تسمعونها قريبًا.. “لو ترشح البرهان للرئاسة قولوا على مجزرة الخرطوم انقلاب”!

“لو ترشح السيسي للرئاسة قولوا على 3 يوليو انقلاب”، عبارة تعتبر مفتاحًا ما جرى ويجري في مصر منذ انقلاب جنرال إسرائيل السفيه السيسي، لم تشفع لقائلها اللواء أحمد وصفي، القائد السابق للجيش الثاني الميداني، بعدما عاد مؤيدًا للجنرال القاتل عاشق السلطة، حينما قال: “هنطلب من مين غير كبيرنا يخوض الانتخابات الرئاسية”، وربما ستتكرر قريبا في السودان بعد مجزرة الخرطوم.

ونشرت مجلة “فورين بوليسي” تقريرا يتحدث عن دور دول الخليج وجنرال إسرائيل السفيه السيسي في إثارة الفوضى في السودان وسط غياب أمريكي، ويشير التقرير إلى أن مسئولين أمريكيين عبّروا عن عدم رضاهم عن الدور الذي تؤديه السعودية والإمارات والسفيه السيسي في السودان، مشيرين إلى أن أيديهم مقيدة ولا يستطيعون التحرك.

إغراق جثث الشهداء

ويقول التقرير، إن الفوضى التي شهدتها السودان في الأيام الماضية كانت بسبب الدور الذي تؤديه دول في المنطقة، سارعت لملء الفراغ الذي شغر برحيل عمر البشير في شهر أبريل، مشيرين إلى أنه قتل في المجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن ضد المدنيين المعتصمين أمام مقر القيادة العامة 100 شخص.

وتذكر المجلة أن أشرطة الفيديو كشفت عن أن مدنيين تعرضوا لضرب من الجنود، فيما انتشلت 40 جثة من نهر النيل، بحسب ما كشفت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين، بعد تقارير عن قيام مسلحين تابعين لقوات الدعم السريع برميهم فيه، وكشف شريط فيديو عن وجود جثث ربطت بحجارة كبيرة لإغراقها في المياه، مشيرة إلى أنه تم قطع خدمات الإنترنت لليوم الثالث عن الخرطوم.

ويجد التقرير أنه “بعد أسابيع من الأمل المطلق الذي نشأ بعد الإطاحة بعمر البشير في أبريل، فإن السودان تقف اليوم على حافة الانهيار”، ويؤكد التقرير أنه تم تحديد دور النفوذ السعودي والسفيه السيسي والإماراتي بشكل لا لبس فيه، فقد تعرف مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” على عربات مصفحة إماراتية الصنع في شوارع الخرطوم.

بالإضافة إلى أن السعودية والإمارات تعهدتا بدفع ثلاثة مليارات دولار دعما للمجلس العسكري، مع أن مسئولا في المصرف المركزي السوداني قال إن تعهد الإمارات المبدئي بـ250 مليون دولار لم يصل بعد، لافتين إلى أن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان زارا دول الخليج.

إدامة الديكتاتورية

من جهتها علقت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان “فرصة للديمقراطية في السودان تم اختطافها.. على العالم الرد”، على المجزرة التي ارتكبت في الخرطوم بداية الأسبوع الحالي، وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن “فرصة ثمينة للديمقراطية حصل عليها السودان، وهو بلد عدد سكانه 43 مليون نسمة، يقع على مفترق الطريق بين الشرق الأوسط وإفريقيا، لكنها انتزعت”.

وتقول الافتتاحية، إنه “لا يمكن للتعاطف أو التعبير عن الضيق أن يخفي المذبحة التي جرت يوم الاثنين على يد القوات الأمنية، التي قتلت بحسب تقارير 100 من المتظاهرين الداعين للحكم المدني على يد الأمن، فيما جرح المئات”، وتجد الصحيفة أنه “عندما أمر المجلس العسكري الانتقالي مسلحيه بفتح النار على جماهير المحتجين، فإنه قام بمحاولة حاسمة لإدامة الديكتاتورية، التي حاولت التظاهرات الحاشدة وعلى مدى عدة أشهر التخلص منها، وعلى الغرب أن يتحدث بصوت عال دفاعا عن المتظاهرين، وإجبار الطغمة العسكرية على التخلي عن السلطة، بالإضافة إلى فرض عقوبات على الذين ارتكبوا الجريمة”.

وتفيد الافتتاحية بأن “التقارير الصحفية تحدثت عن أن قوات الأمن فتحت النار على المعتصمين ليس أمام القيادة العامة في الخرطوم والمناطق الأخرى فيها فحسب، كما ورد في شهادات الجرحى الذين نقلوا للعلاج في المستشفيات، بل في مناطق أخرى من البلاد أيضا”.

مطامع العسكر!

من جهته شبّه الإعلامي المعارض أسامة جاويش الأحداث الجارية في السودان، واقتحام مقر الاعتصام المركزي في الخرطوم من قبل الجيش، بأنه ممارسة مشابهة لما قام به الجيش المصري عام 2013، للانقلاب على السلطة المدنية المنتخبة.

وقال جاويش: إن الثورة أشبه بـ”قطار تحتاج للتأكد من عدم النزول مبكرا منه أو الوقوف بمكان خاطئ، فضلا عن عدم القدرة على تحمل السماح للجيش بالسيطرة عليه، لأنه قد يحطمك ويرميك قبل الوصول لوجهتك”، وأضاف: “في مصر أخبرتنا القيادات العسكرية مرارا، أنهم حماة الثورة، وهدفهم الوحيد حماية الدولة من عدم الاستقرار، بل أصروا على أنهم لا شهية لديهم للسلطة، وهو ما أكده أكثر من مرة عبد الفتاح السيسي”.

وتابع جاويش: “لكن يبدو أن المجلس العسكري السوداني، يقرأ من نفس البيان الذي قرأ منه نظراؤه المصريون”، وأشار إلى أن الحجج التي يقدمها عسكريو السودان، من عبد الفتاح البرهان إلى حمدان دقلوا “حميدتي” من أنهم “حماة الثورة ويريدون رؤية دولة مدنية، هو ما سيق لإنهاء الثورة المصرية من قبل”.

وقال مخاطبًا السودانيين: “نصيحتنا من مصر وتحذيرنا وهو بغض النظر عما يقولون، فإن هؤلاء القادة العسكريين ليس لديهم نية للسماح للمدنيين بحكم السودان، وهؤلاء يخططون للاستيلاء على السلطة بشكل كامل وقريبا، مثلما حصل في مصر، وسيواصلون قمع كل نوع من أنواع المعارضة”.

وشدد على أن المجلس العسكري السوداني، يقدم اليوم “نفس الخطابات السخيفة حرفيًا تقريبًا، في محاولة لتشويه سمعة خصومهم مثل المظاهرات تهدد دولتنا، وقادة المظاهرة هم عملاء المخابرات الأجنبية”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...