(ملف كامل) شهداء الدقهلية في مذبحتى رابعة والنهضة 14 أغسطس 2013

شهداء الدقهلية في مذبحتى رابعة والنهضة 14 أغسطس 2013

1- الشهيد عمر الفاروق صدقي 

1

محفظ للقرآن الكريم ، من طلخا دقهلية ، وهو مسئول فرع الدقهلية لمركز المعصراوي للقرآن وعلومه ، هو شاب مسلم ملتزم ، حافظ ومحفظ للقرآن الكريم ومعلم الأشبال والنشئ تعاليم الإسلام ، وهو شاب ثوري وأحد فرسان الثورة المصرية وهو أحد أعضاء الجبهة السلفية في مصر ، وأحد الغيورين على هذا الدين وهذا الوطن ، تمنى الشهادة في سبيل الله وصدق الله فصدقه.

تميز الفاروق بحيوية وإبداع الشباب في تربيته للنشئ وتعليمه للقرآن الكريم وأحبه الكبير والصغير ، كان نشيطاً في طاعة الله والدعوة إليه ، وكان مشرفاً على حلقات الأشبال في أكثر من سبع مساجد في طلخا ، كما أنه كان يدير مشروعاً مسجدياً بعنوان “مسجدي جنة”.

يقول أحد أقرانه: تعلم الجميع منه كل شئ ، الإيثار ، والصبر ، والإخلاص لله وحده ، وأن السعي إلى الشهادة بالعمل لا بالقول ، كان مؤمناً مخلصاً صادقاً , شهيداً قبل الشهادة .

ولعمر باع في العمل الصالح ومساعدة الفقراء وأعمال البر في المواسم المختلفة وكان يشتغل بجمع الجلود للجمعيات الخيرية لإنفاقها في أبواب الخير.

كان مرحاً ومحبوباً ورحالا ، يخرج في الرحلات ويشتغل بالتربية الميدانية للشباب في المساجد والملاعب والميادين المختلفة ، كما شارك في أعمال فنية تمثيلية هادفة.

قام بدور تمثيلي لشهيد أصيب برصاص قناصة وفاضت روحه وهو يهتف “لا تتركوا دمي يذهب هدر” .. وتحول المشهد إلى حقيقة .. فهل يسمع أحد هتافه؟

تميز عمر بالإيجابية والرجولة في مشاهد الثورة المصرية ، خرج وهتف إسلامية إسلامية ، يسقط يسقط حكم العسكر ، وكان حاضراً في المظاهرات الإسلامية كما شارك في أحداث “محمد محمود” و “العباسية” ، واعتصم في ميدان رابعة العدوية حتى نال الشهادة.

كانت الشهادة تراوده وتنمى لو أن ينالها ، ويقول أحد رفقاءه: أخبرني قبل الانقلاب بأيام أنه يود الذهاب لسوريا طلبا للشهادة.

وحين وقع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013م ، ونادى المنادي للخروج للتظاهر والاعتصام ودعم الشرعية ومناهضة الانقلاب ، اعتصم عمر بالميدان لمناصرة الشريعة والشرعية وإعلان كلمة الحق عند سلطان جائر ، وظل كذلك حتى وقعت مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013م ، وأطلقت قوات الأمن والجيش الرصاص الحي المتفجر على المعتصمين المسالمين ، حتى أصيب عمر وارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها.

يقول رفيقه أبو علي: رفيق دربي في كل مشهد للثورة ، تم استهدافه من هليكوبتر السيسي .

وفى أول حفل لحفظة القرآن الكريم بعد استشهاده فى دورة “النوابغ” وضع زملاءه وإخوانه وأشباله لافتة على منصة الحفل باسم الشهيد وكتبوا عليها “الغائب الحاضر” ووضعوا له كرسي في المقدمة بجانب الضيوف.

 وكتب والد الشهيد الشيخ صدقي رسالة إلى ولده الشهيد يقول:

علمتني يا بنى ، يا قرة عيني

لحظة انقطاع الاتصال بين أحياء الدنيا وأحياء السماء

لحظه انتزاع دموع العين وعصارة القلب ولوعة الفراق وفرحة الشهادة فى سبيل الله

كيف ذلك كله ، رضا مطلق بقضاء الله الذى لا يرد ولا يمانع

أقول يا عمر الفاروق ، لقد علمتني ما لم أتعلمه في حياتي الطويلة وتجارتي العديدة

وما تعلمت من علوم قرأتها أو شيوخ درست أمامهم

علمتني أن كل ما ذكرت لا يساوى شيئا من غير عمل صادق

علمتني أن الشهادة ليست كلاماً فحسب بل إن معناها أن يشهد دم الشهيد أنه أرخص من دين الله ,فيراق من أجله

علمتني أن أعترف بذنبي إن كنت قصرت معك في شئ فسامحني

علمتني أن الدنيا لا قيمة لها برغم انها هانت عندي منذ فتره طويلة

2- الشهيد خالد بن الوليد الشال

هو واحد من شباب الدقهلية عاش حياته يتمثل شجاعة الصحابي خالد بن الوليد سيف الله المسلول.

2

تميز الشهيد بالحماسة والجرأة والإقدام ومواجهة المخاطر بانضباط المسلم الملتزم، يغضب لدين الله ولأحوال الأمة ، وهو من نشطاء العمل الخيري والتطوعي والفعاليات السياسية المتعلقة بهموم الوطن.

خالد بن الوليد الشال من مواليد قرية ميت زنقر بمركز طلخا بمحافظة الدقهلية ، وهو طالب فى كلية الطب البيطري بجامعة المنصورة .

ما إن أعلن عبد الفتاح السيسي عن الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي المنتخب في 3 يوليو 2013م ، إلا وانتفض د. خالد وشد رحاله إلى ميدان رابعة العدوية بالقاهرة معتصماً ومعلناً أنه لن يعود حتى عودة الشرعية أو الموت في سبيل الله وظل معتصماً نحو 45 يوماً حتى لقى الله شهيداً.

شارك الشال في دوريات حراسة ميدان رابعة العدوية امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : “عينان لا تمسهما النار ، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله” ، واشتهر بقدرته المميزة على اصطياد اللصوص والبلطجية وحرصه على تنقية الميدان من هؤلاء والحفاظ على طهارة الميدان والحفاظ على المعتصمين وحاجياتهم.

وفي إحدى ليالي رمضان وقبل وقت السحور ذهب لخيمته لينام قليلاً فرأى رؤية بأن الأمن هجم على ميدان رابعة وأطلق النار على المعتصمين وفضوا الميدان ، فانتفض من نومته وأمسك عصاه وأدوات الحراسة ، ولما سئل: ماذا حدث؟ قال: رأيتهم يفضون الميدان ، وقد كان.

وفي يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013م يوم محرقة فض اعتصامي رابعة والنهضة وبينما خالد على حدود الميدان للحراسة ومنع الهجوم تلقى خالد ثلاث رصاصات قاتلة غادرة من قوات الأمن والجيش اخترقت رقبته وظهره فارتقى شهيداً في الحال.

وبينما كان أهل الشهيد يتسلمون جثمانه الطاهرة من مسجد الإيمان بالقاهرة فوجئت أسرته باقتحام أمن الدقهلية لمنزلهم في المنصورة للقبض على خالد بتهمة ملفقة أنه اقتحم مديرية أمن المنصورة رغم اعتصامه شهراً ونصف الشهر في ميدان رابعة وارتقاءه شهيداً.

وحين وصل جثمان الشهيد لمدينة المنصورة زفته السيارات في شوارع المدينة وعقب الصلاة عليه ودفنه وقف والد الشهيد الدكتور الوليد الشال أستاذ الروماتيزم بطب المنصورة وقال: أشكركم على حضور زفة ابنى ، فهو شهيد والحور تستقبله ، وقد عاش حياته يتمنى الشهادة والموت في سبيل الحرية.

استشهد خالد الوليد شجاعاً مقداماً باذلا دمه رخيصة لله وللوطن وتلقى رصاصات لأنه قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. فهو سيد الشهداء.

3- الشهيد المهندس أحمد يوسف يوسف العفش

3

هو واحد من خيرة شباب قريته ، شاب متدين خلوق ، عاش في رحاب الدعوة الإسلامية ، وتربى في مساجدها ، ونشأ في مناشطها التربوية والدعوية والحركية المختلفة ، متطلع للآخرة والموت في سبيل الله ، وسمى نفسه الشهيد الحي.

الشهيد المهندس أحمد يوسف يوسف العفش ، مواليد 29 – 8 – 1989م ، قرية شها مركز المنصورة ، حاصل على بكالوريوس هندسة جامعة المنصورة 2011م .

اتسم المهندس أحمد بحب العمل الخيري والدعوي والمشاركة الايجابية في الفعاليات السياسية والوطنية والثورية ، نشأ في عبادة الله ، واشتغل بتربية وتعليم النشئ تعاليم الإسلام ، وكان حريصاً على اعتكاف رمضان في المساجد وكان يقوم على خدمتهم وإعداد الطعام والمكان والمشاركة في البرنامج الايماني لليالي المباركة ، إلا رمضان الأخير قال فيه: هعكتف السنة دى فى رابعة ، في إشارة لاعتصام رابعة العدوية.

تميز المهندس أحمد بحس وطني وحب عميق لهذا الدين وهذا الوطن ، وخرج في المظاهرات والفعاليات المختلفة لنصرة الحق ودعم الفكرة والهوية الاسلامية ورموز الحركة الاسلامية.

وحين وقع الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو 2013م ، ونادى المنادي للخروج للتظاهر والاعتصام لرفض الانقلاب والمطالبة بعودة الشرعية، خرجت جماهير محافظة الدقهلية للاعتصام في ميدان رابعة العدوية فيما خرج آخرون للتظاهر والاعتصام في مدينة المنصورة أمام القرية الأوليمبية ، ونصح البعض المهندس أحمد أن يكتفي بالتظاهر في المنصورة فقال: مش هرتاح .. لازم أروح القاهرة ، وانطلق الشهيد مرابطاً بنية لله وللوطن أن يتحرر من لصوص الثورة المضادة والقوى العلمانية التي تحارب باستماته لإلغاء الهوية الإسلامية عن هذا البلد المسلم.

قضى أحمد اعتصامه في ميدان رابعة العدوية ورأى بعينه توالي سقوط الشهداء ووقوع الجرحى والاصابات في المجازر المختلفة لمجرمي العسكر ولصوص نظام مبارك وبلطجية الداخلية ، وأعد نفسه أن يلقى الله شهيداً في أي لحظة ، وكتب وصيته أثناء اعتصامه برابعة العدوية دعى فيها كل من يعرفه أن يسامحه ، وأوصى إخوانه في جماعة الإخوان ألا يهجروا من تركوهم أو اختلفوا عليهم.

وفي يوم 14 أغسطس 2013 م وقعت أكبر مجزرة قتل جماعي في التاريخ المصري والمعروفة بمجزرة ومحرقة فض رابعة العدوية ، وتلقى أحمد يوسف رصاصة فى الظهر ودخل المستشفى الميداني وأثناء إجراء العملية قامت قوات الامن بإخراج المصابين مما اضطر مرافقوه للجوء إلى مستشفى اليوم الواحد بالقاهرة ، وأجريت له عملية جراحية في اليوم التالي للمذبحة في الواحدة ظهراً ثم ارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها بعدها ببضع ساعات.

وشيعت الجنازة في مشهد مهيب من المسجد الكبير بقرية شها ، وكانت جنازة حاشدة زفه أحبابه إلى مثواه الأخير وقد صدق الله فصدقه الله.

4- الشهيد أحمد أمين الحسيني البلقا

4

هو واحد من شباب الحركة الإسلامية العاشق لدينه والغيور على وطنه والمتفاعل مع قضايا أمته ، ناشط في العمل الدعوي والخيري ، نشأ في عبادة الله وارتياد المساجد ، ثوري بطبعه ومن أوائل فرسان ثورة يناير الذين خرجوا من يومها الأول ، انتفض ضد الفساد وإسقاط النظام ، وخرج لمناصرة فلسطين ، وتظاهر لدعم سوريا ، واعتصم لرفض الانقلاب ، ميداني بطبعه ، شارك في جميع المظاهرات منذ ثورة يناير حتى استشهاده ، وهو أحد كوادر العمل الطلابي إبان دراسته ، وأحد نشطاء العمل الخيري بالعديد من الجمعيات الخيرية ، معلم ومحفظ القرآن في حلقات الأشبال والفتيان بالمساجد ، اتسم بخفة الظل والمرح وحلاوة الروح ، محبوب بين أقرانه وإخوانه ، رفقاءه في الفكر ومخالفيه الرأي على السواء ، شجاع ومخاطر بنفسه متقدماً الصفوف ، تعرض للفصل التعسفي لنشاطه الطلابي ، واعتقل لاشتراكه في ثورة يناير ، وتمنى الشهادة في سبيل الله فنالها وهو مرابط ومعتصم من أجل كلمة عند سلطان جائر.

الشهيد أحمد أمين الحسيني البلقا ، مواليد المنزلة دقهلية في 30-12-1989م ، خريج المعهد العالي للإدارة والحاسب الآلي ببورسعيد ، نشأ في أسرة متدينة اتسمت بحرية تعدد الفكر ، والده أمين (مدير بالشباب والرياضة) ووالدته كريمة (أخصائية اجتماعية) وثلاثة أشقاء فاطمة (صيدلانية) وإسلام (طالب جامعي) وأسامة (طالب بالإعدادية).

عاش أحمد حياته ملتزماً بدينه منذ نعومة أظافره ، نشأ في بيوت الله ، وارتبط بمجالس الذكر ، ومتابعة دروس كبار المشايخ والدعاة والعلماء ، كان حريصاً على اعتكاف العشر الأواخر من رمضان كل عام ، وأم المصلين في المساجد.

اشتغل بتعليم النشئ وتربية الأشبال ، كان يعلمهم القرآن ويصاحبهم ويرسم البسمة على وجههم ، نظم لهم مع إخوانه الرحلات والمسابقات والدورات الرياضية والألعاب الترفيهية من أجل التربية الميدانية العملية.

كان عضواً ناشطاً في الجمعيات الخيرية التابعة للإخوان وغير الإخوان ، عاشقاً لعمل الخير التطوعي ومساعدة الفقراء ، كان يشارك في جمع الملابس وشراء الطعام لتوزيعه عن طريق الجمعيات ، يجمع التبرعات والأموال وكان خيّراً وأول من يساهم ويستحث من حوله على المساهمة، فكان ممن يقال فيهم “خير الناس أنفعهم للناس”.

هو أحد نشطاء شباب الإخوان الحاضر بقوة في أغلب المناشط والفاعليات الخدمية والخيرية ، تراه في لجان تنظيم توزيع أنابيب الغاز ، وتجده ينظف الشوارع ويجمل الميادين في حملات النظافة والتزيين ، وهو أحد البارزين في لجان تنظيم المعارض الخيرية والقوافل الطبية ، وتنظيم ساحات صلاة العيد ، لم يتخلف قط أو يعتذر عن عدم المشاركة في هذه الفاعليات الميدانية.

تميز أحمد بحس وطني ووعي سياسي ، فكان عاشقاً لمصر بهويتها الإسلامية ، متابعاً للشأن العام ، داعماً للإسلاميين ومنهجهم في الفكر السياسي ، شارك في إعداد وتنظيم الحملات الانتخابية والإعلامية والصالونات السياسية والمنتديات الفكرية ، وهو أحد نشطاء الفيس بوك ، وكان عضواً بارزاً في الجروبات والصفحات الإسلامية والثورية والسياسية.

ويعد البلقا هو أحد كوادر العمل الطلابي في دراسته الجامعية ، وكان –رحمه الله- مع آخرين نواة العمل الإسلامي في معهد الحاسب الآلي ببورسعيد ، وتعرض للفصل التعسفي من المعهد عدة مرات نتيجة نشاطه الدائم والفاعل.

ويصف ذلك زميله إيهاب غنيم ويقول: أحمد “اتمرمط” في حاسب آلي أيام أمن الدولة عشان “إخوان “، كل شوية ياخد فصل أسبوعين وفصل شهر وما كانوش عاتقينه.

حين بدأت إرهاصات ثورة يناير وبدأت دعوات الخروج للتظاهر يوم 25 يناير 2011م، كان البلقا أحد أعضاء جروب “كلنا خالد سعيد” الذي خرجت منه الدعوة ، وتصادف موعد المظاهرات مع وقت امتحاناته لنصف العام بالمعهد ، آثر أحمد أن يضحى بامتحاناته ليلتحق بمظاهرات إسقاط النظام في مدينة المنصورة ، ولم يخبر أهله إلا بعد سفره من بلدته المنزلة حتى لا يمنعوه ، وبعد يوم شاق ومطاردات جحافل الأمن ، تم اعتقاله مع عشرات شباب الثورة بالدقهلية مساء ذات اليوم نفسه وأودع سجن المنصورة.

كان أحمد من قلائل شباب الثورة بمدينته الذين ناضلوا ميدانياً متجاوزاً التهديدات والمخاوف المتوقعة وهو رابع أربعة من شباب إخوان المنزلة الذين استأذنوا قيادتهم للمشاركة في مظاهرات يوم 25 يناير.

خرج من السجن يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 ثم انطلق في اليوم التالي للاعتصام في ميدان التحرير بالقاهرة وظل مرابطاً حتى سقط مبارك ، ثم شارك في معظم الفعاليات الثورية مع الإخوان وغير الإخوان منذ بدء الثورة وعلى مدار عامين ونصف.

 إلى رابعة العدوية

حين بدأت إرهاصات الانقلاب العسكري ، وطفت على السطح المؤامرات التي تحاك بهوية مصر الاسلامية ومحاولات إفشال الرئيس الشرعي المنتخب ، وأطلت الثورة المضادة برائحتها ورموزها ، ونادى المنادي للتظاهر والاعتصام بميدان رابعة العدوية ، ترك البلقا عمله مثلما ترك امتحاناته من قبل (وكان يعمل وقتها بأحد المتاجر) ، وجهز حقيبته وانطلق للاعتصام وأقسم ألا يترك الميدان إلا بعودة الشرعية أو يموت شهيداً.

تقول والدته: صمم أحمد على الاعتصام الدائم متحدياً كافة الظروف ومنها مرض خاله الذي كان يحتضر في ذلك التوقيت.

رابط أحمد في أطول وآخر اعتصام في حياته ، شارك في مظاهراتها التي انطلقت في شوارع القاهرة ، وسار عشرات الكيلو مترات رافعاً صوته هاتفاُ: إسلامية إسلامية ، يسقط يسقط حكم العسكر ، في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء ، هى لله هى لله ، قضى آخر رمضان في حياته مرابطاً ، صلى وصام على أرض رابعة وقرأ القرآن ، ووقف حراسة على أبواب الميادين ، وشارك في خدمة المعتصمين ، شاءت إرادة الله أن كتب للشهيد أربعين يوماً قضاها في رحاب الأجواء الإيمانية والخشوع ، والتأهب للموت والشهادة في أي لحظة.

طلب أحمد من أسرته أن يقضوا العيد معه في الميدان ، واستجابت أسرته التي لم تكن تدري أنه عيد الوداع ، واصطحبهم في جولة ميدانية عائلية ، “هنا المستشفى الميداني .. وهنا ملاهى الأطفال .. ونقف هنا طوابير لدورة المياه ، ونبيت على الأرض في هذه الخيام ، ونجلس على هذه المقاهي ، وهنا مات شهداء وأصيب جرحى ، هنا رابعة العدوية.. أرض العزة والكرامة” ثم ودعهم وظل مرابطاً في الميدان.

استشهاده

وفي يوم 14 أغسطس 2013م بدأت جريمة مذبحة فض الميدان في صباح ذلك اليوم ، وحين سمع أحمد تكبيرات المعتصمين ، انطلق ناحية حدود الميدان (مدخل طيبة مول) ليقف بصدره لحراسة المدخل ، وكتب آخر كلماته على الفيس بوك “هذﺍ ﻣﺎ ﻭﻋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮله، ﺃﺷﻬﺪ أﻥ ﻻ‌ إﻟﻪ إلا ﺍﻟﻠﻪ ﻭأﻥ ﻣﺤﻤﺪاً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ”.

يقول عمر صلاح: أحمد كان معنا حتى الساعة 6.30 صباحاً عند الجراج ، فسمعنا صوتاً وقلنا “الله أكبر” ، بعدها الناس سكتت ، وعدنا للخيمة غيرنا ملابسنا ، وأحمد جاب زجاجة بيبسي وزجاجتين خل خدت منه واحدة وجبت قماشة ، وبعدها دخلنا الشارع اللي ورا طيبة مول عند شارع النصر أنا وهو وآخرين ، وعدينا حاجز الرمل ، كانوا بيضربوا حي وغاز ومصابين وقعوا ، شممنا الناس خل ، تقدمت للأمام وعدت في دقيقة لكنه اختفى ، وبعدها بدقائق أصبت فاتصلت عليه فلم يرد ثم أصبح غير متاح.

وتلقى أحمد رصاصات خسة وغدر في بطنه ليلقى الله شهيداً في صباح ذلك اليوم مع أوائل شهداء رابعة العدوية.

يروي شاهد عيان التقط له صوراً بعد استشهاده يقول: حين أصيب أحمد بالرصاص طلب مني ألا يمس جسده أحد من العسكر ، ثم قال: بلغ سلامي لأهلي.

وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها بعد أن ناضل من أجل قضية عادلة ونصرة للحق ونيته متوجهة لله ولم يتجاوز الوسائل السلمية المشروعة ، وارتقى أحمد شهيداً بعد أن هتف في كل الميادين للوطن وللإسلام ، وقدم نفسه رخيصة لما يعتقد أنه الحق.

واهتزت مدينة المنزلة بجنازة حاشدة عقب صلاة الفجر ، زفت الشهيد وهتف المشيعون “يا إعلام يا كداب .. ابن البلقا مش إرهاب” .. ووصل إلى مثواه الأخير مع إشراقة شمس يوم جديد.

وصيته

كتب أحمد وصيته قبل استشهاده بنحو عام وأوصى أن تقرأ على قبره ومما قال فيها: أوصيكم بالدعاء والاستغفار لي ، وانشروه الصالح مما كتبت على الانترنت ، وإن وجدتم شيئا يخالف دين الله فامسحوه.

أوصي من كانوا يجلسون معي في الجلسات العامة والخاصة من أبناء المسجد بألا يقطعوا هذه الجلسة ، وأعتذر إليهم إن كنت قد قصرت معهم.

أشهد الله وأشهدكم جميعاً أن سبب سعادتي وأنسي في الحياة هو الدين الذي تعلمته من إخواني وأساتذتي وشيوخي في جماعة الإخوان المسلمين ، وأنصحكم والله جميعاً بالالتحاق بصفوفهم ، فهم خير الدعاة إلى الله.

وأشهدكم أيها الناس أني راض عن أبي وأمي ، فقد أحسنوا إلىّ ، وربوني خير التربية ، وما قصروا في حقي قط ، وأعتذر إليهم أمامكم جميعاً إن كنت قد أغضبتهم يوماً أو عصيتهم في أمر من الأمور.

 5- الشهيد عبد الرحمن طه عبد الرحمن

5

تنبأ له معلموه بأنه مشروع عالم وأديب وشاعر وباحث ، لكنه قال عن نفسه بأنه مشروع شهيد ، الطالب عبد الرحمن طه ، هو الطالب المثالي بالدقهلية ، وحافظ لكتاب الله ، شاب متفوق متميز وموهوب ، نشأ في عبادة الله ، صواماً قواماً ، مشهود له بحسن خلقه وأدبه ، ابتلاه الله بمرض شديد يفضي للموت وعجز الأطباء عن علاجه ، وببركة القرآن شفاه الله ليصطفيه ويختاره بخير موتة يلقى الله عليها .. الشهادة في سبيل الله.

