي، ومع قوى المعارضة، إلى التحول إلى معارض نخبوي ليس له وزن حقيقي أو تأثير فعلي في الشارع. ولعل ذلك يظهر في تصريحه بأنه سينظم استفتاء شعبي على بقاء السيسي خلال أسابيع؛ ومن الراجح أنه استفتاء اليكتروني؛ هدفه الأساسي البقاء على تواصله مع الشارع.

النقطة الأخيرة: أن “علي” عبر تأكيده أنه يدشن برنامج إصلاح أو برنامج إنقاذ للمشهد المصري (سياسات عامة، والمشهد السياسي) يعمل على أن لا تبتلعه جدالات المعارضة أو انقساماتهم، أو أن تسرقه محاولات التقريب بينهم، وفي الوقت ذاته يعمل على أن لا يتحول إلى معارضة نخبوية تهتم بالتواصل مع الخارج دون أن يكون لها حضور حقيقي في الشارع، ويعمل في الأخير أن يكون محرك للوضع الراكد، وليس مجرد إضافة عنصر خامل جديد لمشهد الموات الذي تحياه المعارضة. لكن في الحقيقة تثير هذه التحركات والتطور الكبير والسريع في خطاب محمد علي، تثير التساؤلات بشأن كيف لـ “مقاول أو فنان” ليس له أي نشاط سياسي سابق أن يطور خطابه ورؤيته وحركته بهذا الشكل خلال هذه الفترة القصيرة؛ فيتحول من الرهان على الجيش إلى محاولة التواصل الايجابي مع المعارضة والخارج والشارع؟!! هذا في الحقيقة يعطي شرعيه كبيرة لمقولة وجود “طرف ما” وراء تصريحات وتحركات محمد علي، وإن كان ليس ثمة ما يؤكد ذلك، مما يبقى الأمر موضع جدل ومساحة رمادية عصية على الفهم.

– التعديل الحكومي  يقترب… تقييمات ومقابلات للوزراء داخل الأجهزة.

أشارت مصادر برلمانية وحكومية أن جهازى المخابرات العامة والرقابة الإدارية استدعيا عدداً من الوزراء الحاليين خلال الأسبوعيين الماضيين بدعوى مناقشتهم فى حجم إنجازاتهم ومدى التزامهم بتعليمات الرئيس السيسى، كما جرت مواجهة بعضهم بعدد من الوقائع المنسوبة لذويهم ومساعديهم والتي تحمل شبهات فساد أو إساءة استغلال السلطة، بما يكشف عن قرب موعد التعديل الوزارى المرتقب، خصوصاً مع محاولة رئيس البرلمان، على عبد العال، تحميل الوزراء مسئولية الاحتقان الشعبى ضد النظام[8].  والجدير بالذكر أن التعديل الوزارى كان من المفترض أن يكون فى وقت سابق كنوع من التهدئة التى سعى نظام السيسى إليها بعد أحداث سبتمبر الأخيرة، إلا أنه تأخر لعدة أسباب؛ أولها أن بعض المقربين من السيسي، وعلى رأسهم نجله محمود صاحب الكلمة المسموعة في المخابرات العامة، نصحوه بعدم التعجل في إجراء التعديل الوزاري حتى لا يظهر وكأنه يتصرف تحت ضغط الهزة التي تعرض لها النظام في 20 سبتمبر الماضي بخروج أكبر تظاهرات ضده بدعوة من المقاول والممثل محمد علي. إلى جانب تعدد اعتذارات المرشحين للحقائب الوزارية، حيث تهرًب عدد كبير من المسؤولين الفنيين داخل الوزارات والأكاديميين من تولي المسؤولية. فضلاً عن عدم رضاء السيسى نفسه عن الأسماء المرشحة من داخل الحكومة لخلافة رئيس الوزراء الحالى مصطفى مدبولى[9].

السياسات العامة:

  • حالة تململ بين الأطباء والحكومة تتجاهل الاسباب الحقيقية للأزمة.

نقص في الكوادر الطبية في عدد من التخصصات يخلق حالة من الإجهاد للأطباء المصريين؛ الإجهاد الذي أسفر عن وفاة طبيب التخدير المصري أحمد برج، داخل غرفة العمليات أخيراً، بعد عمله بشكل متواصل لمدة 36 ساعة، الإجهاد الناجم عن نقص الكوادر الطبية، هو نتاج طبيعي لضعف رواتب العاملين في القطاع الطبي، ما تسبب في إفراغ المستشفيات والمراكز الطبية من الأطباء المهرة. هذه الأزمة كانت لها تداعياتها الواضحة على المجال الطبي في مصر؛ فعلى صفحة “أطباء مصر” المعنية بنشر أخبار وأزمات الأطباء في مصر، تحدثت عن وفاة 18 طبيباً مصرياً خلال ثلاثة أشهر فقط، نتيجة ضغط العمل. وبحسب دراسة أعدتها أمانات المستشفيات الجامعية، والمكتب الفني لوزارة الصحة المصرية، ومجموعة من الخبراء والمتخصصين حول أوضاع مهنة الطب البشري واحتياجات سوق العمل من الأطباء في مصر، فإن 62% من الأطباء إما يعملون خارج مصر أو استقالوا من العمل الحكومي أو حصلوا على إجازة، وهناك طبيباً واحداً لـ 1162 مواطناً، في حين أن المعدل العالمي هو طبيب لكل 434 فرداً، أو 8.6 طبيب لكل 10 آلاف مواطن، باعتبار أن المعدلات العالمية هي 23 طبيباً لكل 10 آلاف مواطن[10]. وقد أعلن رئيس الوزراء مؤخراً عن خطة بتكليفات رئاسية لمواجهة أزمة نقص عدد الأطباء ، فيما أعربت نقابة الأطباء المصرية عن تحفظها على وسائل علاج الحكومة للأزمة، خصوصاً ما اعتبرته النقابة نقص المعلومات وعدم الوضوح الذي تتسم بها الرؤية التي طرحتها الحكومة لمعالجة الأزمة، وفي ضوء تجاهل الاستراتيجية الحكومية للأسباب الحقيقية للمشكلة، وهي: بيئة العمل المتهالكة في المستشفيات وغيرها من الوحدات الصحية، إضافة إلى تدني أجور الأطباء[11].

