
في 23 يونيو 2013، قبل أيام قليلة من الانقلاب العسكري، بدأ اعتصام أنصار الرئيس الشهيد محمد مرسي، في ميداني رابعة والنهضة دعما للشرعية، لكن الشرطة والجيش بدآ تنفيذ قرار فض الاعتصامات بالقوة، في السادسة صباح الأربعاء 14 أغسطس 2013، مما خلف آلاف القتلى والمصابين بالإضافة إلى المعتقلين، فضلا عن المخفين قسرا.
وفي مثل هذا اليوم وتحديدا في عام 2013، قام تحالف الشرّ الصهيوني يقوده ملك السعودية المقبور عبدالله، وولي عهد ابوظبي محمد زايد وزعيم كيان العدو الصهيوني نتنياهو، بدعم جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، لعمل انقلاب على الرئيس الشرعي محمد مرسي، ما نتج عنه آلاف الشهداء والجرحى، فيما سمى بعد ذلك بمذبحة رابعة.
بحيرة دماء
ومع شروق شمس الرابع عشر من أغسطس 2013، كان الرصاص المنهمر وجرافات العسكر وقنابل الغاز تملأ الأفق في ميدان رابعة، وحين مالت الشمس إلى مغيبها كان الموت يهيمن على المكان، وكانت الدماء المسفوكة تمتزج بالدموع المنهمرة.
وبانتهاء ذلك اليوم، طويت صفحة رابعة من الميدان، لكنها ظلت تقرع بيد مضرجة كل أبواب التاريخ بحثا عن حرية اختار لها السفيه السيسي أن تكون حمراء قانية، وفي الساعات الأولى من ذلك اليوم، قامت قوات الشرطة مدعومة بقوات من الجيش بفض اعتصامي ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وقتلت وجرحت المئات من مؤيدي وأنصار الرئيس الشهيد محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في البلاد.
وصنفت المجزرة من قبل هيئات حقوقية دولية باعتبارها أكبر مجزرة بمصر في التاريخ الحديث تحصل في يوم واحد، وبعد مرور ست أعوام على المجزرة ما زال “الجناة” أحرارا، بينما يلاحَق مئات من المشاركين في الاعتصام على خلفية الحادثة، ولا يزال سوط السفيه السيسي يدمي ظهور الناجين من المجزرة والمتعاطفين مع ضحاياها.
وقبيل فضّه، كان اعتصام رابعة هو التجمع الرئيسي والأكبر للرافضين للانقلاب العسكري والمطالبين بعودة الشرعية، بعد الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع حينها السفيه السيسي في الثالث من يوليو وأطاح فيه بالرئيس المنتخب الشهيد محمد مرسي.
تحريض بالإبادة
يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل:” لقد تصوّروا أن جريمة رابعة، فكراً وتنفيذاً وسلوكاً، تصلح لأن تكون أحد مرتكزات الحلف العربي الصهيوني الجديد، سلاحاً مشهراً طوال الوقت للإخضاع والسيطرة… فكانت رابعة حاضرة في حصار قطر، حين هدّدها رعاة المجزرة بمصير معتصمي رابعة العدوية، إن لم تذعن لتهديدات دول الحصار وضغوطها، كما أنها حضرت في الحرب الاقتصادية التي يشنها المحور ذاته (واشنطن وتل أبيب والتوابع الخليجية) على تركيا، واستحضروها في عملية خاشقجي، وفي حملتهم الحمقاء على شعب اليمن، فلم يحصدوا إلا عار الهزائم السياسية والأخلاقية، وباتوا، في نظر العالم، مجموعة من الأوغاد، يسهل ابتزازهم واستعمار قرارهم السياسي، ليصيروا في نهاية المطاف أدوات رخيصة في صراع القوى الكبرى”.
وتابع:”على مستوى الأفراد في الداخل، كانت رابعة، وما زالت، فاضحة لتوحش الفاشيين الذين يعيشون بيننا، والذين يظلون أوفياء لفاشيتهم بعد ست سنوات من الدم، فيخرج أحد غلاتهم، في الذكرى السادسة، محرّضًا على إبادة من بقي على قيد الحياة من الإخوان، فيغرد إبراهيم عيسى محرضًا “العائلات الإخوانية أخطر من الخلايا الإرهابية. الخلية تستلم عناصرها شبابا بينما الأسرة تربي طفلها منعزلا عن بلده، ومكفرا مجتمعه، ويرى في نفسه المسلم الحق، بينما خارج الجماعة كفرة، فلا يجد عندما يكبر أي مشكلة أن يقتل ويفخخ وينسف وسط تكبير عائلته لشهيدهم القاتل”.