رسوم “الجامعات الخاصة”.. نار تحرق جيوب الأسر المصرية

“رضينا بالهم”.. ملخص ما تشهده الآن بوابات الجامعات المصرية الخاصة، بعدما صُعق أولياء الأمور من المصروفات “الفلكية” التى جاءت بها، خاصةً من قبل الطلاب الذين لم يحالفهم الحظ للالتحاق بكليات القمّة في الجامعات الحكومية.

ويعيش آلاف الطلاب صدمة شديدة يواجهها كل من تقدم للالتحاق بالجامعات الخاصة هذا العام؛ نظرا لارتفاع الحد الأدنى المتوقع للقبول بكليات هذه الجامعات، خاصة كليات القطاع الطبى والهندسي، بالإضافة إلى الرسوم الدراسية العالية جدا التى قررتها معظم هذه الجامعات، والتى اضطر الكثير من الطلاب وأولياء الأمور إلى الموافقة عليها على أمل تحقيق آمالهم فى التحاق الطلاب بهذه الكليات وفشلوا فى الالتحاق بما يناظرها بالجامعات الحكومية؛ لارتفاع الحد الأدنى للقبول بها بشكل جنوني.

تبريرات واهية

فى المقابل، يدعّي رؤساء الجامعات الخاصة أن تكاليف التعليم بالجامعات الخاصة قد ارتفعت بالفعل فى كل شيء، وأن الرسوم التى يتقاضونها أقل من التكلفة الحقيقية بعد أن ارتفعت أسعار كل شيء للضعف، خاصة بعد تحرير سعر الصرف، وبعد زيادة ثمن الوقود، وأكدوا أنهم فى الجامعات الخاصة رفضوا مضاعفة الرسوم مثلما حدث فى المجتمع، وقرروا زيادات لا تتماشى مع التكلفة الحقيقية للعملية التعليمية.

كانت الجامعات الخاصة قد اتخذت قرارها بخصوص تنسيق كلياتها لهذا العام على الشكل الآتي: 95 في المائة للطب البشري، و90 في المائة لطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي، و80 في المائة للهندسة، و70 في المائة لكليات الفنون التطبيقية والعلوم الصحية التطبيقية والتكنولوجيا الحيوية وعلوم الحاسب، و60 في المائة لكليات الإعلام واللغات والترجمة والاقتصاد والعلوم السياسية والإدارة، و55 في المائة للكليات الباقية. تجدر الإشارة إلى أنّ جامعة سيناء قرّرت من جهتها تخفيض الحدّ الأدنى للقبول في كلياتها بنحو خمسة في المائة بالمقارنة مع نظيراتها من الجامعات الخاصة.

أرقام فلكية

تتراوح تكاليف الجامعات الخاصة ما بين 65 ألف جنيه مصري و150 ألفا على أن تُسدَّد على دفعتَين في كل تلك الجامعات، فيما تُفرَض زيادة سنوية بنسبة سبعة في المائة على إجمالي التكاليف للطلاب الجدد، ويسدّد كل طالب مبلغ 2100 جنيه كمصاريف إدارية بالإضافة إلى أخرى خاصة بالمعامل (المختبرات) المركزية الملحقة بتلك الجامعات.

أحد الطلاب، فى تصريحات له، قال عن رفع الجامعات الخاصة تكاليفها: إنّها صارت “سبوبة” و”بيزنس”. فتقول المواطنة (ع.ع) من دون أن تخفي قلقها الكبير: إنّ ابنها حصل على 92 في المائة في شعبة علمي علوم، بالتالي فإنّ حلمه بالالتحاق بإحدى كليات الطب في الجامعات الحكومية تبدّد (تستوجب 97.07 في المائة)، فيما رفعت الجامعات الخاصة تنسيقها كذلك (95 في المائة)”. تضيف: “أحاول إلحاقه بجامعة سيناء”، علما أنّ المطلوب لكلية الطب فيها هو 90 في المائة.

جامعة نيو جيزة

وصلت مصروفات كلية الطب بها، كما يقول د.أحمد سامح فريد رئيس الجامعة، إلى 151 ألفا و450 جنيها، ورسوم كلية طب الأسنان 145 ألفا و700 جنيه، ورسوم كلية الصيدلة 107 آلاف و750 جنيها، أما كلية التجارة وإدارة الأعمال، وكلية الاقتصاد والسياسة فقد تحددت الرسوم الدراسية لكل منهما بـ122 ألفا و700 جنيه.

وأضاف أن سبب ارتفاع الرسوم الدراسية بجامعتنا هو المستوى العلمي والعالمي الذى تتميز به فى مجال الدراسة، والذى يتواكب تماما مع ما يتم تدريسه فى أفضل الجامعات العالمية على الإطلاق.

