” ثورة يوليو ” لماذا أبغضها الشعب .. وأحبها الأمريكان وكتّاب المصالح ؟

كان الشعب يظن أن ثورة يوليو قامت لأجلهم؛ لأجل الفلاحين والعمال والطبقة الكادحة، ففوجيء العمال بإطلاق النار عليهم داخل المصنع، هتفوا للجيش أثناء مسيرة لهم أمام المصنع – كانوا اعتادوا ذلك لدى مناخ الحريات والأحزاب السابق لثورة يوليو- ، طالبوا بحماية الجيش ولم يتوقعوا ، كما لم يتوقع من حضر فجر 8 يوليو 2013 أمام نادي الحرس الجمهوري أن يهجم الجيش عليهم من الخلف بإطلاق النيران .

هنا ظهر الوجه الحقيقي للعسكر، محاكمات عسكرية سريعة للعمال في كفر الدوار حيث تظاهروا ضد انتزاع حقوقهم، ثم إعدام بقرار الرئيس محمد نجيب إرضاءً للانقلابي جمال عبدالناصر.

ثورة 23 يوليو كانت لها شرعية ثورية أعطت لها الحق فى عقد “محكمة الثورة” لتحاكم رجال الأحزاب “الذين أفسدوا” الحياة النيابية والسياسية فى مصر قبل الثورة.

أعدمت الثورة وقتلت العشرات ممن خالفها فى الأفكار وادعت أنهم إرهابيون من أمثال عبد القادر عودة والشيخ سيد قطب . ثم أممت بقرار ثورى جمهورى قناة السويس فى سنة 56 ، بل وجعلت لها مدعٍ اشتراكي ليحاكم من خالف الفكر الثوري ولم تكن له عقوبة في القانون .

ثورة بعمالة

منذ اللحظة الأولى شعر الشعب أن الثورة تغيير على واقع مؤسف، ولكنه فوجئ بواقع أشد أسفًا ، يقول الكاتب القومي الراحل محمد جلال كشك في كتابه “ثورة يوليو الأمريكية” : “كان هناك اتصالات مباشرة وغير مباشرة، عن طريق عملائها كمصطفى أمين وهيكل، بين المخابرات الأمريكية وبعض الضباط الأحرار خاصة جمال عبد الناصر، و قد أثبتها الكاتب بالأدلة والوثائق.

ومن أبرز الأدلة أن منعت أمريكا بريطانيا من التدخل العسكري ضد انقلاب يوليو 52، و كانت بريطانيا تملك حوالي 80 ألف جندي في منطقة القناة، و كان لديها خطة عسكرية جاهزة لاحتلال القاهرة والإسكندرية في أية طوارئ، وساهم هذا في إنجاح الانقلاب، وهو ما يعني برأي مراقبين أن من قدموا معروفون ومرضيٌّ عنهم.

ساعدت الولايات المتحدة – الاستعمار الجديد – عبد الناصر بعد قرار تأميم قناة السويس في 26 / 7 / 1956، ونجحت الدبلوماسية الأمريكية في تعطيل بريطانيا وفرنسا، في الوقت الذي انهار الجيش المصري في أقل من يومين بسبب تخبط قياداته .

طنطنات المجيدة

واستغرب الكاتب خالد زعزع في مقال له على الفيسبوك “هكذا كانت “مصر” – قبل نكستنا العظمي وفجيعتنا – في 23 يوليو 52 !!”، أن هناك من لا يزالون يهتفون ويتشدقون بهذا الـ “هراء” المذري – العاري عن أي حقيقة – كـ “الثورة المجيدة” – والزعيم الـ “ملهم” – عبد الناصر – وإنجازاته العظيمة الغير مسبوقة!!! سواء كانت تلك الإنجازات – لمصر أو المصريين!!؟

وأضاف “كان المصريون يوما” – قبل 52 – خير وأعظم وأرقي وأعلم شعوب الأرض ، عندما كان يتمتع بزعامة وطنية حقيقية ، تخشى الله تعالى فيه ، وتراعي مصالحه وكرامته وكبرياءه وعزته.

واعتبر أن ثورة 52 كانت البداية الفعلية ، لأن تتلاشي أرض مصر ، وتنكمش مواردها وخيراتها ، كما كانت البداية الفعلية لرحلة الهوان والخراب والدمار ، بدأت أول فصولها في يوم أسود حالك السواد هو 23 يوليو من عام أغبر هو 1952!

أما الجهد الوحيد برأيه فكان “أمر واحد – هو – تزييف الحقائق والأسانيد ، باتباع أساليب هي ليست مخزية وحسب ، بل هي بالغة السذاجة ؛ من خلال أفلام هابطة لا ترتقى لأفلام الـ “ميكي ماوس” ، من أبرزها : “رد قلبي” وبداية ونهاية ، وخرافة الأسلحة الفاسدة ، إلى آخر هذا الـ “هراء” المخزي”.

انقلاب نجيب

ويرى مراقبون أن فقد الشعب ثقته في عسكر ثورة 52 بعدما انقلب بعضهم على بعض فعقب ثورة يوليو 1952، أطاح جمال عبد الناصر بيوسف صديق أحد أفراد تنظيم الضباط الأحرار الذى قام بالثورة، وكان له دور بارز في 23 يوليو، وأضافوا أن ذلك بعد مطالبته في مقالاته ورسائله‏ ‏لمحمد‏ ‏نجيب‏ ‏بضرورة‏ ‏دعوة‏ ‏البرلمان‏ ‏المنحل‏ ‏ليمارس‏ ‏حقوقه‏ ‏الشرعية‏، ‏وتأليف‏ ‏وزارة‏ ‏ائتلافية‏ من ‏قبل‏ ‏التيارات‏ ‏السياسية‏ ‏المختلفة،‏ ‏وعلى‏ ‏أثر‏ ‏ذلك‏ ‏تم اعتقاله ‏وأودع‏ ‏في‏ ‏السجن‏ ‏الحربي‏ ‏في‏ أبريل‏ 1954، ‏ثم‏ أُفرج‏ ‏عنه‏ ‏في‏ ‏مايو‏ 1955 ‏وحددت‏ ‏إقامته‏ ‏بقريته‏ ‏بقية‏ ‏عمره إلى أن توفي في ‏31 ‏مارس‏ 1975.‏

وكشفوا أن اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية آنذاك اقتنع بكلام يوسف صديق وسعى لتطبيقه ولكنه فشل وقرر مجلس قيادة الثورة إعفاءه من منصبه فى 14 نوفمبر 1954، وتم تحديد إقامته في فيلا زينب الوكيل لمدة 17 عاما، حتى أمر الرئيس السادات بإطلاق سراحه عام 1971.

وتابعوا أنه رغم علاقة الصداقة التى كانت تربطهما ببعض فإن المشير عبدالحكيم عامر لم يسلم من أذى عبد الناصر، وفسدت العلاقة بينهما بعد هزيمة 1967، بعد رفض الأول الابتعاد عن الجيش وتولي منصب نائب الرئيس، فقام عبد الناصر بوضعه قيد الإقامة الجبرية في منزله في أغسطس 1967، وكان يصر على محاكمته، حتى أماته مسموما فى بيته.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...