د.محمود حسين: المرحلة الحالية تتطلب أعلى درجات اليقظة من الإخوان لمواجهة التحديات

قال الدكتور محمود حسني، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين: إن منهج الإخوان منذ التأسيس إلى ما شاء الله سيظل واضحًا ومحددًا، لم ولن يعتريه تحويل ولا تحريف.

وتطرق إلى مقولة إن “إخوان اليوم يختلفون عن إخوان الأمس، وإن هناك اختلافا على ما أسسه منهج الإمام البنا قديمًا، معترفا أن هناك متغيرات فى الوسائل والإجراءات، لكن هناك ثبات فى الثوابت والمنطلقات لم تتغير”، فضلا عن تطرقه كذلك إلى أن “الإخوان لا يقدسون أحدًا من كلام الإمام البنا نفسه.. كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم”.

وفي الجلسة الثانية للمؤتمر الذي عقدته الجماعة اليوم بإسطنبول تحت عنوان “أصالة الفكرة واستمرارية المشروع”، قال الأمين العام للجماعة: إن “إبقاء مصر في حالة ضعفها وتخلفها لم يكن أمرًا يخص عسكر مصر وأعداء الديمقراطية في الداخل وحدهم، بل يقوده ويسانده دول من الجوار الإقليمي ومن المحيط العالمي، وتبلورت رؤية واضحة لدى الجماعة بأن الحملة الضارية لاغتيالها معنويًّا واستئصالها كليًّا، إنما جاءت بدافع كراهية النموذج الإسلامي في الحكم، بل كراهية الإسلام ذاته، باعتباره مهددا لمصالح الفسدة في الداخل ولقوى الهيمنة والاستكبار في الخارج، كما أنه مهدد وجودي للكيان الصهيوني، ولذلك سارعوا لإسناد الانقلاب وإضفاء شرعية مزيفة عليه، وغضوا الطرف تماما عما حدث وما يحدث في مصر من جرائم ممنهجة تمارسها السلطة العسكرية وأجهزة الدولة بحق المواطنين المعارضين”.

الإخوان فى قلب الحدث

وأشار حسين إلى أن الإخوان لم يكونوا فى يوم من الأيام بمعزل عن الأحداث من تاريخ مصر، بل كانوا فى قلب الحدث يحاولون بالطرق الشرعية والدينية تطهير الأمر، وذلك من خلال آليات ومفهوم ديني واسع وعلمي متخصص.

وتطرق الأمين العام لجماعة الإخوان إلى تأصيل فكرة ودعوة الإخوان، حيث قرأ عددا من رسائل وأفكار الإمام البنا، ثم عاد فقارن بينها وبين ما يحدث اليوم، مشيرا إلى أن الواقع هو بين الأمس واليوم، بل ربما أسوأ.

وفسر الهجوم المستمر على جماعة الإخوان المسلمين فى جميع العهود السابقة والحالية، بأن الإخوان مشروعها محاربة الفساد والظلم، وأن المشروع الذى تنتهجه الجماعة جاء بما لا تشتهي الأمم الظالمة للحق والشرع، كما أنه مهدد وجودي للكيان الصهيوني.

هدف الإخوان

وأكد أنه من خلال راصد دولي كشف عن أن شعبية جماعة الإخوان فى ارتفاع، وليس كما يشاع أن شعبيتها انخفضت لأدنى مستوياتها. مستشهدا بأن هدف الإخوان هو التغيير، كما قال الإمام البنا فى هذا التغيير: “إن فكرة الإخوان يمكن أن توضح فى جملة واحدة: “إننا نريد أن نُحقق رسالةَ الإسلام؛ لأن الإسلامَ رسالةٌ هي أكمل وأوسع وأتم الرسالات الكبرى، لم ترَ الدنيا في تاريخ الرسالات أحسن ولا أتم بالخير والعدل والرحمة منها، ونحن نريد أن ينتفع الناس من هذه الرسالة الكاملة التي تسوق إليهم الغير سوقًا، وقد تلمس ما في هذا الخير من الطمأنينة والرضا، وما يشعر به الإنسان شعورًا يريح نفسه”.

نعم للسلمية

وأشار الأمين العام إلى أن جماعة الإخوان بريئة من ادعاءات العنف والإرهاب؛ لأنه ليس أمر سياسة أو مناورة، بل أمر دينٍ وعقيدة، يلقى الإخوان المسلمون ربهم “يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم”.

