تفاصيل مروعة عن مقتل 10 مواطنين في سقوط “ميكروباص” من أعلى محور “صفط”

كان مجدى شحاتة البربري يجلس بحجرة الصالون داخل شقته، وفوجئ بارتطام شديد بالشرفة، كاد الرعب يقضى على أفراد أسرته، عندما شاهدوا سيارة ميكروباص تسقط من أعلى المحور وتصطدم بالشرفة المواجهة للمحور: “افتكرنا العربية هتدخل جوا.. كل واحد فينا جري في حتة.. أول مرة نشوف المشهد دا”.

لكنّ ما حدث أن الميكروباص اصطدم بالشرفة، فحطم واجهتها ومنشر الغسيل، وسقط الميكروباص أمام محيط العقار، ليتحول إلى قطع خردة، ويفزع الجميع من هول المشهد غير المألوف- حسب البربري.

بهذه الصورة المروعة، لقي 10 مصريين مصرعهم، وأصيب 4 آخرون بإصابات بالغة، مساء أمس الأربعاء، إثر سقوط سيارة أجرة “ميكروباص” من أعلى محور “صفط اللبن” بمحافظة الجيزة، على منطقة شعبية تكتظ بالمحلات التجارية، نتيجة اختلال عجلة القيادة في يد السائق، وضعف سور الجسر المصنوع من الحديد، فضلا عن امتداد المعرجات الحادة على طول الجسر.

الحادث أدى إلى تعطل حركة المرور تماما على الجسر لمدة تجاوزت الساعة، إلى حين انتهاء إدارة المرور من رفع حطام الحادث، وتسيير حركة السيارات، مع العلم أن الحادث ليس الأول من نوعه، وتكرر مرات عديدة خلال الأشهر الأخيرة على طول الجسر، الذي يربط مناطق الدقي والبحوث مع الطريق الدائري؛ بسبب ضعف السور الحديدي المحيط به.

وتقول الدكتور جيهان شحاتة، مديرة مستشفى بولاق الدكرور: إن إدارة المستشفى تلقت إخطارًا بانقلاب سيارة ميكروباص على محور صفط اللبن، ووصل للمستشفى 4 مُصابين، و9 جثث هامدة، من بينها سائق السيارة، وضمن الجثث الـ9 جثة مجهولة.

وذكر الدكتور رضا محمد حسن، مدير إدارة الطوارئ بمديرية الصحة بالجيزة، أن المصابين الـ4 حالاتهم مستقرة، فيما عدا وليد عبد الرحمن توفيق- 35 سنة، وهو يتلقى العلاج اللازم بالمستشفى، مشيرًا إلى أن الإصابات تنوعت ما بين: «جروح وخدوش وكدمات بالوجه، والرأس، ونزيف الداخلي بالمخ، وشروخ بالجمجمة».

وأشار إلى أن سائق الميكروباص يُدعى حلمى محمود عواد، 63 سنة، ويقطن بمنطقة بين السرايات، وأن الضحايا من مناطق: صفط اللبن، وكرداسة، والمعتمدية.

ليست الحادثة الأولى

ويمثل الجسر تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين المقيمين أسفله، لا سيما أن تلك المناطق تكتظ بالمدارس والأسواق الشعبية، في الوقت الذي تتجاهل فيه محافظة الجيزة وضع مصدات خرسانية على طول الجسر، والذي شهد واقعة مماثلة في 18 نوفمبر الماضي، حين لقيت سيدة حامل مصرعها برفقة زوجها أثناء شرائهما البطاطس. وسقطت أجزاء من سور الجسر على الزوجين الموجودين في أحد الأسواق الشعبية بمنطقة بولاق الدكرور، جراء اختلال عجلة القيادة من يد خطيب مسجد، واصطدام سيارته بسور الجسر، ما أدى إلى سقوط قطعتين منه على المارة أسفل الجسر، ووفاة الزوجين في الحال.

كما سقط ميني باص، في 31 أغسطس 2018، من أعلى المحور على أحد الأكشاك، ما أسفر عن مصرع مواطن، وإصابة 3 آخرين، وهو ما سبقه حادث سقوط سيارة نصف نقل ومصرع سائقها، علاوة على سقوط سيارة خاصة، وإصابة سائقها، ومواطن آخر تصادف مروره في العام نفسه.

ولطالما طالب أهالي المنطقة الواقعة أسفل المحور المسئولين بحكومة الانقلاب بتأمينهم، من خلال وضع حواجز خرسانية بدلا من السور الحديدي، لمنع سقوط السيارات من الأعلى على المارة، في ضوء تكرار خسائر الأرواح، وتعدد الحوادث بسبب تهالك السور الحديدي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...