“البلتاجي” صوت وضمير ثورة 25 يناير.. لماذا ينتقم منه العسكر بهذا الإجرام؟

استنكرت حملة “باطل” استمرار الاعتقال للدكتور محمد البلتاجي، نائب الشعب ببرلمان 2012 وأحد أبرز رموز الثورة المصرية، حيث يقبع قيد الحبس الانفرادي، وتُمارس عليه صنوف من التنكيل، بما يخالف أدنى معايير حقوقه الإنسانية .

وقالت إن البلتاجي يُمثل صوت وضمير ثورة 25 يناير، والتي دافع عنها وعن شبابها وجاهد من أجل وطنه لاسترداد الحرية والكرامة، وقدم ابنته أسماء شهيدة، وما زال ابنه معتقلا لموقفه من رفض الانقلاب العسكري.

وأضافت أن البلتاجي- الذى كان طالبًا متفوقًا وقائدًا طلابيًّا متفردًا ونقابيًّا ناجحًا، فضلًا عن كونه عضو مجلس الشعب- صدرت بحقه أحكام بالسجن والإعدام فى عشرات القضايا الهزلية والملفقة.

وأكدت الحملة عدم نسيان الشعب المصري للبلتاجي وتضحياته، وعدم نسيان 60 ألف معتقل يقبعون داخل سجون العسكر، فضلا عن 100 مليون مواطن ممنوعين من الحريات العامة فى سجن مصر الكبير الذى فرضه الانقلاب العسكري الدموي الغاشم.

وفى وقت سابق، كشفت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا عن تعرض عدد كبير من معتقلي سجن العقرب، وعلى رأسهم القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد البلتاجي، للقتل البطيء من قبل سلطات الانقلاب.

وقالت المنظمة، “إن النظام المصري وأجهزته الأمنية والقضائية يتحملون المسئولية عن تدهور صحة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد البلتاجي، داخل مقر احتجازه في سجن العقرب، وذلك بعد ظهوره في الجلسة الأخيرة أمام المحكمة في حالة صحية صعبة”.

وأضافت أن “البلتاجي أصيب بجلطة دماغية داخل الحبس الانفرادي بمقر احتجازه في سجن طرة شديد الحراسة1 (العقرب)، ولَم يتلق الرعاية الطبية اللازمة، وقد بدت آثارها عليه بوضوح أثناء الجلسة الأخيرة؛ حيث ظهر شاحبًا غير قادر على تحريك ذراعه، مع إصابته بإجهاد عام”.

وأكدت تعرض ”البلتاجي” للتنكيل منذ الثالث من يوليو 2013، كثمن لمعارضته للسلطات الحالية، وإصراره على اتهام قيادات النظام بقتل ابنته أسماء في مجزرة رابعة العدوية بتاريخ 14 أغسطس 2013.

واعتُقل “البلتاجي” بتاريخ 29 أغسطس 2013، ووجهت له عشرات الاتهامات الملفقة، وحكم عليه بأكثر من حكم إعدام تم تخفيف بعضها، وبالسجن لأكثر من 120 عاما.

وتضامن العديد من الشخصيات السياسية مع البلتاجي، مطالبين بتوفير العلاج المناسب له في محبسه وإطلاق سراحه؛ نظرًا لاعتقاله بسبب آرائه السياسية. كما دشن نشطاء التواصل الاجتماعي حملة للتدوين عبر هاشتاج ”الحياة للبلتاجي”؛ لإعلان التضامن معه والمطالبة بنقله للمستشفى للعلاج.

وعقب الذكرى الأولى لمذبحة رابعة العدوية والنهضة، بعث المناضل الدكتور محمد البلتاجي رسالة رثاء لابنته الشهيدة أسماء، والتي ارتقت على يد مليشيات السيسي يوم 14 أغسطس 2013 فى مجزرة رابعة العدوية، قال فيها: “عام مر على ارتقاء روحك الطاهرة إلى بارئها وسط كوكبة من الشهداء”.

وأضاف البلتاجي “ابنتي الحبيبة.. شوقي لوجهِك الجميل وثغرِك الباسم وحضورِك الرقيق وعقلِك الرشيد.. لا يعلمه إلا الله ولا يُصّبر عليه إلا الله، لكنكِ في الوقت ذاته تعيشين بيننا ولم تفارقينا أبدا”.

وتابع “في إحدى زيارات أمك لي بالسجن فوجئت بها تقسم بالله أن أسماء تعيش بيننا.. قصت عليّ أنها في كل وقت تلتقي شبابا وفتيات يقصون عليها أنهم تعرضوا لمشكلات وأزمات في حياتهم، وأنهم رأوا أسماء في الرؤيا تطمئنهم وتبشرهم وتنصحهم وتوجههم لفعل الخير حتى مروا من أزماتهم”.

وحول لحظات استشهادها يقول: “جاء قتلك وأنتِ الفتاة العزلاء التي لم تحمل سلاحا ولا حجرا كدليل قاطع على أنهم استهدفوا كل من قال لا للانقلاب”.

وأوضح البلتاجي أن ابنته قتلت في سبيل مبادئها، قائلا «ابنتي وأستاذتي.. شاءت إرادة الله أن يكون مقتلك– خصيصا- على يد قناصة العسكر في ذلك اليوم المشهود آية وبرهانا على صحة وعدالة القضية التي دافعتَ عنها وقتلتَ في سبيلها، ألا وهي الرفض التام لعودة حكم العسكر بعد ثورة يناير 2011 “.

واختتم الرسالة قائلا: “ابنتي وأستاذتي وقرة عيني.. عام مر هانت علينا الحياة فيه من بعدكم، فما صار السجن ولا السجان يرهبنا، ولا القتل ولا الإعدام يُقلقنا فقد علّمتمونا بدمائكم الذكية الطيّبة وأرواحكم الطاهرة المؤمنة كيف يكون الفداء، وكيف تكون التضحية في سبيل الله إحقاقا لقيم الحق والعدل والحرية.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...