هذا ما كتبته خطيبة خاشقجي في “WP” بعد عام على مقتله

كتبت خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز، مقالا في صحيفة “واشنطن بوست” التي كان له مقال دوري فيها، متحدثة عن مشاعرها وأملها بالعدالة لخطيبها الراحل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قتل في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية قبل عام.

وأكدت خديجة في مقالها الذي ترجمته “عربي21″، أن “بحثها عن العدالة مستمر”، معتبرة أن “الأوان لم يفت بعد” لتحقيقها.

وأفصحت خديجة عن مشاعرها، وروت عنها وعن خطيبها الراحل، إذ كتبت: “عندما طلب مني جمال الزواج به، عرفت أنني لن أكون زوجته بمجرد زواجنا فقد. بل سأكون أيضا رفيقة حياته وشريكته في الأوقات الجيدة وداعمة له عندما تصبح الأمور صعبة”. 

وبحزن أضافت: “ما لم أكن أعرفه هو أنه سيُقتل بوحشية في قنصلية بلده الأصلي، قنصلية زارها لإخراج الوثائق التي تسمح لنا بالزواج”. 

وعبرت عن شعورها الآن، بأنها لم تكن تتخيل أنها “ستترك للقتال وحيدة في سعيها لتحقيق العدالة” لخطيبها الراحل.

محاولات التستر

وكتبت: “لقد مر عام على مقتل جمال. ومنذ ذلك الوقت، بينما سافرت إلى العالم بحثا عن الحقيقة، وأدعو إلى العدالة، لم يتم اتخاذ أي خطوة عملية واحدة لمعاقبة الجناة الحقيقيين. على الرغم من أن وسائل الإعلام الدولية واصلت لفت الانتباه إلى الوحشية” التي حصلت مع خطيبها.

ووجهت انتقادات للسعودية، بسبب ما اعتبرت أنها محاولات للتستر وتشتيت الانتباه عن الذين أمروا بقتل خاشقجي، وأنها تروج إلى محاكمتها للرجال المتهمين بقتل جمال، إلا أنها تجعل الجميع ينتظرون بفارغ الصبر نتيجة عملية تم تصميمها لتشتيت الانتباه عن أولئك الذين أصدروا الأوامر بالفعل، وفق قولها. 

وقالت: “من الواضح أن المشتبه بهم الذين تم إلقاؤهم في السجن لم يقوموا بتنفيذ هذا القتل الفظيع من تلقاء أنفسهم. هذه المهزلة السخيفة تتجاهل حقيقة أن مرتكبي الجريمة الحقيقيين معروفون في جميع أنحاء العالم، بل هم من أعلى مستويات الحكم في السعودية”.

وتاليا تكملة المقال كما هو نصه في “واشنطن بوست” بترجمة “عربي21”:

على الرغم من حدوث الجريمة في منشأة حكومية سعودية، إلا أنها تؤثر أيضا على العالم بأسره- خاصة الولايات المتحدة وأوروبا. 

موت جمال بهذه الطريقة العنيفة، شيء يتجاوز الدين أو اللغة أو الجغرافيا. إنها مسألة إنسانية، ويجب أن تهم العديد من البلدان، خاصة تلك التي تدعي أنها تتحدث عن حقوق الإنسان. ومع ذلك، على الرغم من تقرير الأمم المتحدة الذي يوضح من يتحمل مسؤولية مقتل جمال، لم تفرض أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي تدابير من شأنها أن تجبر الحكومة السعودية على الاستماع.

ترامب مخيب للآمال

كانت استجابة الرئيس ترامب مخيبة للآمال أكثر. فبدلا من المطالبة بالعدالة لأحد سكان الولايات المتحدة الذين تم استدراجهم للخطر واغتيالهم من قوة أجنبية، أشار الرئيس من البداية إلى أنه سيحدد أولوياته الوطنية الخاصة به فوق اعتبار حقوق الإنسان. 

لقد قدم هو وإدارته الدعم للتغطية على المملكة العربية السعودية من خلال الإشارة إلى المملكة كحليف، ومواصلة دعم الزعماء السعوديين، والاعتراض على محاولات الكونغرس لمساءلة الحكومة السعودية عن انتهاكاتها الأخرى.

من خلال رده، يتخلى ترامب فعليا عن أولئك الذين يناضلون من أجل الديمقراطية والحرية في الشرق الأوسط. إنه يستخف بمفاهيم مثل حقوق الإنسان وحرية التعبير -المبادئ الأساسية للدستور الأمريكي- ويقلل من أهمية القيم الأمريكية.

في وقت سابق من هذا العام، زرت واشنطن بدعوة من الكونغرس. خلال زيارتي، كنت آمل أن ألتقي بالرئيس نفسه للفت الانتباه إلى هذه القضية. لقد نقلت إلى مسؤولي البيت الأبيض آمالي أن يتحقق طلبي لعقد اجتماع معه -لكن لم أتلق أي رد من الرئيس. أظهر لي هذا مدى قلة اهتمامه بهذه القضية، أو بالقيم التي دعمتها الولايات المتحدة لعقود.

خلال الرحلة نفسها، شاهدت قوة أولئك الذين يقدمون مصالحهم من صفقات السلاح والطاقة والنفط على جريمة القتل من خلال إعطائهم الأولوية لمصالحهم الخاصة. لكنني رأيت أيضا مدى حرج استجابة الولايات المتحدة لبعض أعضاء الكونغرس. 

قالوا لي إن الولايات المتحدة بلد مؤسسات، والرئيس لا تتوقف الأمور عنده فقط. هناك فصيل جاد من المشرعين الذين يمثلون ضمير البلاد. إنهم يريدون الكشف عن حقيقة جريمة القتل، ويودون رؤية العقوبات المفروضة على المملكة العربية السعودية. بعد مشاهدة هذا الأمر، كل ما آمله هو أن يسود الضمير والقيم الجماعية للبلد على المصالح والوضع الراهن.

رغم أنه تم إحراز تقدم ضئيل حتى الآن، إلا أنه لا يجب أن يظل الوضع هكذا. إن وجود أشخاص رفيعي المستوى يرغبون في تحقيق بعض العدالة قد يغير مسار هذه القضية. وما زال هناك الكثير مما يمكن أن يفعله الرئيس إذا قرر الدفاع عن قيمنا المشتركة. من خلال التراجع عن التستر على مقتل جمال والقتلة، ويمكنه أن يؤكد للعالم -وخاصة الشرق الأوسط- أن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن حقوق الإنسان والقيم الأخلاقية تأتي أولا.

لم يفت الأوان بعد. ما زلت آمل أن تقرر الولايات المتحدة الدفاع عن الحق. في غضون ذلك، سوف أواصل السعي لتحقيق العدالة لجمال -وآمل أن ينضم إليّ الناس والحكومات في جميع أنحاء العالم في سعيي هذا.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...