عبد الرحمن طه عبد الرحمن طالب بالصف الثالث الثانوي من بدين مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية ، وهو واحد من شباب مصر النابغ المبدع والموهوب ، كان باحثًا علميًّا، فهو من مؤسسي المركز الاستكشافي بإدارة شرق المنصورة، وكان أحد أعضاء الاتحاد العام للطلاب على مستوى الجمهورية وحصل على مركز القمة على مستوى الجمهورية في الأدب والشعر واللغة العربية، وكان من أوائل الطلاب ويقدمونه في المسابقات ليحصل على المراكز الأولى، وكان لديه قدرة كبيرة على الخطابة والارتجال.

حصل على لقب الطالب المثالي على مستوى محافظة الدقهلية وكان مرشحاً بقوة للفوز باللقب على مستوى الجمهورية قبل استشهاده بأيام.

عبد الرحمن هو واحد من زهرة شباب مصر النقي الموصول بالله تعالى فقد نشأ في عبادة الله وأحد نشطاء طلاب الإخوان المسلمين بالدقهلية ، صافي الذهن يحفظ الربع من القرآن في خمس دقائق ، وكان حريصاً –رحمه الله- على صيام الإثنين والخميس طوال العام، ولا ينام قبل أن يفتح المصحف أو كتابًا أو معه المسبحة يُسبِّح بها قبل النوم ، وتشهد له أسرته أنه كان قواماً بالليل ، ويحيي سنن النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه.

رزقه الله عقلاً نابهاً ونفساً صافية وأخلاقاً مشهودة ، قال عنه معلموه أن عقله وخلقه يسبق سنه ونحن نتعلم منه ، وكذلك شهد له والده بأنه يتعلم منه ، ويروي أحد الذين تعرفوا عليه في اعتصام رابعة ويقسم بأنه تعلم كثيرا من الشهيد رغم أنه يصغره في السن.

وحين بدأت مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية في صباح يوم 14 أغسطس 2013 م تقدم عبدالرحمن بشجاعة عند مدخل الميدان في شارع النصر بجوار طيبة مول ووجد قناصة يطلقون الرصاص على حراس مداخل الميدان فاتجه ناحيتهم وراح يصور ما يحدث لكنه تلقى رصاصة غدر آثمة من قناص أعلى المدخل واخترقت صدره ليغرق في دماءه ويلقى الله شهيداً ولتبقى دماءه الطاهرة لعنة على الانقلابيين الذين اغتالوه.

يروي أحد الذين تعرفوا عليه في الميدان: أنا أكبر من عبد الرحمن بعامين وقضيت معه مدة لا تزيد عن الـ 10 أيام ، ووالله لقد غير من أخلاقي وتعلمت منه الكثير ، وعقله أكبر من سنه وكنت أغير من كثرة علمه واطلاعه وحبه لأسرته ، كان شجاعاً ، لم يكن يخاف الموت.

كتب الشهيد رسالة لأمه يقول فيها: لو مت شهيد ، هيبقى يوم عيد لأنى بدافع عن ديني وعن بلدي الإسلامية اللى عايزنها تبقى علمانية.

وكتب عبدالرحمن وصيته وفيها: أخبروا العالم كله أنني أحببت كل من عرفتهم جميعا ، فأنا لم أكره في حياتي أحدا إلا اليهود ومن حارب هذا الدين حتي من قتلني إلا أن يكون كذلك.

شكرا لأبي علي هذه التربية ولأمي علي هذا الحنان

وأنا أحب اخواتي يا أحب الناس إلي قلبي يا عائشة

 6- الشهيد الدكتور عبد الرحمن خالد محمد الديب

6

شاب متدين ، مسلم غيور على دينه ، وطني وثوري ، من فرسان الثورة المصرية منذ انطلاق شرارتها الأولى ، وهو طبيب ميداني ، وأحد مؤسسي المستشفى الميدان بميدان التحرير في جمعة الغضب 28 يناير 2011م ، شارك في معظم الفعاليات الثورية والميدانية مع الإخوان وغير الإخوان ، وشارك بدوره الثوري والطبي في الميادين المختلفة والمظاهرات المتعددة والاعتصامات المتوالية ، من فعاليات إسقاط النظام ، ورفض حكم العسكر ، إلى اعتصام رابعة العدوية لرفض الانقلاب العسكري ودعم الشرعية ، حتى لقى الله تعالى شهيداً في سبيل الله ونصرة هذا الوطن.

الشهيد الدكتور عبد الرحمن خالد محمد الديب ، مواليد 5- 1- 1989م ميت غمر دقهلية ، طبيب أسنان ، خريج طب أسنان جامعة طنطا 2010م ، وهو نجل القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مجلس الشعب السابق الدكتور خالد الديب.

اتصف الدكتور عبد الرحمن بالأدب جم ، واحترام متبادل ممن عرفه وعايشه ، كما تميز عبد الرحمن بالتفوق في العلم والدين فهو من أوائل الطلاب في كافة مراحل دراسته ، وأتم حفظه للقرآن الكريم في الصف الثالث الاعدادي ، وكان يؤم المصلين في الصلاة.

وهو أحد نشطاء العمل الطلابي والشبابي بالجامعة ، فكان عبد الرحمن هو مسئول العمل الطلابي والدعوي بالكلية وأسس مع آخرين أسرة المستقبل ، وحصل على جائزة الأدب القصصي بجامعة طنطا ، وشارك في فعاليات المنتدى الأول لفورشباب بمملكة البحرين ، كما تم انتخابه “أمين الخريجين” لدفعته والتي سميت “دفعة الثورة”

وبعد تخرجه تم انتخابه عضواً بالأمانة العامة وأمينا للشباب بحزب الحرية والعدالة بميت غمر وكان له العديد من المشاركات السياسية والخدمية.

يقول محمود طاهر : والله كان من أطيب الرجال اللى عرفتهم فى حياتى رحمه الله عليه.

ويضيف أحمد الأدهم: الشهيد هو بطل ورجل ومحترم وخلوق ومهذب رحمه الله رحمة واسعة

ويحكي ثروت الجندي عن روحه الخدومة ويقول: ثاني يوم لمجزرة الحرس الجمهوري ، احتاج مسئول الصيدلية بالمستشفى الميداني للمساعدة في نقل الأدوية ، فتطوع دكتور عبد الرحمن وظل وحيداً ينقل المستلزمات من الدور الأول للدور الثاني على أكتافه ، وقتها قلت في نفسي يا الله كان من الممكن أن يبقى معززاً مكرماً مرتدياً الروب الابيض في المستشفى الميداني مع باقي الاطباء ولكنه فضل أن يشارك في نقل المستلزمات مع إخوانه.

ويؤكد صالح الشواف : رحمة الله علي الخلوق المؤدب الهادئ ، فيما يشير مجدي البنداري: آخر ما كتب هنا الشهادة فطلبها بصدق و نالها فنسأل الله له الفردوس الأعلى .

ويقول أحمد مشرف: أشهد له بالخلق الرفيع وأخلاق الفرسان والتربية الاسلامية الصحيحة ، عشنا مع بعض 40 يوماً برابعة لم يتوانى أبداً فى خدمة المعتصمين ودائما كان سباقاً بالتواجد فى الحراسات والمستشفى الميدانى ، ويوم الفض علمنى كيفية التعامل مع الغاز.

ويقول زميله عمر علي زين الدين: كانت معرفتي به عن طريق الفيس بوك بعد الثورة ، وبعد تخرجه جاء تكليفه في مدينة أسيوط والتقيت به وأخذته في جولة في مدينة أسيوط ، كان خلوقا طيب القلب عزيز النفس حتى أنه واجهته بعض المشاكل في إجراءات تعيينه فلم يطلب المساعدة ، كان من المرابطين في كل مواطن الثورة من أولها في ميدان التحرير مرورا بمحمد محمود و انتهاءً باعتصام رابعة العدوية وكان طبيبا بالمستشفى الميداني في كل هذه الميادين ، عندما تراه تشعر فعلا أنه شهيد -بدون مبالغة- وجهه بشوش و مبتسم دوما و الفكاهة ترافقه دوما حتى في أحلك المواقف.

يقول عنه أحد أساتذته دكتور تامر نصر مدرس بجامعة طنطا: أشهد بأنك كنت مختلفا عن كل من عرفت في حياتي أفتش في ذاكرتي عن شخص مثلك…أجدهم كلهم فيهم المميزات والعيوب إلا أنت ، لم أجد لك عيبا قط ، طوال أكثر من ثماني أعوام عرفتك فيها ، كنت تلميذا ودودا ، هادئا ، كنت صديقا ، قمة الأدب والاحترام ، ونابغة في الحياة ، كنت شخصية منفردة من نوعها من ناحية الأدب والعلم وحنكة الرأي ورجاحة العقل على سنك الصغير ، شخصية حقاً لن تتكرر

وتقول زميلته الدكتورة نهال ابو الفضل عنه: دوماً كان شعاره أصلح نفسك و ادعوا غيرك ، لم تختلط بشخص إلا و كنت صاحب موقف معه و ذو بصمة دوماً كنت مختلف ، اختلاف مميز ، لم يطلبك شخصاً فى إغاثته و إن كان مكفراً لك ، إلا و قد أغثته بكل ما أوتيت من قوة

ونعاه الداعية والإعلامي الدكتور علي العمري: رحم الله أخي الشهيد الدكتور الشاب عبدالرحمن الديب، الذي شاركنا في مؤتمر فورشباب الأول.

من مواقفه : أثناء امتحانه بالشهادة الإعدادية ، سمع زميله يغشش آخر بإجابة سؤال ، فعدل عبد الرحمن الإجابة ، وبعدما سلم ورقه شعر بالذنب فطلب ورقته لشطب إجابته, فرفض المراقبون فبكي , فاستدعوا مراقب الدور فسلمه الورقة وشطب الإجابة الصحيحة حتي لا تكون غشاً . وقد زاره هذا المراقب فيما بعد وأخبره بأن موقفه هذا غير منه كثيرا.

ويعد الديب أحد شباب الثورة المصرية وهو صديقاً للكثير من شباب القوى الثورية المؤيدة والمعارضة لفكره ، وتوالت مشاركاته في جميع الأحداث الثورية المتتالية من أحداث محمد محمود وأحداث مجلس الوزراء وأحداث العباسية وكان فيها قائما بمهمته الانسانية كطبيب في المستشفى الميداني بغض النظر عن اختلافه او اتفاقه مع القائمين على الاحداث، كما يعد من أحد نشطاء الفيس بوك ، وتميزت كتاباته عبر صفحته على الفيس بوك طابع خاص وكتابات ذات بصمة ، وهذه نماذج منها:

المؤيدون يزدادون تأييدا ، و المعارضون يزدادون اعتراضا ، والسافلون يزدادون سفالة ، و المستظرفون يزدادون استظرافا ، و المتفزلكون يزدادون فزلكة ، حتى قائمة البلوك عندى ازدادت ككل شيء ، لا جديد يا صديقي ، ما زال الوطن جريحا بأبنائه ، و ما زال دمنا على أرضه لا يجف ، و ما زلنا ندفع الثمن وحدنا ، رحم الله شهداءنا الذين ارتقوا اليوم إلى السماء ، و رحم الله شهداءنا الذين سيرتقوا غدا و بعد غد.

 وفي موضع آخر كتب:

أحمد مظهر مش صلاح الدين الأيوبى ، فمهما حاولت تمثل جو الثورية ، برضه هتفضل فلول ، ولو وقفت على دماغك عشان يتقال عليك مناضل ، برضه هتبقى ما نزلتش فى الثورة و لا وقفت مع الرجالة الأبطال قدام مبارك و نظامه ، ومهما عملت و مهما هتفت و مهما كتبت و مهما قلت ، هتفضل برضه كنت حزب كنبة أيام الثورة أو واحد من أبناء مبارك ، ده تاريخ ، ما بينفعش يتغير ، أقعد احرق فى نفسك بقى و هات آخرك ، واشتم فى الإخوان و فى الرئيس ، واعمل نفسك ما بتخافش من الموت و ما بيهمكش حد ، وخلى الناس تشيلك على اكتافهم و يرددوا وراك ، برضه مش هتبقى من الثوار ، اللى حصل حصل ، و التاريخ ما بيتعدلش فيه ، ولو حتى كل الناس صدقوا إنك ثائر ومناضل و بطل ، إنت من جواك عارف إنك فلول أو كنبة .

وهذه كلمات خطها الشهيد عبدالرحمن لولده الذي لم يأت الي الدنيا:

يا ولدى : تلك الجنة التى أمامك الآن ، كانت قبل سنوات مملكةً مهجورة ، وقطعةً من خراب ٍمنفِّـر… ذلك العدل الذى أمامك يا ولدى كان قبل سنوات طغيانا فاشيا وظلما طاغيا. تلك المودة التى تشعر بها الآن ياولدى كانت قبل سنوات جفاءً قاسيا ، وقسوةً جافية

ما تستمتع به الآن ،، ثمراتُ نبت ٍزرعناه قبل سنين ،، و زهرات طاهرات رويناها بدمٍ أحمر قانٍ لمخلوقات هي الطهر ذاته ، فارقتنا إلى ربها وتركتنا وحدنا نصارع الحنين ،،

كل ذلك ياولدى ،، لأننا فى يوم ما قلنا ” لا ” ، ولأننا فى لحظةٍ فارقة ضحينا بكلِّ شيء ،، فأنعم الله علينا بكل شيء

إستمتع يومها يا ولدى كثيرا ،، وإفرح يا فلذة كبدى حينها طويلا ،، فقد عاش أبوك وأعمامك سنينا عجاف حتى يـُــخرج الله بنا جنينَ النعيم من رحم المكابدة والصبر والإبتلاء .. ارووها لابناءكم عن عمهم عبد الرحمن

استشهاده

تعرض الديب لأغلب الحوادث والاعتداءات من الجيش والشرطة والبلطجية وشارك في حمل الشهداء وإسعاف الجرحى والمصابين في المستشفيات الميدانية المختلفة ، ورأى الموت بعينه ، وتمنى لو أن يرزقه الله الشهادة في سبيله ويحسن ختامه.

وتحققت أمنية الشهيد في 14 أغسطس 2013م ، في أكبر مجزرة قتل جماعي في مصر والمعروفة بمجزرة فض ميدان رابعة ، وتلقى الدكتور عبدالرحمن الديب رصاصة في الصدر من قناص أثناء تصويره الأحداث بموبايله وتم سرقة هاتفه، وارتقى إلى الله شهيداً بإذن الله.

ونعت جمعية أطباء التحرير الدكتور عبد الرحمن خالد الديب، أحد مؤسسي المستشفى الميداني بالتحرير في يوم 28 يناير 2011م (جمعة الغضب)، لافتة إلى أنه كان من أوائل الأطباء الذين قاموا بإسعاف المصابين في ميدان عبد المنعم رياض أثناء موقعة الجمل.

وشيع الآلاف من أهالى مركز ميت غمر الشهيد عبد الرحمن من مسجد خديجة الشيمي بعد صلاة العشاء في جنازة مهيبة علت فيها الهتافات ضد السفاح عبد الفتاح السيسي وضد بلطجة الداخلية ، كما علت الزغاريد بزفاف الشهيد إلى مثواه الأخير ، وحضر الجنازة الحاج طلعت الشناوى مسئول إخوان الدقهلية والدكتور ابراهيم ابو عوف أمين الحرية والعدالة بالدقهلية.

ونشرت إحدى ناشطات موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وصية للشهيد على المواقع الفلسطينية وقالت أنها لأحد الضحايا الذي قتل وقت فض اعتصامات الاخوان في مصر من قبل الجيش ، وقالت وصية عبد الرحمن خالد الديب وهو بيستشهد الآن انكم تصلوا عليه فى فلسطين وفى المسجد الأقصى .. ممكن تنفذوا وصية شهيد يا أهل فلسطين؟

7- الشهيد أحمد ضياء الدين فرحات

7

هو الفارس منذ نعومة أظافره ، وهو الكبير منذ صغر سنه ، شاب متدين ، دمث الخلق ، متفوق ومثقف ، حيي وخلوق ، شجاع وجرئ في قولة الحق ، اشتهر بين أبناء قيادات الإخوان الذين حوكموا عسكرياً إبان نظام مبارك البائد وعرف بصدحه بالحق وثباته في الأزمات رغم صغر سنه في ذلك الوقت ، تمنى الشهادة في سبيل الله وكتب وصيته ، ونالها في المجزرة الوحشية لفض اعتصام ميدان رابعة العدوية.

أحمد ضياء الدين فرحات ، 18 عام ، أنهى دراسته في المرحلة الثانوية فى مدرسة الرضوان ، وهو من طلخا دقهلية ومقيم بمدينة نصر بالقاهرة، نجل الدكتور ضياء الدين فرحات القيادي بجماعة الإخوان المسلمين والذي اعتقله نظام مبارك وحوله للمحاكمة العسكرية رغم أنه مدني ، له أربعة أشقاء ، يوسف وبلال وجهاد وإسراء.

راح أحمد وهو ابن الصف السادس الابتدائي يساند والده والمعتقلين عسكرياً ، وهتف صادحاً : ” يا جنود الله صبراً.. إن بعد العسر يسراً.. لا تظنوا السجن قهراً .. رب سجن قاد نصرا.. فاستعدوا سوف يعلو قولكم الله أكبر” .

يقول عبد الرحمن أشرف: أحمد شاب لن تقابل مثله ، نابغة ، ذكي ، مثقف ، رأيته متميزاً جداً وكنت أعرف أن له مستقبلاً باهراً ، فكان له ذلك المستقبل الذي تمناه هو صباح يوم الأربعاء ونال الشهادة.

 وكتب عنه “شهاب الأزهر” عبر الفيس بوك:

عرفناك يا أحمد فأحببناك.. قائدا وفارسا في المحاكمات.. وبسّاما ودودا في الرحلات.

عرفناك عبر المدونات.. فاشتقنا لرؤيتك في عاجل المسرات.. – إن شاء الله-.

عرفناك يا أحمد تهتف في ثبات .. وتلعب وأنت توزع الابتسامات .. وتتخطى برجولتك من يسبقونك بسنوات .. لتساند أباك في كبرى القضيات.

تتطلع إلى المستقبل لترفع للإسلام رايات .. وتقود من المؤمنين مجموعات .. لتظفر بالجنات .. وترضي رب الأرض والسماوات .

إذن .. تحيا بإذن الله سعيدا .. في الحياة .. وفي الممات.

وفي مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013 م ، كان أحمد معتصماً وشهد بعينه عمليات القتل الوحشية بحق المعتصمين المسالمين.

وكانت آخر مكالمة له مع أحد أقاربه من المنصورة نحو الساعة 9.30 صباحاً يوم الفض وقال له “أنا عند طيبة مول وفيه 400 واحد ماتوا ومبقيناش بنعد بعدها ، وبعدين قاله ثانية وهكلمكوا تانى” .. لكنه لم يرد بعدها.

وقبل الظهر أصيب أحمد بخرطوش في الوجه وانتقل إلى المستشفى الميداني وتوفى خلال ساعات قليلة بعد إصابته وشيعت جنازة احمد ضياء فرحات من مسجد السلام بالحى العاشر بمدينة نصر.

8- الشهيد المهندس وائل سليم على سليم

8

42 عام ، خريج كلية الهندسة جامعة المنصورة قسم الهندسة الميكانيكية ، يعمل مديراً في مصنع السماد بطلخا ، وهو عضو مجلس نقابة المهندسين بالدقهلية ، متزوج وأب لأربعة أبناء ، بلال وآلاء وابتهال وعمرو.

المهندس وائل هو أحد أبناء هذا الوطن المخلصين ، وله إسهامات بارزة في أعمال الخير ورعاية اليتامى والمساكين ، ولجان الزكاة في القرية ، وهو أحد نشطاء العمل المهني بنقابة المهندسين فهو أمين الصندوق المساعد ومقرر اللجنة الاجتماعية والرحلات بالنقابة.

يقول عاصم الدسوقي: لم أعرفه إلا ناصحاً ، كان دائماً ما يتحدث معي عن التوكل على الله وأن الفرج قريب ، وعن كيف نكون عباداً ربانيين ، ويشهد له مهندسو الدقهلية بسعية الدائم لخدمة المجتمع من خلال عمله النقابي

هو متدين خلوق ، ووطني غيور على هذا الوطن وهذا الدين ، كان واعياً بالمشهد المصري وحقيقة المؤامرات التي تحاك بمصر ومحاولات إجهاض مكتسبات الثورة ومحاربة هويتها الاسلامية ، وحين وقع الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو 2013م ونادى المنادي للخروج للتظاهر والاعتصام في الميادين ، خرج المهندس وائل للمشاركة في المظاهرات واعتصم بميدان رابعة العدوية حتى كتب الله له شهادة في سبيله في مجزرة فض الميدان وأصيب برصاصة في رأسه ثم ارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها وهو صائم.

ويروي أحد معارفه أن آخر اتصال به كان بعد العصر وكان قد تلقى رصاصة فى يده في البداية وكان موجوداً فى طرقة المستشفى الميدانى إلا أن الشرطة طلبت منهم الانصراف ، فأخرجوا المهندس وائل وهو مصاب.

وشيع الآلاف من أهالي المنصورة وقرية كتامة مساء الخميس 15 أغسطس 2013م جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير

9- الشهيد إبراهيم فوزى فارس

شاب نشأ في عبادة الله ، حسن الخلق ، يحب الطاعات والعمل الصالح، متطلع للآخرة والجنة والحور العين ، أحد رواد بيوت الله ومعتاديها ، حافظ لكتاب الله ، طيب القلب ، يسعى للعمل التطوعي الخيري والخدمي للناس ، واعياً بالواقع السياسي للمشهد المصري وحال الأمة ، ومشاركاً في الفعاليات السياسية والإسلامية والثورية ، ورابط في سبيل الله ونصرة هذا الوطن في ميدان رابعة العدوية حتى لقى الله شهيداً وهو صائم.

9

الشهيد إبراهيم فوزى فارس من قرية منية سندوب التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية ويبلغ من العمر 29 عامًا أعزب , وله 4 أشقاء وترتيبه بينهم قبل الأخير ووالده صاحب سوبر ماركت ووالدته ربة منزل .

يقول بكر فارس من أقارب الشهيد أن الشهيد إبراهيم حافظ لكتاب الله ومشهور فى القرية بطيبة قلبه وأنه ملقب بحمامة المسجد لتواجده وارتباطه الدائم بالمسجد ومحافظًا على صلاة الفجر .

وتقول شقيقته: أخي كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وجهه مبتسم غير غضوب ، عرضت عليه أن أخطب له أفضل البنات فقال: أنا هعمل فرحي في الجنة.

ويقول محمد المصري: ابراهيم دون مبالغة من أفضل وأتقى وأطيب شباب منية سندوب.

رابط إبراهيم في ميدان العزة والكرامة ميدان رابعة العدوية معتصماً سلمياً لدعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري وإجرامه في حق المصريين واستحلال قتلهم وسلب إرادتهم ، وفي يوم 14 أغسطس 2013م ، ارتكبت قوات الجيش والشرطة أكبر وأخطر جريمة قتل جماعي في تاريخ مصر فيما يعرف بمذبحة فض الاعتصام.

وتلقى إبراهيم سبعة رصاصات نارية غادرة فى الرأس والصدر وارتقى إلى الله شهيداً وهو صائم آخر أيام الستة من شوال.

واحتشدت الجماهير بالقرية لوداع الشهيد في جنازة مهيبة اختلطت فيها أصوات البكاء وزغاريد النساء وزفوا الشهيد إلى مثواه الأخير ليحقق ما تمناه في حياته ويزوج للحور العين.

 10- الشهيد الدكتور رامي حسين عبد العال

10

“قليل هم الذين يحملون المبادئ ، وقليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ ، وقليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم ودماءهم من أجل نصرة هذه المبادئ والقيم ، فهم قليل من قليل من قليل”

كانت هذه من كلمات الشهيد الذي صدق في مقاله هذا وكان من هذا القليل الذي اصطفاه الله تعالى.

الشهيد الدكتور رامي حسين عبد العال ، طبيب بشرى دفعة 2008م طب الازهر ، مواليد 29- 1- 1985م من أجا دقهلية ، متزوج من طبيبة وله طفلان أحمد سنتين وأنس 6 شهور.

