اعتقالات متزامنة بمصر وفلسطين.. ما علاقة ذلك بحماية الكيان الصهيوني؟

صباح اليوم الخميس 25 يوليو 2019م، شنت مليشيات عبدالفتاح  السيسي مجرم الانقلاب العسكري في مصر  حملة مداهمات بربرية ضد قرية “العدوة” بمحافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس الشهيد محمد مرسي، شاركت فيها أكثر من 30 عربة ومصفحة ومدرعة وحاملة جند، أسفرت عن اعتقال 7 على الأقل من أطهر وأنبل شباب وأهل مصر.

بالتزامن مع هذه الحملة الإجرامية، وفي ذات التوقيت فجر اليوم أيضا، شنت عصابات الكيان الصهيوني حملة مداهمات مماثلة اعتقلت خلالها  16 من أهالي الضفة الغربية بينهم نائب بالمجلس التشريعي.

ورصدت “الحرية والعدالة” خلال الأسبوع الجاري شن عدة حملات في مصر وفلسطين تستهدف بالأساس أبناء التيار الإسلامي، والقوى الثورية التي تنتمي إلى ثورة 25 يناير ، في مصر أو المنتمين لحركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين.

حملات مليشيات السيسي خلال الأسبوع الجاري طالت العديد من مدن وقرى المحافظات، منها محافظة القاهرة والجيزة والشرقية والدقهلية والبحيرة والغربية وبورسعيد وكفر الشيخ، ارتكبت خلالها عصابات السيسي جرائم يندى لها جبين الإنسانية حيث اعتقلت العشرات وأخفت آخرين قسريا  ومارست ولا تزال تمارس بحقهم تعذيبا ممنهجا وظلما مروعا، غير مكترثين بمحاسبة أو محاكمة متجاهلين أن الله يعد عليهم أنفاسهم حتى يأتوه محملين بأوزار كالجبال {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم}.

العامل المشترك بين هؤلاء المعتقلين جميعا أنهم من أشد المناوئين للمشروع الصهيوني والسياسات الأمريكية الرامية لفرض ما تسمى بصفقة القرن على المنطقة كلها في ظل تواطؤ النظم الاستبدادية الحاكمة التي تقدم شهوة السلطة والحكم على الأمن القومي ومصالح الأمة والأوطان.

يقول الكاتب الصحفي  معين البياري  في مقاله المنشور اليوم بصحيفة “العربي الجديد” بعنوان «يحدث في إسرائيل ومصر وسورية»: «مشتركاتٌ غير قليلة تجمع النظامين الحاكمين الراهنين في سورية ومصر مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أحدها الاستخفاف بحياة الإنسان، المصنّف في أعراف هذه الكيانات الثلاثة عدواً».

ويضيف البياري«ليست مصادفةً أبداً أن يموت الفلسطيني، نصار طقاطقة (31 عاماً)، الأسبوع الماضي، في سجن الرملة الإسرائيلي، في جريمة إهمالٍ طبيٍّ متعمّد، على ما قالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، تزامناً مع موت المصري، عمر عادل، في زنزانة في سجن طره في القاهرة، بعد تعذيبٍ تعرّض له، ثم الكيلاني حسن، في سجنٍ في المنيا، جرّاء إهمال طبي، بعد رفض علاجه. ثم تنشر “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” أن لاجئاً فلسطينياً من مخيم اليرموك قضى أخيراً، في واحدٍ من سجون النظام، وأن ذويه امتنعوا عن إذاعة اسمه، رعباً من أجهزة الأمن وانتقامها ومساءلاتها».

ويتابع البياري «يجد كاتب هذه السطور حرجاً بالغاً، وهو يؤشّر إلى الإحصائيات التي اعتنت بأعداد الذين أزهقت أرواحهم في زنازين مصر وإسرائيل وسورية، تعذيباً وإهمالاً طبياً، ذلك لأن المحتل الإسرائيلي، المطبوع بالعنصرية، والمحسومة صفته عدواً، أقل كعباً من نظامي بشار الأسد وعبد الفتاح السيسي في هذه المثابرة على رمي مساجين مرضى ومنتهكي الحقوق الآدمية إلى المقابر، من دون أن يستشعرا خجلاً».

ويستشهد البياري على إجرام نظام العسكر برئاسة الطاغية عبدالفتاح السيسي بواقعة وفاة الرئيس محمد مرسي في المحكمة، في يونيو الماضي، مستنكرا أن تمر مرورا عاديا على حكومات العالم، منتقدا انعدام الأخلاق الإنسانية المحضة عند كثيرين كنا نحسبهم دعاة حقوقٍ وحرياتٍ وديمقراطيةٍ في مصر، فلا نلحظ عند أي منهم اكتراثاً خاصاً بهذه المقتلة التي لا يُراد لها أن تتوقف في سجون مصر، بعد انقلاب 3 يوليو، فليس مروِّعاً في أفهام هؤلاء أن تعلن المنظمة العربية لحقوق الإنسان وفاة 717 شخصاً داخل مقار الاحتجاز في مصر، بينهم 122 قُتلوا جرّاء التعذيب من أفراد الأمن، و480 توفّوا بسبب الإهمال الطبي، و32 نتيجة التكدّس وسوء أوضاع الاحتجاز، و83 نتيجة فساد إدارات مقار الاحتجاز.

بالغ الشناعة ــ بحسب كاتب المقال ــ أن يتحوّل هؤلاء البشر في مصر وسورية (وغيرهما طبعاً) إلى أرقام، فيما كانت لكل واحد منهم أحلام وأوجاع وآلام وآمال، وجارحٌ إلى حد الفجيعة أن النظامين، في القاهرة ودمشق، فاقا العدو الإسرائيلي في هذا، وإنْ لا يجوز أبداً أن تُقرأ هذه الإشارة بغير حدودها، فهم 220 شهيداً فلسطينياً قضوا في سجون الاحتلال منذ 1967.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...