بعد أسبوع من طرحها.. هل هدأت مبادرة “المعتقلين” بعدما أدت مهمتها؟!

أسقط في يده، رغم أنه معتقل سابق وفي العقرب، بعدما طالبه محاوره أن يأتي له باسم واحد من أسماء هؤلاء القادة أو “المسؤولين” الذي خونوا المعتقلين أو انكروا صمودهم بل ومشقتهم في تحمل العنت لوجه الله أو حتى هونوا ما يقدمونه لأنفسهم قبل أن يقدموه لقضية عادلة قدم فيها الآلاف ارواحهم واموالهم واجسادهم.

فكان المعتقل السابق في فحوى رأيه، كمن لم يدخل لهذا الابتلاء، يرون المبادرة التي ظهرت في 19 أغسطس “كويسة جدا لو هتضمن الإفراج عن كل المعتقلين وانتهاء معاناتهم وتعذيبهم خاصة البنات والمرضى وكبار السن والسيدات والحرية الشخصية والاسرية الكاملة”، بل هي في رأيه “صفقة رابحة جدا…”.

آراء حول المبادرة

وأعاد الصحفي وائل قنديل يستفسر عن معنى خفوتها فأشار في مقال له اليوم بعنوان ” إلى أنه لا مبادرة حقيقية وأن سماسرة الصفقة تائهون فيقول على حسابه على “تويتر”: “صفقة المعتقلين بصيغتها المعلنة تتطلب بالحد الأدنى ربع مليار دولار، هل ستقوم بالمهمة، منظمة أم حكومة دولة، أم أهل الخير ؟ ..قدّموا دليلًا واحدًا على أنها مبادرة حقيقية للمراجعة، وليست مضاربة سماسرة في بورصة السياسة المصرية”.

وفي مقال له نشر اليوم في “العربي الجديد” الذي يرأس تحريرها يخلص إلى أن “كل ما نعرفه حتى الآن أن ما توصف بالمبادرة ظهرت لها مبادرة تكميلية، تقول خمسة آلاف دولار عن كل سجين، ليتشكّل جيش من السماسرة والمدافعين عن منطق تحرير الرقاب بالأموال”

وأضاف “ما الذي يمنع أن يرفع الستار وتطرح المبادرة، بأسمائها وأهدافها النهائية، بين طرفيْها الأصليين، السجين والسجان.. الرهينة والخاطف، من دون إقحام أطراف أخرى، متهمة بأنها تنتفع من الجمود والتكلس، وتتربّح من مأساة السجناء والمعتقلين، ولا تريد لها أن تنتهي؟ ثم من الذي سيتكفل بسداد خمسة آلاف دولار عن كل محبوس، من بين نحو ستين ألفًا على الأقل من السجناء والمعتقلين، لتصل قيمة الصفقة بالحد الأدنى إلى ما يقرب من ربع مليار دولار؟ هل ستقوم بالمهمة، منظمة أم حكومة دولة، أم أهل الخير من مختلف بقاع العالم؟

صفقة المعتقلين بصيغتها المعلنة تتطلب بالحد الأدنى ربع مليار دولار، هل ستقوم بالمهمة، منظمة أم حكومة دولة، أم أهل الخير ؟
قدّموا دليلًا واحدًا على أنها مبادرة حقيقية للمراجعة، وليست مضاربة سماسرة في بورصة السياسة المصرية. https://t.co/SIcfLHHTrx

— wael kandil (@waiel65) August 26, 2019

أما المستشار وليد شرابي، أجاب من يسأله عن مبادرة المعتقلين في مصر وقال: “لم يصدر عن المعتقلين أية مبادرات ولكن المبادرة صدرت من قمة سلطة العسكر وسوق لها مندوبهم في الخارج سمسار الأزمات بين قيادات محددة في الخارج وذلك قبل الادعاء بصدور أية مبادرات من داخل المعتقلات، والأسرى في السجون أبرياء من هذا العبث”.

الباحث في العلوم السياسية سيف الإسلام عيد كتب: “مهم جدًا .. عدد من الوسائل الإعلامية اختلط عليها رسالة المعتقلين من داخل السجن التي وجهوها لجماعة الإخوان المسلمين ، مع مبادرة بعض الشباب في الخارج وهي لا تمت للمعتقلين بأي صلة… وعيب كل العيب أن تقوم بعض وسائل الإعلام بذلك عن عمد بغرض تسفيه وإنهاء فكرة رسائل المعتقلين، وخلطها”.

