لو كان السيسي قادرًا على حماية أسياده الصهاينة.. لماذا تتمدد الـMFO في سيناء؟

يوم الخميس 3 سبتمبر 2015، أصيب 6 عسكريين من قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات “الـMFO”، إثر انفجار عبوة ناسفة في السيارة التي كانوا يستقلونها في منطقة الجورة جنوب الشيخ زويد، وتم نقلهم إلى داخل المعسكر للعلاج، وسط تجاهل إعلامي وتستر من الانقلاب، ولم يفصح المتحدث العسكري عن أية تفاصيل بخصوص الحادث، فلما كل هذا التعتيم؟ وما سبب وجود هذه القوات في سيناء؟.

لم ينس العالم كلمة جنرال إسرائيل السفيه السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي قال فيها “إن أمن إسرائيل مسئولية له، وإن أمن المواطن الإسرائيلي جنبًا إلى جنب مع أمن المواطن المصري”، إلا أن وجود داعش التي تسيطر عليها عدة مخابرات، منها الموساد نفسه والإمارات فضلا عن المخابرات الحربية المصرية، يجعل المشهد ضبابيًّا، خصوصًا مع بدء استيراد الغاز الفلسطيني المسروق من إسرائيل.

غاز فلسطين

وأُعلن في فبراير 2018، عن توقيع اتفاق بين شركة “ديليك” الإسرائيلية مالكة حقلي الغاز “ليفياتان” و”تامار”، وشركة “دولفينوس” المصرية، لتصدير الغاز الطبيعي لمصر بقيمة 15 مليار دولار لمدة 10 سنوات، عبر خط أنابيب شركة “غاز شرق المتوسط” المار في سيناء، والمستخدم في عهد المخلوع مبارك لنقل الغاز المصري للكيان الصهيوني.

وتعرضت خطوط الغاز التي كانت تنقل الغاز المصري للكيان الصهيوني المحتل إلى تفجيرات عشرات المرات إبان ثورة يناير 2011، حتى تم وقف تصدير الغاز لإسرائيل التي حصلت من مصر على تعويضات مليارية بعد خسائر للاقتصاد الإسرائيلي بلغت 15 مليار شيكل.

من جهته قال الناشط أشرف أيوب: إن تأمين خطوط الغاز العابرة من سيناء ومحطات تسييله “يرجع إلى خيارات الدولة السياسية”، موضحًا أن “دولة نظام كامب ديفيد حسمت هذا الخيار، عندما قال السيسي: لن نسمح أن تكون سيناء منطقة خلفية للهجمات ضد إسرائيل”.

وأشار عضو الحركة الثورية الاشتراكية إلى أن السفيه السيسي “أبدى حرصه على تطوير كامب ديفيد، عندما قال: نسعى لسلام دافئ مع إسرائيل، أي فتح مسام كل المجتمع المصري للتطبيع مع إسرائيل”.

وأكد أيوب أنه “بالتالي فالدولة قادرة على حماية ما اتفقت عليه، لأن الجماعات التي تواجه الجيش المصري هي أدوات لأجهزة استخبارات أجنبية منها (الموساد)، و(المخابرات الإماراتية)، وقوات (الاحتلال) المسماة متعددة الجنسيات (M.F.O)، ولهذا نطلق عليها الجماعة الصهيو-وهابية الداعشية”.

وفيما يبدو أن دولًا أخرى دخلت على خط التواجد في سيناء حماية لإسرائيل، فقد أعلنت اليابان التي ينبهر بها المصريون ويطلقون عليها الكوكب الشقيق، نيتها المشاركة للمرة الأولى في قوات حفظ السلام الدولية العاملة في شبه جزيرة سيناء.

باقية وتتمدد

ووفق وكالة الأنباء اليابانية “كيودو”، قررت اليابان إرسال عضوين من قوة الدفاع الذاتي، إلى القوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في مصر منتصف أبريل الماضي، في أول مشاركة لها، ووفق المصدر ذاته، زار مسئولون من وزارة الدفاع اليابانية في وقت سابق من مارس الماضي، المنطقة لتقييم الوضع بسيناء، كما اطّلع مشرعون بالحزب الحاكم على الوضع الأمني في المنطقة ووافقوا على خطة المشاركة.

وأوضح المصدر ذاته، أن هناك تسريعًا في الحصول على موافقة مجلس الوزراء الياباني أواخر مارس، لإرسال أفراد قوات الدفاع الذاتي إلى قيادة القوة متعددة الجنسيات والمراقبين في سيناء، دون تفاصيل أكثر بشأن الرقم النهائي بعدد القوات المقرر مشاركتها من اليابان.

وبناءً على ما سبق، تظهر الوقائع على الأرض أن السفيه السيسي رغم حماسه وإيمانه بمهمته لا يمكنه بمفرده الدفاع عن إسرائيل، وأن مصير القوات الـMFO متجه للبقاء مع زيادة الإمكانات بشكل ملحوظ، وبدعم أمريكي مباشر، وهذا ما أكده وفد الكونجرس الذي زار القاهرة مؤخرا بقوله إن سيناء باتت كابوسا للعالم أجمع وليس مصر فقط.

وفي الحالة الميدانية، أشار سكان منطقة الشيخ زويد إلى أنه في وقت سابق كانت الطائرات الحربية الأباتشي تشن غارات عشوائية تطال منازل الأهالي بالمناطق الحدودية، ما يدفع الكثير منهم للاحتماء بأسرهم عند نقاط تفتيش القوات الدولية خشية القصف، وقد تفاجأ الأهالي بإخلاء القوات الدولية قبل أيام لـ”نقطتين” بنطاق الشيخ زويد ونقطتين أخريين بـرفح.

ويؤكد الأهالي أنهم عرفوا اليوم سبب الإخلاء، حيث إنها تحمل رسالة قوية وموجهة بشكل مباشر لهم: “عليكم أن تختاروا بين البقاء في بيوتكم التي يمكن قصفها، أو الرحيل عند طلوع النهار فلا أمان لكم مع قدوم الليل”.

والقوة متعددة الجنسيات هي قوات دولية أنشئت عام 1982 نتيجة لـ”اتفاقية كامب ديفيد” للسلام، التي وقعها جنرالات السادات مع كيان العدو الصهيوني عام 1979، وتتمثل مهمتها في الحفاظ على المعاهدة بين القاهرة وتل أبيب، وتضم القوات الدولية نحو 1500 ضابط وجندي، من 12 دولة بينها الولايات المتحدة وأستراليا، وكندا، وفرنسا، وبريطانيا. ونيوزلندا، ومقرها في سيناء.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...