مخابرات برلين أكدت سلميتهم.. مواقف الألمان الرسمية إيجابية تجاه “الإخوان”

واصلت المواقف الرسمية الألمانية الإيجابية تجاه جماعة الإخوان المسلمين طريقها، منبهة إلى أن الإخوان جماعة غير عنيفة تتمتع بسلمية مواقفها.

وقال تقرير المكتب الاتحادي لحماية الدستور (BfV) إن الجماعات الإسلامية الشرعية تعمل للسيطرة على جزء كبير من السكان، ووصفت الجماعات المذكورة بأنها غير عنيفة ولكنها متطرفة.

وكشف مسئول أمني ألماني رفيع المستوى، عن أن 109 مساجد من مجموع 850 مسجدًا، من بينهم 16 مسجدا تابعا للإخوان المسلمين بولاية شمال الراين وستفاليا (غرب ألمانيا)، وهناك 70 مسجدا تحوم الشكوك حول توجهاتها السلفية، وأنها تخضع لمراقبة السلطات الأمنية.

وقال رئيس مكتب حماية الدستور بوركارد فراير، في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء (الثالث من يوليو 2019) في مدينة دوسلدورف: إن هذا العدد ازداد بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة.
وكان تقرير أخير لوكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية 2018 الصادر عن ولاية شمال الراين وستفاليا، وترجمته أمس مجلة (أحوال التركية)، قد أكد أن جماعة الإخوان المسلمين تُراقَب عن كثب من قبل ألمانيا؛ بسبب المخاطر التي قال التقرير إن الجماعات الإسلامية الشرعية وغير العنيفة تشكلها على الديمقراطية في البلاد، حسبما ذكرت صحيفة دويتشه فيله المملوكة للدولة، الأربعاء.

وأوضح المسئول الأمني أنه يتم تصنيف مسجد ما بكونه “ذي ميول تطرفية”، عندما يقصده سلفيون متطرفون أو تتكرر فيه خطابات الكراهية.

جماعة سلمية

ونفى السفير الألماني لدى القاهرة “يوليوس جيورج لوى” أية نية لدى برلين لحظر جماعة الإخوان المسلمين، طالما “تعمل بشكل شرعي، وتنتهج السلمية، وتراعي القوانين”.

وفي مؤتمر صحفي عقده في القاهرة، بمناسبة انتهاء فترة عمله في يونيو المقبل، قال “لوي”: “بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين فإن المنظمات داخل ألمانيا يجب أن تعمل بشكل شرعي وتنتهج منهج السلم وتراعي القوانين، وطالما أن المنظمات تفعل ذلك فإن ألمانيا تجيز عملها”.

واستدرك “لكننا نراقب أنشطة كل المنظمات في ألمانيا والعالم، وإذا اتضحت أية نوايا تحريضية أو انتهاج العنف فسنأخذ الإجراءات اللازمة”، حسبما نقلت عنه صحيفة الشروق، وأكد السفير الألماني: “ليس لدينا حاليا نية لحظر جماعة الإخوان المسلمين”، موضحا أن هذا الموقف “تواءم مع المواقف الأوروبية وقوانين مكافحة الاٍرهاب”.

واستبعد “لوي” أن يتأثر موقف برلين من جماعة الإخوان المسلمين بطلب 50 برلمانيا فرنسيا حظر الجماعة في بلدهم، قائلا: إن “هناك تعاونا ألمانيا فرنسيا، فإذا كان لدى الفرنسيين معلومات جديدة فبالتأكيد سيطلعوننا عليها”.

وأردف: “لكن ذلك لم يحدث، ونحن نراقب الإخوان وكل الجماعات الدينية، وطالما لا تنتهج العنف فهى مسالمة ومباح عملها لدينا”.

وقال مراقبون، إن تصريح السفير الألماني تبرز أهميته من على أرض مصر، خاصة في ضوء مركزية الدور الألماني في الاتحاد الأوروبي، كما أن مخابراتها وأجهزتها الأمنية من أكبر وأقوى الأجهزة على مستوى العالم، بل إن تقاريرها ومعلوماتها وبياناتها الاستراتيجية وتقديراتها الأمنية ترسم كثيرا من السياسات الأوروبية والعالمية.

موقف ألمانيا يأتي في سياق رفض غالبية الدول الأوروبية لنهج الأمريكان المدعوم بمال قذر من دول الخليج ومصر؛ حيث ترى كثير من الدول الأوربية أن وجود الإخوان وعملهم الشرعي بمثابة صمام أمان في دول العالم، لما يتمتعون به من أفكار وسطية ومتزنة.

تقرير فبراير

وفي فبراير الماضي، اعتبرت الحكومة الألمانية جماعة الإخوان المسلمين أقدم تنظيم سياسي واجتماعي وأكثره تأثيرا على الحياة الاجتماعية والسياسية في بلدان العالم الإسلامي، وأكثره شعبية، وفي مقدمة من يسعى لتلبية حاجيات شعب البلد الذي ينتمون إليه.