مهم جدًا
عدد من الوسائل الإعلامية إختلط عليها رسالة المعتقلين من داخل السجن التي وجهوها لجماعة الإخوان المسلمين ، مع مبادرة بعض الشباب في الخارج وهي لا تمت للمعتقلين بأي صلة… وعيب كل العيب أن تقوم بعض وسائل الإعلام بذلك عن عمد بغرض تسفيه وإنهاء فكرة رسائل المعتقلين، وخلطها

— Saif Alislam Eid (@alislam95free) August 22, 2019

من يملك المصالحة؟
وقال “Karim”: “بتتخانقوا على مصالحة أنتم لا تملكوها أصلآ ؟! أمر مؤسف جدآ ! الطيبين الذين يتحدثون عن مبادرة لخروج المعتقلين .. بتمنى مثلكم بالضبط ان تتنكس السجون على عروشها وتخلو من اى مظلوم .. لكن بديهيا مفيش الكلام دا ومش هيحصل مش بس لو قدموا أكفانهم ..حتى لو اشتغلوا عندهم عبيد .”.

وفي تغريدة أخرى أوضح أن “انت يحكمك نظام ضمان استمراريته فى ذل الناس ومص دمهم وضرب فئات الشعب ببعضه فليس من المنطقى ان يتخلص الدجاجة التى تبيض ذهبا أو الشماعة التى يعلق عليها إرهابه.. نحن نحتاج معجزة وعفو من الله والشعب ينتفض من الغيبوبه وتشتعل الثورة ..غير كدا بلح.”.

مبادرة مخابراتية
وقال حساب “إصحى يا منطقة”: “فى رأى أن مخابرات السيسى عملت بيان مبادرة المعتقلين وعرضته على نفسها وبتناقشه وترد عليه فى إعلامها وها تقعد تتفاوض مع نفسها وأكيد ها ترفض عرضها وها ترد على نفسها أن القانون لازم ياخد مجراه ..”.

أما حساب “@bhmmostafa” فقال: “يا ترى ناوى على ايه يا سيسى؟ لما عمرو أديب صبى المخابرات يتكلم عن مبادرة إفراج عن شباب من الإخوان وناس تنفى إن دى رغبة المعتقلين وتانيين يشتموا فى القادة فالخارج ويلوموهم بدل ما يلوموا المجرم الحقيقى يبقى المستفيد الوحيد من الخناقات والإنقسام هو النظام! #أبراهيم_منير  #صفقة_القرن”.

هل يقبلها السيسي؟
الإعلامي إسلام عقل، والذي انتقده أنصار المبادرة في إعلام محسوب على معارضي الانقلاب قال:”خلينا نفترض موافقة جماعة الإخوان على تقديم مبادرة للنظام العسكري ..يا ترى هل يقبل بها هذا النظام القاتل؟ ..طب ماهو المقترح في بنودهذه المبادرة مثلاً ؟ .. و هل يمكن لغير الإخوان تقديم مبادرة سياسية للصلح مع النظام ؟ .. و ايه موقف أهالي الشهداء و المعتقلين و قضاياهم؟.. ما نفكر بصوت عالي كدا”.

وأضاف “- يقولون: على جماعة الإخوان المسلمين البحث عن حل لملف المعتقلين ثم يقولون أن الجماعة هشة ضعيفة متهالكة لا تملك أدوات !! – يقولون/يجب على الجماعة تقديم مبادرة للصلح مع النظام ثم يقولون أن هدف السيسي سحق كل من شارك في الثورة يوماً و أن معركته مع معسكر يناير صفرية .. عايز أفهمكم و الله”.

المبادرة التي ظهرت فجأة ودون طريق المنظمات الحقوقية أو المحامين، رغم مئات الرسائل التي سربها المعتقلون منذ يوليو 2013، عرضت مقابل خروج المعتقل؛ دفع 5 آلاف دولار لـ”تحيا مصر” واعتزال العمل العام، ضمن مبادرة لتصالح المعتقلين السياسيين مع النظام (الاعتراف بالسيسي) وهو ما يعني 300 مليون دولار على 60 ألف معتقل.

وبغض النظر عن قانون سميحة الذي يتعامل به الإنقلاب إلا أن المواطنة “نسرين نعيم” كرافضة للانقلاب تشدد أنها “مع أي مبادره في صالح المعتقلين ..الا التصالح مع النظام. لان معني كده اني بتفاوض علي الدم. لازم نحط نفسنا مكان اللي مش راضيين عن التصالح و التفاوض علي الدم. أنا ممكن اتكلم عن الاصطفاف مع القوى السياسية المختلفة حتي لو كان ده ضد القيادات. لكن التفاوض علي الدم لا”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...