قتل المعتصمين.. هل أصبح الجيش السوداني نسخة من خير جنود الأرض؟

حفر الجيش بنسخته السيساوية اسمه في سجلات القمع والقتل، ولا يزال الحقوقيون في حيرة من جيش يصف نفسه بـ”خير أجناد الأرض” ومع ذلك لم تتورع قوة منه أن تصطحب شابًا صغيرًا تم اعتقاله في سيناء، وتجعله ينام على الأرض، وهو مغمى العينين، ويقول له الضابط: “متخفش مش هنقتلك”، والطفل يستغيث بأمه !، والضابط يقول له: “متخافش أبوك هيجي يأخذك !”، ثم بمنتهى الخسة يطلق الرصاص على رأسه!

وتوج الجيش في نسخته السيساوية مجازره ضد المصريين بأم المجازر في “رابعة والنهضة”، وصب فيها النار على آلاف المعتصمين في الميدانين، فيهم النساء والأطفال والشيوخ، فأثخن قتلا وحرقا وعاث فسادا ودمارا حتى ضج الميدان واختلط الأموات بالأحياء، وحُرّقت الجثث وتطايرت الأشلاء وضاعت الهويات، وغصت المستشفيات والمشارح، وقد وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش بأنها “إحدى أكبر وقائع القتل الجماعي لمتظاهرين سلميين في يوم واحد في تاريخ العالم الحديث”.

المُستبدّون

وفيما يبدو أن الجيش في السودان في نسخته البرهانية يتقاسم مع نظيره السيساوي القمع والقتل، وشنّت صحيفة “الغارديان” البريطانية، هجوماً غير مسبوق، على السعودية والإمارات ومصر، ووصفت حكام هذه الدول بـِ”المُستبدّين الذي يتآمرون على الشعوب”.

فيديو مُضمّن

﮼جرافيتي ﮼الحرية@mohamadain

انشر على اوسع نطاق #اوقفوا_عصابات_المجلس_العسكري٤٩٧٣:٠٦ ص – ٣ يونيو ٢٠١٩١٬٥٧٦ من الأشخاص يتحدثون عن ذلكالمعلومات والخصوصية لإعلانات تويتر

جاء ذلك في مقالٍ تحليلي لــ”سايمون تيسدال” بعنوان “المستبدون العرب يتآمرون لإحباط آمال الإصلاحيين في السودان”، وقال كاتب المقال إنه ليس من قبيل الصدفة أن تكون الحملة العنيفة المفاجئة على المتظاهرين في وسط الخرطوم مسبوقة بسلسلة من الاجتماعات بين زعماء المجلس العسكري السوداني والأنظمة العربية الاستبدادية التي تحاول بنشاط إحباط تطلعات الإصلاحيين في السودان.

ويوضح تيسدال أن المحللين يرون أن جنرال إسرائيل السفيه السيسي وحكام السعودية والإمارات يعملون بجد لإحباط تطلعات حركة الإصلاح السودانية، وأضاف كاتب المقال أن هذه الدول الثلاث حاولت دعم نظام عمر البشير، ومنذ الإطاحة به في أبريل الماضي جراء الاحتجاجات الشعبية، تآمروا لإشعال ثورة مضادة.

وتابع بالقول إنه بالنسبة للسيسي ، فإن العنف الذي شهدته الخرطوم يعيد له الذكريات القديمة، إذ أنه قاد في عام 2013 – حين كان جنرالاً ووزيرا للدفاع- الهجمات على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في الساحات العامة في القاهرة ، مما أسفر عن مقتل المئات.

وأشار كاتب المقال إلى أن السفيه السيسي سحق الربيع العربي في مصر، جراء الاعتقالات الواسعة النطاق والإعدامات، مضيفاً انه على الرغم من عمليات القتل في الخرطوم فإنه لم يحدث شيء على هذا النطاق في السودان، لكن منطق التسامح لشهور مع الاحتجاجات العامة السلمية انتهى فجأة الاثنين.

ونوه كاتب المقال إلى أن الجيش السوداني لديه بالفعل علاقات قوية مع ممالك الخليج ، بعد أن ساعد في الحرب السعودية الإماراتية في اليمن، ويقول إن الولايات المتحدة غير مهتمة بالشأن السوداني، كما أنه يتساءل عن بريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة عندما تحتاج لها السودان، وختم بالقول إن ايرفن صديق، السفير البريطاني في الخرطوم، حاول التوصل إلى تسوية سلمية عن طريق التفاوض، إلا أن الحكومة البريطانية تبدو غير مكترثة.

واعتبر كتاب وصحفيون وناشطون حقوقيون أن زيارات قادة المجلس العسكري الانتقالي في السودان، للإمارات والسعودية ومصر، كانت تمهيداً لفض اعتصام القيادة العامة في الخرطوم، وكان نائب رئيس المجلس العسكري الانقلابي في السودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، التقى يوم 24 من مايو الماضي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في العاصمة السعودية الرياض.

العصيان المدني

وبعد يومٍ واحد، زار الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانقلابي في السودان، مصر، والتقى بجنرال إسرائيل السفيه السيسي، وبعدها بيومين، توجه “البرهان” الى الإمارات، واجتمع بولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية.

في هذا السياق، علّق الإعلامي القطري المعروف جابر الحرمي، على ذلك بالقول إن الزيارات الثلاث لقادة الانقلاب العسكري في السودان إلى كل من الرياض وأبوظبي والقاهرة، “ظهرت نتائجها على الأرض السودانية التي ترتوي اليوم بدماء أهلها الطيبين الذين يدافعون عن ثورتهم التي يحاول العسكر السطو عليها”.

من جهته قال الدكتور محمود رفعت الخبير القانوني والمحامي الدولي، إن الأنباء المتواترة من السودان تؤكد استمرار العصيان المدني ونجاحه من قبل الثوار بعد مجزرة فض اعتصام “القيادة العامة” أمس، الاثنين، وأضاف في تغريدة له بتويتر رصدتها (الحرية والعدالة) إن الأنباء الواردة من السودان تؤكد سريان العصيان المدني بإغلاق جميع الصيدليات والمخابز والمحلات التجارية وتعطل العديد من مناحي الحياة.

وشدد على أن تمسك الشعب السوداني بكرامته جعل المجتمع الدولي يرضخ لإرادته وانتصاره يلوح بالأفق رغم المؤامرة الإقليمية والملايين التي حملها المدعو محمد دحلان، في إشارة للمال الإماراتي الخبيث الذي مد به ابن زايد قيادات المجلس العسكري السوداني لتنفيذ مخططه.

يأتي ذلك بينما تواصل المملكة العربية السعودية، دعمها السخي للمجلس العسكري السوداني، بعد الصمت “المريب” الذي جنحت له خلال الثورة الشعبية ضدّ نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، دعم اتخذ عديد المناحي من السياسي إلى المالي، ما جعل العديد من السودانيين يخشون على ثورتهم من “غدر” النظام السعودي، خاصة وأن لهذا النظام تجارب سابقة تتحدّث عليه في بلدان الربيع العربي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...