سجل أسود لإجرام العسكر ضد الشعب.. “السيسي” تفويض ومذابح وانتقام

تؤكد جميع الشواهد أن “السيسي” كان يقوم بتصفية حسابات سياسية مع الشعب على أشلاء المعارضين لنظامه والعزل من السلاح، والذين خرجوا من بيوتهم وتوجهوا للميادين للتعبير عن آرائهم، معتقدين أن مصر بعد الثورة أصبحت حرة وبها مساحة لحرية الرأي.

الغريب أن تصفية الحسابات مع الناس، تأتي رغم ان مساحة من الاحترام يكنها الشعب للجيش كمؤسسة وطنية، مكنت تلك الفضيلة العصابة المتحكمة في قرارات المؤسسة لارتكاب احط الرذائل أبرزها استخدام حشود الشعب للتعبير عما يريده الجراد الكاكي لا ما تمليه مصلحة الوطن وسلامة أبنائه المؤيدين والمعارضين.

وهو ما اعتبره سياسيون أكبر صور الخداع أوالمكر والكيد وفقا للوصف القرآني، فمع انجلاء المشهد السياسي، خلال  ثورة 25 يناير تكشفت الكثير من المغالطات التي كانت متحكمة في عقلية الشعب المصري.

شهادة السلمي

ومن معسكر البيادات المتحكمة بقرار الجيش نجد شخصية مثل الدكتور على السلمى نائب رئيس الوزراء الأسبق، وصاحب “وثيقة السلمي” والذي كلفه بها المجلس العسكري ليضع منهم آلهة فوق الدستور، يكشف في لقاء تلفزيوني معه، في 13 ديسمبر 2013، أن الخطاب الذى ألقاه عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع يوم 14 أبريل 2013 كان مجرد تمويه للشعب والإخوان.

وأضاف السلمى في لقائه مع برنامج “نظرة “على فضائية صدى البلد أن السيسي التقى عددا من الممثلين والمثقفين يوم 14 أبريل ، ودار حوار بينه وبين الفنان عادل إمام ورجائى عطية المحامى طالباه خلاله بإزاحة الإخوان، مضيفا أن السيسى قال لهم: خلال الغداء، “متستعجلوش متستعجلوش متستعجلوش “.

شهادة أبو الغار

وبعد الإطاحة بشركاء 30 يونيو و3 يوليو 2013 من الناصريين واليساريين كشف الدكتور محمد أبو الغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى السابق، في مقال منشور له بموقع الأهرام أونلاين في 25 مايو 2016، أن عبدالفتاح السيسى، خدع جميع المصريين، وأنه يحكم بنظرية فرعون، “لا أريكم إلا ما أرى”، وأنه لا حق للمصريين في الاعتراض على أي شيء.

وأضاف أبو الغار، في مقاله المنشور بموقع الأهرام أونلاين بنسخته الإنجليزية، أن السيسي يحكم بمبدأ  “ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”، وهو مبدأ فرعوني أصيل يقوم على العجب بالرأي والاستبداد في الحكم.

وانتقد  تصريحات السيسي مع الرئيس الفرنسي بشأن اختلاف معايير حقوق الإنسان في مصر عن أوروبا.

وبحسب “أبو الغار”- في مقاله الذي يحمل عنوان “عالمية حقوق الإنسان”- فإن تصريحات السيسي تمثل نظرة دونية للمواطن المصري مقارنة بنظيره الأوروبي. واعتبر أن “مثل هذا التصريح يعكس قناعة عميقة بأن المصريين ليسوا قادرين على الوصول لنفس معايير حقوق الإنسان المتاحة للمواطنين الأوروبيين”.

ويضيف أبو الغار “من الواضح أن السيسي كان يشير إلى مسألة حرية التعبير والحقوق الشخصية والديمقراطية، حيث يعتقد أن ما يستمتع به المواطن الأوروبي ليس ضروريا بالنسبة للمصريين. وهكذا ينبغي على المصري أن يسلم ببساطة أنه ينتهي به الأمر في السجن إذا غامر أكثر من اللازم في التعبير عن وجهات نظره”.

وينتهي المقال في هذه النقطة إلى أن الحقيقة العارية في تلك المسألة هو اعتقاد السيسي أنه يحتكر حق القرار؛ كونه صاحب خلفية عسكرية، مع تجاهل الآراء الأخرى.

ويتهكم كاتب المقال من المشهد بقوله: “أشعر بالامتنان الشديد أن السيسى قال ذلك خلال هذا المؤتمر الصحفي المشترك، حتى نعرف جميعا كيف يفكر حقا”، مقرا بأن السيسى كان يخدع الشعب عندما قال إن الشعب المصري “نور عنيه”، وأن ذلك لم يكن أكثر من مجرد كلام معسول، وأن الشعب المصري سيكافح من أجل نيل الحقوق التي يستحقها”.