هو مسلم ملتزم بتعاليم الإسلام وحافظ لكتاب الله كاملاً وهو في سن الطفولة ، بار بوالديه وأهله ، نشيط في أعمال الخير والخدمة العامة والخاصة والحملات الخيرية والتطوعية ومساعدة الفقراء والأرامل والأيتام وعموم الناس.

تميز الدكتور رامي بابتسامة معبرة عما في أساريره من رقة المشاعر وحنو القلب وحرص على رسم البسمة في وجوه الآخرين.

وهو أحد كوادر حزب الحرية والعدالة وأمين شباب الحزب بمركز أجا وأحد نشطاء العمل السياسي والثوري ومن أوائل فرسان ثورة يناير ، وكان متفانياً في تقديم الخدمات للجمهور ونال احترام من يؤيده في الفكر ومن يخالفه كذلك..

يقول الدكتور رجب الذهبي :كان بشوشاً بساماً في وجه من يلقاه ، مهموماً بالدعوة والعمل المجتمعي.

ويروي صلاح العشري: كنت معه في ثورة 25 يناير بالمنصورة وأردت أن أهتف بالناس ، فقال لي “ابدأ انت وأنا وراك” ، كان الشهيد أحد أبطال موقعة الجمل في ميدان التحرير ، كان يضمنا في حضنه حينما اشتد البرد علينا في الميدان ، كنت أذهب إليه في أي وقت حتى في منتصف الليل وأشكو إليه مشكلاتي وأفضفض معه.

ويضيف الدكتور إسماعيل مسعد: كان رامي زميل الدراسة ، لم أر منه شيئاً يعيبه أبداً ، كان سلمياً طوال حياته ، يحبه كل من يعرفه ، يخدم كل من حوله لوجه الله.

ويستكمل مصطفى عبد الحميد: لم أعهد عليه إلا أنه ملتزم ، خدوم ، حنون ، يؤثر زمايله على نفسه.

ويصفه الدكتور إسلام فكري قائلاً: من أندر الناس إخلاصا واجتهادا لفعل الخير ، شهادة منى أمام الله وأنا لم أنتمي للإخوان ، ولكني أحببته كأخ لي ، كان علامة مميزة وبصمة رائعة لطب الأزهر.

ويقول محمد العشري :ما من يوم لك فيه ذكري طيبة على مدي عشرة أعوام إلا وكان هو أحد أعمدة السعادة فيها بحضوره وابتسامته ، كان من أحبائي القليلين وكنت من أحبابه الكثر

ويحكي محمد المسعدي: كنا في مسيرة قبل فض الاعتصام بيومين وقلت له “ألن تنزل البلد وتحضر فرح صاحبك” فرد بكل حسم “لأ طبعا.. إحنا فى رباط وجهاد ، هنا أكثر أجراً وأولوية”

يعبر أحمد ماهر عن سمته ويقول: لن أتكلم عن أخلاقة ولا صفاته ، صورته تتحدث عن كل شيء

ويضيف محمد الدليل: كان دوماً أفضلنا قلباً وأرقنا نفساً وأحسننا خلقاً

ويقول محمود الحفناوي: شهيد تعلم منه آلاف الشباب

ويؤكد عبد الرحمن الشافعي: هو أكتر واحد محترم عرفته في حياتي ، علمني يعني إيه أعيش للناس ، علمني أن أعيش لقضية وأن الفكرة لا تموت ، هو من حفظني القرآن.

 إلى رابعة العدوية

شاهد الدكتور رامي الموت المرة تلو الأخرى من البلطجية والانقلابيين في كثير من الأحداث والفعاليات الداعمة للشرعية والمناهضة للانقلاب.

رأى مجزرة الجمعية الشرعية بالمنصورة والتي استشهد فيها ثلاثة وأصيب فيها المئات .

وفي يوم 28- 6-2013م هاجم البلطجية مقر حزب الحرية والعدالة بأجا وأحرقوا المقر ، وتعرض الدكتور رامي لطعنة بالمطواة فى صدره لكنها لم تصبه نتيجة ارتداءه لحزام تخسيس ، وأصيب ببعض الكدمات الخفيفة.

وفي اليوم التالي 29 يونيو ، أعد الدكتور رامي حقيبته وشد رحاله للرباط والاعتصام في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة ، وكان الدكتور رامي هو المسئول عن خيمة أجا.

كانت يوميات الميدان ، صلاة في جماعة وقراءة الأذكار صباحاً ومساءً ، وتلاوة الورد القرآني ، وقيام وتهجد ، وانطلاق مظاهرات لعدة كيلو مترات لتهتف إسلامية إسلامية ، في سبيل الله قمنا ، يسقط يسقط حكم العسكر.

وانتقل الدكتور رامي مع آخرين للاعتصام أمام الحرس الجمهوري وراح ينصب الخيمة قبل المجزرة بلحظات ، ثم عاد لصلاة الفجر في ميدان رابعة ، وعقب الصلاة سمعوا أصوات إطلاق الرصاص وكبر من في الميدان ورددوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، ثم ارتدى الكمامات والشنط وفيها الخل والكولا والمصاحف ، وراح يسعف الجرحى وينقل الشهداء.

وعقب المجزرة كتب يقول: إلى الشرفاء الذين لم ينزلوا الميدان ، أنتم شرفاء حتى الان ، لأنه لا شرف لمن رأى مصر تسرق وجلس فى بيته ، ولا شرف لمن رأى الحق ولم ينتصر له ، الشرف مواقف ، فلينتفض الشرفاء فوراً وإلا الشرف للأبطال والشهداء ولا حجة لأحد أمام الله ، هل تتجرأ وتقول لربك إذا سألك أين كنت؟ أنك كنت فى بيتك أو متجرك أو عيادتك أو دنياك ، أدرك شرفك قبل اللحظة الفارقة فهى آتية لا محالة بوعد لله

وحين وقعت المجزرة التالية أمام المنصة (النصب التذكاري) والتي دامت نحو 12 ساعة ، قام فيها بنقل الشهداء واسعاف الجرحى قال لأحد رفقاءه : هو احنا ملناش نصيب فى الشهادة دى ولا إيه؟ .. فعلا .. هيا مابتلمش !.

ومع انقضاء شهر رمضان وقبل العيد بيومين جاء إليه والديه وزوجته وأولاده واخواته إلى الميدان ليعيدوا معه ، وكان عيداً مختلفاً ، ولم يدر هؤلاء أنه عيد الوداع للشهيد.

استشهاده

يقول احد رفقاء الشهيد : فى ليلة الفض ذهبت أنا والدكتور رامى وآخرين لشراء بعض المستلزمات للخيمة ، وفى الساعة الثانية ليلاً ، صلى الدكتور رامى قيام الليل وتناول السحور ثم صلى الفجر ، ثم ذهبنا إلى لنطمئن على استعدادات التأمين ولم نكن نتوقع أن يكون الفض بهذا الإجرام ، ثم عدنا للخيمة وجلسنا نتسامر وكان الدكتور رامى في غاية السعادة هذا اليوم ثم نمنا قليلاً حتى فوجئت بالدكتور رامى يوقظني قائلا: يالا الفض بدأ.

كان الضرب ينهال على الميدان من كل النواحي ، تركنا كل شئ ما عدا شنطة المعدات والكمامة ، ورامي لا تفارقه الابتسامة وهو يعد نفسه للخروج من الخيمة، وخرجنا خارج الخيمة ، ونظر الدكتور رامى لمبنى الإدارة العامة للمرور ورأى قناص ويظهر الجزء الأمامي من السلاح ، وفجأة أطلق الرصاص الغادر على الدكتور رامي واخترق الرصاص رأسه ووقع على الأرض غارقاً في دماءه وقال ” لقد رأيت منزلتي في الجنة”

وحينما حمله إخوانه إلى اسعاف لنقله ، تم اعتقال والده من سيارة الاسعاف حيث كان يرافقه .

يقول المهندس عبد الله محمود: كنت معه آخر لحظاته داخل سيارة الاسعاف أنا والحاج حسين والده ، وكان في غيبوبة تامه ، ولكن كان ينطق بالشهادة وكلمه لا اله الا الله .

انقطعت أخبارهما عن أسرته حتى تأكد لهما خبر استشهاده واعتقال والده الذي لم يعرف باستشهاد ابنه إلا بعد نحو أسبوع.

تقول والدته : أنا سعيدة جداً باستشهاد ابني ، هو من خيرة شباب البلد ، فيه كل البر وكل الود وكل الحب .

تقول زوجة الشهيد أنها تشعر بوجوده طوال الوقت ولا تشعر أبداً أنه فارقهم ، إنه ما زال حياً ومن قتلوه هم الأموات.

 من كلماته:

عزيزي غير المقتنع بالتزام شباب الإخوان بقرار مجلس شوري الجماعة ..

إن قادة الإخوان بالنسبة لشباب الإخوان ، مش مجرد ناس بنشوفهم في التليفزيون ، أو بنسمع عن قراراتهم من الإعلام ، ومطلوب مننا التنفيذ بس .

دول ناس عشنا معاهم ، واتربينا علي ايديهم ، صلينا معاهم ركعات في جوف الليل ، بكينا معهم ، سمعنا منهم وسمعوا منا.

احتوونا وأدبونا وعلمونا مجاهدة النفس .. عرفونا الطريق إلي الله ..

حدثونا عن خبراتهم وحياتهم عن معاناتهم وعذاباتهم في السجون ..

كانوا دوما بجانبنا في الأحزان والأفراح ..

حببونا في رسول الله وعلمونا سيرته واتباع منهجه .. هذبوا أفكارنا من أي شطط أو تطرف ..

علمونا العمل علي إقامة شرع الله في الأرض بمفهومه الشامل ..

علمونا حسن الخلق وأن نحمل الخير لأمتنا .. ولأهلنا ..

هذه القيادات ، عشنا معهم وعايشناهم وعاشوا في قلوبنا ..

والثقة فيهم ، ثقة مبنية علي الحب والاخوة ..

 11- الشهيد محمد فتحي عبد الحميد حسين

11

 23 عام ، من قرية كفر الترعة الجديد مركز شربين بمحافظة الدقهلية ، خريج كلية أصول الدين قسم الدعوة ، ويعمل مندوباً في شركة للمعدات الطبية.

هو حافظ لكتاب الله ومجوده ، ونشأ في عبادة الله ، وتربى في بيوت الله ومجالس الذكر ، صاحب وجه بشوش مبتسم طلق لكل من يقابله ، وتميز بالشهامة والرجولة ، وكان مسارعاً في الخيرات ، يصفه أحد أقرانه بأن أفعاله تدل على أنه من عظماء الرجال ولا نزكيه على الله.

يقول أشرف حرب : كان طالباً عندي بالمعهد ، ولم أر منه إلا كل خلق كريم ، وكان حريصا على العلم ومحباً للقرآن.

ويروي عنه شهاب الدين السيد ويقول : كنا سوياً عندما ذهبنا لميدان التحرير فى آخر أيام الثورة، ويومها تعاهدنا أننا لن نعود إلا بعد إسقاط الطاغية، ولم نعد غير في يوم التنحي.

ويضيف علي غيث مستنكراً استحلال قتله قائلاً: بالله عليكم هل هذه الوجوه المضيئة وجوه إرهابيين ، حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من أراق نقطة دم لأي مصري ومسلم بغير حق.

ويقول إبراهيم بدوي: الشهيد محمد فتحي ابن عمتي وأخويا والناصح الأول لي ، بطل من يوم أن عرفته ، اعتصم في الميدان من يوم 28 / 6 ولم يغادره إلا على الجنة.

ويضيف أحد رفقاءه : كنا معاً في خيمة واحدة نقرأ القرآن ، ونحضر مجالس الذكر ، ونشارك في المخيمات ، ونصلى الليل ، لكنه أبي إلا أن يسبقنا إلى الجنة.

ويرثيه محمد الدابي ويقول: ستظل صورك في قلوبنا ، ستظل ابتسامتك ولن تغيب عنا ، ذهبت الي ربك حاملاً أعظم هدية لرب العرش العظيم ، استشهادك وحفظك لكتاب الله ، دافعت عن أرضك وعن عرضك وعن دينك.

كان محمد شاباً واعياً بحقيقة المشهد المصري وطبيعة المؤامرات التي تحاك بالثورة وإجهاض مكتسباتها ، ومحاربة هوية مصر الاسلامية ، وحين وقع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013م ونادى المنادي للخروج للتظاهر والاعتصام في الميادين ، شد محمد رحاله إلى ميدان رابعة العدوية وظل مرابطاً حتى وقعت مجزرة فض اعتصام الميدان في 14 أغسطس 2013م وتلقى محمد رصاصات الغدر والخسة وارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها.

يقول سيف صديق : الشهيد محمد ضرب برصاصة في رأسه وهو يقرأ كتاب الله.

ويستكمل أسامة يوسف: وبفضل الله تم التعرف على جثمان الشهيد في مستشفى بشبرا

وكان مبتسماً ، أتاه الموت وتمتم ضاحكاً باسماً، هنيئا لك الشهادة يا أخي وحبيبي.

وخرجت القرية في جنازة مهيبة لزفاف الشهيد إلى مثواه الأخير عقب صلاة المغرب من مسجد عبود.

 12- الشهيد أحمد زكى ضياء

12

شاب نشأ في طاعة الله ، في أسرة متدينة تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين ، وتربي على خلق العفة والحياء ، والحياة لأجل الإسلام ورفعة هذا الوطن ، وتعلم الإسلام في حلقات المساجد ، وعاش طفولته بين مدارس الأشبال بجماعة الإخوان.

الشهيد أحمد زكى ضياء ، من أبناء قرية أويش الحجر مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية ، مواليد 2 فبراير 1993م ، طالب بالفرقة الثانية بكلية العلوم جامعة الزهر فرع أسيوط ، والده مدرس بالمعهد الأزهري ، وترتيبه الثانى بين أشقاءه ، شقيقته الكبرى طالبة بكلية العلوم ، وله شقيق بكلية الهندسة الزراعية ، وشقيق بالمرحلة الابتدائية ، وشقيق في مرحلة الحضانة.

شارك أحمد في الحملات الدعوية والخدمية والقوافل والأسواق الخيرية ، يحب العمل التطوعي ، ويساعد في خدمة الناس ، كما كان واعياً بالواقع السياسي وفاعلا فيه ، وهو من شباب ثورة يناير الذين شاركوا في المظاهرات والاعتصامات .

عينه ترنو نحو فلسطين والشهادة في سبيل الله ، وكتب في إحدى وصاياه أن يتبرع والده بجزء من المال للمعتصمين في رابعة وجزء لفلسطين.

يقول محمد تويج: أحمد كان حافظاً لكتاب الله ، محافظاً على صلاة الجماعة ، وأثناء اعتصامه برابعة وعقب الإفطار يسرع ليصلي في الصفوف الأولى أمام المنصة، اتسم بالحياء ، وهو محبوب من كل من عرفه.

ويضيف حسام البلجيهي: وجدت فيه خلقاً عجيباً ، كان خلوقاً لدرجة لا توصف، وجدت فيه البطولة ، عاش محترماً خجولاً حتى من نفسه ، ومات رجلاً بطلاً مدافعاً عن وطنه ، يكفيه أنه عاش حاملاً لكتاب الله ومات شهيداً فى سبيل الله.

ويحكي خالد رفعت عنه ويقول: قبل أن أعرفه ، كنت أسمع عنه أنه طيب جداً وخلوق جداً ، وصاحبته للسفر إلى ميدان رابعة العدوية ، وكنا ثلاثة ، وحين وصلنا قلت: اللي ربنا يكرمه مننا وينال الشهادة يشفع للإثنين الآخرين ، فإذا بأحمد يفاجئنا باعتذار ويقول : “للأسف مش هينفع لأني مسجل أسماء الـ ٧٠ فرد اللي هشفع لهم لو ربنا رزقني الشهادة” .

أحسست بمدي صدقه مع ربه ، وأحسست حينها أنه سينالها ، وبعد سماعي خبر استشهاده أيقنت أن الله يصطفي منا الشهداء.

تقول ساره شقيقته: أحمد كان خدوماً ويساعدنا فى تنظيف البيت ويكنس الشارع ليلة العيد مع الجيران، ويسهر حتى منتصف الليل في تجهيز النادى لصلاة العيد، وفي آخر عيد صليناه في “رابعة” استعجلنا قبل الفجر بساعة حتى نصلي التهجد ونلحق مكان في الصفوف الأمامية لصلاة العيد أمام المنصة.

كانت أمه تناديه “يحي عياش” تيمناً بالشهيد يحي عياش ، وكانت تحكي له عنه وتتمنى لو أنه مثل الشهيد عياش ، وكانت وتقول لأولادها : أنا عاوزاكم تدافعوا عن الإسلام زيهم وتكونوا شهداء زيهم ، وكانت تقول : لو أحمد استشهد هابقى مطمئنة عليه ، لأنه فاهم القضية بجد.

استشهاده

حين وقع الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي في 3 يوليو 2013م ، ونادى المنادي للخروج في مظاهرات واعتصامات لرفض الانقلاب والمطالبة بعودة الشرعية ، شد أحمد رحاله إلى ميدان رابعة معتصماً وظل مرابطاً في الميدان وأعد نفسه أن يكون شهيداً وكتب وصيته ، وعاش أجمل وأفضل حالاته خلال فترة الاعتصام من صلاة وصيام ورباط وحراسة في سبيل الله ، وخروج في مظاهرات سلمية تهتف بسقوط العسكر وإسلامية إسلامية ، في سبيل الله قمنا ، هى لله هى لله.

وظل الأمر كذلك حتى بدأت مجزرة وجريمة القتل الجماعي والمعروفة باسم فض رابعة، والتي اقتحمت فيها قوات الأمن والجيش وراحت تقتل في المعتصمين بالرصاص الحي وقنابل الغاز الخانقة ومواد حارقة ، منذ صباح ذلك اليوم الموافق 14 أغسطس 2013م.

يقول محمود من الشرقية وكان بجوار أحمد لحظة إصابته واستشهاده: الضرب كان من كل ناحية ، وراح أحمد مع حوالي 15 شاب يصنعوا جداراً من الطوب أمام المستشفى لحماية المصابين ، وكلما اتجه الضرب ناحيتنا ننبطح أرضاً ، وسمعنا أخاً يقول: “الهمة يا شباب ، أما نشوف مين اللى ربنا بيحبه وهيلقاه النهارده ، مين أول واحد هيقابل الحور العين” ، فإذا بالرصاص يصيب أحمد وحده فقط من بين المجموعة ، ووقع على الأرض في هدوء دون أن نشعر ، حتى رأيناه ، ونقلناه للمستشفى وأخبرنا الطبيب بصعوبة العلاج ، فهممنا نلقنه الشهادة ، فإذا به يحرك شفتيه ويرفع إصبع يده اليمنى ، فابتسم الطبيب قائلاً : “ما شاء الله هو مش محتاج حد يلقنه الشهادة” ، ثم خرج الدم من فمه وابتسم وفارق الحياة ، ومن كرامات الشهيد أن دمه ظل سائلا حتى وقت دفنه بعدها بيومين.

واستشهد أحمد بعد إصابته في رأسه برصاص الجيش والداخلية نحو الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر ، وارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها ، شهيداً بإذن الله.

وخرج الآلاف من رجال ونساء وشباب وأطفال قرية أويش الحجر عقب صلاة الجمعة 16 أغسطس 2013م من مسجد الكفر البحرى بالقرية ، وزفوا الشهيد إلى مثواه الأخير.

ومما جاء في وصية الشهيد والتى عثر عليها صديقه فى منزله بعد عودته من المدفن: أوصيكم بتقوى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .. ، وأوصيكم ألا يتكلم علىّ أحد بعد مماتى إلا بالدعاء.

 13- الشهيد محمد لطفي عثمان

13

من المنصورة دقهلية ، استشهد في مجزرة فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م

 14- الشهيد أحمد محمد الصروي

14

هو شاب نشأ في عبادة الله ، اتسم بحسن الخلق ، وجمال السجية ، وشدة الحياء ، محبوباً بين أقرانه وبين من خالفه الرأي ، ارتبط بالقرآن الكريم واشتغل بتعليمه ، وسمى نفسه أبا عبيدة حباً في الصحابي الجليل ، تمنى الشهادة في سبيل الله فنالها واصطفاه الله وارتقى شهيداً.

الشهيد أحمد محمد الصروي ، وشهرته السيد الصروي، مواليد ميت يعيش مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية عام 1989م ، خريج كلية التجارة جامعة الزقازيق 2010م ، مدرب تنمية بشرية ، ومدرس لعلوم القرآن بجمعية سنابل الاسلامية .

ينتمي لقرية وأسرة مجاهدة من سلالة كبار دعاة الحركة الإسلامية فقريته هى موطن المجاهدة الحاجة زينب الغزالي والداعية محمد الصروي مسؤول المكتب الإداري لإخوان الجيزة.

لفت الصروي انتباه من حوله لما تميز به من حضور قوي في مجتمعه وشخصيته المتدينة الخلوقة ، وكان الناس يتمنوا أن يرزقهم الله ابناً مثل أحمد لما اتسم به من حسن معاملة مع من يعرفه ومن لم يعرفه ، بين أصدقاءه وبين من يخالفه الرأي، لذا كان الناس كثيراً ما يمتدحونه ، وعادة ما كان يصد مادحيه برفق وأدب ويرجوهم بشدة عدم تكرار ذلك مرة أخرى فكان يكره المدح.

كان يعيش القرآن الكريم قبل أن يحفظه ويتمثله بين الناس ، عاشقا لكل أنغام الجهاد فكان تطربه ألحان الأنشودة الاسلامية وتهز مشاعره.

بعد إتمام دراسته ، بحث عن عمل وجاءته فرصة عمل كمحاسب في شركة خاصة ، فآثر بها زميل له وقال هى أنسب له مني ، واستمر في البحث عن وظيفة أخرى وتعرف على ” مؤسسة سنابل ” التابعة لإشراف الدكتور مجدي الهلالي المشتغلة بالقرآن وعلومه والتربية على منهاج الإسلام ، ووجدتها تتسق مع قلبه واهتمامه بالقرآن وحبه لأن يتمثل فضائل من يعلم ويتعلم القرآن ، فعمل بالمؤسسة.

اهتم أحمد بعمل المؤسسة وفتحت له أفقاً لروح القرآن ومعجزته الإلهية فظل بها يدعو كل من يعرفه للإشتراك في دوراتها والحرص على فهم القرآن والعمل به في جوانب الحياة جميعها .

لم يكن يستخدم الفيس بوك كثيراً كغيره من الشباب وقال عن ذلك أنه يستغرق وقتاً كبيراً وهو يحتاجه في شئون يراها أهم وأولى لاغتنام وقته.

تميز الصروي بحماسة الشباب لهذا الدين والوطن ، وكان واعياً بالواقع السياسي والاسلامي ، وكان يحث أقرانه ومن حوله على إدراك حقيقة الصراع بين الحق والباطل ، والإسلام والعلمانية ، والمؤامرات الداخلية والخارجية ، والجهاد السلمي بالمظاهرات للتعبير عن الرأي ودعم الشرعية والرئيس المنتخب ضد الثورة المضادة ومؤامراتها المتتالية لإنهاء ثورة يناير ومكتسباتها.

وحين وقع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 م ، ونادى المنادي للاعتصام بميدان رابعة العدوية والتظاهر لعودة الشرعية ، شد رحالة للميدان واعتصم بالميدان منذ بدايته.

كان يقضي وقته بين مصحفه وكتبه وتأملاته ، والخروج للمظاهرات ويهتف بمناصرة الشرعية ونصرة الاسلام، كان رقيق القلب ، يتحدث عن الله تعالى وعن الدعوة في تواضع ورجاء فيملأ من حوله خوفا من الله وتضرعا إليه .

لم يكن يقرأ القرآن إلا في أماكن هادئة حتى يتسنى له التدبر والتأمل والفهم لكتاب الله تعالى فكان يتحين الأوقات والأماكن الهادئة .