  • الفساد وارتفاع أسعار التكلفة يزيدان من نقص الدواء.

شكوى من الصيادلة من ظاهرة الارتفاعات المفاجئة في أسعار الدواء دون إخطار مسبق من وزارة الصحة، إضافة  إلى أن نسب الارتفاع مبالغ فيها، إذ وصلت في ‏بعض الأدوية إلى 300%، كما تم ملاحظة أنه قبل ارتفاع ‏الأسعار بفترة تختفي الأدوية من السوق، ثم تعاود الظهور ‏بالأسعار الجديدة[12].

وجود فساد ‏توافقي بين جشع أصحاب الشركات، ومن يسمحون لهم برفع ‏الأسعار، وليس نتيجة لإرتفاع تكلفة الإنتاج.‏ وهي من جهة أخرى مجاملة ‏للشركات على حساب المواطن، من باب الحفاظ على هذه ‏الاستثمارات وخشية خروجها لدول أُخرى. بينما سمة تفسير آخر يرجع إرتفاع أسعار الدواء إلى إرتفاع تكاليف الإنتاج من مواد خام، وعمالة، ‏ووقود وخلافه. وأن اختفاء الأدوية قبل رفع الأسعار فله شقان، ‏الأول أن الشركات تحاول أن تقلل من إنتاجها نتيجة الخسائر، ‏لحين الموافقة على رفع الأسعار، والثاني أن الشركات تحاول ‏الضغط على وزارة الصحة عن طريق “تعطيش السوق”، من ‏أجل سرعة الموافقة على طلب رفع الأسعار.‏

التعليق: هذه الأخبار المتعلقة بقطاعات سياسات الصحة وسوق الأدوية، وهي قطاعات قد تبدو بعيدة عن السياسة، لكن وجه الربط: أن الاستبداد السياسي يفتح الطريق حتماً للفساد، مع غلبة الصوت الواحد واعتماد مبدأ الولاء بديلاً للكفاءة، ومع تجاهل قوى المجتمع والشارع، والاعتماد على القمع ودعم الخارج في الحفاظ على استقرار السلطة، هذا الفساد يوسع من قطاع الساخطين على النظام ، لكن تبقى نتيجة هذا السخط مسألة غير محسومة هل تقود للثورة أم تزيد من إعياء المجتمع وعجزه، ما يعني أن التغيير وليد الصحة وليس وليد المرض، وأن الاستبداد لا يؤدي حتماً للثورة بل على العكس يؤدي إلى مزيد من الاستبداد والفساد في دائرة مغلقة تقود في النهاية إلى تحلل المجتمع وموته.

– جزيرة آمون.. هل تتكرر أزمة الوراق في النوبة المصرية؟[13]

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى بعض الفيديوهات التى تظهر مشادات بين أهالى جزيرة آمون وأفراد حراسات خاصة، فى محاولة للسيطرة على الجزيرة بما يعيد إلى الأذهان مشهد جزيرة الوراق التى تخوض معركة مع السلطات للحيلولة دون تهجيرهم من الجزيرة بدعوى إقامة مشاريع استثمارية وسياحية. وقد أعلن رجل الأعمال “سميح ساويرس” إن ملكية جزيرة آمون آلت إليه كحق انتفاع من شركة إيجوث التابعة للدولة، لإقامة استثمارات سياحية، استغلالاً لطبيعة الجزيرة، إلا أن الأهالى يؤكدون على ملكيتهم للجزيرة، وعلى خشيتهم الترحيل والتهجير. وبحسب ما نقلته الصحف المحلية، أعلن عضو مجلس النواب عن محافظة أسوان، “ياسين عبد الصبور”  أن الشراكة التي تم الإعلان عنها بها شبهة فساد، ومن ثم سيتم طلب مساءلة رئيس مجلس إدارة شركة “إيجوث” حول ما إذا تم بيع الأرض أو الشراكة مع ساويرس عن طريق المزايدة أو بالإسناد المباشر، وتقديم ما يثبت أنها غير مخالفة.

-الجيش يتربح من مشروع يهدد مركبات الفقراء.