أما بالنسبة لمصروفات الجامعة الألمانية هذا العام، كما يقول د0ياسر حجازي رئيس الجامعة، فهى: كليات الهندسة ١٢٤ ألف جنيه، كلية تكنولوجيا الإدارة ١٢٤ ألف جنيه و300 أيضا، ونفس الرسوم بكلية العلوم التطبيقية والفنون ١٢٤ ألف جنيه و300، أما كلية الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية فتصل رسومها إلى ١١٧ ألف جنيه و700، وكلية الحقوق والدراسات القانونية ١١٠ آلاف جنيه، لكنه أكد فى نفس الوقت أن الجامعة تقدم منحا للطلاب المتفوقين فى كافة التخصصات.

تفرقة عنصرية

في السياق ذاته، يستنكر الخبير التربوي الدكتور عيسى محمود، في حديث لـ”العربي الجديد”، “تكاليف الجامعات الخاصة والأرقام الفلكية التي حرمت شريحة كبيرة من أبناء الشعب المصري من الالتحاق بتلك الجامعات، بعدما دهسهم تنسيق الجامعات الحكومية”، موضحا أنّ “تلك الجامعات بأسعارها العالية صارت مقصورة فقط على أبناء الأغنياء والذوات والطبقة العليا”.

ويشير محمود إلى أنّ “الجامعات الخاصة صارت بالنسبة إلى وزارة التعليم العالي الابن المدلل، فيما لا تتوفّر أيّ معايير رقابية في عدد كبير من تلك الجامعات. وهكذا صار الطلاب وأولياء أمورهم فريسة بالنسبة إلى تلك الجامعات”، مطالبا بتوفير “رقابة صارمة على الجامعات الخاصة، لجهة تحديد تكاليف الدراسة فيها”. ويسأل محمود: “كيف لطالب في شعبة علمي علوم حاصل على 97 في المائة ألا يتمكّن من الالتحاق بكلية الطب في الجامعات الحكومية؟ هذا ظلم لعدد كبير من الطلاب”.

أما جامعة زويل فقد حددت رسومها بمختلف الأقسام هذا العام لتكون 135 ألف جنيه.

94 ألفًا لطب 6 أكتوبر

فى أكبر الجامعات الخاصة فى مصر وهى جامعة 6 أكتوبر، أكد د.جمال سامى، رئيس الجامعة، أن المصروفات النهائية لكليات الجامعة الـ12 ستكون كالتالي :

ـ كلية الطب والجراحة 94 ألفا و250 جنيها.

ـ كلية طب الأسنان 71 ألفا و810 جنيهات.

ـ كلية الصيدلة 58 ألفا و905 جنيهات.

ـ كلية العلاج الطبيعي 51 ألفا و390 جنيها.

ـ كلية الهندسة 46 ألفا و230 جنيها.

ـ كلية الفنون التطبيقية 29 ألفا و753 جنيها.

ـ كلية نظم المعلومات وعلوم الحاسب 24 ألفا و575 جنيها.

ـ كلية العلوم الطبية التطبيقية: تخصص الأجهزة الحيوية برسوم 33 ألفا و155 جنيها وكلية التمريض 18 ألفا و570 جنيها.

ـ كلية الاقتصاد والإدارة 37 ألفا و700 جنيه للدراسة باللغة الإنجليزية و25 ألفا و360 جنيهًا للدراسة باللغة العربية.

ـ كلية اللغات والترجمة 22 ألفا و610 جنيهات للغة الإنجليزية و18 ألفا و685 بالنسبة للدارسين باللغة الفرنسية والألمانية والإسبانية.

ـ كلية التربية ـ رياض أطفال باللغة العربية 14 ألفا و25 جنيها وباللغة الإنجليزية 19 ألفا و635 جنيها.

ـ كلية الإعلام وفنون الاتصال (الإذاعة والتلفزيون ـ الصحافة ـ العلاقات العامة والإعلان) 26 ألفا و650 جنيها.

ـ كلية السياحة والفنادق 15 ألفا و820 جنيها، وقد حصلت مؤخرا على شهادة الجودة والاعتماد بعد استيفائها للمعايير القومية القياسية فى مجال التعليم والإرشاد السياحى.

الجامعة الروسية

وفى الجامعة الروسية- كما يقول د.شريف فخرى رئيس الجامعة- تصل الرسوم بكلية طب الفم والأسنان بها إلى 86 ألفاً و950 جنيها شاملة الكتب وتأمين المعامل والتأمين الصحى ورسوم التقديم، وفى كلية الصيدلة 67 ألف جنيه و90 جنيها شاملة أيضا رسوم تأمين المعامل والكتب والتأمين الصحى ورسوم التقديم، وفى الهندسة 50 ألف جنيه و310 جنيهات شاملة ما سبق الإشارة إليه بدون الكتب، كلية الإدارة والتكنولوجيا المهنية والحاسبات 36 ألف جنيه و550 جنيها.

59 ألفًا بهندسة “دراية”

أما جامعة دراية بالصعيد فتصل الرسوم الدراسية بها، كما يقول د0عماد حمدى عز رئيس الجامعة، إلى 59 ألف جنيه و800 بكلية الصيدلة، و48 ألف جنيه و800 بكلية العلاج الطبيعى.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...