كان يتمنى الشهادة ، وكانت عينه ترنو لهذه الكرامة وهذه الموتة التي لا يفوز بها إلا من اصطفاه الله لهذه المنزلة ، سأله أحد رفقاءه : هل نستحق الشهادة؟ ، صمت وشرد وامتلأت عيناه بالدموع شوقا دون أن يتحدث.

ومازحه أيمن أحد رفقاءه المعتصمين بالميدان: انت مش هاتتجوز بقى يا سيد؟ فقال: استنا شوية يا أخ أيمن يمكن نلاقي حاجة ببلاش ، يقصد حور العين .

كان يوصى إخوانه الشباب بالانتباه للآخرة وعدم الانشغال بالدنيا وإدراك غاية المسلم في هذه الدنيا، وكانت وصيته قبل موته أن يعيش الناس مع القرآن الكريم.

وفي يوم فض اعتصام رابعة 14 أغسطس 2013م يوم المجزرة الدامية الغاشمة أصيب أحمد بطلق ناري في الرأس وارتقى شهيداً وظل جثمانه مفقوداً لمدة يومين ، وعندما وجدوه إذا به على حالته كأنه لم يزل حيا وكان يتساقط من جرحه دما وهم يغسلوه كأن لم يمت .. فهو حقا لم يمت بل بقي حيا عند الله تعالى .

يقول والده: عزائي الوحيد أنه شهيد ، وما للشهيد من مكارم ودرجات عند الله ، وهو أعظم هدية أقدمها لله

ويقول شقيقه: كان يتمنى الشهادة في سبيل الله وكان راغباً في فتح باب الجهاد مع أهل غزة.

 15- الشهيد رمضان محمد عطية المنسي

15

هو رجل من عالم السمو والرقي ، عالم الصحابة والسلف الصالح ، هو رجل من أهل القرآن ، داعي إلى الله ، معلم الخير ، مرابط في سبيل الله ، ساعي في حاجة الناس والفقراء ، صافي النفس وسخي القلب واليد ، وأخيراً.. اصطفاه الله شهيداً من أجل دينه ووطنه.

الشهيد رمضان محمد عطية المنسي ، مواليد قرية البجلات مركز منية النصر بمحافظة الدقهلية عام 1965م ، موجه لغة فرنسية ، ومعلم للقرآن الكريم بالقرية ، رزقه الله بأربعة أبناء وجههم للتعليم بالأزهر الشريف ، أسماء بكلية طب الازهر ، وأحمد بكلية هندسة الازهر وخالد بالثانوي الأزهري ، وجهاد بابتدائي بالأزهر.

حفظ رمضان القرآن الكريم كاملاً وارتبط به تلاوة ومدارسة وتعليماً وتحفيظاً وامتثالاً لأوامره وتخلقاً بأخلاقه ، مشهود له بحسن الصلاح والتدين فكان كثير الصيام والقيام وذكر الله في يومه وليله.

لم يعش لنفسه ، لكنه تميز بانشغاله بالناس وبدعوة الله ، والأخذ بيد المحتاج ، ومساعدة الفقراء ، والقيام بالواجبات الاجتماعية في الفرح والمواساة وزيارة المرضى وصلة الأرحام ، مهموماً بالدعوة الإسلامية وكم توقف عن إعطاء الدروس الخصوصية ورفض بعضها لانشغاله بالشئون الدعوية والخيرية والخدمية حسبة لله.

كان قدوة عملية أمام الجميع ، يعمل قبل أن يتكلم ، وتجده في مقدمة الصفوف ، يختار العمل الشاق لنفسه ابتغاء مرضاة الله.

تتلمذ على يديه معظم الجيل الحالي من مشايخ قريته في تلاوة القرآن الكريم حفظا وترتيلا وتجويدا.

كان –رحمه الله- حليما على من يجهل عليه ، محبوبا من كل من تعامل معه فهو هين لين متواضع ، دمث الخلق ، محب لعمله ، لا تفارقه الابتسامة.

قال أحد أولياء الأمور: الأستاذ رمضان أعطى لابني درساً خصوصياً ، فدفعت له ثمن الدرس ، فإذا به يعيد إلي أكثر من نصف المبلغ ويضعه في جيبي وأصر على ذلك ، فبكيت لأني أعلم أنه يساعدني بذوق وأسلوب رقيق.

تصفه زوجته وأبناؤه بأنه كان خادماً لأهله ، صديقاً لأبنائه ، يربيهم على كتاب الله والسنة النبوية وقد أتموا حفظ كتاب الله ، وكان يجمع أفراد أسرته على ما يسمى “لقاء الأهل” يتلون القرآن معاً ويتدارسونه سوياً.

يقول ابراهيم عطا: الأخ رمضان ذو الصوت الشجي بالقرآن ، كان يحاضرني بدورة التصعيد بالقرآن ، صوت خفيض وحياء بليغ ، قام بتحفيظ معظم أبناء قريته القرآن ، خدوما محبا لوطنه.

ويقول هانى الإمام عرفته فعلاً وليس اسماً ، مثالاً طيباً للتواضع و البساطة والهدوء والصدق ، أحسبه كذلك ولا أذكّى على الله تعالى أحداً .

ويضيف إسلام كشكش: لا أزكيه على الله ولكنه رحمة الله عليه كان صاحب ابتسامة إيمانية وكان خيّر وكريم ومؤدب جداً.

استشهاده

كان رمضان عطية عاشقا لوطنه ومحباً لدينه ، يدرك مهمة المسلم نحو وطنه والدفاع عن هويته الاسلامية ، وحمايته من الفاسدين واللصوص ، وكان –رحمه الله- ذا وعي سياسي بالمشهد المصري ومدركاً لطبيعة الصراع بين الحق والباطل ، وفاهماً لدوره الوطني والاسلامي الذي يحتم عليه الجهاد بوقته وماله ونفسه وكل ما يملك من أجل رفعة الدين والوطن.

وحين وقع الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي في 3 يوليو 2013 ، ونادي المنادي للاعتصام والتظاهر السلمي لإعادة الحق ونصرة الشرعية ، أخذ أجازة من عمله ، وشد رحاله إلى ميدان رابعة العدوية واعتصم به اعتصاما دائماً متواصلاً زاد عن الأربعين يوماً وتخلله شهر رمضان المبارك.

وبينما هو مرابط ، تحدث لزوجته وقال لها: اخرجي أنت وكل الأولاد فى مظاهرات المنصورة ولا تخافي عليهم ، فأنا أفضل أن يقال عن ابنى أو ابنتي “شهيد” عن أن يقال عنهم “دكتور” أو “مهندس”.

وبعد انقضاء شهر رمضان قال: قضيت رمضان هذا العام على أجمل ما يكون ، فهو أجمل رمضان بالنسبة لي فى الطاعة والعبادة والتقرب الى الله ، شكرا لله على حسن توفيقه لي.

كان –رحمه الله- راجيا للشهادة فى سبيل الله ، ودائم الدعاء : “اللهم ارزقني الشهادة” ، وكانت الأجواء الإيمانية والجهادية ورائحة الشهادة تلوح في الأفق ، فكل بضعة أيام يرتقى شهداء من المعتصمين ، وراحت وسائل الإعلام تهدد بإبادة المعتصمين في ميداني رابعة والنهضة ، وتأهب المنسي وعد نفسه لهذه الشهادة.

قال لزوجته قبل أيام من استشهاده: الديْن الوحيد علىّ هو مؤخر الصداق الخاص بك ، فخذيه من مالي.

وفي صباح أيام مصر الحزينة يوم 14 أغسطس 2013م والمعروف بمذبحة فض اعتصام رابعة والنهضة ، كان رمضان في الصفوف الأولى بالميدان ناحية طيبة مول والتي فوجئ المعتصمون فيها بإطلاق الجيش والأمن النار بوحشية غير مسببة وغير متوقعة ، فارتقى رمضان شهيداً إلى الله مع أوائل شهداء الميدان الذين ارتقوا في السابعة صباح ذلك اليوم.

واحترق جثمان الشهيد واختفى ، ولم تعثر عليه أسرته حتى كتابة هذه السطور ، واحتسبوه إلى الله شهيداً يرجون الله أن يجعل دماءه لعنة على من قتل ودبر وخرب مصر وسرقها.

يقول أحمد أبو الصفا: صدق الله فصدقه الله ، أشهد الله عز وجل أنك من خير المجاهدين وتستاهل الشهادة فى سبيل الله عز وجل ، هنيئا لك يا خير من عرفت من الرجال ، والله عز وجل ما عرفتك إلا صواماً قواماً قارئاً للقرآن الكريم ولا نزكيك على الله.

عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: سَأَلْنَا عَبْدَ اللهِ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران: 169] قَالَ: أَمَا إِنَّا قَدْ سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: (أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ، لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلَاعَةً)، فَقَالَ: (هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئًا؟) قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يُسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رَبِّ، نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِي سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ تُرِكُوا.

 16- الشهيد عادل يونس

16

هو واحد من شباب بلقاس النقي ، المحب لدينه ووطنه ، حافظ لكتاب الله ، واشتغل بتعليم الأشبال والنشئ تعاليم الإسلام نظرياً وعملياً واصطحابهم في الرحلات والملاعب، وهو من الشباب الثوري المشارك في الفعاليات المختلفة مناصرة للحق ومواجهة للسلطان الجائر، حتى لقى الله شهيداً أثناء حراسته لميدان رابعة العدوية لتأييد الشرعية.

الشهيد عادل يونس من مواليد قرية جميانة مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية عام 1992م ، طالباً بمعهد مقيمي الشعائر التابع لجامعة الأزهر فرع دمياط ، ويعمل مع والده المقاول نجاراً مسلحاً.

وهو حامل لكتاب الله ، حافظ له ومحفظاً ، وعرف عنه –رحمه الله- أنه عزيز النفس , كريم الأصل , حسن الخلق , محبوب وخدوم.

شارك في فعاليات ثورة يناير وفعاليات مناصرة الشرعية ، وحين وقع الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي شد رحاله لميدان رابعة العدوية بالقاهرة معتصماً حتى عودة الشرعية أو الموت دونها.

لم يخرج من اعتصامه سوي ثلاث مرات ثم يعاود مرة أخرى وصاحبه في الاعتصام والده الذي واصل الاعتصام حتى خرج منه لظروفه الصحية.

تميز يونس بحماسة الشباب وقوته في الحق ، وأهلته مهنته أن يساهم في ابتكار خيم ذات دورين لازدحام ميدان رابعة إبان اعتصامه.

كان الشهيد ضمن مجموعات حراسة وتأمين الميدان ، وفي يوم الثلاثاء ليلة الفض قررت إدارة الميدان عمل برج مراقبة ارتفاعه 3 متر ، فتقدم عادل وقال أنا نجار مسلح وبالفعل بدأ فى تنفيذ البرج حتى أوصله إلى أكثر من 6 متر.

وفي صباح يوم الأربعاء 14 أغسطس 2013م كان عادل في أول صفوف التأمين عند مدخل الميدان ناحية طيبة مول ، وعلى غير توقع المعتصمين المسالمين في الميدان أطلقت قوات الأمن والجيش وابل من الرصاص الحي لقتل كافة المتواجدين على مدخل الميدان وتلقى عادل رصاصة غدر في السابعة صباح ذلك اليوم فكان من أوائل من استشهدوا في ذلك اليوم ، وروى بعض الشهود أنه أول الشهداء ، ولقى الله تعالى وهو يحرس في سبيل الله صائماً طاهر القلب.

وسالت دماؤه الطاهرة لتروى أرض رابعة وتغذي هذه الدعوة وهذا الوطن الذي طالما ضحى بدماءه في سبيل الله ، وعاش حياته يحلم بوطن حر آمن يرفع فيه راية الاسلام ويأمن فيه الناس على دينهم وعرضهم وكرامتهم.

من كلماته : سأظل على عهدى كما عهدتمونى ، شامخا رافعا رأسى أبيا لن أرضى المذلّة كما رضي الأذلاء وأهل الشمال , ولن أقبل بالضيم والهوان كما رضى أنصاف الرجال.

اعتقل والده –وهو غير منتم لتنظيم الإخوان- يوم الفض من المنصورة ولم يحضر جنازة فلذة كبده.

ومن وحشية وإجرام الانقلابيين ، ظل جثمان الشهيد على الأرض أمام طيبة مول حتى مساء اليوم التالي لاستشهاده حيث عجز أهله أن يصلوا إليه نتيجة إغلاق الجيش للمكان ومن وصول أي منقذ أو مسعف للجرحى والشهداء، وشيعت جنازته عقب صلاة الجمعة 16 أغسطس.

 17- الشهيد محمد السيد محمود ابراهيم سالم

17

نموذج لشاب متدين ، خلوق ، يحب دينه ووطنه ، ويبذل من وقته وجهده لهذا الدين والوطن ويخرج للاعتصام والاحتجاج السلمي لنصرة الحق وأهله ، هادئ الطباع ، محبوباً بين أقرانه ، تمنى الشهادة واستشعر قربها وتأهب لها ، وأحسن الله ختامه بالشهادة الخالدة ولقى الله مبتسماً في الشهداء الخالدين.

هو محمد السيد محمود ابراهيم سالم ، مواليد قرية العصافرة مركز المطرية دقهلية في 14 فبراير 1974م ، متزوج ورزقه الله مازن من مواليد 2006م وجنى من مواليد 2009م

نشأ في قريته وسافر واستقر للعمل في القاهرة في شركة المهندس الدولية ، وتميز سالم بحس وطني وإدراك للواقع السياسي المصري ومحاولات الثورة المضادة للنيل من مصر واستقلالها واستقرارها وشاهد المحاولات الدؤوبة للنيل من الهوية الإسلامية لمصر ومحاربة كل ما يتعلق بالاسلام سواء في المنهج أو التاريخ أو الهوية أو حاملي لواء هذه الدعوة من العلماء والدعاة والمنابر الاسلامية.

كان الشهيد –رحمه الله- إيجابياً ويخرج للتعبير والاحتجاج على الانقلاب العسكري بالوسائل السلمية ويعاود الاعتصام برابعة العدوية عقب العودة من عمله حيث يسكن في القاهرة.

 إرهاصات الشهادة

حين بدأت قوات الجيش والشرطة في مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، كان محمد في مهمة متعلقة بالشركة التي يعمل فيها ، وحين سمع الأخبار المتواترة عن عمليات القتل التي تحدث في عمليات الفض ، تحدث إلى شقيقه بضرورة أن يذهبا للميدان بعدما سمع استغاثات منصة رابعة وورود تزايد في عدد الشهداء.

وبالفعل تحرك مع شقيقه نحو الميدان واتصل بزوجته وأخبرها باتجاهه وقال”حاسس إني حاموت شهيد” وحاولت الزوجة القلقة من فجاعة المشاهد المعروضة في التلفاز أن تثنيه لكنه أصر واعتبر ذهابه واجب وفريضة لمناصرة الحق.

 ويروي شقيقه كمال آخر يوم من حياة الشهيد ويقول:

عقب ظهر يوم 14 أغسطس اتصلت على شقيقي محمد ورد على وقال: لسه راجع من المسجد حالا ، واتفقنا على ضرورة النزول للميدان بسلميتنا يمكن نقدر نعمل حاجة أو ننقذ حياة شخص ونساعد المصابين.

 استشهاده

وتوضأ محمد من جديد وخرجنا نحو الميدان ونيتنا “نصرة الحق والدين وليس لنصرة شخص أو جماعة” ، ورغم عدم وجود وسائل المواصلات في ذلك اليوم إلا أننا استطعنا الوصول لميدان الساعة بمدينة نصر أمام المستشفى الميداني .

وحين رأينا الجثث والجرحي ، صرخنا بصوت عال ، ونحن نبكي وندعو ، ومن هول المشهد وحالة الهرج السائدة بالمكان ، اختفينا عن بعضنا البعض ، ورحت أساعد بعض المسعفين وأقوم بالتصوير ليشهد التاريخ جرائم هؤلاء الانقلابيين.

وفجأة .. وجدت أخي ممدداً علي الأرض مصاباً برصاصة في قلبه ، فصرخت : أخويا أخويا محمد ، وكانت لحظات صعبة ، وظل أخى يردد الشهادة ولا يكف لسانه عنها ويكررها على مدار ساعتين ونصف.

كانت حالته خطيرة وأجرت المستشفى الميداني اسعافات أولية ثم نقلناه بالاسعاف لمستشفى التأمين الصحي ودخل قسم الطوارئ.

ورغم شدة الألم على شقيقي وجدته يرفع صوته ويدعو:

“اللهم لا تحرمني من لذة النظر الي وجهك الكريم”

وطلب مني مياه فسألت الطبيب وخرجت أشتري زجاجة مياه ، وأثناء ذلك نقلوه للعناية المركزة فدخلت إليه وأخذت أسقيه في غطاء الزجاجة ، وجاء الطبيب وأخبرني بأن أخي سيدخل العمليات لأن الرصاصة جرحت عضله القلب ، ودخل العلميات وخرج الطبيب ينعي لي أخى الشهيد.

دخلت عليه ورأيته مبتسماً ورافعاً إصبع السبابة ووجه مضئ فكانت بشرى الشهادة.

وظللنا طوال الليل ونهار اليوم التالي في مأساة الإجراءات وتقرير المستشفي وإجراءات النيابة وتصريح الدفن ، حتى استلمنا جثمان الشهيد وعدنا إلي قريتنا العصافرة .

عند غسله وتكفينه بعد نحو 30 ساعة من استشهاده كان جثمانه ليناً ودمه ينزف وكأنه حديث الوفاة فكانت مكرمة من الله تعالى ، وخرج الآلاف في جنازة الشهيد لوداعه إلى مثواه الأخير.

 18- الشهيد الدكتور هاني فاروق

18

هو واحد من شباب الإخوان الدعاة عرف بنشاطه الميداني في الأعمال الخيرية وحل مشكلات الناس والسعي لخدمتهم وحل أزماتهم وهو أحد عشاق العمل التطوعي سواء في مجال مهنته البيطرية أو في مجال العمل العام ، ظل طوال اعتصام رابعة العدوية مرابطاً في سبيل الله حتى صعد إلى الله شهيداً.

الدكتور هانى فاروق – 37 عام- من قرية الجزاير مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية متزوج ولديه أربعة أبناء أحمد 10 سنوات وعبدالله 8 سنوات وفاروق 5 سنوات ثم محمد الذي ولد بعد استشهاده بشهر.

هو طبيب بيطري بإدارة جمصة البيطرية فهو رئيس وحدة الطب البيطري بقرية منشأة عبدالقادر ، شارك في معظم القوافل البيطرية المجانية بكافة قرى مركز بلقاس.

وهو خطيب مفوه يرتجل الشعر والزجل الساخر ، طاف مساجد القرية والقرى المجاورة واعظاً وداعياً إلى الله وألقى دروساً وكلمات فيها.

وهو مثقف الفكر والوعي السياسي ومن نشطاء العمل السياسي والخدمي بالمنطقة فهو عضو مؤسس بحزب الحرية والعدالة وله دور ملحوظ فى حل مشاكل الخبز والبوتاجاز وغيرها من المشاكل التى كانت تواجه القرية.

حين وقع الانقلاب العسكري شد رحاله إلى ميدان رابعة العدوية معتصماً ولم يذهب إلي منزله إلا مرتين طول مدة الاعتصام واصطحب معه أبناءه وزوجته رغم حملها وظلت أسرته معه حتى يوم الثلاثاء قبل يوم من فض الاعتصام.

كان يستحث إخوانه في ميدان رابعة على الخروج من الخيم وعدم الركون إلى النوم الكثير ، وكان يداعب الجالسين بالخيم بزجله الساخر قائلاً : ثوار أحرار .. نايمين ليل ونهار!

تميز فاروق بالشجاعة والإقدام ويوم فض اعتصام رابعة راح يجمع الحجارة في كولمن المياه لمحاولة منع تقدم القوات نحو المنصة والمستشفى الميدان حتى لقى الله برصاص الغدر بعد ظهر الأربعاء 14 أغسطس بين المستشفى الميداني ومسجد رابعة العدوية.

 19- الشهيد إبراهيم محمد أنور

19

شهيد قرية البصراط مركز المنزلة ، استشهد فى مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية 14 أغسطس 2013 ، برصاص الغدر من ميليشات السيسى أثناء قيامه بإغاثة المصابين ونقلهم للمستشفى الميداني .

إبراهيم البالغ من العمر نيف وثلاثين عاماً متزوج وله من الأولاد محمد 3 سنوات و خديجة 8 شهور صعدت روحه إلى بارئها بثلاث رصاصات من الخلف فى الجانب الأيسر وطلقة بالصدر من قناص بسبب حملة للمصابين فى أحداث الفض وتوصيلهم للمستشفي الميداني .

كان دعاؤه المأثور عنه ” اللهم أعدَّنا لعدوك وأمدَّنا بمددك لنكون أهلاً للشهادة فى سبيلك ” .

وشيعت جنازته يوم الخميس 15 أغسطس بعد رفض الطب الشرعي كتابة تقرير حقيقي بسبب الوفاة.

20- فضيلة الشيخ الشهيد صبري ابو الغيط المهدي سيد احمد

20

هو واحد من شباب الدعاة العاملين للقرآن الكريم ، الماهرين به ، والحافظين والمحفظين له ، يقرأ ختمة القرآن بالقراءات العشر الصغرى ، وكان مجيزاً للقراءات ، واشتهر بالأدب والأخلاق ، والعلم الوفير ، وكان خطيباً مفوهاً ، محبوباً بين أهل منطقته حتى من”الضباط” والمنطقة مليئة بهم.

فضيلة الشيخ الشهيد صبري ابو الغيط المهدي سيد احمد ، 35 سنة، مواليد قرية نجير مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية ، وعمل إماماً وخطيباً بمسجد الهدى الإسلامي بمدينة نصر عمر مكرم.

تقول ريهام محمود: كان الشيخ يتدبر كل آية يقرأها ، وكان معانا رقم تليفونه فكنا نستفتيه.

ويقول آخر: والله ما علمته إلا سباقا لرضوان الله ، متواضعا محبا لله ورسوله.

كان الشيخ رحمه الله يدرك واقع الأمة والمشهد المصري ويخرج لمناصرة الحق في المظاهرات السلمية ويعتصم بميدان رابعة العدوية لرفض الانقلاب والمطالبة بعودة الشرعية ، حتى لقى الله شهيداً في مذبحة فض ميدان رابعة في 14 أغسطس 2013 م نتيجة إطلاق رصاصة في صدره ونفذت من ظهره وارتقى إلى الله شهيداً.

يقول عمر عبداللطيف: كنت أصلي خلفه وقابلته بميدان التحرير يوم مليونية “الشعب يريد شرع الله” ، وتعرفت عليه ليلة فض الاعتصام قابلته وأنا خارج من رابعة وهو داخل إلى الميدان آخر الليل ، ويوم فض الاعتصام وبعد استطاعتى الدخول إلى رابعة فى حوالى الساعة العاشرة رأيته واقفاً على منتصف الجزيرة فى وسط الشارع المقابل لبنك مصر بالطيران وهو يهتف “الله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله .. حسبنا الله ونعم الوكيل”

“كم أنا فخورة أن شيخي شهيد”

تقول حبيبة علي صبره 14 سنة : وأنا في الرابعة من عمري أكملت جزء عم فزارنا في بيتنا ليختبرني ثم كتب لي شهادة تقدير وأحتفظ بها إلى الآن .. ؛ كنا نذهب إليه في بيته الذي كان خلفنا في زهراء مدينة نصر ولا أتذكر من بيته إلا “اللمبة الصفرا” تضيء في غرفة فسيحة فارغة ؛ كنت ألعب مع بنته وولده في ذلك العمر ، كان يصلي بنا في مسجد الهدى ، وكان يخطب الجمعة مسجد السلّاب ، وأتذكر كم كانت فرحته عندما علم أني حفظت كتاب الله وأنا في العاشرة من عمري.

