أطماع الإمارات في اليمن.. هل تدفع الرياض للتحالف مع الأتراك؟

الوضع في اليمن فعليًّا الآن يدور في زخم بين تناقضات سعودية وهيمنة إماراتية، باتجاه مصالحها في السيطرة منفردة على نحو 180 جزيرة منتشرة في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، علاوة على أرخبيل سقطرى، وأرخبيل حنيش الكبرى والصغرى، وأرخبيل كمران، وأرخبيل ميدي، وجزيرة ميون، وعبد الكوري، وغيرها من الجزر، وهذه ثروة طبيعية وسياحية لليمن.

ومن بين آثار هذه السياسة الاستعمارية ما قاله وزير النقل اليمني: إن “الإمارات بدأت خلال الأيام الماضية بتسيير رحلات من وإلى مطار الريان الدولي بمحافظة حضرموت بدون تنسيق معنا”.

وكشف الوزير صالح الجبواني، عبر حسابه على مواقع التواصل، عن أن الإمارات تُهرب الأسلحة عن طريق الميناء، وقال: “بدأت الإمارات خلال الأيام الماضية بتسيير رحلات من وإلى مطار الريان بدون أي تنسيق مع وزارة النقل، وهي تقوم أيضا باستخدام موانئ البلاد بجلب الأسلحة للمتمردين في عدن.. قريبا سنضع هذه التجاوزات على سيادة الدولة على طاولة الإيكاو والمنظمة البحرية الدولية والهيئات الدولية ذات العلاقة”.

التحالف مع الأتراك

هذا ما طرحته دورية “فورين بوليسي” التي تصدر عن مراكز أبحاث تتبع الخارجية الأمريكية، ورأت أن الوضع في اليمن يختلف عما استطاعت الإمارات فعله في مصر قبل ست سنوات، وتحديدا في يوليو 2013.

وقالت إنه في اليمن اصطدمت استراتيجية الإمارات بجدار حاسم، يتمثل في إعلان انسحابها من حرب اليمن، التي شنتها مع السعودية في 2015.

وادعت أنها تركز على الاستقرار ومكافحة الإرهاب، في وقت أطلق المسئولون الإماراتيون نغمات تصالحية تجاه إيران.

في النهاية كان إعلان الانسحاب بدافع الخوف أن تكون الإمارات مسئولة أمام المحاكم الأمريكية عن أعمال الإرهاب المحتملة التي يقوم بها المتمردون المتحالفون، بحسب المجلة.

غير أن الانتقادات الأمريكية في الكونجرس كان يقف أمامها تحالفها مع السعودية، كما أن كبار المسئولين الإماراتيين والمصادر المقربة منهم لا يزالون يعتقدون أنهم قادرون على التغلب على العاصفة المرتبطة بالحرب اليمنية وغيرها من السلوكيات السعودية الخاطئة.

إلا أن خشية الإمارات من تحالف سعودي تركي أو سعودي قطري هو ما جعل الإمارات مترددة في التخلي عن السعوديين، خوفًا من متابعة مصالحهم الوطنية، بما في ذلك إصلاح العلاقات مع الخصوم مثل تركيا وقطر. وهو لا يزال السيناريو الدبلوماسي الأسوأ من منظور دولة الإمارات.

وقالت فورين بوليس، إن الإماراتيين يعتبرون تحالفهم الوثيق مع السعودية منذ عام 2015 ضد جماعة الإخوان المسلمين، لكنها استدركت أنه في اليمن حاول السعوديون إقناع الإماراتيين بالعمل مع حزب الإصلاح اليمني، وهو الجهد الذي أدى إلى لقاءات بين قادة الحزب وحاكم الأمر الواقع في الإمارات محمد بن زايد الذي جعل مهمة حياته سحق الإخوان المسلمين في كل مكان.

الإمارات رعت اغتصاب الرجال

ووثق تقرير للخبراء الدوليين بالأمم المتحدة بشأن اليمن، ما لا يقل عن 12 حالة اغتصاب لستة رجال وفتى واحد، في أماكن احتجاز ومعتقلات تابعة لدولة الإمارات في اليمن، فضلا عن اعتداءات جنسية أخرى تعرض لها المعتقلون، سواء باغتصاب فعلي فردي أو جماعي.

وقدرت ميليسا باركي، عضو الفريق الأممي المعني برصد انتهاكات حقوق الإنسان باليمن، حصيلة القتلى من المدنيين جراء الحرب المستمرة هناك منذ عام 2015 بعشرات الآلاف، أي أكثر بكثير مما تظهره الأرقام الرسمية. وأكدت توثيق حالات تعذيب واغتصاب تورطت فيها الإمارات والقوات التي تدعمها.

وأوضحت أن هناك 24.1 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة عاجلة للمساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة، مضيفة أن قصف قوات التحالف لمركز علاج الكوليرا التابع لمنظمة “أطباء بلا حدود” يمكن اعتباره جريمة حرب محتملة.

باركي قالت، في حوار مع الأناضول، إن التونسي كمال الجندوبي- الذي يترأس الفريق الأممي- سلم في أغسطس الماضي “قائمة سرية” للأمم المتحدة، تضمنت أسماء أشخاص من حكومة اليمن والسعودية والإمارات، يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب.

المسئولة الأممية أشارت أيضًا إلى وجود مراكز اعتقال سرية يصعب الوصول إلى بعضها،  وأن دولة الإمارات تقوم بتعذيب كافة المعتقلين بما في ذلك النساء. كما أنهم يقومون في بعض الأوقات بالاعتداء الجنسي على المعتقلين. وقمنا بتوثيق حالات اغتصاب نفذتها القوات المدعومة إماراتيًا”.

الإمارات مولت القاعدة

وكشفت صحيفة “الواشنطن بوست”، في تقرير نشرته الإثنين 9 سبتمبر، عن أن دولة الإمارات زودت مليشيات مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن بأسلحة أمريكية الصنع، مشددة على ضرورة عدم تجاهل الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي تمارسها الإمارات في اليمن وليبيا وعدد من البلدان العربية.

وأرسل السيناتور الديمقراطي روبرت مينينديز، الأسبوع الماضي، خطابًا إلى وزير الخارجية، مايك بومبيو، يحذر فيه من أن الولايات المتحدة “قد تكون ملزمة بموجب القانون بإنهاء جميع مبيعات الأسلحة إلى الإمارات العربية، معتبرة خطوة مينينديز بأنها أظهرت أن الوقت قد حان لواشنطن لإطلاق إصلاح جذري لعلاقتها بأبو ظبي.

وأوضحت الواشنطن أن استعلام مينينديز يأتي بعد أيام من الكشف عن وصول صواريخ أمريكية مضادة للدبابات ذات تقنية عالية تم بيعها إلى الإمارات إلى أيدي قوات المتمردين الليبية التي تقاتل للإطاحة بالحكومة المعترف بها من الولايات المتحدة في طرابلس.

وأضافت: الإمارات متهمة حاليًا بتزويد الميليشيات المرتبطة بالقاعدة في اليمن بأسلحة أمريكية الصنع، بالإضافة إلى دعم الطغمة العسكرية التي قمعت بعنف الأطراف المؤيدة للديمقراطية في السودان.

وأكدت الواشنطن بوست أن كل تلك الأفعال تؤكد أن أبو ظبي هي حليف غير موثوق به بشكل كبير.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...