الطائرة الغامضة.. خطوط الخيانة الجوية بين السيسي وبن سلمان وتل أبيب

بين مطار القاهرة المحتل بالانقلاب ومطار اللدّ في فلسطين المحتلة بالصهاينة أو ما بات يسمى بـ”مطار بن جوريون”، ثم مطار الرياض الدولي المحتل بالمنشار في مملكة بن سلمان، تتضح خطوط الخيانة الجوية التي تنسجها طائرة غامضة، تحوم في سماء العرب وتقطع المسافة بين أضلع مثلث صفقة القرن وسرقة مياه نهر النيل.

وتتزايد متابعة الصهاينة وحلفائهم السعوديين ومعهم عسكر الانقلاب في مصر، بصورة مكثفة للتطورات العسكرية التركية الجارية في شمال سوريا، وصدور تصريحات رسمية من أعلى المستويات السياسية والأمنية ضد عملية نبع السلام، واعتبارهم أن الانسحاب الأمريكي من هناك خيانة لحلفائهم الأكراد، وإثبات جديد أنه يزيد اعتماد إسرائيل على نفسها، وليس أمريكا.

الصفقة

ويشهد العالم العربي انتكاسة غير مسبوقة في التعامل مع القضية الفلسطينية، وأصبحنا أمام انقلاب على الثوابت الإسلامية والقومية، وانضمام قيادات الدول الرئيسية في المنطقة للرئيس الأمريكي في تنفيذ الأجندة الإسرائيلية المعروفة باسم صفقة القرن.

وكان أول من تحدث عن صفقة القرن جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي أثناء زيارته للولايات المتحدة في لقاء مع دونالد ترامب، ولم يكن واضحا في البداية ما هو المقصود بهذه الصفقة ولكن بدأ الجانب الصهيوني والراعي الأمريكي يفصحان شيئا فشيئا عن مضمون هذه الخطة الإسرائيلية.

ويطلق مصطلح صفقة القرن على الخطة التي وضعها الجنرال جيورا أيلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، أما الطائرة الغامضة التي اعتادت ان تحط رحالها في المطارات الثلاثة، إسرائيلية غامضة غادرت تل أبيب مساء أمس الثلاثاء وحطت في العاصمة السعودية الرياض التي لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية رسمية مع كيان العدو الصهيوني، وان كانت على علاقة غير شرعية محرمة باتت لا تخفى على أحد.

وغادرت الطائرة الخاصة والتي يعتقد أن على متنها رئيس وزراء العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو من مطار اللد “بن غوريون” الدولي، قرب مدينة تل الربيع المحتلة، إلى مطار في العاصمة الأردنية عمّان، حيث توقفت لمدة دقيقتين، قبل أن تقلع إلى مطار في العاصمة السعودية الرياض.

وبعد توقف لمدة 55 دقيقة في المطار السعودي، أقلعت الطائرة، ولكن هذه المرة إلى مطار اللد بتل أبيب بشكل مباشر، وكتب الصحفي الصهيوني “يوسي ميلمان” في تغريدة على “تويتر: “رحلة غامضة إلى السعودية، أقلعت الطائرة شالنجز من مطار بن غوريون الليلة الماضية، وتوجهت إلى عمّان؛ حيث مكثت لمدة دقيقتين من أجل غسل الرحلة، ثم توجهت إلى الرياض، وتوقفت لمدة 55 دقيقة في المدرج، ثم عادت إلى مطار بن غوريون”.

غسل العار

وباستخدامه تعبير “غسل الرحلة”، فإن ميلمان يشير إلى عدم سماح السلطات السعودية برحلات مباشرة من تل أبيب إلى أراضيها، ولذلك تتوقف الطائرات في دولة ثالثة، قريبة، لعدة دقائق ثم تكمل طريقها إلى السعودية التي لا ترتبط بعلاقات رسمية مع كيان العدو الصهيوني.

وأضاف ميلمان: “وزير الدفاع الأمريكي مارك اسبر كان في الرياض أمس، قد تكون هناك صلة، في تقديري ربما توجّه مسؤول إسرائيلي كبير، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو رئيس الموساد يوسي كوهين، بالطائرة لبحث الموضوع السوري”.

والفكرة الصهيونية الأساسية لقيام إسرائيل كانت ومازالت تتمثل في بناء دولة قوية تمتد من النيل للفرات، مما يدل على أهمية البعد المائي بجانب البعد الجغرافي الذي تتمتع به إسرائيل، ومن بعدها ما جاء فيما قدَّمه هيرتزل، وهو من المؤسسين الأوائل للحركة الصهيونية والذي تفاوض مع اللورد كرومر لتحويل جزء من مياه النيل لسيناء؛ وذلك لتسكين اليهود .

كما أنه في أعقاب حرب يونيو اتضحت جليًّا السياسات الإسرائيلية في إثيوبيا؛ للتأثير على توزيع مياه النيل بما يخدم مصالحها، واتضح هذا من خلال تصريح جولدا مائير في أعقاب حرب 1967م بقولها: “إن التحالف مع إثيوبيا وتركيا تعني أكبر نهرين في المنطقة؛ إن النيل والفرات سيكونان في قبضتنا”.

ولا يخفي على أحد ان إثيوبيا رفضت الإشارة لنقل المياه لإسرائيل في عهد السادات بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في 1979 أواخر حكم السادات بسبب رغبة السادات في إنشاء تفريعة للنيل تنقل المياه إلى سيناء ثم إسرائيل.

وبدأ التوتر مع إثيوبيا بعد حرب 1973 حين أعلن السادات في أحد خطاباته أنه سوف يعمل على إنشاء بئر زمزم جديد لإسرائيل من مياه النيل دعماً لاتفاقية السلام، بحسب السفير المصري السابق روبير إسكندر في إثيوبيا.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...