شيخي … قد حفظت كتاب الله وأتمنى أن نلتقي مرة ثانية في اللحظة التي يقال فيها “اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها “…

كان يتمنى أن يسمي حبيبة فجاءته حبيبة في الترتيب الخامس وعمرها الآن 40 يوماً

“كم أنا فخورة أن شيخي شهيد”

“كم أنا فخورة أني أحمل ورقة بخط يد شهيد”

هذه المواقف لن أنساها وسأحكيها للأجيال القادمة وسأحكيها لحبيبة صبري أبو الغيط “أن آبائهم وأجدادهم كانوا رجال لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبداً من دينهم أو وطنهم أو شرعيتهم”

ويشهد آدم قدري للشهيد ويقول: صدقني كان ناقص إنك تموت شهيد حتي يكمل الله لك حسن الختام يا أغلي شباب البلد وأحسنهم خلقا وأنا أبارك لك الشهادة ولا أعزيك.

ويقول إسلام بخيت: رحمك الله يا شيخ صبري أقسم بالله أنه من أعظم ما رأت عيني ممن عرفتهم فى حياتي ، كنت أعتبره أخاً كبيراً أو كوالدي ، استيقظت على خبر وفاته احسست ان الدنيا تغيمت فى وجهى ، ورأيت صورة له مكفن ومبتسم وشهيداً يحتسب عند الله عز وجل.

ويضيف حسام الزهيري: كان وجهك ملائكي وأحسبك من أصحاب الجنة ولا نزكي علي الله احداً ، أنت أخي في الاسلام ، رحمك الله ، ولن نترك دمك يضيع هدراً ، وسنواصل النضال إن شاء الله.

وكتب مصطفى محمود: أن ينصدع قلبك ، هذا هو الوصف الحقيقي للشعور الذي لم أتصور يوما أن يحتمله قلبي إذ أنا بين آلاف القتلى والمصابين في ساحة الشرف والمجد، رابعة العدوية، يأتيني خبر ارتقاء خمسة من أحب البشر قاطبة إلى قلبي ويفوتني حظ الشهادة معهم، عبد الرحمن فرج ، وأمير بدير، ومهند سلام، وصبري أبو الغيط، وعمرو عزام.

يا الله.. إن لي هاهنا مئات بل آلاف الإخوة والأصدقاء والمعارف صامدون في ساحة العز، فلماذا اختير هؤلاء تحديدا؟

ما هذا الاصطفاء العجيب ؟ وما هو المعيار؟ يا إلهي، آمنت بك ربا حكيما.

إن ظني بكل واحد منهم – ولا أزكيهم على ربي- أنه كان لا يصلح أن يكون إلا شهيدا، وأعرف منهم ما لا أستطيع التعبير عنهم من الصدق والبذل وإنكار الذات.

يا لها من موعظة انكسر لها قلبي.. ووالله لم تصغر نفسي في عيني يوما كذلك اليوم ولم أتألم لفوات خير كتألمي ذلك اليوم لا لفقد حبات القلب، ولكن لوقوفي بين زخات الرصاص لعشر ساعات، أرى اصطفاء الشهداء من حولي وأبقى أنا ولسان حالي كقول أمي عائشة – رضي الله عنها – يوم أن تمثلت بيت لبيد بن ربيعة:

ذَهب الَّذين يُعاشُ في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب.

ويقول آخر: رحمك الله يا شيخنا الفاضل، فلقد أحبك من عرفك ومن لا يعرفك ، من سمع عنك انشرح قلبه لك، أبشر لقد أرضى الله عنك أهل الأرض ، إن شاء الله بالفردوس الأعلى يا شهيد الأخلاق.

 الشيخ المعصراوي ينعي الشهيد

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ينعي فضيلة الاستاذ الدكتور احمد المعصراوي وجميع العاملين بمراكز الدكتور المعصراوي فضيلة الشيخ صبري أبو الغيط إمام مسجد الهدي الاسلامي ( مركز الدكتور المعصراوي بمكرم عبيد ) والذي استشهد في أحداث رابعة العدوية.

الشيخ صبري حصل مؤخراً على إجازة من الشيخ المعصراوي في الحفل الأخير وكان يقرأ ختمة بالقراءات العشر الصغرى على الشيخ محمد فؤاد وكان مجيزاً في مركز د المعصراوي فرع الهدي الإسلامي وشارك مع زملائه المدرسين في حصول فرع الهدي على المركز الأول في اللجان الختامية وكان مشهودا له بالخلق الحسن والعلم وكان خطيبا مفوها – نسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته الصبر والسلوان.

 21- الشهيد محمد أحمد محمد علي عصر

21

هو شاب متدين خلوق ، نقي القلب ، عظيم الإحساس ، باراً بأهله ، واصلاً لرحمه ، يألف ويؤلف ، يرفق بالناس ويحسن إليهم ، تميز بالتفوق العلمي والنبوغ المهني ، يعشق هذا الدين ويتطلع لنصرته والشهادة في سبيله ، كان واعياً بالواقع السياسي والمشهد المصري وحال الأمة ، يبذل جهده للنصرة ، والخروج بزوجته وأطفاله لدعم الحق ومواجهة الباطل.

الشهيد محمد أحمد محمد علي عصر ، عمره 34 عام، مهندس شبكات مصري ، من دكرنس دقهلية ، خريج كلية حاسبات ومعلومات المنصورة دفعة 2001م ، وكان يعمل بالسعودية ، متزوج ولديه طفلان ، عبد الرحمن (6 سنوات) ، وياسين (3 سنوات).

 نبوغه العلمي والمهني

كان المهندس طالباً للعلم ومتفوقاً ، نهماً في مجال عمله ودينه ، بل وفي الأدب والسياسة والتاريخ ، وبزغ نبوغه العلمي في تقديراته المرتفعة في دراسته كما لفت الانتباه لتميزه المهني وإتقانه وحبه لعمله.

تخرج من كلية الحاسبات والمعلومات جامعة المنصورة بتقدير جيد جداً وبترتيب الخامس علي الدفعة وقبل تخرجه عمل بمركز تقنية المعلومات بجامعة المنصورة لتفوقه واجتهاده وعلاقته الطيبة بالجميع ثم ما لبث أن رشحه أساتذته للعمل بمركز الكلي والمسالك البولية بجامعة المنصورة وتم عمل بالفعل لمدة أربع سنوات ضمن فريق عمل صميم أكبر وأضخم شبكات معلومات بمركز غنيم للكلي والمسالك البولية.

ثم رشح أيضاً واختير بعدها للعمل بمدارس كولدج بالمنصورة لأربع سنوات أخرى ثم انتقل للعمل بالمملكة العربية السعودية بالرياض.

حصل علي شهادات في: MCP, CCNA, CCNP, CCIP, ITIL, CCIE written Exam

 أخلاقه وشهادات محبيه

شهد له كل من عرفه باحترامه وأدبه وطيب الخلق ودماثته وبشاشة وجهه وبرّه بوالديه وصلة رحمه بأهله وحسن معرفته بكل أصدقائه وزملائه وتفوقه في علمه وعمله.

يقول أحمد الإتربي: والله لم يعرفه أحد وإلا أحبه ، كان مثالاً للشهامة والرجولة والعبقرية والإتقان والتفاني فى العمل.

ويضيف عمرو سليمان: مختلف عن الآخرين ، يحب التميز ويجتهد فى إسعاد الآخرين ، عرفته منذ الطفولة يتمتع بإخلاص وصدق ، ويجبرك على الاحترام.

ويستكمل خالد نبيل: عرفته -ونعم الشاب الخلوق- أثناء دراسة ccna في الجامعة الامريكية وكان مثالا للجد والاجتهاد.

ويقول معاذ محمد أحد أقاربه: إنسان محترم ، خلوق ، علي علم ، هل هذا إرهابي يستحق القتل بهذه الطريقة؟

ويقول جاره محمد ماجد: محمد شخص محترم جداً جداً فوق الوصف.

ويتساءل عادل إمام: والسؤال لكل من ساهم في قتل هذا الشاب الطيب المؤدب الوديع وكل من يعرفه هل كان المهندس محمد من الإرهابيين الخطيرين على الأمن القومي المصري؟!

السعيد ابراهيم: والله ما عهدته إلا سليم الصدر محباً للخير راغبا فيه حالما بيوم يستطيع أن يقدم خدمة لدينه وأن ينصره ويعزه ، وكانت تطول بيننا الأحاديث حول ذلك ، وأحسبه أنه صدق الله فصدقه الله فاصطفاه الله عز وجل من بيننا ليسكنه الجنان ، كان يحلم أن يقدم شيئاً فإذا به يقدم روحه وأغلى ما يملك.

استشهاده

آخر ما كتبه الشهيد: “لابد من دخول ميدان العمل والجهاد ولا هنفضل علطول في ميدان الكلام.”

ويروي أحد مرافقيه بميدان رابعة العدوية ويقول: دخلنا الميدان ليلا ونوينا الرباط في سبيل الله ثم صلينا صلاة التهجد والوتر والفجر في جماعه ثم الاذكار ثم صلاة الضحى ثم جاء قدر الله بعدها بحوالي ساعه ، فنعم الخاتمة ، صدقت الله فصدقك.

يقول محمد نسيبه: كان المهندس محمد يعلم أنه مُلاقي الله عما قريب فكان منذ مدة تزيد علي الستة أشهر يودع أسرته بشكل دائم ، محمد قرر النزول لقضاء إجازته السنوية بمصر رغم سوء الظروف بها وعدم استقرار الأوضاع الأمنية ، بل كان يري أنها فرصة يجب استغلالها للمشاركة في نصرة الحق وليشتري لأولاده مستقبلا حرا مشرقا ومشرفا …وبالفعل دفع حياته ثمنا لهذا الهدف. الشهيد المهندس محمد عصر كان بالميدان مع أولاده وأسرته مساء الثلاثاء وعندما عاد للمنزل علم ان الأمن ينوي فض الإعتصام قرر النزول لمناصرة المرابطين هناك فتوضأ وصلي وارتدي ملابسه وودع أهله بوجه مضيء وعزم صادق ،، اختار الشهيد النزول رغم علمه بخطورة الموقف متيقنا بالله وقدره أن ” لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ” وأن أحدا منا لن يموت ولم يوفي أجله وعمره كان يتمني أن ينالها علي أعتاب المسجد الأقصي الأسير المغتصب ،ولكن ما قدر الله كان وسيكون ولا نملك إلا الاستسلام لإرادة الله الشهيد محمد عصر صدق الله نيته في طلب الشهادة فنالها بفضل من الله ورحمة.

 تقول زوجته: اتصل بى محمد قبل استشهاده وصوته فى غاية التأثر وهو يردد: مش معقول دول مش بنى أدمين ، أنا عند المستشفى الميدانى والناس متقطعة على ايدينا.

واستشهد المهندس محمد عصر صباح مجزرة فض ميدان رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م ، برصاصة في القلب اختارت أنقي ما فيه وأطهر فقد كان يملك قلبا يحمل كل الحب والخير لكل البشر ، قلبا لا يعرف النفاق ولا الزيف.

وتوفاه الله في أول ساعة من بداية الفض ، فوجد سريرا ينام عليه في ثلاجة المستشفي ، ولم يعش بعد الرصاصة سوي مدة لا تتجاوز العشر دقائق فتوفاه الله برحمة منه وفضل ، وتم تغسيله في بيته وتكفينه والصلاة عليه ودفنه في بلده.

وخرج الآلاف لتشيع الشهيد إلى مثواه الأخير بعد صلاة العشاء والجنازة من مسجد الجبارنة بدكرنس.

 وهذه شهادة زوجته بعد استشهاده:

الحمد لله علي نعمة الإسلام وكفي بها نعمة ، حقاً ، الحمد لله ،هذا الموقف الذي مررت به من فقد أهم وأعز وأروع إنسان وزوج وحبيب وصديق ورفيق تعلمت منه الكثير ، وشعرت فيه بفضل الله ونعمته ، وأن الله حين ينزل البلاء يرافقه الصبر بل قد يسبقه ، محمد كان يودعنا من أكثر من ستة شهور من استشهاده ، فكان كثيراً ما يردد هذه العبارة “عشان تفتكروني ومتنسونيش بسرعة”

أعلم أن الله أراد لزوجي الشهيد بإذن الله بهذه الموتة حسن الخاتمة وثواباً إن شاء الله عظيما وأن تلك الرصاصة ما كانت إلا سبباً لنفاذ قدر الله.

والله يا حبيبى لقد أحبك الله ، والله يا حبيبى راضيين عنك كل الرضا ، اللهم ارضى عن عبدك محمد عصر ورضه بعطاءك فى الفردوس بصحبة نبيك وصحابته الكرام .

لطالما كانت أخلاقك وصفاتك أنقى من العسل ولكنك كنت فى شهورك الأخيرة تقطر عسلا مصفى لقد كنت تراجع نفسك فى كل فعل والله وصل الأمر لأن أجده فى يوم يقول لى ” أنا راجعت نفسى ولقيتنى بستعمل الموبايل كتير فى البيت وبنشغل عنك وعن الولاد أوعدك أنى حظبط الموضوع ده ” …. والله على ما أقول شهيد

وفي ليلة باردة كان يرتدي قميصاً خفيفاً وفوقه بلوفر تقيل ، وكنا نتسوق ، ثم ما لبث أن رأيته بدون البلوفر ، فسألته أين البلوفر فابتسم دون إجابة ، ولما أصريت وكررت السؤال قال : أعطيته للراجل اللي بيغسل العربيات أصل أنا لقيته واقف بردان وبيغسل العربيات فقلعت البلوفر وخليته يلبسه يتدفي.

كنت دائما أنظر للشهيد محمد وأقول فى نفسى إما سيكون لك شأن كبير أو أنك لا تصلح لهذا الكون فذلك التفكير والقلب والوعى والطموح ليس لأهل الأرض .

يا من اختزلتم استشهاد زوجي إلى قضية شفقة علىّ وعلى أولادي ، كيف تشفقون علينا وقد أكرمنى الله بشرف عظيم كونه اختار بيتى وقلبى ليصطفى منه شهيدا لينعم بجنة الخلد ان شاء الله ، كيف تشفقون علينا وقد اختار الله لنا طريقا إلى الجنة يشرف كل من يمضى به , فكم من الناس عاش عمرا طال أو قصر ولم يختر لنفسه طريقاً أو مسلكاً يكون بابا له للجنة , أما وقد اختار الله لى طريقا فقد رضيته برغم ما فيه من الألم ولكنها خيرة الله وفقط أدعو الله أن أكون أهلا لها ..

أحمد الله تعالى فما كان استشهاد زوجى إلا وفقا لهدف قد خططنا له سويا ألا وهو أن ندخل الجنة معا ونحيا بها حياة بلا انقطاع بإذن الله , وأحمد الله أن أعانه ووفقه وسدد خطاه ليقطع بهذا شوطا كبيرا فى تحقيق حلمنا الذى طالما حلمنا به , وأسأل الله السداد والتوفيق والإخلاص لأكمل ما بدأ زوجى لألقاه على أنهار الجنة بإذن الله

فليتحمل كل منا مسئوليته ويقدم لدينه ووطنه ما يستطيع حتى يبرأ ذمته أمام الله .. ولنترك كل لشأنه والله هو العالم ببواطن الأمور وحده ولينشغل كل بنفسه .

 22- الشهيد أحمد عبد العال الحداد

22

هو شاب محب للخيرات ، مسارع ومبادر في أعمالها ، محبوب ممن عايشه ، خفيف الظل مرح الروح ، واعياً بالواقع السياسي والمشهد المصري ومشارك بإيجابية في فعالياتها الثورية والميدانية المختلفة.

الشهيد أحمد عبد العال الحداد ، من قرية برمبال القديمة مركز منية النصر بمحافظة الدقهلية ، متزوج ولديه بنتين وولد ، عاش حياته عاشقاً لهذا الدين ورفعة هذا الوطن ، مشهود له بحسن الخلق والالتزام ، وقضى حياته محباً لأعمال الخير التطوعية والخيرية ، فكان يشارك في حملات النظافة والقوافل الدعوية والطبية ، وناشطاً في الفعاليات السياسية الداعمة للفكرة الإسلامية ، واعتصم في ميدان رابعة العدوية لدعم الشرعية ومناهضة الانقلاب العسكري ، ورابط في الميدان حتى لقى الله شهيداً في مجزرة فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013 م.

يقول إبراهيم فوزي: كان الشهيد رحمه الله شهماً وحريصاً على من حوله ، وأذكر أننا كنا عند السفارة الأمريكية وضرب الأمن علينا غاز ، وحين رآني أقع أسرع إلىّ ورش على وجهي الخل وظل معي حتى إفاقتي ، كان حريصاً على الآخرين رحمه الله.

ويقول عمر الأزهري: وكأن الشهيد يقول لي مرحا على عادته: انظر كم المحبين لي والباكين لفراقي !! وأقول أنا : والراغبون في شفاعتك ، لقد ربحت الرهان كعادتك !!

قبل استشهاده بدقائق كنت أوقظه حيث كان نائماً بالمسجد ، فوجدته مستيقظاً يفتح عينيه بأريحية ويبتسم ثم قفز من مكانه لنقف فى طابور الحمام اليومي فى المسجد ، وأثناء ذلك سمعنا صوت الرصاص وشممنا رائحة الغاز ، فأسرع لخارج الميدان وسبقني وربح الرهان.

لم أشعر لحظة أنه ميت كالأموات ، لأن روحه خالدة وما الموت إلا انتقال الإنسان من مرحلة لأخرى ، فقط يتملكنا الحزن حين نجهل مصير الأموات ، أما الشهيد فقد اشترى منه الله نفسه وكرمه أيما تكريم في الدنيا والآخرة ، فعلام الحزن !!

23- الشهيد محمد محمد سراج

23

هو شاب من أنقى وأخلص شباب الدعاة إلى الله في قريته ، مشهود له بالصلاح ، والغيرة الشديدة على هذا الدين ، واسترخص نفسه فداء له ، وتمنى لو أن يرزقه الله الشهادة في سبيله.

الشهيد محمد محمد سراج ، 36 عام ، ، متزوج وله ثلاثة أولاد : خالد وسراج وعمر

تميز بحس ديني ووطني وشارك في أغلب الفعاليات والمناشط الخيرية والدعوية والسياسية والثورية ، متدين بطبعه ومشهود له بحسن الخلق وخدمة الآخرين.

يصفه المهندس هشام حبيب ويقول : هو رجل وسيم ، حسن المظهر ، ومن أكثر الشباب شعبية وتقديراً في قريته بساط كريم الدين التابعة لمركز شربين رغم صغر عمره ، يمتاز بأدب واحترام كبير ومتبادل بين أهل قريته ، وهو أحد الذين شاركوا الثورة المصرية من أيامها الأولى ، والتي أنهت حكم مبارك ، وهو زوج كريمة الحاج سلام خطاب وأب لولدين أكبرهم خالد.

ويضيف أحد رفقاءه: محمد هو أخلص إنسان رأيته وأغير واحد على هذا الدين ، قضى 40 يوم معتصم في ميدان رابعة رايح جاي إلى أن اصطفاه الله واختاره شهيداً من بيننا فكان الشهيد الوحيد من أبناء هذه القرية.

ويقول عبد السلام ناصر: عرفته خلوقاً مؤمناً وإني أشهد له بذلك ولا نزكى على الله أحداً ، اللهم تقبله فى الشهداء.

محمد سراج كان مسالماً بطبعه وكان يردد شعار “سلميتنا أقوى من رصاصهم” ، وكان يوصى بها جميع من حوله.

وكتب وصيته فى رسالة على الموبايل وأرسلها لشقيقه على يوم مجزرة الحرس الجمهوري وقال فيها : “خلى بالك يا على من خالد واخواته ، وربيهم على الدين والاسلام ، وحفظهم القرآن”

وكان يتمنى أن يرزقه الله حسن الخاتمة والشهادة في سبيله ، شارك في فعاليات مناهضة الانقلاب ورأى بعينه سقوط الشهداء على يد الجيش والشرطة والبلطجية ، ثم يعلق على أنه لم يرزق الشهادة ويقول “الشهادة مش بتلم” في إشارة إلى ان الشهادة ليست عشوائية إنما تختار أنقى وأفضل الناس ، وصدق الله فصدقه واستشهد في مذبحة رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م.

يقول أحد من رافقه: قلت لمحمد تراجع إلى الخلف ، فرد مازحاً: لا يا حلوا عايز تتضحك عليا وتنول الشهادة قبلى؟ ، ولم يرض –رحمه الله- إلا بالشهادة.

ويوم فض الاعتصام روي أحد رفقاءه يقول: كان محمد متوقع هجوم على الميدان من ناحية طيبة مول ، فذهبت إلى هناك فوجدته ولما اقتربت منه نظر إلى وقال: “يارب يكرمنى اليوم” في إشارة للشهادة في سبيل الله.

وكتب أحمد عبد الغنى يقول: الله يرحمه كان دائماً مقبلا غير مدبر.

ويصفه أحمد عمر: يكفيك أنك عشت رجلاً ومت رجلاً ويكفيك الله حسيبك

وأصيب محمد بطلق نارى فى يده اليسرى واخترقت الرئة وأحدثت بها تهتكاً وارتقى شهيداً

وخرج الآلاف من الأهالي لتشييع الجثمان الطاهر في جنازة مهيبة وزغردت السيدات لزفاف الشهيد إلى مثواه الأخير.

 24- الشهيد رضا معن السيد السيد معوض

24

من كلماته: اختلف أو اتفق مع أي فصيل أو تيار سياسي موجود ، لكن سوف نتفق جميعاً على المسار الديمقراطي الحقيقي اللي أنا وانت نزلنا له أكثر من ست مرات في الاستفتاءات والانتخابات المصرية ، انزل دافع عن صوتك الانتخابي ، انزل دافع عن حريتك وكرامتك ، انزل دافع عن ديمقراطيتك الوليدة رغم تعثرها فى مصرنا الحبيبة ، انزل وقول: يسقط يسقط حكم العسكر ، انزل رابعة العدوية ، ميدان النهضة ، ميدان رمسيس ، اسكندرية ، المنيا ، أسيوط ، أي مكان فيه صوت ثوري حر ، انزل وشارك دا لي ولك ولأولادنا ولمستقبلنا جميعاً.

الشهيد رضا معن السيد السيد معوض ، من أبناء الكردي منية النصر بمحافظة الدقهلية ، ومقيم بمدينة نصر بالقاهرة ، وهو ناشط سياسي وعضو في حزب مصر القوية بأمانة مدينة نصر .

الشهيد رضا متدين بطبعه ، من أهل قيام الليل والقرآن والذكر ، وله من اسمه نصيب حيث الرضا بقدر الله وقضاءه ، متفاني في العمل ، عاشق للدين والوطن والدفاع عن الحق أيا كان مع من ، كان منصفاً رحمه الله ، احترمه المعارض لأفكاره كما المؤيد لها ، كان يسعى –رحمه الله- لإعلاء كلمة الاسلام والمسلمين في الأرض.

رزقه الله سعة صدر ، وتحمل المتاعب ، واتسم بنقاء النفس والصبر ورقة في القلب وهدوء الطباع ، ضحى بوقته وماله وراحته ثم بنفسه في سبيل مستقبل أفضل لهذا الوطن.

وهو من الثوار الأحرار ، خرج في ثورة يناير ، وفي محمد محمود ، واعتصم في رابعة العدوية حتى لقى الله شهيداً.

يقول السيد عبدالمقصود: عرفتك صاحب الخلق النبيل ، محباً للخير ، نافعا للغير ، نعم الرجل رحمك الله.

ويضيف ابن أخيه: عهدناه تقياً ورعاً لربه راضياً ، ولأهله باراً

ويقول حسام رشاد: أنا أشهد الله -وهي عاجل بشرى المؤمن- أنه كان رجلاً هادئاً ، طيباً ذا خلق كريم ، ما علمته فاحش ولا بذيء ، واسع الصدر.

ويستكمل سالم عبد الهادي: كان رضا مثال حي للمسلم الملتزم

وشهد له أحد الذين رافقوه في الميدان محمد رفعت : لم أكن أعرفه ولكني تعرفت عليه فى رابعة العدوية ، لم أر منه إلا كل خير.

