كتاب “أمازون” (الانقلابات والثورات).. أمريكا والجيش في مربع الثورة المضادة

يوفّر موقع “أمازون”، العلامة التجارية الأبرز للبيع عبر الشبكة العنكبوتية، كتاب “الانقلابات والثورات: التعبئة الجماهيرية.. الجيش المصري والولايات المتحدة من مبارك إلى السيسي”، والذي نشرته جامعة أكسفورد بالولايات المتحدة، للأكاديمية بعلم الاجتماع في جامعة هارفارد والجامعة الأمريكية بالقاهرة “إيمي أوستن هولمز”.

الجديد في الكتاب طابعه الأكاديمي الذي يعني توثيق الانقلاب والثورة المضادة التي حدثت في مصر في 2013، حيث شهدت المؤلفة مذابح رابعة والنهضة، وسجّلت مواقفها تجاه ما حدث من سحق لأنصار جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

وقالت الباحثة أوستن هولمز، في تقدُمتها للكتاب: إن الكتاب يوفر بيانات تجريبية جديدة وغير مسبوقة، وخلصت منها إلى أن الانقلابات والثورات تقدم إسهامين نظريين: أولا يقدم إطارًا جديدًا لتحليل جهاز الدولة في مصر على أساس أربعة أركان لدعم النظام يمكن أن تدعم أو تضغط على من هو في السلطة.

وأوضحت أن هذه الأركان الداعمة للنظام هي: الجيش المصري، والنخبة التجارية، والولايات المتحدة، والمعارضة متعددة الرؤوس.

وأشارت ثانيًا إلى أن الكتاب يجمع بين الأدبيات المتعلقة بالحركات الثورية من القاعدة إلى القمة، والانقلابات العسكرية من أعلى إلى أسفل، ويقدم مفهوم الانقلاب من أسفل على عكس الثورة من أعلى التي حدثت في عهد جمال عبد الناصر.

أنماط الاستبداد

وقالت إن فترة الاضطرابات الثورية التي نشبت في ثلاث انتفاضات ضد ثلاثة أشكال متميزة من الحكم الاستبدادي: نظام مبارك والدولة البوليسية التي قامت بحمايتها، والمجلس العسكري غير المنتخب والمعروف باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وما زعمته بـ”السلطوية الدينية للإخوان المسلمين”.

وقالت إن الثورة المضادة حدثت على فترتين: الأولى في عهد عدلي منصور كرئيس مؤقت والثانية بعد انتخاب السيسي. بينما قام النظام بسجن أو قتل قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وضمت إلى السجن “العديد من الناشطين العلمانيين خلال الموجة الأولى من الثورة المضادة”، لافتة إلى أن السيسي انقلب على المجتمع المدني عمومًا خلال المجموعة الثانية: المنظمات غير الحكومية، والجمعيات الخيرية، والإعلام، والأوساط الأكاديمية، والأقليات.

ويقوم الكتاب على تحليل ما شهدته مصر في أعقاب عام 2011، من احتجاجات أكثر من أي دولة أخرى في العالم. خلافًا للرواية التي وردت، تجادل إيمي أوستن هولمز بأن الإطاحة بمبارك في عام 2011 لم تكن تتويجا لثورة أو بداية فترة انتقالية، بل كانت بداية لعملية ثورية ستنطلق في ثلاث موجات، تليها موجتان من الثورة المضادة. يقدم هذا الكتاب أول تحليل للثورة والثورة المضادة في مصر من يناير 2011 حتى يونيو 2018.

رؤى خبراء

وعن الكتاب قالت ميلاني كاميت، أستاذ كلارينس ديلون للشئون الدولية بجامعة هارفارد: إنه “في كتاب (الانقلابات والثورات)، تنظر هولمز إلى الانتفاضات المصرية نظرة جديدة. بحيث تؤطر موجات جديدة من التعبئة الاجتماعية في مصر كعملية تاريخية، وهي تقدم سردا مفصلا للحظات الاحتجاج المتميزة والمتعددة التي شهدتها البلاد بين عامي 2011 و2018. مضيفة أنه من الكتاب نتعلم الكثير عن الديناميات الدقيقة للعملية الثورية والطرق التي يمكن أن تتطور بها الانقلابات والثورات والانقلابات المضادة”.

أما الباحثة ميشيل دن، مديرة برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، فقالت: “تأخذ إيمي أوستن هولمز” انقلاب مصر عام 2013 والقمع الذي تلاه أصليًا وجذابًا، حتى بالنسبة للقراء الذين تابعوا الأحداث في البلاد عن كثب. بحثها الإثنوجرافي حول الحركات الاجتماعية بما في ذلك “تمرد” وتحليلها الدقيق لماذا لم يسحق الجيش فقط الإخوان المسلمين ولكن جميع أشكال التعبئة الشعبية، تضيف الكثير إلى الأدبيات عن الانقلابات والثورات المضادة بشكل عام، وكذلك عن مصر المعاصرة”.

واعتبر إليس جولدبرج، الأستاذ الفخري بجامعة واشنطن، أن “كتاب إيمي أوستن هولمز غنيٌّ بالحديث عن الانتفاضة الثورية المصرية في عام 2011 وما بعده. يرتكز كتابها على مقابلات مع الناشطين، ومشاركتها في العديد من الأحداث التي تصفها، وحسابات الفيديو والصحافة المعاصرة. تقدم هولمز فكرة جديدة واستفزازية لفهم الانقلاب على محمد مرسي، وأنه انقلاب من الأسفل، مما سيؤدي بلا شك إلى إثارة نقاش بين علماء الحركات الاجتماعية والتغيير الثوري والسياسة المصرية المعاصرة”.

وقال جيف جودوين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة نيويورك: إن “الكتاب يحلل الانقلابات والثورات بمهارة موجات الثورة والثورة المضادة في مصر بين عامي 2011 و 2018. يعتمد تحليل هولمز على الإلمام الوثيق بالأحداث في مصر والانتشار الدقيق للنظريات الاجتماعية-العلمية للانقلابات والثورات. من المؤكد أن “الانقلاب من أسفل” سوف يولد الكثير من النقاش والجدل. اقرأ هذا الكتاب لفهم لماذا وكيف تم سحق ثورة واعدة بلا رحمة”.

وتعتبر آمي أوستن هولمز أستاذة مشاركة في علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وباحثة زائرة في مركز ويذرهيد بجامعة هارفارد، وزميلة في مركز وودرو ويلسون للعلماء. وهي مؤلفة كتاب “الاضطرابات الاجتماعية والقواعد العسكرية الأمريكية في تركيا وألمانيا منذ عام 1945. بعد أن أمضت عشر سنوات في الشرق الأوسط خلال الفترة المعروفة بالربيع العربي، نشرت العديد من المقالات حول مصر وتركيا والبحرين والولايات المتحدة الأمريكية والمناطق الكردية في العراق وسوريا. وكتبت عن انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك مذبحة رابعة   التي شاهدتها في أغسطس 2013، والقمع على المجتمع المدني؛ وكذلك قضية المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...