كشف مصدر مطلع بمجلس الوزراء عن مكاسب متوقعة للجيش بمليارات الجنيهات، جراء استبدال مركبات “التوكتوك” التي يستقلها الفقراء، بسيارات “ميني فان” الذى ستتولى الهيئة العربية للتصنيع التابعة للجيش، تنفيذه بنحو تريليوني جنيه (123 مليار دولار و222 مليون).

وقد سبق ذلك بعض الخطوات من الحكومة، أولها إصدار رئيس الحكومة “مصطفى مدبولي” قرار بوقف إصدار تراخيص جديدة لمركبات الـ”توكتوك” المنتشرة في شوارع وأحياء مختلف المدن المصرية، وتقدر بنحو 2.5 مليون إلى 3 ملايين “توكتوك”، وفق تقارير رسمية[14]، كما أوقفت العمل في 7 مصانع تقوم بتجميع وتصنيع الـ”توكتوك”، وكذلك 15 مركزاً للصناعات المغذية للمركبة ثلاثية العجلات “مينى فان”. تلك الاجراءات تثير الكثير من المخاوف حول غضب الطبقات الفقيرة التى تعتمد على الـ “توكتوك” كمصدر للدخل بما يساهم فى خلق أزمة جديدة مع النظام الذى يسعى إلى تجميل صورته بعد أحداث سبتمبر الماضى.

كرة × سياسة:

تحدث تقرير عن الزيارة الأخيرة لـ تركي ال الشيخ للقاهرة، ومحاولاته طي صفحة الخلاف مع رئيس النادي الأهلي وجماهير ألتراس أهلاوي؛ بعد أن أهانته الأخيرة في المدرجات، مما دفعه حينها إلى رفع قضايا تشهير أمام القضاء، وفي الزيارة الاخيرة أعرب “ال الشيخ” عن استعداده للتنازل عن القضايا المرفوعة ضد ألتراس أهلاوي أمام القضاء، وطي صفحة الخلاف مع النادي وجماهيره. كما تحدث التقرير عن تحول مقر الوزير السعودي خلال وجوده بالقاهرة، إلى كعبة نجوم الرياضة والفن المصريين، وأن النظام المصري نفسه يرحب بـ ال الشيخ ويدعم توجهاته وجولاته؛ لما تسفر عنه من أموال طائلة يتم ضخها في قطاعات الرياضة والفن في مصر[15]. ما سكت عنه التقرير هي دوافع هذا التغير الديناميكي في موقف المسئول الرياضي السعودي من الأهلي وجماهيره، بعد الحرب المستعرة بين الطرفين خلال العام الماضي، وجزء كبير من العام الحالي. يبدو أن الأمر محاولة مكررة للولوج لسوق الرياضة في مصر، بعد فشل التجربة الأولى؛ وذلك من خلال تملق الأهلي وجماهيره، بعد أن كان رفض جماهير الكرة المصرية له سبباً في فشله المرة السابقة.

  • هتافات فلسطين في استاد القاهرة الدولي والأمن يصادر الأعلام الفلسطينية:

في سياق اعلان النظام عن عودة الجماهير المصرية الي المدرجات في المباريات المحلية بداية من يناير المقبل، بعد توقف الحضور الجماهيري منذ مذبحة بور سعيد، حدث مشهد لن يعجب النظام وربما يتسبب في تأجيل عودة الجماهير، حيث هتف آلاف من الجماهير في مبارة مصر لدعم فلسطين، ما دفع اللاعبين للاحتفال بالأهداف تضامنا مع الصحفي الفلسطيني معاذ الذي فقد عينه، وقد سربت صور عن اعتداء رجال أمن بزي مدني على بعض الجماهير الذين قادوا الهتافات، واحدهم كان يحمل علم فلسطين، كيف سيقرأ الحادث من جانب النظام؟ غالبا سيدفعه نحو المزيد من التضييق، وربما تسريب أنباء عن اعتقال بعض الجماهير على خلفية هذا الحادث، حتى يمنع تكراره، كما فعل أثناء الهتاف لأبوتريكة، في بطولة أفريقيا.[16]

ويعد أبرز تفسيرات هذا الحادث، أن النظام كان حريصًا في دورة أمم افريقيا الماضية، أن يقوم بفرز المشجعين فرزًا حقيقيًا، وهو ما مكنه من تحييد أي شباب من الألتراس، أو حتى متعاطف معهم ومتبني لأفكارهم، بينما في البطولة المقامة حاليًا، ونظرًا لكونها بطولة شباب، فلم يهتم النظام باختيار المشجعين، رغم أن الوسيلة واحدة في حجز تذاكر المباريات، من خلال موقع “تذكرتي”، إلا أن الأمر اختلف هذه المرة، لأن النظام لم يركز كما فعل المرة الماضية. كما أن الطريقة التي تم بها القبض على المشجع الذي رفع علم فلسطين، ربما ستعيد أجواء الخوف مرة أخرى إلى الملاعب، لاسيما أنه مع عودة الجماهير في شهر يناير، ستكون الأضواء مركزة عليهم بشدة.

اختناق عشرات الطالبات والمعلمات بسبب تسرب الغاز في أسوان

الاختناق بين طالبات مدرسة حسين مرسال الثانوية الصناعية بأسوان الى حوالى 84 طالبة ومعلمه بسبب تسرب غاز من أحد المصانع القريبة وانبعاث دخان كثيف من مصنع كيما.