تقول ساره رمضان عن الشهيد: كنت في الدنيا لا تخشى في الحق لومة لائم ، وكنت دائما سباقاً للخير ، كنت تعمل في صمت ، لا تريد إلا رضا الله سبحانه و تعالى ، عهدناك دائما مبتسمنا بشوش الوجه.

ويضيف أمير المصري: اللهم إنى أشهد بحسن خلقه وأنه كان رجلاً صالحاً.

ويقول رضا معوض: كل من عرفه أشاد بحُسن خلقه وطيب قلبه ودفاعه عن الحق أيا كان مع مَن ، فكان –رحمه الله- صاحب مبادئ أصيلة.

ويقول ابن شقيقة الشهيد أحمد معوض: لن ننسى من علمنا معنى الاحترام والحب ، هو من علمنا معنى الأخلاق ، خالي لم يكن إرهابياً ، لم يجيد فى يوم من الأيام حمل أى نوع من الأسلحة ، كان خلوقاً ، خدوماً ، صبوراً ، أحب بلاده حتى استشهد من أجلها ، كان حنوناً معطاءً.

 استشهاده

آخر صورة التقطت للشهيد كانت قبيل استشهاده بساعات في ليلة الفض وكان مع مجموعة من معتصمي رابعة يحرسون بوابة الميدان (الصورة مرفقة بأسفل الصفحة) ، وآخر مرة شوهد فيها كان في عمارة تحت الإنشاء برابعة بجوار مسجد جمعية التربية الاسلامية (مسجد الشباب).

وحين وقعت أحداث جريمة ومجزرة فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م ، انقطع الاتصال به ، وظل في عداد المفقودين ، وراحت زوجته وأولاده يبحثون عنه بين الجثث وفي المعتقلات لعلهم يصلون له ولكن دون جدوى ، وكتبوا على صفحات الفيس بوك ، وصف ملابسه لعل أحداً يدلهم عليه ، وظلوا كذلك حتى صباح يوم 30 أغسطس حيث تعرفت عليه زوجته فى الجثث المحترقة فى المشرحة ، وتعرفت عليه من ملابسه حيث كان وجهه محترقاً بالكامل.

ودفن –رحمه الله- عصر يوم 31 أغسطس ، وكتب في تصريح الدفن أن سبب الوفاة هو طلق ناري أسفل العين وتهتك بالمخ ، فيما تجاهل التقرير وجود حروق بجسده الطاهر ، حيث كان نصفه العلوي محترقاً.

وتلقت أسرته العزاء في يوم الاثنين 2 سبتمبر بعد استشهاده بنحو أسبوعين من الألم والمعاناة والبحث.

كان رضا مقرراً له السفر إلى السعودية يوم فض الاعتصام في الساعة 7 مساءً بحثاً عن رزقه ، ولكنه اختار أن يتواجد في رابعة ، وشاءت الأقدار أن يسافر الشهيد ، ولكن إلى عالم آخر.

يقول ابن الشهيد: سألوني ماذا كان يريدك والدك ، أن تكون أفضل منه أم ماذا؟ ، فردت والدتي: نعم يريده أفضل ، ولكني جاوبت: سأكون كما كان يريد ولكني أبداً لن أكون أفضل منه ، لن أكون أفضل من أبي الشهيد ، فالشهادة لا يفوز بها إلا الخيرة ، والله يا أبي أنت أفضل الناس الذين رأيتهم.

 وهذه شهادة “الشهيد رضا معوض” على أحداث المنصة:

شهادة لله ، ثم لهذا التاريخ الاسود ، بعد صلاة فجر اليوم السبت 27 يوليو 2013 قلت اخذ الخل الذي معي واذهب الى منصة النصب التذكاري على الاقل أساعد بأي شئ … كنت على بعد من 300 متر الى 500 متر من الاحداث الامامية اساعد الناس … مادة الغاز المسيل كانت صعبة جدا جدا غير احداث ثورة يناير او محمد محمود تماما (حرقان شديد جدا فى العينين وتحس انك موش قادر تمشي )

الناس كثيرة وموجات بشرية كثيرة تجرى الى الامام ثم الى التراجع للخلف فجأة … الجميع لا يوجد اي استعدادات سواء طبية او حتى قتالية او حتى الدفاع عن النفس (الا البعض يحمل طوب والبعض مثلي يحمل خل ومناديل او بيبسي ) مكرفونات تحث الناس على التراجع الى خلف السواتر ولا احد يسمع او يجيب .

وانا واقف واسمع صوت طلقات رصاص صادرة بشكل أوتوماتك ، ونحن نرجع الى الخلف اجد ناس سقطت على الارض فجأة .

ونحن على هذا البعد من الاحداث اجد اثنين من حولي الاول رأسه تنزف كأنها ماسورة مياه فتحت والثاني يصرخ من ظهرة ودم كثير فى جلابيته ( اخ صعيدي ) .. الاول لم اقدر ان انظر اليه ثانيا من هول المنظر والثاني احمله مع اخرين …. وانا احاول ان اخرج بعض الكلمات ولكن توقف التفكير ووقف اللسان … وكل ما يدور فى ذهنى ازاي الرصاصة وصلت الى هذه المسافة ؟

 ومن الملاحظات فى هذا الموقف :

لا يوجد الا 4 سيارات اسعاف فقط واحيانا كانت تذهب ولا نجد الى السيارات الملاكي وربع النقل لنقل المصابين .

الناس رايحة تدافع عن نفسها وليس معها اى استعدادات .

الكثير من الناس واقف لا يصنع شئ ! … او يحمل الجرحى ثم يذهب بها الى السيارات .

ومن ذلك لقيت سيارة ربع نقل تنقل الجرحى قلت له تعالى نعمل شيئ تاني نذهب الى الميدان ونحضر اطارات الكاوتش والزبالة نولع فيها النار والرجل ” الله يكرمه ” سمع هذه المشورة وذهب معي .

ذهبنا مرات اخرى الى الميدان لجمع الدروع الحديد والخوز والكمامات والمناديل والقطن لان الناس منذ امس الجمعة الساعة 11 مساءا ولا يوجد معها شيئ … ونسلمها للناس الذين فى الامام تدافع عن نفسها .

واحد من الناس حب يدخل النصب التذكارى ومدفن الرئيس الراحل السادات وجد اناس تمنعه وتقول له بلاش تذهب الى هناك عاوزين نحافظ على هذا المكان … وبعد نصف ساعة من ذلك ونحن نرجع فى احد الهجمات الى خلف من هذا المكان نجد رصاص حي كثيف يأتى من خلف مقر النصب التذكاري …. وسقوط ناس كثيرة فجأة من هذه الناحية غدرا .

تم مسك 3 بلطجية فى داخل سور جامعة الازهر وفيه تجمع كثير وأحد البلطجية مسكينة والبعض يضرب فيه والكثير من الناس تحميه من الضرب وواحد من فوق السيارة النصف نقل يرش الماء حتى تبتعد الناس عنه …. وكذلك عند مسك بلطجي اخر نفس الامر …. واخر ولد صغير يقولون ولد صغير لا تضربوه …. والبعض يقول منهم اثنين مسحيين … والبعض يقول كل هؤلاء من منشية ناصر من منطقة الزرايب ( مره يكونوا امام المدرعات يضربون بالطوب ومرات عديده يكونوا خلف المدرعات عندما تهجم المدرعات لتضرب الغاز او الرصاص ) .

ناس كثيرة عادية وشباب من ثورة يناير تحس انهم فاهمين كيفية الهجوم وكيفية التراجع وناس ملتحين واخرين حسني النية تحس انهم واقفين مع الناس وخلاص .

زهول من الموقف ومن هذه الاحداث المؤسفة … بس اسفى للاخ الى اضرب فى رأسه علشان معرفتش اشيلة ولا انظر اليه ثانيا …. والله آسف يا أخي ….. لعل الله ان يجمعنا فى مستقر رحمته ويحفظ بلدنا مصر يوحفظنا ويثبتنا وقت الفتن ، اللهم آمين . (رضا معوض)

 25- الشهيد الأستاذ الدكتور طارق عبد النبي سلامة

25

أستاذ دكتور الكيمياء العضوية بكلية العلوم جامعة المنصورة ، من قرية ميت الكرماء مركز طلخا بمحافظة الدقهلية ، متزوج ولديه ثلاثة أبناء.

مشهود له بالتدين وحسن الخلق ويقول عنه أهالي قريته أنه الرجل الخلوق والمؤدب ، وهو من أشرف شباب ميت الكرماء ، تمنى الشهادة في سبيل الله ، وارتقى شهيداً في مجزرة فض ميدان رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م.

تقول زوجته: تميز بالحنية والهدوء والشهامة ، وتمنى الشهادة ورأى رؤية بذلك قبل استشهاده ، وهو يستحقها ، آخر مرة تحدثت إليه ليلة الفض بعدما انتهى من صلاة التهجد ، واطمأن علينا وعلى بناته.

يقول رفيقه الرجائي منصور : كنت كلما ذهبت إلى رابعة لا أجده بالخيمة فأتصل به فيخبرني أنه في مسيرة كذا في المنطقة الفلانية ، ويتعرضون أحيانا للمعاكسات والضرب ورغم ذلك يواصل خروجه وتظاهره ، وكنت أمازحه وأقول له لا تخرج للمسيرات عشان ما تتضربش ، فيرد: احنا جايين نقعد؟

كان الدكتور طارق حريصا طوال إقامته في رابعة أن يحمل سجادته ويذهب للصلاة في جماعة خلف المنصة رغم الزحمة ويقول: الصلاة هناك لها طعم تاني ، الجو هناك روحاني، قضى العشر الأواخر في رمضان هناك بنية الاعتكاف والرباط .

هو من أصحاب الفجر المعدودين في القرية ولمست منه الإخلاص ولا أزكيه على الله وأسأل الله له القبول!

يقول ميدو حمدي: دائماً ما كنت أراقبه من بعيد، فأراه حاملاً لمصحفه دائم القراءة فيه متدبراً لكلمات الله ، كان قليل الكلام، لا أراه منشغلاً بأحاديث طويلة ، ولو دخل في حديث كنت أجده مستمعاً لا يتكلم ، لم يدع جنازة على شهيد في الميدان إلا وحضرها.

حينما كنت أراه قادماً منهكاً من المسيرات والمظاهرات في الشمس الحارقة وهو صائم ومتعب فأستصغر نفسي وعملي مقارنة بما يلقاه هو من مشقة وعناء غير مستسلم للمعوقات التي تواجهه ، عهدت منه دائماً ابتسامة رقيقة حين يراني ويسلم عليّ رغم أني حتى لم أكن اعرف اسمه ، كنت أبادر إليه مسرعاً حين أراه قادماً من المظاهرة كي أهديه قطعة ثلج صغيرة لعلها تخفف عنه من حرارة الجو المحرقة آنذاك.. وكنت أقول في خاطري: لعله يتذكرني بهذا الصنيع بعد موتي فيدعوا الله لي بالرحمة ، أما وإنه أصدق عند الله مني فنال مبتغاه وارتقت روحه إلى العلياء مستحقة شهادة في سبيل الله كما تمناها، فأسال الله أن يلحقني به شهيداً.

ويقول حمدي الششتاوي: هو والله من خيرة شباب مصر كلها وﻻ نزكي على الله أحد

ويقول السيد المتولي: كان رحمه الله أصدق عزماً وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان صلينا سوياً في رابعة العزة ومن شدة الزحام لم نستطع الوصول الى قلب الميدان فوفقنا الله الى الصلاة في ساحة إدارة المرور وبعد الانتهاء أردنا العودة الى الخيمة ولكن الشيخ محمد عبد المقصود كان قد شرع في القاء كلمته فأصر الدكتور طارق أن يستمع اليه من قريب لحبه لفضيلة الشيخ ، وكان حريصاً على السير في أي مسيرة تخرج من الميدان.

حرص الشهيد أن يربى بناته على القرآن الكريم ويكونوا من حفظته ، “فداء” هى إحدى بناته دخلت فى مسابقة لحفظ القران بجمعية البركة عام 2012م وكان عمرها 4 سنوات وفوجئ الشيخ بحفظها لربع القرآن حفظاً جيداً ، فقال لأبوها بارك الله لك فيها ، ودخلت التصفبات وفازت بالمركز الأول وكانت أصغر متسابقة ، قال والدها : أنا نذرتهم لخدمة القرآن

واستشهد الدكتور طارق في المجزرة الدموية ومحرقة القتل الجماعي والإبادة في رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م

ونعت نقابة العلميين واحداً من أبناءها العلماء وتقدمت لأسرته بخالص العزاء.

 26- الشهيد أحمد عبد الجواد

26

هو شاب متدين صادق مع الله ، مجتهد في عمله وتبليغ كلمة الحق ، وهو من الصحفيين الشرفاء الذين يقدرون أهمية وخطورة الكلمة.

الشهيد أحمد عبد الجواد ، من قرية أويش الحجر التابعة للمنصورة دقهلية ، عمره 30 عام ، متزوج ولديه بنت اسمها بنان 3 سنوات ، يعمل صحفياً في جريدة أخبار اليوم وقناة مصر25 وقناة أحرار25

يصفه عطية الصاوي: بأنه -رحمه الله- كان نعم الابن لأمه وأبيه ونعم الزوج لزوجته ونعم الأب لابنته ونعم الأخ لاخوته ونعم الصديق لأصدقائه ، يحب كل الناس كما كان هو محبوباً بينهم ، صافي القلب ، خدوما ، متفانياً في عمله ليلاً ونهاراً.

ويقول أحمد صبري: أشهد الله أنى ما رأيته إلا محبوباً من الجميع ، طاهر القلب سليم السريرة ، طيب الفطرة محافظاً على الصلاة والصيام والقرآن.

ويرثيه حسن القباني ويقول : تحية خاصة لصديقي وأخي الحاضر الغائب ، الشهيد البطل أحمد عبد الجواد ، الصحفي بأخبار اليوم ، القيادي بحركة صحفيون من أجل الإصلاح ، الذي دفع عمره لنشر الحقيقة والدفاع عن الحق

واستشهد أحمد في مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية أثناء أداءه لعمله في نقل الصورة وإظهار كلمة الحق عند السلطان الجائر وارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها.

وخرجت قرية أويش الحجر فى مشهد مهيب عقب صلاة الفجر لتشيع الشهيد أحمد عبد الجواد مراسل أخبار اليوم وقناة مصر 25 شهيد مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية وحضر الجنازة المراسلين والصحفيين كما حضرها الأستاذ قطب العربي الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة وأحد قيادات تيار الاستقلال النقابي

 27 – الشهيد نعيم محمد عبده الشربيني

27

مواليد 27/5/1972م ، من بقطارس – أجا – دقهلية ، مدرس أول لغة إنجليزية ، متزوج وهو أب لثلاث بنات يحفظن كتاب الله ومن أوائل الطلبة، وزوجته معلمة.

شاب ملتزم متدين ومن حفظة القرآن الكريم ومجوديه ، وهو خطيب مفوه ، وداعية إسلامي ، ومعلم ومربي ، هادئ الطبع ، زاهد في المغانم الدنيوية ، عضو مؤسس في كفالة اليتيم بالقرية ، وكان يدير المعارض والأسواق الخيرية بالقرية ، نموذج للمسلم الوطني الإيجابي المبادر للخيرات ، واصلاً للأرحام والمرضى والفقراء والأيتام، كما هو رياضي متواضع خدوم ، له ابتسامة ملؤها الود والزهد.

يقول أحمد جمال: أشهد له بالتقوى وحسن الخلق وإتقان العمل ، ورأيت له رؤيا وكان وجهه منير كالقمر ويقول لي “لا تحزن على ، فأنا هنا أسعد من الدنيا”

ويضيف مصطفى عوض: نعم الأخ ، دائما يحثك على طاعة ، عاش هادئا محبوباً ومات بطلاً.

ويرثيه مدحت أبو حسين وقول : عشت رجلا كريماً وحنوناً ، ومت شهيداً.

 إرهاصات الشهادة

في العام الأخير حج بيت الله واصطحب معه أبويه وزوجته ، وأنهي كافة معاملاته المالية المعلقة ، وبني مقبرة للأسرة ، أعلن أنه قد سامح كل من أساء إليه وطالبهم بالمسامحة.

كتب على الفيس بوك: “اللهم أني أخرج نصيرا للشرع والشرعية بعت نفسي لك فإن كانت الشهادة فلتكن رصاصة في الرأس” .. ، وقد كان ، صدق الله فصدقه الله واستشهد حيث أراد .

 استشهاده

كان نعيم وطنياً غيوراً على مصر ومدركاً للمؤامرات التي تحاك بثورة مصر وهويتها الإسلامية ، وحين وقع الانقلاب العسكري ونادي المنادي للتظاهر والاعتصام بميدان رابعة العدوية ، لبى وشد رحاله مناصرة للشرعية ورفضا للانقلاب العسكري وهاتفاً بسقوط العسكر.

قضى نعيم شهر رمضان في الميدان وبعدما صلى العيد ، سافر إلى بلدته ليؤدي بعض الواجبات الاجتماعية لأهل بلدته الذين لم يدركوا أنها زيارة الوداع من الدنيا.

مكث نعيم في القرية أربعة أيام ، اليوم الأول مع أبويه وأهل بيته ، واليوم الثاني لزيارة المرضى ، واليوم الثالث لتهنئة المتفوقين في الشهادات ، واليوم الرابع للأقارب ، ثم انطلق إلى الميدان مساء يوم الثلاثاء بعدما ودع أحبابه وردد الشهادة.

وصل إلي رابعة في الساعة الثانية ليلاً ، صلي وتناول السحور للصيام ، ونام ليستيقظ على أصوات الضرب وإطلاق النار في أبشع مجزرة قتل جماعي لقوات الأمن والجيش المصرية.

خرج نعيم من خيمته مسرعاً ورأى عشرات المصابين ، وانطلق نحو أحد المصابين لنقله وإسعافه ، فأطلق عليه قناص مجرم رصاصة غدر وخسة ودناءة فأصابت رأسه وسقط شهيداً أمام مدخل الميدان أمام طيبة مول وارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها ، واستجاب الله لدعاءه –رحمه الله-.

 28- الشهيد المهندس محمد رمضان أحمد عكاشة

28

مواليد 1975م ، من قرية بقطارس مركز أجا دقهلية ، وهو مقيم بمدينة نصر وهو صاحب شركة للترجمة الفورية في القاهرة ، متزوج ولديه طفلان ولد وبنت ، وزوجة طبيبة أسنان.

عن أخلاق محمد وحبه للخير حدث ولا حرج ، هو اجتماعي من الدرجة الأولي ، بار بأخيه وأخواته الأربعة ، وعظيم البر بأمه ، توفى والده قبل استشهاده بأشهر قليلة.

هو فارس الميادين ، فمنذ ثورة 25 يناير وهو في الميدان ثائراً ، جواداً مساهماً ومتبرعاً بالدعم المادي والمعنوي ، اشترى هدية وذهب للمستشفى لزيارة صديق مصاب برصاصتين في ساقه ، ففوجئ بوجود خمسة آخرين مصابين ، فلم يدخل عليهم إلا بعدما اشترى هدايا سخية لهم جميعاً ، وظل يزورهم ويجود عليهم ، وبعدما خرج صديقه ، لم يقطع زيارة الباقين وظل يواصلهم ويرعاهم حتى خرجوا ولم يتبق إلا واحداً ، فتبناه وكأنه أحد أشقاءه وخاصة بعد انقطاع أهله عنه.

وكان محمد معتصماً في ميدان رابعة العدوية وحين وقعت مجزرة الإبادة الجماعية في 14 أغسطس 2013م ، راح يساعد في نقل المصابين والشهداء ، وظل في عمل متواصل لنحو خمس ساعات حتي أصيب برصاصتين في بطنه نفذتا من ظهره ، ونقل للعلاج وظل ثلاثة أيام حتى ارتقت روحه الطاهرة شهيداً بإذن الله.

 29- الشهيد حموده إبراهيم محمد محمد خليل

من كفر الوزير مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية ، متزوج وله ثلاثة أبناء، إبراهيم وعمره 11 عام وقد حفظه القرآن الكريم كاملا ، بالإضافة إلى إسراء وملك.

هو شاب نشأ في طاعة الله ، متدين حسن الأخلاق ، غيور على هذا الدين وهذا الوطن ، شارك في الأعمال الخيرية والدعوية والخدمية المختلفة ، كما كان مشاركاً في الفعاليات الإسلامية والثورية.

هو أحد فرسان ثورة يناير وأحد ابطال موقعة الجمل في ميدان التحرير ، ورأى بعينيه الموت في مجزرة الحرس الجمهوري الأولى والثانية ، ونقل الشهداء والمصابين في مجزرة المنصة.

قضى آخر رمضان له وهو مرابط في سبيل الله ورفعة الوطن في ميدان رابعة العدوية ورفع صوته بكلمة الحق أمام السلطان الجائر ، وقضى أيامه بين صيام وصلاة ليل وذكر ودعاء ، وحراسة للميدان في سبيل الله ، وظل كذلك حتى وقعت المجزرة الدموية لإبادة المعتصمين في الميدان في يوم 14 أغسطس 2013م والمعروفة بمجزرة فض اعتصام رابعة والنهضة ، حيث تلقى رصاصة غدر وخسة أسفل ظهره وارتقت روحه الطاهرة شهيدً بإذن الله تعالى.

يقول رضا الصاوي: رحم الله أخى حمودة فقد كان مثالاً نادراً في الإخلاص والأخلاق ، مثالاً حقيقياً لحب دينه ، عالماً به في زمن الجهلاء ، فارساً في زمن الجبناء ، صادقاً في زمن الغوغاء والكذابين ، موصوف بأرفع الخصال ، وجاهد حتي الشهادة مع أكرم الرجال.

 30- الشهيد عبد الخالق عبد النبي عبد الخالق إبراهيم النمس

30

مواليد 4/11/ 1973م ، من سنبخت مركز أجا دقهلية ، فني مونتاج وطباعة ، متزوج ورزق بمولوده بعد ثلاثة أسابيع من استشهاده.

مسلم ملتزم ، مشهود له بالإخلاص والحرص على الطاعة ، هو من أهل المساجد وصلاة الفجر ، غيور على هذا الدين ونصرة الوطن ، خرج في المظاهرات السلمية لرفع صوته بكلمة الحق ومناصرة الشريعة والشرعية ومناهضة الظلم والظالمين والقتلة وسفاكي دماء الأبرياء ورفض الانقلاب العسكري الدموي.

يقول خالد الديب: أشهد الله أنه كان من الصادقين المخلصين ، لم يبخل في يوم من الأيام بجهد أو مال.

ويضيف محمد بهجت: هو أخ فاضل ، قمة فى الالتزام والحزم والحسم ، كان من رواد الفجر فى المساجد ، أشهد الله أنى لم أر منه غير الخير والنصح والرشاد.

واستشهد عبد الخالق في مجزرة فض اعتصام ميدان رابعة العدوية وأصيب بطلق ناري في رأسه وارتقى شهيداً.

 31- الشهيد أحمد يسري البدري

31

هو طالب ثانوي ، شاب مسلم ملتزم متدين ، نشأ في طاعة الله ، وتربي في رحاب الدعوة الإسلامية بين جنبات المساجد ، وروضات مجالس ذكرها ، ووسط صحبتها النقية الخلوقة ، شارك في الأعمال الخيرية والقوافل الدعوية ، والفعاليات السياسية والثورية ، وتطلع لمجد هذه الأمة ونصرة هذا الدين ، وتمنى الشهادة في سبيل الله بصدق فنالها في مجزرة فض رابعة العدوية.

الشهيد أحمد يسري البدري ، من قرية البلامون مركز السنبلاوين ، طالب فى الصف الثالث الثانوي الأزهري ، من أسرة متواضعة ، ووالده أخصائي تحاليل طبية.