حسابات مكشوفة

غير أن من معسكر ثورة يناير 2011، من أعتبر أن تصفيه الحسابات كانت مع الشعب بالانتقام لخروجه يطالب بمطالب الأحرار العدالة والحرية والكرامة الإنسانية التي لا تستخدم الخبز في تركيع الشعب، رافضا حياة العبيد.

وفي أعقاب الانقلاب وسيل الدماء وجه الدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، رسالة قائلاً: “نحن أعلم بما اقترفت؛ نحن أعلم بهذه الأيام السوداء التي جعلت من كل واحد فيها مذبحة”.

مضيفا على “تويتر”، “نحن أعلم بما اقترفت، نحن أعلم بهذه الأيام السوداء التي جعلت من كل واحد فيها مذبحة وما أكثر مذابحك، ونظمتها في سجلك الأسود وصنعت منها مسبحتك”.

وفي إثبات لهذه المذابح وعملية الانتقام تقدم الناشط السياسى كريم الشاعر ببلاغ إلى النائب العام ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى، مؤكدًا أنه أرتكب مذابح جماعية تحت شعار “الحرب على الإرهاب”، مستغلا بذلك التفويض الذي قدمه له قطاع من الشعب.

وقال “الشاعر”: إنه تقدم بهذا البلاغ لأن ملف المذابح التي قام بها “السيسي” ضد المدنيين العزل لم يجرؤ أحد حتى الآن على الاقتراب منه، فالجميع يخاف من التشويه والاعتقال، مؤكدا أن مثل هذه البلاغات هي خطوة من خطوات التغيير السلمي والتي يجب عليهم اللجوء إليها.

وذكر أن التقدم بمثل هذه البلاغات له دلالة كبيرة، أهمها أن هناك جهودا حثيثة لتوحيد صفوف القوى الثورية مرة أخرى على هدف ثوري واحد، وهو إعادة قبلة الحياة لثورة 25 يناير.

وتضمن بلاغ “الشاعر” سردا لبعض المذابح التي تمت بعد 3 يوليو 2013، والتي قال إنها موجهة ضد ثورة 25 يناير، خاصة أن هناك قمعا للحريات وحبسا للنشطاء وتشويها لرموز 25 يناير من الشباب.
وتحدث البلاغ عن بعض تفاصيل المجازر التي وقعت بعد 3 يوليو، مثل دار الحرس الجمهوري، والمنصة، ومسجد الفتح، وسيارة ترحيلات أبو زعبل، وفض اعتصامي رابعة والنهضة.

انتشار الوعي

ومن خارج المربع المصري أكد الكاتب الفلسطيني خالد الجيوسي، في مقال سابق له في 2015، ب”الرأي اليوم” تراجع تأييد السيسي حتى بين المطبلين له، وفي ذلك إشارة إلى عودة الوعي بين الجماهير التي خدعها العسكر مرارا وتكرارا، وإن كان مقدار عودة الوعي كبيرا قبل 4 سنوات إلا أنه اليوم زادت تلك المساحات التي إلى أضعاف ما كانت عليه ينتظرون شرارة البدء بمسارهم السلمي للانقضاض على حكم العسكر.

المؤشرات التى رآها الجيوسي أولها أن قدرة الله على أن يرى السيسي ما فعله ظلما للرئيس مرسي لا مفر منها، فكما تدين تدان، وأن “الرئيس ذو الخلفية العسكرية، استبدل شرطة الداخلية، واستبدلها بالشرطة العسكرية، ونشرها بالعاصمة القاهرة لاستقبال ذكرى 25 يناير”، ورغم أنه رآها من جانب القمع إلا أن هذا مؤشر على تقديم مصلحته وخوفه من وعي الشعوب.

وأضاف أن الجميع بمن فيهم أولئك المطبلين لحكمه باتوا يشعرون أنهم خدعوا بذاك الرئيس الذي يتقن فن الخطابة الهادئة والتمثيل، واعتقدوا أنه “ناصر” المخلص لهم من حكم جماعة الإخوان المسلمين، فيتبين لاحقاً أن السيسي بطلهم المخلص، ما هو إلا “أكذوبة” جاءت لترسخ حكم الدولة العميقة، وتعيد “أم الدنيا” إلى دولةٍ ديكتاتورية لا تعرف من الديمقراطية إلا اسمها.

وأضاف أن مقاطعة الشعب لمسرحيات الانتخابات والاستفتاءات، تطرح تساؤلا حول “أي إرادة شعبية تلك التي يمكن أن يستند عليها نظام السيسي، ويراهن عليها، على الأقل بينه وبين نفسه، فيكف أمام المجتمع الدولي؟! “.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...