ثانيًا: المشهد الإقليمي والدولي:

– غضب أمريكى من الصفقة المصرية لشراء مقاتلات روسية:

أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية” إلى قيام وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك أسبر بإرسال رسالة إلى القاهرة لتحذير وزير الدفاع المصري محمد أحمد زكي وقائد القوات الجوية المصرية الفريق محمد عباس من عواقب إبرام صفقة مقاتلات سوخوي سو-35 الروسية، وشددت الرسالة على أن مضي القاهرة قدماً في هذه الصفقة قد يعرضها لعقوبات، كما سيعقد بصورة كبيرة اتفاقات الدفاع الأمريكية مع مصر، وطالبت الرسالة القاهرة بمراجعة علاقاتها العسكرية والاستخباراتية مع روسيا[17].

ويمكن إرجاع هذا الغضب الأمريكى إلى: ضمان التفوق الإسرائيلى العسكرى فى المنطقة، فعلى الرغم من تحسن العلاقات بين مصر وكلاً من إسرائيل وأمريكا إلا أن ذلك لا يعنى أن تسمح واشنطن وتل أبيب للقاهرة بالحصول على أسلحة تمكنها من منافسة إسرائيل عسكرياً.

وهناك أيضاً خوف واشنطن من تقوية العلاقات بين مصر وروسيا، خاصة وأن موقف البلدين يكاد يكون متطابق فى العديد من القضايا الإقليمية ولعل أبرزها التوافق حول الملف السورى والليبى. كما تخشى واشنطن من إمكانية أن تقوم روسيا بالحصول على معلومات تقنية عن الأسلحة الأمريكية التى ستعمل تلك المقاتلات الروسية إلى جانبها فى مصر، وهو ما يمثل تهديد استراتيجى لواشنطن.

كما أن “الاعتراضات الأميركية ليست فقط بشأن التنافس مع روسيا في مجال التسليح، ولكن أيضاً بشأن مدى ملاءمة مد يد العون لدولة تشتري أسلحة من منافس الولايات المتحدة، بأسعار تزيد بكثير على الأسعار التفضيلية التي كانت تحصل مصر بها على الأسلحة من واشنطن”[18].

وفيما يتعلق بإمكانية تمرير الصفقة، يرى البعض أن مصر لن تتجه إلى إبرام تلك الصفقة؛ لخوف القاهرة من إمكانية قيام واشنطن بفرض عقوبات عليها، إلى جانب عدم استعدادها إلى التضحية بالعلاقات مع واشنطن، والتى تفوق بكثير علاقاتها مع موسكو. ومن الجدير بالذكر هنا، قيام السيسى بإقالة اللواء محمد الكشكى فى سبتمبر الماضى، وهى الإقالة التى تم ربطها بالغضب الأمريكى من إتجاه مصر لعقد صفقة أسلحة مع روسيا.

وفى المقابل، يشير البعض إلى أن هناك رهان من قبل دائرة ضيقة مقربة من السيسي على إمكانية إبرام الصفقة مع “اكتفاء واشنطن بحد أدنى من العقوبات، أو الحصول على امتيازات جديدة من السيسي في عدد من قضايا سياسية أخرى مثل استعادة الحماسة المصرية في صفقة القرن، والموافقة على القرار الأميركي الخاص بإعلان شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية”[19].

وفى ذات السياق، يمكن ربط التهديد الأمريكى بفرض عقوبات على مصر بالملف الليبى فى ظل الحديث عن تحول فى الموقف الأمريكى تجاه حفتر ومطالبته بوقف حربه على طرابلس، نتيجة تزايد النفوذ الروسى فى ليبيا. والحديث عن ضغوط أمريكية على مصر والإمارات لوقف دعمهما لحفتر، وربما تكون هذه العقوبات على مصر جزء من تلك الضغوطات.

وعليه، فإن واشنطن قد تسمح بتمرير الصفقة مقابل تنازلات مصرية فى بعض الملفات مثل صفقة القرن أو الملف الليبى، وفى ظل ما إذا نجحت القاهرة فى تسويق تلك الصفقة باعتبارها ستساهم فى تحقيق التوازن الإقليمى لصالح مصر ضد تركيا وإيران وليس إسرائيل.

  • تسريبات أمريكية عن لقاء بين مسئولين من الإخوان وإيران في عام 2014 ونائب المرشد يؤكد حدوثه مع تقديم قراءة مختلفة:

