إندبندنت: مصر في حالة غليان.. ورهان الغرب على السيسي يجب أن يتوقف

حذرت صحيفة “الجارديان”  البريطانية الغرب من استمرار الرهان على قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، مؤكدة أن مصر في حالة غليان أوشك على الانفجار. جاء ذلك في تقرير لمراسلها ورزو دار غاهي تعليقا على المظاهرات الشعبية التي انطلقت مساء الجمعة الماضي 20 سبتمبر 2019م والتي طالبت برحيل قائد الانقلاب وأركان عصابة 30 يونيو.

وبحسب التقرير فإن القادة الغربيين يتعاملون مع التظاهرات في مصر على أنها تحذير، خاصة أن عبد الفتاح السيسي لم يكن أبدا قوة للاستقرار في الشرق الأوسط.، لافتا إلى أن التطلعات من أجل الديمقراطية والعدالة الاقتصادية هي أساس الاحتجاجات المعادية للحكومة، التي اندلعت يوم الجمعة في أنحاء متفرقة من البلاد، مطالبة برحيل نظام السيسي. مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للسيسي فرقت هذه المظاهرات باستخدام العنف والقمع ضد المتظاهرين الذين رددوا شعارات الربيع العربي وداسوا على لافتات تحمل صورة السيسي.

وينقل التقرير عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط في منظمة “هيومان رايتس ووتش” عمرو مجدي، قوله: “كل من يتابع مصر في السنوات الأخيرة يعلم أنها مثل إبريق يغلي.. السيسي هو حاكم شمولي يختلف عن مبارك، ولدى السيسي مشكلات نفسيه وعاطفية، والأمر لا يتعلق بحكم البلد، ولكن بالسيطرة المطلقة”.

ويدعو التقرير الدول الغربية إلى مراجعة مواقفها من السيسي مؤكدا أن رهان الغرب على السيسي  بصفته عامل استقرار في المنطقة أثبت فشله، موضحا أن بريطانيا صادقت على صفقات أسلحة لمصر بـ141 مليون دولار، بما في ذلك معدات يمكن استخدامها ضد المتظاهرين، وذلك بحسب الحملة ضد تجارة السلاح، فيما تبيع الولايات المتحدة وفرنسا السلاح لمصر، بمليارات الدولارات، وهي أموال كان يمكن صرفها لتخفيف معاناة المصريين. وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف السيسي بأنه “ديكتاتوره المفضل”، وذلك في اجتماع الدول السبع الكبار الذي عقد في فرنسا.

وينصح التقرير حكومات الغرب في أمريكا وأوروبا إلى مراجعة هذه المواقف لافتا إلى أن “الصوت العالي في أشرطة فيديو بيتية يمكن أن يؤدي إلى حدوث الكثير من الاضطرابات، ويجب أن يعطي هذا الدول الغربية مساحة للتفكير حول استمرارها في دعم السيسي والرهان عليه”.

تحليل أسباب المظاهرت

ويعزو التقرير أسباب هذه المظاهرات إلى سلسلة من أشرطة الفيديو التي تكشف عن مليارات الدولارات التي تم تبذيرها على مشاريع لإرضاء غرور النظام، ونشرها المقاول والممثل محمد علي، الذي يعيش في المنفى في إسبانيا. مشيرا إلى أن المقاول استخدم لغة تخاطب شريحة مختلفة عن تلك التي تخاطبها القوى السياسية المطالبة بالديقراطية، لا سيما وأنه كشف عن إهدار المليارات على مشروعات بلا جدوى وفساد ضخم تمارسه رأس السلطة ممثلة في السيسي وقادة كبار بالجيش. حيث خسر المقاول الملايين لمشاريع نفذها للجيش، ووصف كيف قام السيسي وحاشيته ببناء فندق بقيمة 13.3 مليون دولار، ما أدى إلى إفلاس شركته، وقال إنه يواصل تبذير مصادر البلاد على بناء قصور بأموال دافعي الضرائب.

وتذكر الصحيفة أن رجل الأعمال، الذي هضم حقه، قدم قائمة بأسماء المسؤولين والمشاريع الضخمة، وشرح كيف قام السيسي وكبار المسؤولين بتبذير الأموال على فندق من سبع نجوم يملكه فرع الاستخبارات، وتحدث عن القصور الرئاسية الشخصية والفلل التي يملكها الضباط الذين ملأوا جيوبهم بالأموال بسبب هذه المشاريع، وقال إن هذه الطغمة حطمت أحلامه وأجبرته على مغادرة البلاد؛ خوفا من استهدافه وعائلته.

ويستنكر التقرير محاولات إعلام العسكر اتهام الإخوان بالوقوف وراء فيديوهات محمد علي، مؤكدا أن الجماعة  التي يعيش أفرادها في المنفى، عانت حركتهم من قمع لا مثيل له بأمر من السيسي، ويعملون ضده منذ الانقلاب عليهم في عام 2013، مستدركا بأن محمد علي، المقاول العادي، لا علاقة له بالإخوان، واستطاع بحكاياته عن الفساد والمؤامرات، التي كشفت عما يجري في داخل النظام، جذب أبناء الشارع بطريقة لم يكن الإسلاميون قادرين على عملها ومنذ سنوات.

كما يشير التقرير إلى مقطع الفيديو الذي بثه الناشط السيناوي مسعد أبو فجر، كشف فيه عن الفساد في الجيش، وحربه ضد الإسلاميين هناك، واتهم فيه نجل السيسي محمود بالإثراء من خلال تجارة التهريب إلى قطاع غزة، وقال إن “التجارة التي تذهب إلى غزة كلها تمر من خلال محمود وخطوطه”، وأضاف أن قائدا آخر في الجيش يقوم ببناء فيلا فاخرة لنفسه.

وتشير الصحيفة إلى أن هذه الاتهامات أثارت غضب الجنود المصريين الذين يعيشون أوضاعا سيئة، مستدركة بأنه رغم الثناء الذي حصلت عليه مصر من المعلقين الغربيين والمسؤولين الماليين، الذين تحدثوا عن نجاح إجراءات التقشف التي طلبها صندوق النقد الدولي، إلا أن تقديرات الحكومة المصرية تشير إلى أن نسبة “32.5”% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، ويقدر البنك الدولي أن نسبة 60% يعيشون في ظروف الفقر.

وينقل تقرير الجارديان عن محللين مصريين قولهم إن رد السيسي على هذه الأشرطة كان تعبيرا عن الطريقة المغرورة التي يتعامل فيها مع القضايا عندما يخاطب المصريين، فقال: “نعم، أقوم ببناء القصور”، وتعهد ببنائها “لكنها ليست باسمي، بل لمصر”، ووفقا للتقرير فإن غرور السيسي يثير أعصاب المصريين من الطبقات الاجتماعية كلها، لافتا إلى أن السيسي وصل إلى السلطة عام 2013،  عبر انقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي؛ ومنذ ذلك الوقت أدار نظاما ديكتاتوريا لم تشهد مصر مثله في تاريخها الحديث، فمنع التظاهرات، وأسكت نقاده وسجنهم، وضيق من مساحة حرية التعبير.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...