يقول أحد المشرفين التربويين لأحمد: هو واحد من أميز طلاب الإخوان ديناً وخلقاً وطاعة لله عز وجل، وسبق له المشاركة في مخيمات طلاب الإخوان بمعسكر مرسى مطروح 2012 م

تميز بحفظ القرآن الكريم وصوته المميز لتلاوته ، كما اتسم بروحه المرحة الخدومة ، مبادر في أعمال الخير ، وناشط في الدعوة إلى الله ، وصاحب حضور فعال في المناشط الميدانية والثورية لمناصرة الحق والهوية الإسلامية ومواجهة الفسدة والانقلابيين.

يقول عنه أهالي قريته أنه كان رمزاً للأدب والأخلاق مثل والده ، ويحبه الناس ، هو طيب القلب ، رحيمًا بمن حوله ، كان يساعد والدته أثناء العمل في بيع الخضروات.

والشهيد حاصل على الثانوية الأزهرية وكان ينتظر نتيجة تنسيق جامعة الأزهر وكان من أمنياته أن يصبح محاميًا من أجل الدفاع عن حقوق المظلومين.

حين وقع الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو 2013م ونادى المنادي للاعتصام بميدان رابعة العدوية شد أحمد رحاله وظل معتصماً بالميدان لم يغادره إلا في أيام قليلة لزيارة أهله عقب عيد الفطر ثم عاد للميدان لينال الشهادة.

شارك أحمد في معظم الفعاليات المناهضة للانقلاب ودعم الشرعية وهتف بأعلى صوته : إسلامية إسلامية ، يسقط يسقط حكم العسكر ، ورأى بعينه الموت في مجزرة الحرس الجمهوري ومجزرة المنصة ، وهيأ نفسه للموت في أي لحظة وأعد نفسه رخيصة للموت في سبيل الله.

من كلماته: يحق لإنسان لا يعرف التضحية ولا يتذوق طعم الإخاء ولا البذل والعطاء ولا يعرف لذة الطاعة والإنابة إلى الله، يحق له أن يتهمنا بالخيانة ، حقا… فإن الذى يعطى قليل.

وآخر ما كتبه الشهيد: والله لن أنصرف إلى مكان إلا للضرورة حتى ينصرنا الله أو أموت ، فو الله ..للموت عندي أهون من عيش العبيد ، لن أعيش عبداً أبداً ، سأعيش مجاهداً وإن انتصرنا سأعيش مجاهداً وإن مت فقد كنت مجاهداً ، لن أترك الميدان خشية أن تفوتني بيعة الرضوان ، الرغبة المشتعلة ، فلأشغل رغبتي نحو الشهادة التي طالما حلمت بها فاللهم ارزقنيها .الشهيد / أحمد يسرى البدرى إن شاء الله.

وحين وقعت مجزرة الإبادة الجماعية محرقة فض رابعة ، انقطع الاتصال بأحمد ، وظل في عتاد المفقودين ، حتى عثر على جثمانه محروقاً بعد ما يقرب من 77 يوما على استشهاده بعد تحليل dna وشيعت جنازته يوم الجمعة 1 نوفمبر عام 2013م

 32- الشهيد محمد السيد يوسف تاج الدين

32

هو مسلم ملتزم متدين ، غيور على هذا الدين وهذا الوطن ، وهو حرفي أمين ، بسيط الحال ، ولم يمنعه ذلك من القيام بواجبه نحو دينه ووطنه ، وخرج بإيجابية لنصرة الحق وأهله ، والصدح بكلمة الحق ورفع صوته أمام السلطان الجائر ، تمنى الموت في سبيله الله ، فصدق الله ونالها في محرقة ميدان رابعة العدوية.

الشهيد محمد السيد يوسف تاج الدين ، 47 عام ، من قرية برق العز مركز المنصورة ، يعمل ترزياً ، متزوج وله من الأبناء طفلين ، خالد 9 سنوات وحبيبة 7 سنوات.

اشتهر محمد بحسن الخلق والأمانة وإتقان العمل ، وبذل جهده في خدمة ونفع الناس ، أحبه كل من عرفه ، وأحبه أهل قريته رغم أنها لم تكن موطنه الأصلي.

تقول زوجته: محمد كان دائماً يتمنى الشهادة في سبيل الله ، وخرج لنصرة الحق في اعتصام رابعة العدوية وأصيب في مجزرة فض الاعتصام وكان ضمن الجرحى داخل المستشفى الميداني وآخر اتصال له معنا كان في الساعة العاشرة صباحاً يوم فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013م ثم انقطع الاتصال بعد ذلك نهائياً وأصبح في عتاد المفقودين.

وتضيف : لقد عانينا معاناه كبيرة لأكثر من شهرين ونحن نبحث عنه في المستشفيات وأقسام الشرطة والسجون وعندما سمعنا أن مشرحة زينهم بها جثث متفحمة ذهبنا إليها لكننا لم نستطع تحديد جثته إلا بالتحليل وهو بهذا يكون قد احترق ضمن الجرحى الموجودين بالمستشفى الميداني بعد فض الاعتصام كما سمعنا بأنهم أشعلوا النار بالمستشفى وتم حرق الجثث والجرحى بها .

33- الشهيد كارم محمود أحمد السروجي

33

مواليد قرية السلامية مركز أجا بمحافظة الدقهلية في 15/3/1981م ، حاصل على بكالوريوس تربية نوعية قسم لغة إنجليزية بتقدير عام جيد ، متزوج وله 3 أبناء أكبرهم ماجدة 7 سنين – عبدالله 4 سنين – البراء سنتين ، عمل فى عدة وظائف آخرها فى الإمارات.

توفيت والدته وهو طفل وعمره 11 عام ، وتزوج وهو فى الـ 24 من عمره ، وتقول عنه زوجته: “كان نعم الزوج الصالح ، أطيب وأحن بنى آدم فى الوجود ، فلطالما تمنى الشهادة واستجاب الله واصطفاه ، فلقد صدق مع الله فصدقه الله”.

شارك في اعتصام رابعة العدوية حتى وقعت مجزرة فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013م ، وكان يحمي السيدات من وقع قنابل الغاز المسيل للدموع حتى أصيب بطلق ناري في البطن والكتف وارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها.

وشيعت جنازة الشهيد بمسقط رأسه بقرية السلامية بمركز أجا.

 34- الشهيد محمد عبد الرحمن الأشرم

34

مواليد 29/12/1994م ، من منية سمنود مركز أجا دقهلية ، طالب بالفرقة الأولي بالمعهد الفني الصحي بالمنصورة.

تربى وعاش في مكة المكرمة وحفظ القرآن في الحرم المكي وانتقل إلى مصر ليكمل دراسته الجامعية ، وكان بجوار أبيه في معاشه ومرضه وموته .

كان باراً بأمه في حاجتها ووحدتها وسفرها وحضورها ، حفر ابتسامته بين كل من يعرفه، وكان حنونا خدوما بشوشاً ومضحكا ، ناصحا لمن يعرفه بالصلاة والقرآن والصحبة الصالحة.

كان يصلي بالناس إماما ويتسم بصوته الحزين في القراءة ، كان عاقلاً ومحباً للخير ، كان كتوماً لحزنه في داخله ولا يظهر غير ابتسامته، شهد له كل من عرفه بطيبة قلبه وحبه لجميع الناس، ودائماً ما كان يطلب الشهادة ويبحث عنها .

استشهد صديقه ” الشهيد عمر نيازي ” في مذبحة المنصة وكان يغبطه ويسأل الله أن يلحقه به ، ويقول “ربنا يرحمك يا صاحبي . . أبقى شوف لي مكان جنبك في الجنة عشان أنا جايلك ”

قضى آخر أيام حياته وأغلبها في رابعة العدوية بين صلاة وقيام وصيام وحراسة وتأمين وخدمة الناس، وعندما علم بفض رابعة ، خرج من منزله وسارع للنزول لمناصرة المعتصمين.

 استشهاده

تروي أخته هاجر ليلة ويوم استشهاده وتقول :محمد في اليوم ده ماجالوش نوم طول الليل ، وأمي كانت مريضة وحرارتها عالية ، قعد يعملها كمادات ويقبلها وكأنه حاسس إنه مش هيشوفها تاني ، وكان بيهزر مع اخواته ويوصيهم علي ماما، ثم كتب علي النت الساعة 2 كلام إن والده –رحمه الله- وحشه ، وساعتها والله قلبي انقبض.

وراح صلي الفجر وقعد يواصل الأخبار على الفيس ، وبعدين على الساعة 7 صباحاً شاف الأخبار إن رابعة بتتفض ، قرر انه يروح رغم كل المخاطر وسلم امره لله بآخر عباره نشرها على حسابه ” هي لله”

كلم كل أصحابه وقالهم: لازم نروح ، الناس بتموت ، وقعد يجمع فيهم ، وكلم أخ كبير قاله ياعمو أنا رايح رابعة فوصاه “يامحمد صلي ركعتين قبل ما تروح وسلم علي أهلك ”

لبس محمد وهو خارج رايح يحضن والدتي ويقبلها رفضت قلبها حاسس انه مش هيرجع قالتله روح يامحمد انت هترجع خافت تحضنه مايرجعلهاش ، وراح حضن أخوه الكبير ياسر وبكي وقاله خلي بالك علي ماما وودع اخواته .

كنت في ذلك الوقت عند أهل زوجي في أسيوط فاتصلت عليه فقال لي: “أنا في مسجد الفتح منتظرين المسيرة تكمل عددها” ، وبعد عشر دقائق عاودت الاتصال فقال : “بيرموا علينا رصاص وخرطوش وغاز” ، وانقطع الاتصال ، فعاودت بعدها وقال : “احنا متحاصرين من الشرطة والجيش” وقال لي : “أمانة عليكي تدعي لي” وكررها.

وبعد نحو ساعة جاءني خبر استشهاده بعد مكالمتي مباشرة الساعة 3.30 عصراً.

روى من حمله بعد إصابته ” بعد ما شلته طمنته وقولتله متخافش هتبقى كويس ، رد علىّ بابتسامته المعهودة يا رب أموت شهيد ” وكررها مراراً حتى لفظ آخر أنفاسه.

محمد خير مثال على من بذل روحه ودمه فداء لدين الله عز وجل وإعلاء كلمته ، طلب الشهادة وسعى إليها فأكرمه الله بالشهادة ، ولقاء أبيه الفقيد.

أصيب محمد أثناء المسيرة المتواجدة على كوبري أكتوبر والمتجهة إلي رابعة يوم مجزرة الفض في 14 أغسطس 2013م وأصيب بطلق ناري حي أعلي الكتف الأيمن ورصاصة خرطوش في ظهره ورصاصة خرطوش في جبينه ، وحدوث اختناق نتيجة الغاز السام ما أدى لانفجار الرئتين وارتقاء روحه الطاهرة إلى مولاها.

وحين وصل أهله وبحثوا عنه بين الجثامين حتى وصلوا إليه وكشفوا عن وجهه ، ففوجئوا بوجهه يضحك وكأنه حي وكأن الدم يجري في جسده ، فحرص كل من رآه على هذا الحال المستبشر أن يلتقط له صوراً ، وكذلك فعل من جاءوا فيما بعد ليغسلوه ، فرح أحبابه واقاربه بهذه البشرى ، بشرى الخير لرؤية مقعده من الجنة بإذن الله.

وشيعت جنازته يوم الجمعة بقريته بالدقهلية في مشهد مهيب لوداع الشهيد ، وتشاء الأقدار بعد عدة أسابيع أن يتوفى عم الشهيد ، فيفتحوا قبر الشهيد لدفن عمه ، فيجدوا جسد الشهيد مثلما كان دون تحلل أو تعرض لقوارض الأرض ، فكانت مكرمة من الله تعالى.

 35- الشهيد الشيخ سامى السيد على عمر

35

60 عام ، من حي البساتين بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية ، مدرس رياضة ، وحاصل على شهادات دولية معتمدة في العلاج بالحجامة والأعشاب الطبية ، وهو صاحب ومدير مؤسسة التقى للمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل ، متزوج ورزقه الله سبعة أبناء.

هو شيخ سلفي وداعية إسلامي ، غيور على هذا الدين وهذا الوطن ، مسلم ملتزم ، يسعى بالخير بين الناس ، وله أدوار في مساعدة الفقراء والأيتام ، وهو أحد مؤسسي جمعية أنصار السنة بالسنبلاوين.

تعرض الشيخ سامى لابتلاءات كثيرة في حياته من قبل “أمن الدولة” و “الداخلية” لدوره ومساهماته الدعوية ، حيث كان الشيخ له أدوار في تحضير وتنظيم دروس العلوم الشرعية بمسجد الفرقان.

وكان –رحمه الله- له جهود مميزة في الإعلام الدعوي ونشر العلم الذي ينتفع به بعد موته ، فكان مسئولاً عن اللجنة الإعلامية بجمعية أنصار السنة ، ويعود له فضل كبير في نشر الخطب والدروس المختلفة.

هو واحد من أبناء مصر العاشق لدين الله والمتطلع لرفعة الإسلام على ربوع مصر والعالم ، يعشق الشريعة الإسلامية ، ويخرج لمناصرة ودعم من يرفع لواءها.

يقول أحد إخوانه: سامى عمر كان أول واحد موجود فى كل حاجه بتقول شريعة اسلامية

وتقول شيماء النقيب : رحمة الله عليه ، لم نراه إلا بشوشاً

ويقول احد معارفه : عمو سامى عمر من أطيب الناس اللى قابلتها فى حياتى

وحين وقع الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو 2013م ، وأعلنت الحرب على الهوية الإسلامية وأغلقت قنوات الإسلاميين ، وارتفع صوت العلمانيين ومحاربتهم للإسلام ومظاهره والاعتداء على بيوت الله ، وانتهاك حرمة القتل ، خرج الشيخ سامي لدعم الشرعية والشريعة ومناهضة الانقلاب العسكري ، واعتصم في ميدان رابعة العدوية.

ظل الشيخ مرابطاً في الميدان وقضى آخر أيامه بين صيام وقيام وخروج للصدح بالحق رافعاً صوته في الشوارع والميادين ، إسلامية إسلامية ، هى لله لله ، في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء ، يسقط يسقط حكم العسكر.

وفي يوم 14 أغسطس 2013م ، وقعت أكبر مجزرة قتل وحرق جماعي في تاريخ مصر والمعروفة بمجزرة فض ميدان رابعة ، واستحلت قوات الجيش والداخلية قتل المعتصمين بغير وجه حق أو مبرر ، وقتلت الآلاف واضعافهم حرجي ومصابين.

وأصيب الشيخ سامي عمر برصاصة غادرة في ظهره ونفذت إلى قلبه الطاهر ، وارتقى إلى الله شهيداً .

 36- الشهيد محمد أحمد عوض حمادة

36

من دكرنس دقهلية ، 48 عام ، مهندس بمجلس مدينة دكرنس ، وهو نقيب الفلاحين بمركز دكرنس ، متزوج وله من الأولاد أربعة ، ولدان وبنتان.

يتميز بهدوء الطباع وسعة الصدر ، محبوباً بين أبناء بلدته ، خدوم ويسعى بين الناس بالخير ، وله أياد بيضاء في أعمال البر ومساعدة الفقراء والأيتام.

وحين وقع الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013م ونادى المنادي للخروج والتظاهر والاعتصام لرفض الانقلاب ودعم الشرعية ومواجهة مؤامرات الثورة المضادة ، شارك أحمد في اعتصام رابعة العدوية وظل مرابطاً في الميدان حتى استشهاده في مجزرة فض الاعتصام في 14 أغسطس 2013م.

يقول حسنى الحجر مرافق الشهيد قبل استشهاده: كنا في خيمة الاعتصام بميدان رابعة العدوية واستيقظنا فى السادسة صباحا ، وبدأنا نعد الإفطار وكان محمد صائماً ، وطلبنا منه أن يفطر إذ كنا نعد أنفسنا للخروج في مسيرات في ذلك اليوم ، لكنه رفض وقال : الصيام ليس عائقاً في المسير ، فقد كنا نخرج في طوال شهر رمضان ونحن صائمين.

ويضيف الحجر : الشهيد فى هذا الوقت طلب الشهادة من ربه وقال “اللهم ارزقنا الشهادة فى سبيلك” ، كان شجاعا ومقداما ، دائماً يتقدم الصفوف ، كنا نطلق عليه “أسد من أسود الميدان” ، وفى هذا اليوم خرج وتقدم صفوف التأمين ، ولم نره بعدها إلا شهيداً بعد إصابته بطلق ناري في الرأس والرقبة.

وشيع الآلاف من مدينة دكرنس في الخامسة عصر يوم الجمعة 16 أغسطس جنازة الشهيد وتقدم المشيعين قيادات الإخوان بالدقهلية.

 37- الشهيد ناصف صبحى عبدالعزيز عبدالعزيز

37

من قرية الحفير مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية ، مواليد 14 – 4- 1981م ، حاصل على دبلوم تجارة ويشتغل بالأعمال الحرة ، متزوج وله من الأبناء ، محمد عام ونصف وسيف الدين الذي ولد بعد استشهاده بنحو 55 يوماً.

ناصف لم ينتم لأى تيار إسلامى أو حزب سياسي ولكنه كان شاباً غيوراً على وطنه ودينه ، وكان واعياً بالواقع السياسي وحقيقة المشهد المصري ، وكان –رحمه الله- إيجابياً ومبادراً وملبياً لنداء الحق ونصرة أهله ، وحين وقع الانقلاب العسكري ونادى المنادي للخروج للتظاهر والاعتصام في الميادين ، شد رحاله للاعتصام في ميدان الصمود رابعة العدوية وظل مرابطاً حتى مجزرة فض الاعتصام الوحشية التي ارتكبتها قوات الأمن والجيش في أكبر مجزرة قتل وحرق جماعي في مصر ، واستشهد ناصف –رحمه الله- برصاصات الغدر وفاضت روحه الطاهرة إلى مولاها.

 38- الشهيد محمد السيد أبو العنين سلامة

38

من الشوامي مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية ، مواليد 8 – 1- 1963م ، مشرف أول مكتبات بمدرسة مجمع الشوامى الابتدائية ، له من الأبناء ، أحمد 10 سنوات ، وفاطمة 5 سنوات.

محمد هو من أهل القرآن وحفظته ومشهود له بالحرص على صلاة الجماعة وهو من أهل الفجر لا يتخلف عنها بالمسجد.

تميز محمد بحسن الخلق والتدين وحسن المعاملة والسعي بين الناس بالخيرات ، مبادراً ونشيطاً في العمل الخيري والخدمي وتميز بحضور فعال في الأعمال المجتمعية والخدمات العامة كتنظيف الشوارع وحملات صيانة المدارس وأعمال البر ومساعدة الفقراء والأيتام.

وهو أحد أبناء هذا الوطن الغيورين على هذا الدين والطامحين لرفعة مصر والأمة الاسلامية ، كان واعياً بمجريات الأحداث والمؤامرات التي تحاك للثورة المصرية والهوية الإسلامية والمحاولات الداخلية والخارجية لإفشال التجربة الاسلامية، فكان حاضرا في المناشط السياسية داعماً للفكرة الاسلامية ورموز الحركة الاسلامية في العمل السياسي ، وخرج في المظاهرات صادحاً بأعلى صوته “إسلامية إسلامية .. في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء”

تعرض محمد لإصابة في رأسه نتيجة اعتداءات البلطجية على المتظاهرين في المنصورة ولم يمنعه ذلك من مواصلة الخروج ورفع كلمة الحق مهما كانت كلفتها.

واعتصم في ميدان رابعة العدوية ورابط في الميدان وخرج في مظاهراتها ووقف في حراستها ، وصلى وصام على أرضها ، وشهد أحداث الحرس الجمهوري وأصيب بإغماءة نتيجة الغاز المسيل للدموع ونقل إلى المستشفى الميداني بميدان رابعة ، ولم يمنعه ذلك الاستمرار أو يوهن من عزيمته.

واستشهد –رحمه الله- في مجزرة القتل الجماعي الوحشية لقوات الأمن والجيش والمعروفة بمجزرة فض رابعة في 14 أغسطس 2013م وارتقت روحه الطاهرة إلى مولاها.

 39- الشهيد عطية محمد عطية جاد الله

39

شاب مسلم متدين خلوق ، وداعية وخطيب ، حافظ لكتاب الله ، ومحفظ ومعلم القرآن للأجيال ، ساعي بين الناس بالخير ، مشهود له بحب الخير ونفع الناس ، وله جهود طيبة في رعاية المرضى والفقراء والأيتام ، وحض الناس على إطعامهم وكسوتهم وكفالتهم.

الشهيد عطية محمد عطية جاد الله ، من قرية ميت العز مركز ميت غمر ، مواليد 5 – 5 – 1981م ، خريج كلية التربية النوعية بجامعة المنصورة وعمل في مجال الأدوية الطبية ، و حاصل علي معهد إعداد دعاه وكان يعمل إماماً وخطيباً بالمكافأة ، متزوج ولديه طفلة “كريمة” عمرها سنة ونصف ، ورضيع “أدهم” عمره 40 يوماً يوم استشهاد والده ، ثم عدلوا اسمه وغيروه إلى “عطية” تيمناً بوالده الشهيد .

تميز عطية بحسن الخلق ومكارم الأخلاق ، كان يحفظ القرآن ويعلمه للنشئ منذ شبابه إبان أن كان طالباً في الجامعة ، مشهود باحترامه وحسن المعاملة ، وخدوماً يسعى لإسعاد الناس وتلبية احتياجاتهم ، وهو أحد الركائز في أعمال البر ورعاية المرضى والفقراء والأيتام في قريته ، يجتمع مع شباب الإخوان لتجهيز وتوزيع شنط رمضان ، وعيدية العيد ، ومصاحبة المرضى في رحلة علاجهم.

وكان –رحمه الله- ناشطاً وفاعلا في كافة الأعمال والنشاطات الخيرية والدعوية والخدمية ، فكان واحداً من منظمي القوافل الطبية للعلاج المجاني ، وكذلك القوافل البيطرية ، والأسواق الخيرية للتخفيف عن كاهل الأسر غلاء الأسعار.

كان عطية واعياً بالمشهد المصري مدركاً لحقيقة المؤامرات التي تحاك بمصر وهويتها الاسلامية ، ومحاولات رموز الثورة المضادة في إفشال التجربة الاسلامية وإنهاء ثورة يناير ومكتسباتها.

كان من أوائل المشاركين في ثورة يناير وأحد الأبطال الذين أصيبوا في ميدان التحرير إبان الأيام الأولى للثورة ، وحين وقع الانقلاب العسكري ونادى المنادي للتظاهر والاعتصام ، اعتصم بميدان رابعة العدوية وأصبح يخرج لأداء عمله ثم يعود للميدان ، وظل كذلك حتى أخد أجازة من عمله في أواخر شهر رمضان ليداوم الاعتصام.

اصطحب عطية زوجته وأولاده في الميدان حتى يوم الاثنين قبل استشهاده بيومين ، عاد بأهله للمنزل وإنهاء بعض المتعلقات بعمله ثم عاد وحده يوم الثلاثاء.

تقول زوجته: في يوم الثلاثاء جهزت له ملابسه ، وكان قلبي مقبوضاً وأحسست بأنها لحظات الوداع ، وكان يراودني شعوراً بأنه سيموت شهيداً ، خرج من المنزل عصراً ووصل الميدان قبيل المغرب.

وتضيف: واتصل علينا الساعة التاسعة مساء وأوصاني على الأولاد ، وأخبرني أنه سينزل البلد صباح الأربعاء للعمل ثم يعود ، لكن يوم الأربعاء بدا يوماً غير عادياً ، اتصلت عليه في صباح الأربعاء فلم يرد ، وفتحت التليفزيون ورأيت عمليات الفض قد بدأت واتصلت به مرة اخرى في حدود الساعة التاسعة فلو يرد ، فنزلت عند أهله وقلت لهم عطية استشهد.