عادت قضية العلاقات الدولية لجماعة الإخوان إلي دائرة الضوء بسبب ما تم نشره من تسريبات عن لقاء جمع وفد عالي المستوى من قيادات الجماعة، مع مسئولين إيرانيين في الحرس الثوري والحكومة الإيرانية. بدأت حالة الجدل، عندما نشرت مجلة “انترسبت” الأمريكية، تسريبات، تقول أنها حصلت عليها من الاستخبارات الإيرانية، عن لقاء جمع قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، مع وفد قيادي من الجماعة يقوده إبراهيم منير ومحمود الإبياري ويوسف ندا، وتؤكد التسريبات أن اللقاء تطرق إلى ملفين رئيسين أولهما، خاص بوضع الجماعة في مصر، حيث عرضت إيران على الوفد القيام بدورها في إعادتهم إلى الحكم، إلى أن الجماعة قد رفضت ذلك، بحسب ما أكدته تصريحات إبراهيم منير، وكذلك صحيفة نيويورك تايمز، التي أكدت أن الجماعة رفضت عرضًا إيرانيًا، لمساعدتها في العودة لحكم مصر، وهو الأمر الذي لاقي إعجاب كبير من جانب متابعي السوشيال ميديا، الذين اعتبروا هذا التصرف من جانب الجماعة، عمل جديد يضاف إلى رصيدها في المبادئ والمواقف التاريخية.  أما الملف الثاني، الذي ساد النقاشات بين وفدي الجماعة والحكومة الإيرانية، هو الموقف من المملكة العربية السعودية، فقد أشارت التسريبات إلي أن الجماعة وإيران تتفقان على عداوة الحكومة السعودية، نتيجة دعم الأخيرة للإنقلاب العسكري في مصر، وكذا المعاداة التاريخية بين طهران والرياض، فهناك بعض التحليلات التي تؤكد أن الجماعة وإيران اتفقا على محاربة النفوذ السعودي، ومحاولة إحلال الدور السعودي، بجماعة الإخوان المسلمين، كي تقوم به وتعيد الهدوء والاستقرار إلى المنطقة، بدلًا من السعودية المتهورة، وتكون نقطة الإنطلاق، بدعم القبائل السنية في اليمن، للتعاون مع الحوثيين ضد الرياض.

من جانبه، نفي نائب المرشد العام  إبراهيم منير في حديث لعربي 21 حضور ندا الاجتماع ولكنه أكد حدوثه موضحاً أن الجماعة رفضت التعاون مع إيران في العودة لحكم مصر، أو التحالف ضد السعودية، مضيفًا، أن منهج الجماعة السلمي، يرفض التغيير العنيف والسريع الذي تتبعه طهران، حيث أعاد التذكير بمنهج الجماعة، الراغب في التقريب بين المذاهب الإسلامية المتصارعة، لجمعهم على كلمة سواء. وأختتم منير تصريحاته، لا ينبغي تضخيم الأمور وإعطائها حجم أكبر من حجمها، ولم يكن هناك اتفاق فيما بيننا، ومجلة انترسبت الأمريكية نفسها لم تقل ذلك، ورغم ذلك مازلنا نتوقع الاستمرار في  الحملة المغرضة لتشوية مواقف الجماعة.

  • لماذا أعلنت أمريكا اعترافها بشرعية المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية فى هذا التوقيت:

يمكن الإشارة إلى عدة دوافع تقف خلف إعلان الولايات المتحدة اعترافها بشرعية المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية، والتى تمثلت فى إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، 18/11/2019، خلال مؤتمر صحفي، بأن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة مخالفة للقانون الدولي. وتتمثل تلك الدوافع فى:

1- أن القرار يعتبر رفضاً مباشراً لحكم محكمة العدل الأوروبية، الأسبوع الماضى، بأن المنتجات والبضائع التى يتم إنتاجها فى المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية يجب أن توصف بذلك “بضائع المستوطنات”، وليس فقط بأنها صنعت فى إسرائيل[20]، ما قد يعنى إمكانية مقاطعتها.

2- رغبة ترامب فى الحفاظ على القاعدة الإنتخابية الأكبر والأكثر دعماً له “ولإسرائيل” المتمثلة فى الإنجليين، خاصة وأنه لم يتبقى سوى عام على الإنتخابات الأمريكية. وهو ما دفع ترامب إلى الاستجابة لضغوط الإنجيليين من أجل الاعتراف رسمياً بأن المستوطنات قانونية، وهو الاعتراف الذى سهله معارضة ترامب لقرار المحكمة الأوروبية بشأن وسم بضائع المستوطنات[21].

3- دعم نتنياهو، فالقرار يخدم نتنياهو من ناحيتين: الأولى/ أن ذلك القرار قد يعرقل مساعى غانتس لتشكيل حكومة أقلية، ففيما رحب قادة كاحول لافان (بقيادة غانتس) بالقرار الأميركي، ندد المعسكر الصهيوني وحزب العمل بهذا القرار[22]، كما أن هذا القرار قضى على أى إمكانية لحدوث تواصل بين غانتس والقائمة العربية المشتركة (التى ترفض القرار) فى ظل الحديث عن إمكانية أن يلجأ غانتس إليها لتشكيل الحكومة. الثانية/ تعزيز مكانة نتنياهو لدى تيار اليمين، وإمكانية أن يدفع هذا القرار ليبرمان نحو العودة مرة أخرى لتيار اليمين، والتحالف مع نتنياهو لتشكيل الحكومة وكذلك عدم التحالف مع غانتس.

4- تنفيذ صفقة القرن، حيث يبدو أن إعلان شرعية المستوطنات هى جزء من صفقة القرن. فمن الملاحظ، استخدام بومبيو تعبير “المستوطنات المدنية” وهو تعبير جديد وغريب، وكأنه يشير إلى التفريق بين نوعين من الاستيطان؛ أحدهما لأغراض مدنية والآخر لأغراض عسكرية أو أمنية. وهو ما قد يعنى أن بومبيو يؤكد بوضوح أن الولايات المتحدة قد تدافع عن بقاء مستوطنات سكنية، ولكنها لن تدافع عن تطلعات نتنياهو لضم مستوطنات ومناطق في غور الأردن تحت دعاوى عسكرية وأمنية[23].

