شاهد| في ذكرى “رابعة”.. 5 مذابح منسية بأسبوع الدم

شهدت فترة حكم عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري العديد من المجازر بحق أبناء الشعب المصري أبرزها مجزرتا فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة لكن تبقى هناك مجازر أخرى منسية في أسبوع الدم نسلط الضوء عليها في التقرير التالي.

 مجزرة رابعة

في يوم 14 أغسطس 2013، قررت سلطات الانقلاب فض اعتصام مئات الآلاف من المدافعين عن شرعية أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد الرئيس الشهيد محمد مرسي في ميداني: رابعة العدوية والنهضة بالقوة، ما أسفر عن 632 قتيلا، بحسب تقدير سلطات الانقلاب الرسمي، وأكثر من ألف قتيل بحسب تقديرات منظمات حقوقية.

وسط أمطار الرصاص وأنهار الدم سقط مئات المدنيين العزل في الشوارع، وسط تطبيل إعلام الانقلاب فرحا بالنصر، وصمت مهين من نخبة العار على وأد أول تجربة ديمقراطية في تاريخ مصر.

وتمثل مجزرتي رابعة والنهضة أبشع مذابح التاريخ المصري الحديث، غير أن البلاد شهدت في ذلك اليوم وما تلاه أحداثا أخرى دامية، راح ضحيتها كثير من أفراد الشعب في ميادين ومناطق عدة، وطواها نسيان تعدد المذابح من جانب والتعتيم الإعلامي المحلي والدولي من جانب آخر.

ساحة الشهداء

عقب مجزرة رابعة وفي نهاية يوم الفض، غادر عدد كبير من المعتصمين صوب مسجد الإيمان القريب من ميدان رابعة، بينما امتلأ المسجد بعشرات الجثث التي نقلت من مقر الاعتصام الرئيس وتحول مسجد رابعة عقب الفض من قبلة للصلاة إلى ساحة الشهداء، فمع مرور الوقت لم تعد أبوابه تفتح سوى لاستقبال جثة جديد لشهيد جديد غارق في دمائه.

وعقب اقتحام قوات أمن الانقلاب مسجد رابعة بمزاعم وجود مسلحين احتشد المعتصمون مجددا في ساحة مسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد بحي مدينة نصر ، وتحول مسجد الإيمان إلى مشرحة يقصدها أهالي الضحايا للتعرف على أقاربهم الذين قتلوا يوم فض رابعة.

ومع سكون الليل، حاصرت قوات سلطات الانقلاب المسجد بمزاعم وجود مسلحين، قبل أن تقتحمه.

 مذبحة رمسيس

وبعد يومين، خرج المتظاهرون في مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة إلى ميدان رمسيس، شيعوا خلالها عددا من شهداء فض رابعة والنهضة، من مساجد عدة بالقاهرة، والتحمت معها عدة مسيرات أخرى خرجت من مناطق متعددة بمحافظة الجيزة.

وأطلقت قوات أمن الانقلاب الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 210 متظاهرين بالميدان ومحيط مسجد الفتح وقسم شرطة الأزبكية، وفقا لما أعلنته مصلحة الطب الشرعي.

وحاصرت داخلية الانقلاب المئات من المحتجين الرافضين للانقلاب داخل مسجد الفتح، بينما كانت وسائل الإعلام الموالية للسلطة تبث حملة مسعورة لشيطنتهم، وسط دعوات بالزحف إلى مسجد الفتح لإنقاذ المعتصمين بداخله.

مجزرة عربة الترحيلات

وفي نهاية اليوم زعمت قيادات من الجيش توفير خروج آمن للمحاصرين داخل المسجد، وما إن فُتحت أبواب المسجد أمام خروج من كانوا بداخله، لم يسمح للجميع بالعودة إلى منازلهم، واعتقلت قوات أمن الانقلاب عددا منهم في سيارات الترحيلات ومدرعات الجيش، وتم نقلهم للتحقيق معهم، وتحويل نحو 500 منهم للمحاكمة بتهم ارتكاب عنف وقتل.

وفي يوم 18 أغسطس نقلت سيارة ترحيلات، لا تتجاوز 8 أمتار، دون منفذ هواء، عشرات المعتقلين الذين قبض عليهم عشوائيا، حيث كانوا في طريقهم إلى سجن أبو زعبل وفي صباح ذلك اليوم، استيقظ المصريون على جريمة جديدة راح ضحيتها 37 شخصا، بعد أن أطلقت عليهم الشرطة وابلا من القنابل المسيلة للدموع والغازات السامة التي أودت بحياتهم حرقا أو اختناقا.

شاهد| شهادة أحد الناجين من مجزرة سيارة الترحيلات:

مجزرة الجرينوف

وتزامنا مع فض اعتصام رابعة بالقاهرة، شهدت منطقة نصر الدين بأول شارع الهرم وقرب ميدان النهضة بمحافظة الجيزة، محاولة أخرى لتنظيم المعتصمين وإقامة منصة بديلة لهم، وسط إطلاق نار من جانب قوات الجيش وصل إلى حد استخدام طلقات الجرينوف (رشاش بلجيكي).

وامتدت المواجهات إلى صباح اليوم التالي، وراح ضحيتها 57 متظاهرا، إذ لم يسعف الكر والفر المعتصمين من مواجهة بطش الجيش والشرطة، المعززين بمروحيات وقناصة.

وانضمت إلى قوات داخلية الانقلاب أعداد كبيرة من البلطجية أو ما يطلق عليهم “المواطنين الشرفاء” في الإعلام السيساوي.

 مصطفى محمود

وتزامنا مع اعتصام المتظاهرين في نفق نصر الدين، توجه آخرون إلى ميدان مصطفى محمود، القريب من ميدان النهضة، في اعتصام لم يدم طويلا، وشهدت منصته مقتل 66 شخصا، برصاص الجيش والشرطة، اكتظت بهم المستشفى الميداني، بالإضافة إلى 1500 مصاب بينهم حالات خطيرة تم نقلها لعدد من المستشفيات بالمهندسين.

وفي هذه الأثناء تجددت الاشتباكات في شارع البطل أحمد عبدالعزيز بالجيزة، وأسفرت عن إصابة العديد من المتظاهرين.

ميادين المحافظات

وخرجت العديد من التظاهرات المنددة بفض اعتصامي رابعة والنهضة في ميادين المحافظات، وأعلنت وزارة الصحة آنذاك أن 95 شخصا على الأقل قتلوا وأكثر من 800 آخرين أصيبوا.

وبعد أيام، وثقت منظمة “هيومن رايتس مونيتور”، أكثر من 400 حالة اختفاء قسري لأشخاص كانوا في الميادين التي شهدت المذابح، ومحيطها، بجانب 9 سيدات مجهولات المصير.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...