في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.. أرقام صادمة وحقوق منقوصة

باتريشيا وماريا وأنطونيا.. لهؤلاء تنتمي قصة اليوم، قصة الشقيقات “مرابال” كما عُرفن وللآلاف من شقيقاتهن في كل عصر، حوّلت دولة الظلم حياتهن إلى جحيم ودفعن دماءهن ثمنًا باهظًا لإقامة العدل والحرية.

كانت الشقيقات الثلاث كغيرهن يعشن حياة مستقرة قبل أن يعتلي نظام “تروخيلو” في جمهورية الدومينكان هرم السلطة، فارضًا سيطرته المطلقة على البلاد، ومؤذنا بقيام دولة الظلم والاستبداد.

كان هذا العهد كفيلًا بإحداث انقلاب في حياة الأخوات الثلاث، ليتحولن إلى ناشطات يدافعن عن حقوق العباد، حتى لُقبن في ذلك العهد بالفراشات؛ لحيوية نشاطهن في أوساط العمل الوطني، فما كان من النظام إلا أن أمر باعتقالهن وتعذيبهن، وحين قرر الإفراج عنهن كان في الحقيقة بهدف قتلهن لتُقيد الجريمة رسميًّا ضد مجهول.

ستون عاما مضت على هذه الجريمة، وما زالت ذكرى اغتيال الشقيقات الثلاث، في 25 نوفمبر، تضيء هذا اليوم من كل عام؛ تأبينًا لنضالهن وتذكيرًا بواجب مناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة. ستون عاما ولا تزال شقائق الرجال- كما وصفهن سيد الأنام- يعانين العنف وتهدد واحدة من كل 3 نساء في العالم بأبشع الانتهاكات وأكثرها استعصاء على الحل.

على أمل طي صفحة العنف ضد المرأة ورفع الوعي حول خطورة هذه الأزمة، حدّدت الأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر من كل عام يومًا عالميًّا ليكون مناسبة للتركيز عليها، الأزمة التي تمثل أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا في العالم، حسبما وصفت الأمم المتحدة في بيانها، تؤكد التقارير أنها تظل أكثر الانتهاكات استعصاء على الحل؛ بسبب انعدام العقاب والصمت بدواعي الإحساس بالفضيحة والخزي والعار الذي يلاحق الضحية.

بدورها رصدت منظمات حقوقية مصرية العديد من حالات الانتهاكات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ضد المرأة في مصر، بالتزامن مع انطلاق فعاليات الذكرى. وفي بيان مشترك سلّطت المنظمات الضوء على ملف المعتقلات السياسيات، مطالبة السلطات المصرية بسرعة الإفصاح عن أماكن العديد من المعتقلات والمختفيات قسريًّا، ومراجعة كافة القضايا والأحكام الصادرة على خلفية ممارسة حقهن في التعبير عن الرأي .

سلمى أشرف، مدير منظمة هيومن رايتس مونيتور لحقوق الإنسان، رأت أن الأمم المتحدة هيئة معنية بكافة الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان وتتلقى شكاوى من مختلف دول العالم ولها إجراءات خاصة كثيرة، ومن أهم الأمور التي تهتم بها الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة، وخصصت يومين للمرأة: الأول اليوم العالمي للمرأة، والثاني اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.

وأضافت سلمى، في مداخلة هاتفية لقناة “مكملين”، أن هناك الكثير من الشكاوى التي نرسلها بخصوص العنف ضد المرأة ويتم متابعتها بشكل دقيق، ولكن الانتهاكات التي تقوم بها السلطات المصرية لا تجعل هيئة مثل الأمم المتحدة قادرة على ملاحقة أو التحقيق في كافة الانتهاكات، فمصر بها انتهاكات ضد الأطفال والنساء والشباب، وهناك إعدامات بالجملة وغيرها من الانتهاكات.

وأوضحت سلمى أنه خلال كل زيارة للأمم المتحدة يتم تقديم شكاوى حول الانتهاكات داخل السجون ومطالبات بزيارة مصر، لكن سلطات الانقلاب ترفض فتح السجون أمام المحامين الدوليين أو الهيئات التي تشكلها الأمم المتحدة، مضيفة أن قضية عائشة الشاطر قضية على المحك؛ لأن حياتها في خطر ويجب على الجميع التكاتف من أجل إطلاق سراحها.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...