5- التأكيد على عدم جدوى التمسك بالقرارات الدولية فى تفاوض الفلسطينيين مع الإسرائيليين، فالتطورات الدولية والإقليمية والعربية التي كانت تساعد الفلسطينيين في الماضي على التمسك بالقوانين والقرارات الدولية كمرجعية في المفاوضات مع إسرائيل لم تعد قائمة. كما أن البقاء بعيدًا عن التفاوض سيضر بوضعهم على أرض الواقع في ظل التمدد السريع للمستوطنات الإسرائيلية. ومن ثم عليهم أن يكونوا واقعيين، وأن يبدءوا من نقطة أن السلام وإقامة دويلة لهم والرخاء الاقتصادي لشعبهم يمر عبر الاعتراف بالاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، والقبول بما هو متاح وممكن، وليس بما هو حق مشروع ومعترف به دوليًّا[24].

– دوافع الدعوة الأمريكية بوقف الحرب على طرابلس:

دعت الولايات المتحدة حفتر إلى انهاء حربه على طرابلس عقب الاجتماع الذى عقد فى واشنطن، 13 نوفمبر 2019، بين وزير الداخلية فتحي باشااغا، ووزير الخارجية محمد الطاهر سيالة، ومسؤولين أميركيين من وزارات الدفاع والخارجية ومجلس الأمن القومي وقيادة الأركان المشتركة.

ويمكن الإشارة إلى مجموعة من الدوافع التى تقف خلف الدعوة الأمريكية بوقف الحرب على طرابلس، تتمثل أبرزها فى:

تزايد التدخل الروسى: فقد حرص الوفد الأمريكى على التأكيد، فى البيان المشترك الذى صدر عقب الإجتماع المشار إليه أعلاه، على “دعمه سيادة ليبيا ووحدة أراضيها في وجه المحاولات الروسية لاستغلال الصراع ضد إرادة الشعب الليبي”[25].

وتشير العديد من التقارير إلى تزايد النشاط الروسى في ليبيا، والذى بدأ مع تسريب مجموعة رسائل إلكترونية داخلية بين موظفين تابعين لـ”مؤسسة حماية القيم الوطنية” الروسية، يتم الحديث فيها عن خطة لدعم سيف الإسلام القذافي، عبر حملة إعلامية لصالحه وتقديم مشورة له. كما أشارت وسائل إعلام “مالطية” إلى إنه تم حجز سفينة محملة بكميات من العملة مطبوعة في روسيا وموجهة إلى شرق ليبيا، مع الإشارة إلى أن تلك العملة معمول بها في شرق البلاد منذ أعوام، وتطبعها شركة روسية خاصة، وهي لا تشبه العملة الصادرة عن المصرف المركزي المعترف به والتي يُتعامل بها في بقية مناطق ليبيا. كما تداولت وسائل إعلام أخيراً أخباراً عن نشر مرتزقة روس تابعين لشركة “فاغنر” في ليبيا، للقتال إلى جانب قوات حفتر[26].

– إنجاح مؤتمر برلين: تأتى الدعوة الأمريكية لحفتر بوقف حربه على طرابلس بالتزامن مع الجهود الألمانية لعقد مؤتمر حول الأزمة الليبية فى برلين (من المقرر أن يعقد فى ديسمبر المقبل). ويرى العديد من المراقبين أن المبادرة الألمانية ما هى إلى واجهة للتحركات الأمريكية لحل الأزمة الليبية.

– التفرغ لمواجهة ملفات أخرى: ربما تسعى واشنطن إلى إغلاق الملف الليبى من أجل التفرغ لملفات أكثر أهمية مثل تصاعد المظاهرات فى لبنان والعراق، ومحاولة الولايات المتحدة الاستفادة من هذه التظاهرات لتقليل النفوذ الإيرانى فى هذه الدول. وربما تكون الرغبة الأمريكية تلك هى ما تقف أيضاً خلف المصالحة الخليجية التى تتم الآن، وتقف أيضاً خلف قيام السعودية بمحاولة إغلاق الملف اليمنى عن طريق المصالحة بين المجلس الإنتقالى الجنوبى والحكومة الشرعية عبر حوار جدة فى أكتوبر الماضى.

– عودة دول الجوار المناهضة لحفتر: ففى تونس، جاءت الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية معاكسة لمحور الثورات المضادة. فقد فاز قيس سعيد برئاسة تونس، ومعروف عنه أنه ليس من جناح “الثورات المضادة” في الوطن العربي. كما أن حركة النهضة التونسية (إسلامية) فازت بالانتخابات البرلمانية. ولا شك أن تونس في ثوبها الجديد، ستكون أكثر دعماً لحكومة الوفاق منها لحفتر.

وبالنسبة للجزائر، فقد تصب الإنتخابات الرئاسية بها، المقررة في 12 ديسمبر المقبل، ضمن الموجة الجديدة للتحول الديمقراطى فى المنطقة. كما أن استقرار الأوضاع السياسية فى الجزائر قد يدفعها نحو لعب دور أقوى فى الملف الليبى[27]. وهذا الدور سيكون فى الغالب فى غير صالح حفتر؛ نظراً لأن حكومة الوفاق هى من تتحكم فى المنطقة الغربية الليبية المجاورة للجزائر، كما أنه سبق وأن حدثت مناوشات بين حفتر ومسئوليين جزائريين، فى سبتمبر 2018، على أثر اتهام حفتر الجيش الجزائري باستغلال وضع الحرب للدخول إلى الأراضي الليبية.

