“خاشقجي” جديد في بلاط “بن سلمان”.. مآلات كارثية تنتظر السعودية

أعلنت وسائل الإعلام السعودية، فجر الأحد، عن مقتل اللواء عبد العزيز الفغم، الحارس الشخصي للملك “سلمان بن عبد العزيز”، والضابط بالحرس الملكي.

وقالت مصادر مطلعة، إن “الفغم” قتل بالرصاص داخل منزل أحد أصدقائه، ويدعى “فيصل السبتي”، حيث تم إطلاق النار عليه من قبل صديق آخر سابق له اقتحم المنزل، بسبب خلافات بينهما، قبل أن يلقى الأخير مصرعه على يد قوات أمنية.

وقال حساب “بن عويد” على “تويتر”، الشهير في المملكة: إن “الفغم” كان في زيارة لمنزل صديقه “فيصل السبتي”، وبحضور أخيه “تركي السبتي”، ودخل الجاني عليهما في المنزل، وهو صديق سابق لـ”الفغم”، ونشب بينهما نقاش بسبب خلاف شخصي قديم، تحول إلى مشادة.

وأشار الحساب إلى أن الجاني بادر بإخراج سلاحه وأطلق النار عقب ذلك، ليُقتل اللواء “الفغم” على الفور، ويُصاب “تركي السبتي”، شقيق صديقه، وكذلك عامل فلبيني بالمنزل، ثم فر هاربا.

وأوضح أن الجاني اشتبك، خلال هروبه، مع جهات أمنية في الخارج، ليلقى مصرعه. بدوره، أكد “بداح بن طلال الفغم”، ابن شقيق اللواء، خبر مقتله عبر حسابه بـ”تويتر”.

وحاز “الفغم” على شهرة خاصة بين السعوديين، حيث كان الحارس الشخصي الأكثر قربا من كل من الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز والحالي سلمان بن عبد العزيز، واشتهر وسط السعوديين بكفاءته وسرعة بديهته وتيقظه، بالإضافة إلى تفانيه في خدمة الملك.

رواية أخرى

الرواية الرسمية لم ترق للكثيرين، خصوصًا في ظل الالتباس الحادث في السعودية حاليًا؛ بسبب تزايد الخلافات حول مؤسسة الحكم في البلاد بين أبناء العمومة والأمراء الذين حبسهم ولي العهد المتهور النَّهم للسلطة محمد بن سلمان.

وتحدث المغرّد السعودي الشهير “مجتهد”، عن رواية جديدة حول مقتل “الفغم”، لافتا في تغريدة على “تويتر”، الأحد: “الفغم كان في القصر وقت الحادث وليس مع صديق، وابن سلمان يعتبر الفغم من الحرس القديم الذي يوالي آل سعود عموما، ولا يثق بإخلاصه له شخصيا، كما أن “بن سلمان” ردد أكثر من مرة رغبته في إبعاده”.

وفي تغريدة أخرى، سأل “مجتهد”: “من يكون العويد حتى يعرف تفاصيل لم تنشرها أي جهة مسئولة؟ من أعطاه حق نشر هذه المعلومة سواء كانت صحيحة أو كاذبة؟ هل للدولة قيمة إن كانت الأخبار الحساسة تعلن في حسابات تويتر غير رسمية”.

وأضاف: “نشر هذه المعلومة في هذا الحساب جزء من ترتيب قتل الفغم، والتفاصيل لاحقا بإذن الله”. ويعتبر “العويد”، أول من أعلن عن مقتل مرافق الملك “سلمان”، وذلك في تغريدة على حسابه عبر “تويتر”.

التخلص من “القديم”

يشار إلى أن والد “الفغم” كان مرافقًا شخصيا للملك “عبد الله بن عبد العزيز”، ولازمه لأكثر من 30 عاما، كما رافق الملك “عبد الله”، عقب والده، وحتى وفاة الملك الراحل.

وحاز “الفغم”، على لقب أفضل حارس شخصي في العالم، من قِبَل منظمة الأكاديمية العالمية، وتلقى ترقية استثنائية من رتبة عميد إلى لواء عام 2017 في عهد الملك “سلمان”.

ويشير مراقبون إلى أن مقتل “الفغم” يأتي في إطار استراتيجية “ابن سلمان” في إلهاء السعوديين عن الخسائر الكارثية التي منيت بها المملكة على يد الحوثيين الذين دخلوا الأراضي السعودية في مناطق نجران وعسير، وقتلوا واعتقلوا جنودا سعوديين، واستولوا على معدات ثلاثة ألوية عسكرية سعودية، وفقا لتصريحات المتحدث الإعلامي باسم الحوثيين أمس والتي لم ينفها أي مصدر سعودي حتى الآن، ما يعد الفضيحة الأبرز التي تنهي شرعية “بن سلمان” ودوره المستقبلي، في ظل سلسلة انكسارات غير مسبوقة للمملكة، كما حدث في ضرب الحوثيين لشركة أرامكو السعودية ووقف نصف إنتاج الشركة، ما يسبب خسائر مليارية للسعودية.

ويحقق مقتل “الفغم” مزيدا من سيطرة “بن سلمان” على مؤسسة الملك التي يراها الابن أنها باتت معرقلا لطموحاته السياسية الكبيرة، حيث ما زال الملك سلمان يسيطر على بعض  الملفات الاستراتيجية في السعودية، وهو ما لا يروق للأمير الشاب، ومن ثم يريد إضعاف صلاحيات ودور الملك عبر التخلص من الموالين له، وزرع قيادات تدين بالولاء أكثر لـ”ابن سلمان”، وهو ما يبدو أنه سيحمل الكثير من التطورات الدراماتيكية في المرحلة المقبلة.

وسبق لابن سلمان أن اعترف مؤخرا بالمسئولية السياسية عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والذي قُتل في ظل ولايته السياسية دون الاعتراف بالمسئولية الجنائية، بعد أن أثبتت التحقيقات الدولية تورط ابن سلمان في الجريمة، مع قرب إعلان الدوائر الاستخباراتية الأمريكية عن الكشف عن التحقيقات السرية التي أجرتها حول الجريمة وفق مطالبات نيابية بواشنطن.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...