ذهبت ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في بداية الحراك الثوري ضد زوجها الديكتاتور إلى البنك المركزي لأخذ سبائك من الذهب، لكن محافظه رفض ذلك، فاتصلت بزوجها بن علي، الذي رفض الأمر في البداية أيضا، قبل أن يوافق لاحقًا، وتوجهت ليلى إثر ذلك إلى دبي.
وحسب المعطيات التي نقلتها صحيفة “لوموند” الفرنسية عن مسئول فرنسي، يبدو أن ليلى الطرابلسي حملت معها طنًّا ونصف الطن من الذهب، بقيمة تبلغ 60 مليون دولار، وذلك غيض من فيض فساد أسرة المخلوع التونسي الراحل زين العابدين، والذي توفي أمس في المملكة السعودية.
زوجات الشر..!
وعلى مر التاريخ من ماري أنطوانيت مرورا بليلى بن علي، ووصولا إلى انتصار زوجة جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، تساهم زوجات الديكتاتوريين في تأجيج غضب الشعوب وإشعال فتيل الثورات، ويقول التونسيون ان امرأتين أفضتا إلى سقوط الرئيس زين العابدين بن علي، الطاغية الذي سيطر على تونس 23 سنة، الأولى شرطية بسيطة، صفعت محمد بو عزيزي وصادرت ملكه، والمرأة الثانية، وهي رمز الفساد وغرض كراهية التونسيين، هي ليلى بن علي.
في 14 يناير من عام 2011، هرب الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي 82 عامًا إلى السعودية، بعد أن أبلغته حاشيته في القصر أن المظاهرات أمام وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تتوجه نحو قصره في ضاحية قرطاج، وهو أمر لم يحدث، لكن تلك المعلومة الكاذبة جعلته يغادر صحبة عدد من أفراد أسرته القصر على جناح السرعة على أمل العودة حين تهدأ الأوضاع، لكنه لم يعد.
ليلى الطرابلسي، أطلقت عام 2012 كتابًا بعنوان “هذه حقيقتي”، رفضت فيه الاتهامات التي وُجهت لها ولنظام زوجها الرئيس التونسي السابق بالفساد والديكتاتورية، تضمن الكتاب أربعة محاور رئيسية وقررت أن تبدأه بـ”آخر يوم في نظام بن علي”، واللحظات الأخيرة لهم في تونس قبل أن تطوي الثورة التونسية صفحة بن علي التي دامت 23 سنة.
وفي الفصل الثاني، تحدّثت الطرابلسي عن سيرتها الذاتية، انطلاقًا من طفولتها وصولاً إلى حصولها على لقب “سيدة تونس الأولى”، فيما تناول المحور الثالث الفترة التي قضتها مع بن علي حين كان في السلطة، مُسلطة الضوء على تفاصيل ملفات اتهمت فيها بـ”استغلال النفوذ” وقدّمت روايتها لما حدث. أما الفصل الأخير، فحكت فيه عن حياتها “الجديدة” في منفاها بالسعودية.
بُرنس الشيطان
ومن تونس الثورة والحرية إلى مصر المنكوبة بالانقلاب؛ حيث كشفت فيديوهات بثها المقاول والفنان “محمد علي” أن سلطات الانقلاب طلبت منه في أثناء عمله على بناء المشروع، أن يبدأ بمشروع آخر، وهو تشييد قصر لجنرال إسرائيل السفيه السيسي في شاطئ المعمورة بالإسكندرية، بعد هدم قصر سابق كان مكانه، شيَّده المخلوع حسني مبارك.
وقيل له إنه بحاجة إلى إنهاء المشروع خلال فترة قصيرة؛ لأن السفيه السيسي يعتزم أن يخرج إليه في عطلة عيد الأضحى، وبيَّن أن انتصار السيسي رفضت قضاء عطلة العيد في قصر المنتزه الرئاسي الذي كانت سوزان مبارك تقضي فيه عطلاتها، وأمرت ببناء استراحة رئاسية جديدة بلغت تكلفة إنشائها فقط 250 مليون جنيه، غير ثمن الأرض وتكلفة التأسيس والديكورات، ثم طلبت تعديلات بلغت تكلفتها 60 مليون جنيه.
كذلك كشف عن مساهمته في أعمال بناء وتجهيز قصور وفيلات غير معلنة، ومخصصة لإقامة السفيه السيسي وأفراد أسرته، تشمل فيلات في “مراسي”، وأخرى في “مرسى مطروح”، بالإضافة إلى قصر وخمس فيلات في منطقة الهايكستب، تم ربطها جميعا بأنفاق، تؤدي إلى مبان إدارية، يعمل بها رجالات السيسي في الجيش وأفرعه العسكرية.
بالإضافة إلى إعادة بناء منزل كبير في منطقة “الحلمية”، كان المشير “عبد الحكيم عامر”يمتلكه، وذلك في الفترة التي تقلد فيها السفيه السيسي منصب وزير الدفاع؛ حيث لم تمنعه الأحداث الدامية التي كانت تمر بها البلاد، ومنها مذبحة الاتحادية، من أن يباشر بنفسه أعمال بناء وتجهيز المنزل.
بل أمر السفيه السيسي باستدعاء المقاول، كي تبلغه السيدة “انتصار” بالتعديلات المطلوبة، وأوضح “علي” أنه شاهد السفيه السيسي وهو يتجول في القصر، مرتديا (البورنس)، ولم يعبأ بالدماء التي تراق على بعد أمتار منه، وكان شغله الشاغل هو تجهيز المنزل وحشده بمتطلبات زوجته من الرفاهية والكماليات.
وهو ما يميط اللثام عن جانب شديد الظلمة، في شخصيتي قائد الانقلاب والسيدة حرمه، ويوضح النهم العجيب لديهما، والرغبة المفرطة في الامتلاك والاستحواذ، مع تبلد بالمشاعر، وانفصال تام عن الواقع المحيط بهما، فهل تطيح بهما أحداث الجمعة؟!