مظاهرات شعبية كبرى تجتاح إيران:

تتعرض حكومة إيران لمظاهرات شعبية كبيرة في أكثر من 100 مدينة ومنطقة، وذلك عقب رفع أسعار البنزين، حيث ارتفع سعر البنزين بنسبة تقارب 200 في المئة. وأكد روحاني أن الحكومة مضطرة لهذا الخيار، في ظل اشتداد أزمة البلاد الناتجة عن العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة. واجهت قوات الأمن المظاهرات بقمع شديد، أدي إلى مقتل أكثر من 100 متظاهر، وهو رقم كبير جدا، لاسيما أن الأحداث لم يمر عليها أكثر من ثلاثة أيام. وتفيد تقارير بأن عدد القتلى ربما يصل إلى مئتين من المتظاهرين في الاشتباكات مع عناصر الأمن. وتظهر مقاطع مصورة من يبدو أنهم عناصر من الأمن وهم يطلقون النار على متظاهرين.[28] وقد تعرض ثلاثة عناصر أمنية، ضابط وعنصرين أمنيين اخرين للقتل على يد المحتجين، حيث تشتعل الأوضاع بسرعة كبيرة،[29] واضطرت الحكومة لاغلاق خمس محطات مترو لمنع حدوث تجمعات كبرى، كما قطعت خدمات الإنترنت، لإجهاض التواصل بين قادة الاحتجاجات.

وقد نددت واشنطن بالقمع الامني ضد المتظاهرين، وردت عليها طهران أنها سبب رفع أسعار البنزين. من جانبها، اعتبرت قوات “الباسيج” في إيران أن الاحتجاجات التي تسبب بها رفع أسعار الوقود في أنحاء البلاد، ترقى إلى “حرب عالمية” تم إحباطها. وقال قائد عمليات الباسيج، العميد سالار آبنوش، إن “حربا عالمية شاملة ولدت ضد المنظومة والثورة، ولحسن الحظ توفي المولود لحظة الولادة”.[30] ووصفت المواقع المرتبطة بالحكومة ما حدث، بأنه كان مؤامرة صهيوأمريكية سعودية، تستهدف نشر الفتنة في البلاد. ويبدو أن الأوضاع لن تهدأ وستظل ترتفع من وقت لأخر، في ظل عجز الحكومة الإيرانية عن إيجاد حلول للازمات التى تعيشها البلاد في ظل تبني سياسة الضغط القصوى من جانب واشنطن، فقد نوه روحاني أن خطوة زيادة الضرائب هي الأخرى قائمة، وبالتالي فالشعب الإيراني لن يصمد كثيرًا على سوء الأوضاع، وهذا ما يجعل الجمهورية على جمر من نار الاحتجاجات المستمرة، مهما تمكن النظام الإيراني حاليًا من إخماد أي تظاهرات.

  • مهاتير.. تنظيم قمة إسلامية مصغرة في ماليزيا

تستضيف ماليزيا، الشهر المقبل، قمة إسلامية مصغرة، تضم خمس دول، هي ماليزيا وقطر وإندونيسيا وتركيا وباكستان.

وقال رئيس الوزراء الماليزي “مهاتير محمد”، إن هذه الدول الخمس تشكل نواة لبداية تعاون إسلامي أوسع يشمل مجالات عدة تواجه العالم الإسلامي، مثل التنمية الاقتصادية والدفاع والحفاظ على السيادة وقيم الثقافة والحرية والعدالة إضافة إلى مواكبة التكنولوجيا الحديثة.

ولفت إلى أن قمة كوالمبور، ستعقد أول اجتماع لها في 19 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ومن المقرر أن تبحث قمة كوالالمبور المقبلة، إستراتيجية جديدة لمواجهة القضايا التي تواجه العالم الإسلامي، بما في ذلك أسباب عدم قدرته عل وضع حد للعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]                                                              مدى مصر، «مهمة عمل طويلة»: إبعاد محمود السيسي إلى روسيا.. الرئيس يوافق على إبعاد نجله من المخابرات بعد سلسلة إخفاقات وأزمات داخلية هددت «استقرار النظام»، 20 نوفمبر 2019، الرابط: http://bit.ly/2QCiMzl

[2]                                                              https://www.cairo24.com/2019/11/24/%d8%a3%d8%ac%d9%87%d8%b2%d8%a9-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%aa%d8%aa%d8%af%d8%ae%d9%84-%d9%84%d9%84%d8%a5%d9%81%d8%b1%d8%a7%d8%ac-%d8%b9%d9%86-%d8%b5%d8%ad%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%af%d9%89/?fbclid=IwAR3W5wQKHq_C1gkThE8w3mgk05wsPygRO1D7sigeKurMiMO7MwuRZIsr3TE

[3]                                                              عربي 21، محمد علي لبريطانيا: دعم السيسي يساهم بإراقة مزيد من الدماء، 20 نوفمبر 2019، الرابط: http://bit.ly/2qC6UCO

