معركة ثورة 25 يناير مع الحكم العسكري كانت وما زالت معركة النفس الطويل، وكلما مرت الأيام أثبتت أن الشعب المصري مع الثورة وضد الانقلاب، وأن الناس تطمح في الحرية، وتكره الظلم والظالمين. هؤلاء الظالمون يمثلهم جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي.
ودعا الفنان ورجل الأعمال محمد علي، المصريين إلى الاحتشاد مُجدّدا وتنظيم مظاهرات مليونية، يوم الجمعة المقبل، في الميادين الكبرى بالقاهرة وباقي المحافظات، وهدّد في مقطع فيديو السفيه السيسي، قائلا: “إن لم ترحل يوم الجمعة المقبل، سترى الأفعال الحقيقية.. ربنا يكفيك الشر، المصريون سيأتون بك من سكنك وسيقومون بتقطيعك 60 قطعة”.
وأوضح علي أنه لا يزال ينتظر رد الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة بأن “السيسي انتهى ولم يعد له أي دور حاليا”، مشدّدا على أن “نهاية السيسي ستكون الجمعة المقبلة بإذن الله”.
انقلاب جديد
ومن الواضح والحال هكذا أن هناك انقلابا عسكريا على الانقلاب العسكري الحالي، وأن مصر ستتعامل مع مجلس عسكري جديد، أو مع أي واجهة يخترعها العسكر، وفي هذه الحالة سيكون أكبر خطأ ترتكبه الحركة الوطنية أن ترضى بقائد الانقلاب الجديد، أو أن توافق على أن يدير البلاد مجلس عسكري، أو مجلس رئاسي مدني الشكل عسكري الجوهر، أو أن يرأس البلد رئيس معين مدني الزي عسكري الإرادة.
إلا أن شواهد عديدة تشير إلى تدعيم الدول الغربية لجنرالات العسكر رغم استبدادهم، بداية بالسادات ومرورا بمبارك وانتهاء بالسفيه السيسي، طالما يحققون مصالحها، ويشترون غالب وارداتهم السلعية والخدمية والعسكرية منها، ويستثمرون أموال بلدهم في بنوكها، ويرتبطون مع إسرائيل بعلاقات جيدة.
وهكذا لم تتحرك دول الغرب تجاه ما تم ارتكابه من جرائم دموية متكررة من قبل عصابة صبيان تل أبيب تجاه المصريين، مثل عمليات التصفية الجسدية، وإعتقال الكثيرين دون محاكمات منذ سنوات ومنهم عشرات الإعلاميين، رغم أن تلك الدول نفسها تظل تندد بمجرد احتجاز إعلامي غربي بأحد مطارات إحدى الدول غير المتوافقة معها لساعات قليلة، وتظل تستدعي ذلك الأمر بين الحين والآخر كدلالة على غياب الحريات والقيود على الإعلام بتلك الدولة.
الغرب يريد..!
كما ساندت الدول الغربية السفيه السيسي منذ استيلائه على السلطة في يوليو 2013، من خلال دفع حلفائها في الخليج العربي لإمداده بالمعونات المادية والبترولية، ثم بالقروض الميسرة التي يتم تجديدها كلما حان موعد سدادها، وعندما تراجعت أسعار النفط وبدأت الدول الخليجية في السحب من احتياطياتها من العملات الأجنبية، تولى كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين تملك الدول الغربي غالبية القوة التصويتية فيهما؛ إمداد عصابة صبيان تل أبيب بالمزيد من القروض.
من جهته يقول ممدوح، الخبير الاقتصادي ونقيب الصحفيين السابق: “وحتى لو تحقق هذا السيناريو، فسيظل البديل بعيدا عن تحقيق الديمقراطية الحقيقية مهما وعد بها، حيث سيتم كسب الوقت في الوعود والمناورات، وكسب المؤيدين حتى يثبت البديل أركانه مدعوما بدول الغرب. وحتى في حالة الضغط الشعبي لتحقيق الديمقراطية، يمكن تكرار ما حدث مع الرئيس محمد مرسى، باستخدام الأتباع في اصطناع المشاكل الداخلية، واستخدام وسائل الإعلام الموالية لتضخيم الصورة وإثارة الجماهير سعيا نحو إفشال التجربة.
مضيفاً: “وهو أمر يتم اتباعه مع تركيا، من خلال محاولة التأثير على العملة التركية وتخويف المستثمرين من الاتجاه لتركيا، وتم اتباعه مع التجربة الديمقراطية بتونس؛ لتشتيت الجهود الحكومية في مواجهة الاضطرابات الداخلية، ومع عمران خان في باكستان؛ كي يستمر النظام مشغولا باضطراب الأوضاع الداخلية، بخلاف اصطناع المشاكل الخارجية لتشتيت الجهود، ودفع التجربة الديمقراطية للفشل وعودة حكم العسكر.