ويروي مصطفى الرفاعي رفيق عطية في الميدان: استيقظنا صباحاً على أنباء اقتحام الميدان ، وأيقظنا عطية وكان هادئاً رغم بدء عمليات الضرب ووقوع إصابات وشهداء والناس تجري حيث ضرب النار من كل الاتجاهات ، وقيل لنا نتجه ناحية المنصة وتحركنا لكن عطية رفض واتجه ناحية مدخل الميدان عند طيبة مول قائلاً “أمال إحنا جايين هنا ليه؟” ، لكني أصبت بخرطوش وذهبت للمستشفى الميداني لإخراجه ثم عدت فلم نجد عطية ، ولم نعرف عنه شيئاً حتى جاءنا اتصال يعلن نبأ إصابته برصاصات الغدر في رأسه من الخلف لتخرج من الأمام وترتقي روحه الطاهرة إلى مولاها.

40- الشهيد حسن عبد العزيز الدرينى عياد

40

من منشأة ناصر بدميره مركز طلخا بمحافظة الدقهلية ، عمره 48 عام ، يشتغل بالأعمال الحرة ، متزوج وأب لست أبناء ، ثلاثة ذكور وثلاثة إناث.

مشهود له بالإخلاص ونقاء القلب والسريرة ، ناشط في أعمال الخير والبر ونفع الناس والسعي لرعاية الفقراء والأيتام ، والمساهمة في مشاريع رعاية القرآن الكريم ، يصفه المقربون منه بأنه السابق بالخيرات ، وهو رجل لكل المهام ، كانت له بصماته المميزة في تنظيم الندوات والمنتديات والحفلات الدعوية والخيرية والتوعوية.

هو عضو فاعل ومشارك في العديد من الجمعيات والمشاريع الخيرية فهو عضو فى لجنة بناء مسجد النور ببلدته ، وعضو بلجنة الزكاة ، وعضو بمشروع التحفيظ الصيفي ، وكان مسئولا عن التجهيزات الأساسية في المحافل المختلفة بطلخا ، كما كان –رحمه الله- قيادياً في دعوة الاخوان المسلمين.

كان حسن معتصماً في ميدان رابعة العدوية وكان صائماً يوم مجزرة فض الاعتصام والتي وقعت في 14 أغسطس 2013م وأصيب برصاصات الغدر والخسة فارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها مجاهداً مرابطاً صائماً.

 41- الشهيد أحمد محمد النبوى محمد أحمد عيسى

41

20 عام ، من طوخ بالسنبلاوين ، طالب بالصف الثالث الثانوي ، أصغر أشقاء أسرته ، حافظ للقرآن الكريم وذو صوت عذب.

أوصى بثلث تركته صدقة لطلاب العلم ، كان يعرف بالفقيه ، وكان حريصاً على دروس العلم ، وصلاة الليل ، وتحفيظ القرآن ، وكان يؤم أهل القرية فى الصلاة منذ أن كان في المرحلة الإعدادية ، وكتب خطبة وألقاها في صلاة العيد كما سبق له أن خطب الجمعة ،

تقول والدته: كان يطلب مني أن أقول له حينما أوقظه وقت السحر “اتقى الله .. إصحى قوم قول الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور .. قم صل ركعتين بليل لعل الله يرحمك .. اتق الله .. اصحى قول بسم الله الرحمن الرحيم ولقد عهدنا الى آدم من قبل ونسى ولم نجد له عزماً.

وتضيف : تربى ونشأ على القرآن ولم يخش في الله لومة لائم ، لم يكن من أهل الدنيا كان من الباحثين فى علوم القرآن ، كان يشتكى معلميه من كثرت أسئلته واطلاعه.

يقول عنه أخيه الأكبر: كان المرجع لنا فى البيت وكان ممن سبقوا سنهم بعلمهم ، ومن الحريصين على نشر الدين بين الناس ، وكان يعرض نفسه للمشاكل نتيجة تمسكه بهذا الدين ولكنه تمسك بذلك ولم يفرط

لم ينتم إلى أي جماعة ، لكنه كان مناصراً للهوية الاسلامية ورموزها ، ولبي النداء لنصرة الشريعة والشرعية.

بدأ اعتصامه ورباطه بميدان رابعة العدوية عقب انتهاء امتحاناته من يوم 4 يوليو 2013م نصرة للحق وللدين ، وكان يردد أن هذه حرباً على الإسلام والمسلمين ، ورأى ذلك بعينه حينما تعرض للإهانة نتيجة إطلاق لحيته ، وأعلن أنه يجب أن نتصدى لهم وألا نسكت عن هذا الظلم .

أصيب في مجزرة الحرس الجمهوري بخرطوش ولم يثنه ذلك عن مواصلة الاعتصام ويقول : “والله لإن تهلك هذه العصابة لن يعبد الله فى هذه الارض ولن أكون مع الخوالف”.

اتصل على والدته فجر يوم الفض وسألها أن تسامحه ثم انقطع الاتصال حتى اتصل أحد مرافقيه ليعلن لأهله بخبر استشهاده.

 42- الشهيد عثمان محمد عثمان

42

هو أحد شهداء مجزرة فض رابعة العدوية ارتقى شهيداً بعد إصابته يوم الفض في 14 أغسطس 2013م

من قرية الحصوة مركز السنبلاوين

يرثيه أحد رفقاءه ويقول: عثمان محمد عثمان شهيد الفض الغاشم لرابعة من قبل الانقلابين الخونة القتلة، قتلوه لأنه أراد الحرية، قتلوه لأنه أراد ان نعيش فى مستقبل باهر ، قتلوه لأنه أرادنا أن نعيش فى أمان وألا نرجع إلى الخوف مرة أخرى ، قتل بيد الغاشمين الانقلابين السفاحين ، قتل بيد الخونة من قادة الجيش والشرطة

 43- الشيخ محمد محمود عبد الشكور

43

من علماء الأزهر الشريف ، خريج كلية أصول الدين جامعة الأزهر من قرية ميت رومي مركز دكرنس بالدقهلية ، إمام وخطيب مسجد حمزة ببورفؤاد ببورسعيد.

داعية وعالم وسطي معتدل ، خلوق وقدوة وذو همة ، مشهود له بصلاحه وأدبه الجم واهتمامه بكل من يعرفه ، واجتهاده لخدمة دين الله والدعوة الإسلامية ، وتمنى أن يفوز بالشهادة في سبيل الله.

يقول أحمد عباس: كان رجلا معتدلاً في خطابته ، مقنع في حديثه ، لا يصيبك الملل قط وأنت تستمع إليه.

ويرثيه كريم أبو زيد ويقول : يشهد الله كم أحبباك ، أحلى رمضان قضيناه وأنت معنا فى مسجد حمزة فى بورسعيد ، يشهد الله كم استفدنا منك ومن علمك ، افتقدناك وافتقدنا صوتك العذب ، آخر نصيحة وجهتها لنا “المسجد .. المسجد يا عباد الله”.

ويصفه الشيخ عزت صبري ويقول : رحمة الله عليك ، كنت رجلاً شهماً خلوقاً مؤدباً عزيزاً كريماً ذا همة عالية وخلق دمث ، لا تقبل الضيم ولا الاستهانة.

ويقول أحمد مانو: الشيخ محمد شيخي ، مسك المسجد عندنا شهرين فقط ، وكان الكبير و الصغير في المسجد بيحبه و بيحترمه جدا جدا ، وفي كل مرة يرجع من رابعة يبقا زعلان انه متوفاش في أي مسيرة هناك و كان دائما يطلبها ، الكل في مسجد حمزة يشهد له بالخلق العالي و العلم الكبير ، مسك مسجد حمزة بعد ما فاز بالمركز الأول في مسابقة الأوقاف ببورسعيد.

ويضيف أحمد سامح: هو أفضل من عرفت في حياتي ، يكفي شهادة الغريب له قبل الصديق

ويعلق عبد الله شوقي ويقول : رحمة الله عليك أيها الرجل فى زمن عز فيه الرجال ، وأيها العالم فى زمن شح فيه العلماء.

تقول زوجته: والله ما وجدته يوما ساخطاً على قدر الله ، كان يرضى بالقليل ويحمد الله ، كان دائم التذكر لنعم الله عليه دائم الشكر ، كان نعم الزوج ونعم الأخ ونعم الأب.

 رؤيا قبل الاستشهاد

يقول عبدالله عيطة مؤذن مسجد بلال : في ليلة 28 رمضان حكى لي الشيخ رؤيا رأتها زوجته وقال : “قالت لي زوجتي قبل يومين أنها رأت في منامها أني ألبس ثوباً جديداً وبجواري زوجة أخرى فهرولت لي غاضبة في المنام وقالت من هذه يا مُحمد؟ فابتسمت لها وقلت هذه الحور العين ، فابتسمت وقالت إن كانت من الحور لا ضَير ، فقلت لها خيراً سأستشهد , وأنت كمان ياعبدالله ستستشهد ، لكن لكل شخص أجل وكتاب ووقت , والله أعلم من قبل ومن بعد , عاهدني يا عبدُالله أن نشفع لبعضنا في الله”

فقلت: أعاهدك يا شيخ , لكن أسأل الله أن لا يجعل قتلي أمام مُسلم من الشرطه أو الجيش أو أي مسلم ..

فأبتسم حتى بدت نواجذه وقال: لن يَكون أمام مُسلم , لكن أنا ربُما .

ويروي “أحمد علي” ما حدث يوم استشهاده ويقول: كنا فى بورسعيد يوم الفض واستيقظنا صباحاً على أخبار الفض ، وفي الساعة 6.30 صباحاً اتصل الشيخ محمد بي وطلب منى السفر معه إلى رابعة ، فأخبرته أن الجيش أغلق الطريق للقاهرة ، لكنه أصر على السفر والمحاولة بأى طريقة.

وعند موقف السيارات لم نجد أية سيارة تسافر فقال الشيخ معاتباً نفسه : “أنا ايه اللى خلانى أمشى من رابعة امبارح ، أكيد ذنوبى السبب ، علشان كده ربنا مش عايز يناولني الشهادة”.

ويستكمل “على” : فاتصلت بسائق أعرفه فوافق على السفر ، وسبحان الله ، رغم كثرة الأماكن وإغلاق الطرق إلا أننا مررنا بكل الكمائن بسلام ودخلنا الى مدينة نصر ووجدنا الكثير من الناس يحاولون مثلنا الدخول الى رابعة ولكن قوات الشرطة كانت تمطرنا بقنابل الغاز والخرطوش وتفرقنا، وبعد ساعة اتصل الشيخ محمد بي وأخبرني أنه دخل الميدان من أحد الشوارع الجانبية ، فحاولت الدخول من هذا الشارع فوجدت الداخلية تطلق فيه قنابل الغاز بعد حوالى ساعتين اى الساعة الرابعة او الخامسة عصرا حاولت الاتصال به فوجدت تليفونه مغلق ثم علمت ليلا بخبر استشهاده . هذه قصة رجل صدق الله فصدقه الله.

ويقول عبد الله عيطة: الشيخ محمد اتصل بي الساعة 5.15 مساءً , فسمعت أصوات الرصاص فسألني عن أحوالي وناداني بالشيخ -يقول لي شيخ وحذائه أشرف مني رحمه الله- وسألني عن أمي وأخواتي ثم قال : “إدعيلي يا شيخ عبدالله.. أحسبك على خير” ، فطلبت منه الرجوع فقال : “دا آخر خط دفاع, مع السلامة يا شيخ عبدالله.. المسجد ياشيخ عبدالله .. لا اله الا الله يا شيخ عبدالله” ، ومات بعد إغلاق الجوال معي بدقائق قبل المغرب بدقائق.

ويرثيه قائلاً: قتلوا الأول على الأوقاف ببورسعيد في الحفظ والخطابة ..قتلوا من كان في رمضان الماضي ينام في اليوم ساعه ونصف أو ساعتين ، قتلوا من كان يقول لي “مضى عهد النوم يا عبدالله” ، قتلوا من وصاني بالقرآن ، قتلوا من كان يتواضع ويجلس مع عمال المسجد ويفطر معنا ويتسحر .. يا الله! .. أخبروني بربكم .. ماذا أقول لطلاب الشيخ الذين يحفظون على يديه.

ويكشف أحد مرافقيه أثناء استشهاده ويقول: كنا فى المستشفى الميدانى فى رابعة لحظة وصول الشرطة إلينا ، وكنا نتحاور معهم أن يخرج الناس آمنين فأعطونا الأمان ، فتقدم الشيخ محمد وكان أولنا ، وفجأة ضربوه برصاصات الغدر والخسة والدناءة ، وفوجئنا بالشيخ يضحك بصوت عالي قائلا “الشهادة” وارتقت روحه لبارئها ، ورغم عدم معرفتي المسبقة به إلا أني قلت هذا الرجل ربنا راضي عنه.

44- الشهيد صهيب البسطويسى صيام

44

19 عام ، قرية العوضية مركز شربين بمحافظة الدقهلية ، طالب بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر.

هو من خيرة شباب مصر ، طيب القلب ، اتسم بالشهامة والرجولة ومناصرة الحق وأهله.

يقول طارق المشد: كنت معه قبل فض الميدان بيوم وقلت له : مرسى مش راجع امشى بكره معايا ، فقال : “أنا مش همشى من الميدان إلا على جثتي” ، وقد نالها ومات ميتة بطل.

ويروي أبو مروان حسين مأساة امتهان الانقلابيين لآدمية وحرمة الإنسان في قتل صهيب ويقول: حكى لي زوج أختي أن صهيب أصيب بأول رصاصة في قدمه قطعت نحو 15 سم من لحم قدمه فوقع على الأرض ورفع السبابة في السماء ، فلما رآه القناص كذلك أطلق عليه رصاصة أخرى في صدره فلما اتجه إليه مرافقوه إذا بجرافة ردمت عليه بالرمل فصاحوا في السائق : حرام عليك ، فإذا بالسائق يقف بالجرافة عليه.

ويضيف عبد الرحمن الهلالى أحد أقران صهيب بالاعتصام: صهيب كان أطيب واحد فينا ، عليه ابتسامة تنسيك همك ، كنا –يوم فض اعتصام رابعة- بجوار بعض عند الشارع الخلفي لـ “طيبة مول” ، وكان الرصاص فوقنا كالمطر ، فقلت له: “نذهب إلى مكان آخر” فقال: “ده مكانا وهندافع عنه ومش هنتحرك” ، وظللنا خلف ساتر رملي نرمي الطوب في وجه الرشاشات والجرينوف.

ويستكمل الهلالي: ثم ظهر قناص أعلى مبنى أمن الموانى من خلفنا ، وقتل كل من كان خلف الساتر بالرشاش ، وكنت الوحيد الذي لم أصب حيث مرت الرصاصة بجوار رأسي وخرمت الخوذة التي ألبسها دون أن تصيبني.

وأصيب صهيب ورفع سبابته بالشهادة وهو يحضن آخر كان بجواره اسمه شعبان حيث استشهد وما زال صهيب حي ، ثم ظهر فجأة جندي بجرينوف من خلف سور المبنى وأطلق الرصاص على من تبقى ، وجاءت مدرعة دخلت وداست فوق صهيب وهو حي ، آه .. ، ده كفر .. ، والله حرام ، حسبي الله ونعم والوكيل.

ويرثيه محمود سليم: مع السلامة يا صهيب ، يا أجمل ما رأته عيني ، يا أرق ما حسه قلبي ، يا أجمل ما لمسته يدي ، في جنة الخلود يا صهيب.

45- الشهيد سعد فتحي العرابي

45

من قرية الضهرية مركز شربين بمحافظة الدقهلية وهو مقيم بمدينة دمياط الجديدة ، 41 عام ، يعمل مقاول تركيب بلاط ، متزوج وله أربعة أطفال.

هو الشهيد الحى البطل المبتسم فى الدنيا وفى الاخرة ، لقى ربه متأثراً بجراحه فى مجزرة رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013م .

يقول محمد عبدالعزيز العدوى عن ابتسامته بعد استشهاده: الله ما أجمل هذا الوجه الباسم ، رحمك الله يا رجل في زمن قلت فيه الرجولة الحقيقية.

وشيع أهالي قريته جثمانه الطاهر في جنازة مهيبة بعد صلاة الجمعة 16 أغسطس من مسجد الشيخ سيد أحمد.

 46- الشهيد الدكتور محمد عبد الحميد عليوة رزة

46

من قرية أوليلة مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية ، من مواليد 14 – 11 – 1975م ، حاصل على بكالوريوس الطب البيطري من جامعة الزقازيق ، أدى الخدمة العسكرية كضابط احتياط ، وهو طبيب بيطري ورئيس شركة الرواد للأدوية البيطرية ، متزوج ولديه أربع بنات سارة وزهراء ورغد وجنى.

تميز الدكتور محمد بحس وطني وغيرة على هذا الدين وهذا الوطن وكان إيجابياً متفاعلا مع أحداث وهموم مصر ، وكان مدركاً لحقيقة المؤامرات التي تحاك من أنصار الثورة المضادة ضد مكتسبات ثورة يناير وضد الهوية الاسلامية وكل ما يمت للإسلام بصلة.

شارك –رحمه الله- في اعتصام ميدان رابعة العدوية ، وأصيب برصاصات الغدر والخسة في رأسه يوم مجزرة فض الميدان في 14 أغسطس 2013م ، ونقل إلى إلي مستشفى المنصورة وفاضت روحه الطاهرة يوم الخميس التالي للمجزرة في 15 أغسطس 2013م .

47- الشهيد محمد عبد العال

47

 48- الشهيد رضا عبد الحميد الهجرسى

48

48 عام ، من مواليد قرية ميت ضافر مركز دكرنس بالدقهلية في 17-11-1966 ، مدرس أزهري “فيزياء” ، متزوج وهو أب لخمسة أبناء وهم إسراء وآلاء وروان وريم وعبدالرحمن.

متدين خلوق ، مسارع في الخيرات ، وله مساهمات في جهود أعمال البر ومساعدة الفقراء والأيتام ، والمشاركة في الأعمال الخدمية والتطوعية وتنظيم الأسواق الخيرية والقوافل الطبية.

يقول ابن اخته حبيب العشماوي: رحمك الله يا خالي الحبيب.. كنت أخشانا لله وأتقانا له.. لم تخرج لمصلحة تحصلها ولا لدنيا تطلبها.. وما أحسبك إلا خرجت في سبيل الله.. نحسبك عند الله من الشهداء.

ويقول اسلام منتصر: رحمك الله أخي الحبيب والله لإنك أحقنا بهذه المنزلة وقد عملت لها وتمنيتها وصدقت الله فصدقك الله . الله تقبله فى الشهداء وألحقنا به شهداء

ويقول شقيقه: أخي الحبيب يكبرني بست سنوات تربينا في بيت واحد وأكلنا من إناء واحد ومضينا في رحاب فكر واحد تمنينا نفس الأمنيات

، لكنه سبقني بها … .. رحيم بشوش …. كانت بدايته الدعوية منذ صغره أمضى جامعته في سبيل الدعوة وبعدها سافر للسعودية لسنوات واستقر بمصر عام الثورة وحضر كل فعالياتها ثم كانت أنشطته الخيرية لأهل القرية .

وكان رضا –رحمه الله- واعياً بالمشهد السياسي المصري ، ومدركاً للمؤامرات التي تحاك بمصر وهويتها الاسلامية ، وكان غيورا على دينة ووطنه ، وكان إيجابياً في القيام بواجبه لنصرة الحق وأهله ، وخرج للتظاهر والاعتصام سلمياً رافعاً صوته وصادحاً بكلمة الحق.

وحين وقع الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي محمد مرسي في 3 يوليو 2013م ونادى المنادي للخروج للتظاهر والاعتصام ، خرج رضا وشد رحاله إلى ميدان رابعة العدوية معتصماً حتى وقعت فاجعة ومجزرة فض الميدان الوحشية في 14 أغسطس 2013م وتلقى رصاصات غدر وخسة ودناءة وعدم مراعاة لحرمة الدم فأصيب في بطنه وفاضت روحه الطاهرة إلى مولاها.

 يقول أحد رفقاءه: الشهيد رضا طلب الشهادة ، وصدق الله فصدقه ، فطوبى للشهداء.

 49- الشهيد عبد الناصر سعد

49

من مواليد كفر الأبحر مركز نبروه محافظة الدقهلية وكان يسكن القاهرة اخر ايامه

من شهداء فض رابعة اليوم في يوم ١٤ اغسطس- ٧شوال

بلغ من العمر ٤٧ عاما

تخرج في كلية التجارة وادارة الاعمال

 السيرة الذاتية

* ناشر ومعد برامج تعليمية

  • حاصل علي جائزة افضل منهج تعليمي لرياض الاطفال ٢٠١٠
  • حصل بشركته لمصر علي الجائزة الكبري (اربع جوائز ذهبية معاً ) بمهرجان اغنية دول البحر المتوسط
  • حصل بشركته علي جائزة افضل اغنية في مسابقة مدارس مصر عام ٢٠٠٩ ( اغنية لا لضرب الاطفال)
  • حصل بشركته لمصر علي جائزة افضل اغنية تربوية بالمؤتمر الدولي الثاني لجودة التعليم بجامعة القاهرة ٢٠١٠
  • مؤسس خيمة فنون الثورة بميدان التحرير ٢٩ يناير ٢٠١١
  • أدار فريق نشر متخصص في اعداد المناهج التعليمية والنشر السياسي علي الوسائط الاليكترونية والتقليدية

 أخر ما كتب على حسابه

يا رب أنا هنا في الميدان ومعى ابنتاى سجدة وفجر ونحن الثلاثة جاهزين للدفاع عن دينك الشهادة في سبيلك وهذا أقصي ما استطعت إعداده فارزقنا رضاك وفضلك بالنصر العظيم أو الشهادة الكريمة

اللهم نعوذ بك أن نشرك بك شئ نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه

 من أقواله :

إنما نحن والناس كالطبيب والمريض

فمن للمريض إذا تركه الطبيب

الناس معذورة .. مقهورة .. مغلوبة

لازم نتحملهم ونصبر عليهم عشان دا طريقنا لرضا الله

 قالوا عنه انه:

كان يحب مصر اكثر من حبه لروحه وأسرته ، كانت لديه خطط وآمال وأفكار رائعة طموحة لبناء جيل يحمل فكر وعمل وكرامة لتبليغ رسالة الاسلام وتعاليمه السمحة ، وسعي لذلك في كل دول العالم التي سافر إليها سواءً العربية أو الاجنبية

 من صفاته :

كريم ،مكافح ،رحيم ، طيب القلب، حنون، مؤثر، مخلص، متجدد، إيجابي، مهموم، عنده إصرار، يحب كل الاطفال، منظم، جرئ، سباق، حساس، مضحي، مرتبط بأسرته، رباني، متسامح، ذكي، مثقف .

عندما علم ببدأ فض رابعة لبس الأبيض وظل يردد “الشهادة النهارده” ، أصيب بعدها بطلق ناري في الرقبة .

 عند استشهاده وبعد تكفينه.. كتبته ابنته فجر:

“بابا رائحته مسك .. قولولي مبروك”

ثم كتبت له في وقت لاحق: “ألن نذهب الي الميدان سوياً؟ كتفي الي كتفك! ميدان العزة والكرامة؟ رابعة الحرة؟ ولكننا تعودنا علي ذلك. تعودت أن أقرأ المعوذات حتي يحفظك الله لي. تعودت علي روحك وابتسامتك التي تعطيني أمل وحسن ظنك المبالغ في العسكر عندما حدثتني بقولك “مش هيعرفوا يفضوا” تعودت أن نتسابق إلي المسيرات حتي تكلمني لأبقي في رابعة وتعدني أنك لن تذهب ونتفاجأ بوجودنا معاً مرة أخري, لأن القدر يريدنا معا! ولكن لم تصطحبني إلي الجنة معك؟ أما زلت لا أستحقها بعد؟ حسناً ادعوا لي عند رسولك الكريم ان ألحق بك علي خير ابتي..”

50- أحمد أشرف لطفي

من شربين

51- حسام على سالم

من قرية الكردي مركز منية النصر

52- إبراهيم حامد إبراهيم هلال حلويس

من قرية كوم النور مركز ميت غمر

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...