الإرهاب.. حبال سحرة فرعون التي أكلتها فيديوهات محمد علي

يستطيع المتتبع للخطاب الرسمي لنظام الانقلاب العسكري في مصر وقائده الجنرال عبد الفتاح السيسي، أن يرصد عدة ملامح لذلك الخطاب، وأوجه تشابهه مع خطابات غيره من الطغاة الذين عرفهم التاريخ الإنساني وعانت منهم البشرية، ومنهم فرعون موسى.

ذلك الخطاب الذي يحمل سمات العصابة المستبدة، ويهدف في الوقت ذاته إلى تجميل صورة الحاشية، واستقطاب الشعب من خلال رموز رسمية لسلطة الانقلاب، أو من خلال إعلاميين ومثقفين ورجال دين موالين له.

ومن أبرز ملامح ذلك الخطاب: الاستبداد بالرأي، والاستخفاف بعقول الجماهير، والتظاهر بالإصلاح، واعتماد سياسة البطش، وإشاعة الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، ومحاولة التحكم في العقيدة الدينية لتناسب مصالح ذلك النظام.

فرعون 30 يونيو

وبعدما جمع فرعون السحرة من الإعلاميين والسياسيين ورجال الأعمال الفسدة وفوقهم جنرالات العصابة، وألقوا الحبال والعصيّ وسحروا أعين المصريين في 30 يونيو 2013، وخُيّل للمصريين أن هذه الحبال تتحرك وتهتز وتسعى، وأنها توشك أن تأكل ثورة 25 يناير.

عادت المعجزات لسابق عهدها وألقت الأقدار للمصريين عصا فيديوهات بثها المقاول محمد علي، فابتلعت كل الحبال والعصي، وعندها أيقن سحرة الفرعون أن ما جاءت به الأقدار حقٌ وليس بسحر، وأن استمرار الانقلاب باطل.

ولا تختلف الملاحم التاريخية كثيرا إلا في بعض التفاصيل، فمع عدم وجود نبي الله موسى عليه السلام إلا أن الفراعين لا تنتهي، مستقوية بالمؤسسة العسكرية التي غمروها بالفساد وإهدار أموال مصر تحت مسمى “حماية مصر”.

وعلق الفنان والمقاول محمد علي، على تبرير جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، في مقطع فيديو نشره، وقال إن السفيه السيسي يصدر للمصريين “وهم محاربة الإرهاب” لتبرير الفساد، مؤكدا أن الأمان في مصر وهمي، ودخول الجماعات المسلحة لسيناء التي يتذرع بها السيسي يكشف سوء إدارته وفشله في حماية البلاد.

وأضاف علي، موجهًا حديثه للسفيه السيسي: “عارف إنك مخضوض ومرتجف وأسلوبك رخيص”، وحذر السفيه السيسي خلال فعاليات مؤتمر الشباب، مما اعتبره “مؤامرة” لـ”تشويه جهود الجيش”، وتغيير حكم مصر.

فكما خاطب فرعون قومه تارة بقوله “أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى”، وتارة بقوله “مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي”، يخاطب السفيه السيسى شعب مصر، مُدعيًا أنه طبيب الفلاسفة والأجدر على فهم مشكلات مصر والأقدر على حلها، ويطالبهم بألا يستمعوا إلى أحد غيره.

ثم يأتي من بعد ذلك أذناب عصابة الانقلاب ليتفننوا في محاولة تثبيت تلك الصورة في أذهان الجماهير بخداعهم وتزييف وعيهم، وشيطنة وتخوين كل من يشكك في تلك الادعاءات أو يطالب بترجمة ذلك على أرض الواقع، بما ينعكس على جودة الحياة في مصر، وكما قال فرعون من قبل “أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي”.

عاقبة المفسدين

وقال السفيه السيسي، في جلسة مؤتمر الشباب الأخير: “أقول للمصريين عندكم خياران.. يا تستسلموا لهم ويحكموا مصر أو توقفوا”، مؤكدا أنهم يريدون أن “يسقطوا مصر”، دون أن يتهم أحدا بشكل مباشر، وأضاف: “طاب حد ييجي يشوهك ويقلقك ويضيع القيمة العظيمة اللي بيعملها الجيش في مصر”.

ونفى السفيه السيسي ما ردده “علي” عن تركه والدته بالمستشفى عقب وفاتها لعدة أيام حتى يتسنى له افتتاح تفريعة لقناة السويس، في أغسطس 2015، أو أن يكون قد قام بتشييد مدفن لها على حساب الدولة.

وتابع: “والله هذا كذب وافتراء، والله هذا كذب وافتراء، وهذا أمر كان يشغلني وأنا لابد أن أرد عليه”، وأقر بالفعل بتشييد قصور رئاسية جديدة، لكنه قال إن ذلك “ليس لصالحه ولكن لأجل مصر الكبيرة التي ستبهر العالم”.

وقال إنه وفريق عمله في رئاسة الانقلاب يتناولون طعامهم على حسابهم الشخصي، زاعما أن كل الهدايا التي وصلت له تم وضعها في متحف، وأكد أنه “لن يخيفه أي حديث بالباطل ولن يرهبه”، مشددا على أنه “لن يسمح في مؤسسات الدولة بوجود شخص غير جيد”.‎‎

ورغم مرور أكثر من ست سنوات على اغتصاب السفيه السيسى للسلطة في مصر بفعل الانقلاب العسكري، تزداد الأمور سوءا يوماً بعد يوم، بشكل تحولت معه حياة المصريين إلى معاناة مزمنة من ارتفاع جنوني في الأسعار، وتدهور في كل القطاعات الخدمية من تعليم وصحة ومرافق وغيرها، وتضخم الديون بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر، وتدنى حالة الاقتصاد، فضلا عن انتهاكات حقوق الانسان المعروفة للقاصي والداني.

وفيما وصفت مشاهد استخدام فرعون للبطش بآيات قرآنية منها “فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ”، و”وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ”، وقول فرعون “وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ”، يتضح أن أوجه التشابه المتعددة بين الخطاب الرسمي للانقلاب العسكري وخطاب فرعون موسى، وكذلك تشابه طبيعة هذين النظامين، لا سيما من حيث الفساد والظلم، قد تفضي إلى احتمال تشابه نهايتهما أيضا لتكون عبرة لمن يعتبر، أو كما تقول الآية القرآنية “فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...