شاهد| الرئيس مرسي: عثرات يوليو 52 أنتجت ثورة يناير 2011

شهد الرئيس محمد مرسي، موثِّقًا حديثه بالصوت والصورة، عندما وقف يخطب في يوليو 2012، الاحتفال بذكرى ثورة يوليو، حيث قال: “في حياة الأمم، وفي دورات التاريخ، أيام مهمة تقف أمامها الشعوب لتستلهم منها دروسًا لحياتها ومسارها في السياسة والاجتماع وفي النهضة والإبداع وفي النهضة والرقي. إنّ ثورة 23 يوليو 1952، كانت لحظةً فارقةً في تاريخ مصر المعاصر، وأسست الثورة الجمهورية الأولى التي دعمها الشعب، والتف حول قادتها وحول أهدافها الستة، والتي لخصت رغبة الشعب المصري في تأسيس حياة ديمقراطية سليمة، وفي استقلال القرار الوطني ودعم عدالة اجتماعية للخروج من الجهل والفقر والمرض، ومن استغلال رأس المال والإقطاع”.

وأضاف الرئيس الشهيد، “كانت ثورة 23 يوليو، بأهدافها الوطنية، بدايةً لتمكين الشعب المصري من تقرير مصيره ودعم تحرّره، وليكون هو بحق مصدر السلطة وصاحب الشرعية، وقد خاضت الثورة المصرية معركتي الجلاء والاستقلال، وحاولت أن تقدّم نموذجا في دعم حركات التحرر في العالمين، العربي والإسلامي، وأن ترسي مفهوما للعدالة الاجتماعية والتنمية المخططة، وحشد الموارد من أجل مشروع وطني متكامل، ونجحت الثورة في بعض هذه الأهداف، وتعثرت في أهداف أخرى، خصوصا في ملف الديمقراطية والحريات، والتي تضاءلت مساحتها عبر الأنظمة المختلفة، وتراجعت خطوات الأنظمة لإقامة حياة ديمقراطية حقيقية، قائمة على سيادة الشعب وتمكين الأمة، لتكون مصدر السلطات، وفشلت في الثلاثين سنة الأخيرة (الإشارة هنا إلى مرحلة ما بعد عبد الناصر والسادات) التجربة الديمقراطية بفعل التزوير والاستبداد الذي أنتج، في نهاية المطاف، فسادا استنزف كثيرا من موارد مصر وإمكاناتها، وكان لا بد للشعب المصري من تصحيح المسار وتصويب الأخطاء، فثار ثورته الثانية في 25 يناير 2011 ليعيد الأمر إلى نصابه.

فهذه الأمة مدفوعة دائما بإرادة أبنائها وبإرثها وحضارتها نحو تصحيح ما شذ من الأوضاع. وانحاز الجيش المصري العظيم لإرادة الشعب ووقف مع خيار بناء الجمهورية الثانية على أساس من الحرية الحقيقية للجميع والديمقراطية وسيادة القانون والدولة الدستورية التي نسعى جميعا لبنائها الآن.

إن ثورة يناير 2011 هي بالتأكيد امتداد للتاريخ النضالي للأمة المصرية، الممتد منذ فترات الثورات الشعبية في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، من أجل حياة حرة ديمقراطية متكاملة وعدالة اجتماعية راشدة .. ولن تنسى الأمة تضحيات أبنائها ولن تنسى عطاءهم من أجل هذا الهدف النبيل.

وستظل مصر تذكر كل من أعطى عبر هذا المسار الطويل من الذين ضحوا وحملوا أرواحهم على أكفهم في اللحظات العصيبة.. وإننا وفي إطار سعينا لإقامة مشروع نهضة وطني وتنمية لبلدنا بسواعد أبنائها، لا بد أن نتعلم من هذا الدرس وأن نعي تماما كل النجاحات والإخفاقات، وأن نوقن تماما أن التمكين المجتمعي ودعم المشاركة الشعبية هو أهم العوامل التي تحمي تجربتنا وتدعم ثورتنا العظيمة والتي سنعمل جميعا من أجلها ونبذل في سبيليها كل ما نملك حتى نصنع معا لبلدنا وشعبنا ما يستحقه من مستقبل مشرق.

إنني على يقين من أن الشعب المصري قادر بتوفيق الله وعونه على العمل من أجل هذا المستقبل وتحقيق الآمال والطموحات .

السيدات والسادة.. الشعب المصري الكريم ..

هذه المناسبة تدفعنا إلى المزيد من الجهد وللمزيد من العمل والتضحية، وأحسب- وإنني على يقين بإذن الله- أننا على ذلك قادرون، سنمضي بإرادتنا إلى مستقبل أفضل وإلى آفاق أرحب من أجل وطننا العظيم مصر.. من أجل أبنائنا أحفادنا.. هكذا سنمضي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...