حقيقة رابعة العدوية

بعد مرور 6 سنوات على مجزرة فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة بالقوة الغاشمة، والقتل والحرق والتصفية و”الضرب في المليان”، دون تفرقة بين رجل أو امرأة أو طفل، تبقى مجزرة رابعة العدوية شاهدة على تحول عقيدة الجيش المصري الذي تجاوز حدوده الأخلاقية والوطنية منذ الانقلاب العسكري الغاشم، في 3 يوليو 2013.

وبحسب مراقبين، فإن “رابعة العدوية” نداء قيمي وأخلاقي داخل كل حر؛ لأنها تمثل احترام حق الإنسان في الحياة الكريمة والتعبير السلمي عن الرأي، دون إخلال بأي قواعد مجتمعية.

وكان اعتصام رابعة وسيلة للحفاظ على مكتسبات يناير، والحرص على تحقيق مطالبها (عيش حرية كرامة إنسانية عدالة اجتماعية)، وهو ما تجبّر عليه العسكر بفسادهم واستبدادهم، وحولوا مجرد الحديث عن ثورة يناير لجريمة سياسية تستهدف أركان دولة العسكر.

ومن ثم جاء العنف المسلح من قبل العسكر كمثال حي على تسلط  الفسدة والطغاة على الشعوب، بل يحاول السيسي وعساكره ومليشياته المسلحة إظهار الأمر على أنه “عسكر وإخوان”، ولكن الحقيقة أنها معركة بين عسكر فاسد وشعب يريد الحياة بكل ما فيها من حقوق وواجبات.

ولعلَّ ما يؤكد ذلك، هو النظرة البسيطة لما تحقق للبلد على يد العسكر؛ فاليد التي تلوثت بدماء أبنائها وإخوانها لن تقدم خيرا لوطن ولا مواطن؛ وذلك لأن الله لا يصلح عمل المفسدين، ومن ثم توالت الكوارث الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في مصر، من انهيار قيمة العملة الوطنية بنجو 100%، وخراب الاقتصاد المصري وإثقاله بأعباء الديون والفوائد التي تأكل أكثر من 70% من الدخل القومي، بل وصل الدين الخارجي إلى نحو 104%، كما وصل الدين المحلي لأكثر من 4 تريليونات جنيه.

وعلى الصعيد الاجتماعي، أسس العسكر لنظام طبقي جديد تمايز فيه العسكر وأعوانهم، وصاروا فوق الوطن والمواطن، فتحول اقتصاد مصر لجيوب العسكر عبر قوانين وتشريعات مخلة بحق المواطن والمدنيين في العمل والمشاركة بالإنتاج، وبات الجيش مجرد خزانة لأموال البلد، يقدم من خلالها المعونات للمواطن عبر كرتونة طعام في المواسم التي يراد منها غسل سمعة عساكر السيسي، وتحولت الشركات والمستثمرون لمجرد مقاولين من الباطن، بعد أن أرسى السيسي المناقصات بالأمر المباشر على شركات الجيش.

إلا أن كل ذلك لن يمحو جريمة العسكر في رابعة من النفوس، فهي باقية فى نفوس الأحرار وكل من يحترم الإنسانية، بل إن رابعة ستنتصر بقيمها ومطالبها العادلة طال الزمان أم قصر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...