[4]                                                              عربي 21، “نيوزويك”: محمد علي سيطلق حركة لإسقاط “الديكتاتور” السيسي، 20 نوفمبر 2019، الرابط: http://bit.ly/2QPbGIb

🇪🇬

[5]                                                              الجزيرة (يوتيوب)،  لقاء اليوم – محمد علي: نعدّ لحكومة خبراء تدير مصر بعد السيسي، 20 نوفمبر 2019، الرابط: http://bit.ly/37mWd7L

[6]                                                              مكملين (يوتيوب)، لأول مرة مع القنوات المصرية .. الفنان والمقاول محمد علي في لقاء حصري مع الإعلامي محمد ناصر، 11 نوفمبر 2019، الرابط: http://bit.ly/2qA8R2D

[7]                                                              عربي 21، “علي” معلنا مشروعا لإنقاذ مصر: الحراك خلال شهرين (فيديو)، 20 نوفمبر 2019، الرابط: http://bit.ly/2OqWvBO

[8]                                                          العربى الجديد، التعديل الحكومي المصري يقترب: تقييمات ومقابلات للوزراء داخل الأجهزة، بتاريخ: 19/11/2019، الرابط:

https://bit.ly/333hEra

[9]                                                              المرجع السابق.

[10]                                                            العربي الجديد، أطباء مصر… الإجهاد يقتلهم والحكومة في منأى، 19 نوفمبر 2019، الرابط: http://bit.ly/333PdJA

[11]                                                            المرجع السابق.

[12]                                                            العربي الجديد، ارتفاعات مفاجئة لأسعار الأدوية في مصر، 18 نوفمبر 2019، الرابط: http://bit.ly/2r8Ue6k

[13]                                                            حسن المصرى،جزيرة آمون.. هل تتكرر أزمة الوراق في النوبة المصرية؟، موقع الجزيرة، بتاريخ:20/11/2019، الرابط:

https://bit.ly/347M4K8

[14]                                                        الخليج الجديد، خاص.. أرباح مليارية للجيش المصري من مشروع يهدد مركبات الفقراء، بتاريخ: 21/11/2019، الرابط:

https://bit.ly/333hEra

[15]                                                            الأخبار اللبنانية، «شوال الرّز» في القاهرة: أهلاً بالمصالحات!، 18 نوفمبر 2019، الرابط: http://bit.ly/2Ox40HB

[16]                                                              الجماهير المصرية تهز مدرجات استاد القاهرة بهتافات لفلسطين، العربي الجديد، 19/11/2019

https://www.alaraby.co.uk/sport/2019/11/19/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%87%D8%B2-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%87%D8%AA%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86

[17]                                                                    ” صفقة المقاتلات الروسية لمصر.. لماذا كل هذا الغضب الأمريكي؟”، دويتشه فيلة، 19/11/2019، الرابط: https://bit.ly/35jsnzd

[18]                                                                    ” أزمة “سوخوي 35” تربك القاهرة: مخاوف من تشدد أميركي”، العربى الجديد، 20/11/2019، الرابط: https://bit.ly/2O9VBL2

[19]                                                                    المرجع السابق.

[20]                                                                    ” ما أهمية توقيت اعتراف إدارة ترامب بشرعية مستوطنات الضفة؟”، سى أن أن عربية، 19/11/2019، الرابط: https://cnn.it/2O0aD62

[21]                                                                    ” “قانونية المستوطنات”: ترامب يدعم نفسه ونتنياهو في الوقت نفسه”، عرب 48، 19/11/2019، الرابط: https://bit.ly/2QB2VkD

[22]                                                                    المرجع السابق.

[23]                                                                    سعيد عكاشة، “اعتراف واشنطن بشرعية المستوطنات الإسرائيلية: لماذا الآن؟”، المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، 19/11/2019، الرابط: https://bit.ly/2pJ1gyA

[24]                                                                    المرجع السابق.

[25]                                                                    “ليبيا | التدخّل الروسي يُبدّل موقف واشنطن: لوقف الهجوم على طرابلس!”، الإخبار، 16/11/2019، الرابط: https://bit.ly/2OqgCA4

[26]                                                                    المرجع السابق.

[27]                                                                    “التغلغل الروسي في ليبيا يثير الانتباه الأمريكي (تحليل)”، الأناضول، 20/11/2019، الرابط: https://bit.ly/2qBJIEK

[28]                                                            مظاهرات إيران: العفو الدولية تأكدت من مقتل 106 أشخاص منذ اندلاع الاضطرابات، BBC عربي، 19/11/2019

https://www.bbc.com/arabic/middleeast-50452564

[29]                                                            بسلاح أبيض.. مقتل 3 من “الباسيج” و”الحرس الثوري” بطهران، عربي 21، 2019

https://arabi21.com/story/1223800/%D8%A8%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%B6-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-3-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%AC-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86

[30]                                                            الباسيج تصف احتجاجات إيران بـ”حرب عالمية تم إحباطها”، عربي 21، 20/11/2019

https://arabi21.com/story/1224630/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%AC-%D8%AA%D8%B5%D9%81-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D9%80-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%85-%D8%A5%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D8%B7%D9%87%D8%A7
x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...