وأكد الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن المرحلة الحالية التي يعيشها الإخوان المسلمون تتطلب أعلى درجات اليقظة فيما يتعلق بقضية الإصلاح والتغيير، خاصة مع التحديات الجمة التي يواجهها الإخوان والحركة الإسلامية بشكل عام، فبعد أن خاض الإخوان تجربة ديمقراطية حقيقية في مصر بعد ثورة يناير 2011، وصلت بهم إلى سدة الحكم عام 2012، هالهم حجم الفساد الذي ينهش مؤسسات الدولة ويلتهم ثروات الشعب، وحاولوا الإصلاح ما استطاعوا، ولكن هذه الرؤية الإصلاحية اصطدمت بمنظومة الدولة العميقة التي عجلت بانقلاب عسكري على الرئيس المنتخب ديمقراطيا. ثم عادت بالبلاد إلى ما كانت عليه-بل أسوأ- من توغل للفساد والاستبداد في كل أركانها.

جوانب نظرية وعملية

وأوضح أن هذه الدراسة “منهج الإخوان المسلمين في الإصلاح والتغيير”، تتناول الجوانب النظرية والعملية في أساليب التغيير التي ينتهجها الإخوان، وتضم 14 فصلا تغطي المفاهيم النظرية والجوانب العملية لعملية الإصلاح والتغيير، وتشمل: معنى الإصلاح والتغيير وغايته عند الإخوان، خصائص الإصلاح والتغيير وفق القرآن والسنة، منهج الإمام البنا فى الإصلاح والتغيير، موقف الإخوان من الثورة والتغيير العنيف، منهجية الإخوان فى إصلاح الفرد والمجتمع والدولة والأمة، توظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة الدعوة للإصلاح والتغيير، بناء النموذج للاقتداء.

كما تشمل: استعادة رسالة المسجد كمحضن للتوعية والتثقيف والتزكية والتعبئة الفكرية، دور منظمات المجتمع المدني في الإصلاح والتغيير، التصدى للغزو الفكرى والثقافى كأحد مستلزمات الإصلاح والتغيير، الإصلاح والتغيير على مستوى الدولة والأمة، العمل لترسيخ مناخ الوحدة المجتمعية في الفكر والممارسة والسعي لتجميع القوى الحية في المجتمع على القواسم المشتركة، القيام بدور طليعي في تحشيد القوى السياسية والشعبية لمضاعفة الضغط على السلطة لأجل الإصلاح والتغيير،  وأخيرا.. الاستخدام التدريجي والسلمي لوسائل الضغط الشعبي وصولا للتغيير المنشود.

وأوضح د. محمود حسين أن منهج التغيير لدى الإخوان واضحة معالمه، محددة مراحله، حيث يقول الإمام البنا في رسالة “إلي أي شئ ندعو الناس؟”:”إن تكوين الأمم وتربية الشعوب وتحقيق الآمال ومناصرة المبادئ تحتاج من الأمة التى تحاول هذا أو من الفئة التى تدعو إليه على الأقل إلى قوة نفسية عظيمة، تتمثل في عدة أمور: إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف، ووفاء ثابت لا يعدو عليه تلون ولا غدر، وتضحية عزيزة لا يحول دونها طمع ولا بخل، ومعرفة بالمبدأ وإيمان به وتقدير له، يعصم من الخطأ فيه والانحراف عنه والمساومة عليه والخديعة بغيره “.. «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ».

اشتراك فاعل

وأشار إلى أن الإمام حسن البنا قرر لتحقيق هذه الغاية القيام بنشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ومن خلال الاشتراك الفاعل فى الحياة السياسية، فيقول: “أما وسائلنا العامة فالإقناع  ونشر الدعوة بكل وسائل النشر، ثم النضال الدستورى، حتى يرتفع صوت هذه الدعوة فى الأندية الرسمية وتناصرها وتنحاز إليها القوة التنفيذية”.

وهذه الوسائل السلمية جذرية في الإصلاح وثورية في مواجهة الظلم والفساد، يقول الإمام : ”أما كيف نتخلص من ذلك؟ فبالجهاد والكفاح, ولا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة, فنخلص من ذلك كله بتحطيم هذا الوضع الفاسد وأن نستبدل به نظامًا اجتماعيا خيرا منه, تقوم عليه وتحرسه حكومة حازمة، تهب نفسها لوطنها، وتعمل جاهدة لإنقاذ شعبها, يؤيدها شعب متحد الكلمة متوقد العزيمة قوي الإيمان”.

وقال د. محمود حسين في كلمته: “قد جمع مؤسس الدعوة الإمام البنا- يرحمه الله- بين العلم الغزير بالكتاب والسنة وبماضي الأمة وتراثها، والإلمام بالواقع المحلي والعالمي “فأدرك بدقّة مواطن الداء وأعدَّ لها ما يُناسب من الدواء، وساعده على ذلك معرفته الواسعة الدقيقة بالنفس الإنسانية وبسنن الله في الكون والمجتمع والعلاقات البشرية”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...