جاء ذلك بمثابة توضيح على استفسار أعضاء لجان شئون السياسة الخارجية والداخلية من كتلة الحزب البديل لألمانيا بالبرلمان الألماني، هذا الحزب المعادي للإسلام والأجانب، وذلك الثلاثاء 19 فبراير الماضي.‏

وأوضحت وزارة الداخلية، أن هدف الإخوان المسلمين تأسيس مجتمع مثالي يستند إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، وأسباب ملاحقتهم وتصفيتهم من بعض الأنظمة في البلاد العربية يعود إلى فقدان الحريات العامة وعدم السماح بتعدد الأحزاب، وبالتالي لسوء فهم هذه الأنظمة لِفكر الإخوان من قِبَلِ شخصيات أحزاب ومنظمات ترى في الإخوان منافسا لها؛ لأنهم على دراية بطموحات شعبهم التي تكمن بالحرية والرخاء الاقتصادي.

وكشفت الحكومة الألمانية النقاب على أن الجماعة الإسلامية الألمانية تعتبر أقرب المنظمات الإسلامية للإخوان، والجماعة الإسلامية الألمانية تسعى عبر السياسة والحوار أن تكون شريكا استراتيجيا للحكومة الألمانية والمعاهد الاجتماعية والسياسية وحقوق الإنسان فيما يتعلق بالإسلام.

وأكدت الحكومة سلمية الإخوان وأنهم بعيدون عن العنف ولم يكونوا دعاة عنف ببلادهم وخاصة في البلاد ذات الأنظمة الاستبدادية مثل مصر وسوريا وغيرها، كاشفة النقاب عن أن يكون عدد أعضاء هذا التنظيم في ألمانيا يصل إلى حوالي 1400 عضو حسب اعتقاد الدائرة الاتحادية للأمن العام أو “مخابرات داخلية”.

صدى التصنيف

وفي ضوء المواقف الإيجابية الألمانية، قالت صحيفة “ذا بليد”: إن وفاة مرسي كانت جريمة قتل برعاية الدولة.

وأضاف موقع “ذا بليد” الإلكتروني، أن الرئيس مرسي كان يتم قتله بالموت البطيء الذي ترعاه الدولة.

وقال تقرير لأكاديمي أمريكي من أصول مصرية، إنه “خلال فترة عمله القصيرة، حافظ الرئيس مرسي على موقف معتدل، فالتزم بالحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل واحترام الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتها الحكومات السابقة، ولتهدئة الجيش المصري القوي، قام مرسي بتعيين اللواء السيسي وزيرا للدفاع، وفي غضون عام استدار السيسي وشن انقلابا على الحكومة ذاتها التي أدى اليمين الدستورية لخدمتها.

وعلى عكس المظاهرات التلقائية ضد نظام مبارك، كانت المظاهرات ضد السيد مرسي في الغالب مصطنعة، وكانت ذريعة للإطاحة بالحكومة، ويتساءل المرء: إذا كانت سنة واحدة معيارا جيدا لتقييم نجاح أو فشل الحكومة، فهل المظاهرات الكبيرة تبرر الإطاحة بحكومة شرعية؟

وتابع: إذا كان هذا صحيحًا، فإن المظاهرات الضخمة ضد حرب العراق كانت ستجبر جورج دبليو بوش على الاستقالة. كان السيد بوش لا يزال الرئيس بعد الغزو الذي لا معنى له للعراق، وتم إعادة انتخابه لفترة ولاية ثانية، وعندما ترك منصبه بعد أن أنفق أكثر من تريليون دولار وآلاف الأمريكيين الذين قتلوا، كانت الحرب مستمرة.

وفي نقطة محل نظر قال التقرير إنه بعد الإطاحة بالسيد مرسي، قال جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، إن الجيش “كان يستعيد الديمقراطية”. بدلاً من ذلك، أصبح الجنرال حاكمًا مستبدًا آخر في قالب جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك.
وكشف التقرير أنه يوجد في مصر الآن 60 ألف سجين سياسي، بمن فيهم أولئك الذين تجرءوا على تحدي السيسي على منصب الرئاسة. لم تتعب الديمقراطيات الغربية من الحديث عن فضائل الديمقراطية وانتهاك حقوق الإنسان. لكن عندما يتعلق الأمر بالقيام بأي شيء حيال ذلك، يظلون صامتين.

وقال إن مرسي كان لديه ولاية الشعب وكان ينبغي السماح له بإنهاء فترة ولايته البالغة أربع سنوات. بدلاً من ذلك، تمت إزالته وقتله من قبل حكومة ليست ديمقراطية”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...