بالفيديو.. لماذا تبخّرت وعود السيسي بالرحيل إذا طلب الشعب؟

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات حول وعود رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالرحيل إذا طلب منه الشعب ذلك، وأبدى كثيرون استغرابهم من تبخر هذه الوعود أمام تشبت السيسي بالسلطة إلى أقصى حد ممكن، وقد اغتصبها عبر انقلاب عسكري دموي على المسار الديمقراطي والرئيس المدني المنتخب الشهيد محمد مرسي.

فالسيسي لم يبد تجاوبًا مع الدعوات العارمة التي تطالبه بالرحيل على خلفية اتهامات له بـ”الفساد”، بل على العكس قمعت أجهزته الأمنية المظاهرات المطالبة برحيله.

وتظاهر آلاف المصريين، مساء الجمعة، لمطالبة السيسي بالتنحي؛ وذلك استجابة للدعوة التي أطلقها الممثل والمقاول “محمد علي”، الذي دعا الجيش إلى إجبار السيسي على التنحي.

وسبق أن كرر “السيسي” أكثر من مرة أنه سيرحل فورا إذا كانت تلك إرادة الشعب، لكنّ مراقبين يؤكدون أن “السيسي” كثيرا ما أخلف وعده بالرحيل في مناسبات عديدة شهدت مظاهرات حاشدة تطالبه بالتنحي.

كان أول وعد للسيسي بالرحيل إذا خرجت مظاهرات في مايو 2014؛ ردًّا على سؤال عن إمكانية تحرك الجيش ضده على غرار ما حدث مع الرئيسين السابقين “حسني مبارك” و”محمد مرسي”، فقال إنه لن ينتظر حتى يتحرك الجيش. وأضاف: “لن أنتظر حتى تكون هناك كرة ثالثة، إذا خرج الناس فسأقول أنا تحت أمركم، لن أنتظر الجيش، أنا بخاف على بلدي”.

وفي ديسمبر2015 خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تحدث السيسي عن دعوات المعارضة للتظاهر، وقال: “أنا أتيت بإرادتكم وباختياركم مش غصب عنكم أبدا”. وأضاف أن “الكرامة الوطنية والأخلاقية والإنسانية لا تجعلني أجلس ثانية واحدة ضد إرادة الناس”. وأقسم السيسي ثلاثًا “والله والله والله ولا ثانية واحدة ضد إرادة الناس، لو كانت إرادة المصريين من غير ما ينزلوا”.

وفي أبريل 2017، ردًّا على سؤال خلال مؤتمر للشباب: ماذا سيفعل حال عدم نجاحه في الانتخابات الرئاسية؟ أقسم رئيس الانقلاب أنه لن يجلس ثانية واحدة ضد إرادة المصريين. وقال: “قسما بالله العظيم لو المصريين مش عاوزين، لن أجلس ثانية في المكان ده، لا أسمح لنفسي ولا أقبل أن أكون في مكاني رغما عنكم”.

وفي مايو 2018 خلال الرد على انتقادات المصريين لقرارات الإصلاح الاقتصادي التي زادت معاناة الفقراء والطبقة المتوسطة، أكد “السيسي” أنه سيرحل لو طلب المصريون ذلك. وقال: “لو لم أتخذ تلك القرارات فلن يأخذها غيري؛ لأن الكل متخوف أن يخرج الناس ويقولوا ارحل”، مضيفا: “لكن أنا لو حد قالي ارحل هأقول السلام عليكم”.

وتفاعلًا مع وعد “السيسي” بالرحيل إذا طلب المصريون، دشن ناشطون وسمًا بعنوان “ارحل يا سيسي” الذي تصدر لأول مرة مواقع التواصل الاجتماعي أياما عدة.

لكن رئيس الانقلاب عبّر عن غضبه البالغ من الوسم، وقال في يوليو 2018: “لما أخرجكم من العوز وأجعلكم أمة ذات شأن تعملوا هاشتاج ارحل يا سيسي، أزعل ولا مزعلش”. وفي يناير 2019، كرر “السيسي” وعده بالرحيل خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي “إيمانويل ماكرون”. وأكد “السيسي” أنه يقف في موقعه الرئاسي بإرادة المصريين، وأنه على استعداد لمغادرة المنصب فورًا إذا طلبوا منه ذلك، مضيفا: “أريد أن أطمئنكم.. أنا لا أخجل من أن تكون الغالبية المصرية ترفض وجودي، أنا هنا بإرادة مصرية، ولو صارت غير موجودة فسأتخلى عن موقعي فورا”.

وتساءل نشطاء: أين هذه الوعود؟ ولماذا تبخرت؟ مؤكدين أن رئيس الانقلاب احترف الكذب من أجل تسويغ بقائه في السلطة التي اغتصبها عبر انقلاب عسكري مكتمل الأركان.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...