شاهد| كيف تحوّل الجيش إلى شركة مسلحة عسكرية؟

يومًا بعد الآخر يزداد تغول الجيش المصري على اقتصاد البلاد، فامتدت يده لمختلف القطاعات والمجالات، مستحوذًا على أكثر من نصف الاقتصاد المصري.

وتتوسع إمبراطورية الجيش المصري من خلال 5 أجهزة هي: وزارة الإنتاج، والهيئة القومية للإنتاج الحربي، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والهيئة الهندسية، والهيئة العربية للتصنيع .

وبحسب تقرير بثّته قناة “وطن”، امتدت أذرع الأخطبوط العسكري- عبر هذه الأجهزة الخمسة- إلى مختلف القطاعات، من البناء والنظافة إلى الزراعة والمنتجات الغذائية، وكذلك الإنشاءات والطرق والجسور، وتصنيع مكيفات الهواء، وتوريد الأدوية للجامعات، ما يعني أنه بات متغولًا في كل القطاعات.

ومن أبرز تلك القطاعات التي تمس حياة المواطن العادي، والتي تأثرت بشدة نتيجة تغول الجيش هو المجال الزراعي، الذي توسّع الجيش في الاستثمار فيه، فانتشرت شركات التصنيع الزراعي مثل مصانع صلصة الطماطم ومنتجات الألبان وأعلاف الماشية والأسماك والبصل المجفف، وشركة الملكة لإنتاج المكرونة، وسيناكولا للمياه الغازية، إضافة إلى قطاع الأمن الغذائي الذي يمتلك عددًا كبيرًا من مزارع الإنتاج النباتي كالخضراوات، وكذلك الإنتاج الحيواني والدواجن والمجازر، وكذلك وحدات إنتاج الألبان ومجمعات إنتاج البيض والأسماك وغيرها.

الغريب أن الأسعار ارتفعت بشدة بعد اقتحام الجيش لتلك المنتجات، وهو ما كان واضحًا بشدة بعد أزمات مفتعلة أدت إلى ارتفاع الأسعار بشدة في حليب أطفال الرضع، وتبعه اختفاء السكر، لتنكشف الحقيقة بعد تدخل الجيش وتوريده كميات هائلة من السلعتين بأسعار مضاعفة.

المجال الصحي أيضًا لم يتركه العسكر، فتم توقيع اتفاق بين وزارتي الصحة والإنتاج الحربي لإنشاء أول مصنع لإنتاج أدوية السرطان في مصر، وكذلك اللقاحات، يتبع ذلك اعتزام الجيش إنشاء مصنع للسرنجات ذاتية التدمير.

في قطاع المقاولات، تتنافس شركتان كبيرتان تابعتان للجيش على سوق الإنشاءات في مصر، هما الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات، والشركة الوطنية للطرق والكباري، حيث تحتكر الشركتان حصة الأسد من العمليات الإنشائية في السوق المصرية، وهو ما أضرّ بالشركات العاملة في قطاع المقاولات والإنشاءات بشدة.

وفي مجال الصناعات الثقيلة توسّع النشاط العسكري عقب انقلاب 3 يوليو عام 2013، وهو ما أضرّ أيضا بالشركات الكبرى العاملة في المجال مثل القومية للإسمنت، بالإضافة إلى تهديد صناعات استراتيجية أخرى كالحديد والأسمدة.

وهكذا تحوّل الجيش المصري بعد الانقلاب إلى شركة مسلحة عسكرية استثمارية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...