باحث: 7 أسباب تجعل سقوط محور الثورة المضادة مسألة وقت

توصل الباحث حازم عبد الرحمن، في تحليل له بعنوان “محور الثورة المضادة.. السقوط مسألة وقت”، نشره موقع “الشارع السياسي Political Street” إلى أن من أبرز سمات أنظمة الحكم في دول الثورة المضادة القمع، والاستبداد، والفساد، وانهيار القانون، وغياب العدالة، والتحالف مع العدو.. وجميعها تعجل بسقوط محور تلك الأنظمة، أمام وعي جماهيري كبير بالأحداث وخلفياتها؛ بسبب انهيار جدار القمع الإعلامي المتمثل في سقوط احتكار السلطة لوسائل الإعلام، وظهور الإعلام الاجتماعي البديل، الذي تصنعه الشعوب وليس السلطة.

واعتبر الباحث أن سمعة الأنظمة السيئة في القمع واضطهاد المخالفين واعتقالهم وقتلهم؛ في مصر والإمارات وفي السعودية، بلغ حدا غير مسبوق من اعتقال العلماء وقتل الأبرياء ومصادرة الآراء والعصف بأقرب الأقربين والانقلاب عليهم.

الحكم المطلق

وجمع الباحث بين الحكم المطلق وغياب المساءلة، وقال إن هذه البلدان تغيب فيها مؤسسات رقابة حقيقية على المسئولين، كما لم يظهر أي دور رقابي يحاسب المسئولين عن الاعتقالات وقتل آلاف الأبرياء ممن يرفضون الانقلاب.

وفي السعودية لا يوجد في الدولة برلمان حقيقي له سلطة الرقابة والتشريع، ونظام الحكم مطلق تماما، يقوم بتسخير مقدرات الشعب لخدمة النظام؛ فلا أحد يعرف شيئا عن ثروة الدولة التي ينهبها أفراد السلطة الحاكمة، ولا يستطيع مواطن أن يسأل عن الثروات المليارية التي تنقلها العائلة الحاكمة إلى الخارج وتودع في بنوك أجنبية، في حين أن الفقر يغزو مناطق كثيرة بمملكة البترول الغنية.

وفي الإمارات تسير الدولة وفق الحكم المطلق أيضا بلا مؤسسات رقابية تحاسب أو تكشف عن أخطاء الحكم، ويسيطر محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، على الدولة بوسائل شتى، أهمها القبضة الأمنية الشديدة التي تمنع صدور أي رأي مخالف مع المبالغة في شراء الولاءات تمهيدًا للقفز على كرسي الحكم.

التحالف مع الأعداء

وكشف حازم عبد الرحمن عن ارتباط محور الثورة المضادة بتحالف واضح مع الكيان الصهيوني العدو الأول للأمة؛ وإعلان تلك العلاقات التي كانت تجري سرًا، فباتت هذه الخيانات واضحة معروفة متداولة.

ليس هذا فقط بل تغلغل في السلطة عملاء وخونة مثل الفلسطيني محمد دحلان، مستشار ولي عهد أبو ظبي، وصاحب التاريخ الطويل في التجسس على شعبه لصالح الصهاينة، والمتهم بقتل رئيسه ياسر عرفات.

وفي السعودية يدير الحكم المطلق ولي العهد محمد بن سلمان بمعاونة مجموعة من أقرانه، يرتبطون في الأساس بمحمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، وقاموا بتوريطه في جرائم وفضائح جعلت مكانة المملكة تنزلق إلى هوة سحيقة غير مسبوقة.

وفي مصر تتجلى الخيانة في أوضح صورها، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن عبد الفتاح السيسي عميل للصهاينة، وقد وصفه المرجع الشيعي الشيخ صبحي الطفيلي بأنه ضابط مخابرات إسرائيلي يحكم مصر.

خطاب منعزل

ورأى الباحث على ثلاث بلدان، أن خطاب المتحكمين يدل على أنهم يعانون من “العزلة عن المرحلة التاريخية الراهنة”، حيث يعيش عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب في مصر وكأنه في ستينيات القرن الماضي، ويردد نفس شعارات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

وأشار إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان يعيش حياة مراهق أسكرته السلطة، فرأى نفسه ملكا قبل الأوان، دون أن تتوفر له مؤهلات الملك، من حكمة وخبرة ودربة ورجال مخضرمين صادقين معه، فانقاد لمؤامرات أستاذه محمد بن زايد ضد قطر ولبنان واليمن.

كما رأى أن حاكم الإمارات الفعلي محمد بن زايد يعيش في القرن التاسع عشر، حيث ثارات القبائل والبدو والاغتيال والتآمر، كما في تجسسه على سلطنة عمان.

عاجزون

ومن أبرز سمات هؤلاء الحكام، “العجز عن حماية الوطن”، وقال عبد الرحمن: إن الشعب المصري يدرك عجز عبد الفتاح السيسي عن حماية الوطن بتنازله عن حقوق مصر في مياه النيل، وأنه سعى لشراء رضا إثيوبيا من أجل الاعتراف بشرعية زائفة.

وأن الاستجداء الأخير للملك سلمان وولي عهده بمؤتمرات قمة خليجية وأخرى عربية من هجوم جماعة الحوثي اليمنية بالطائرات المسيرة على المملكة التي تشتري صفقات السلاح الأمريكية بمئات المليارات من الدولارات.

وفي الإمارات يصمت ولي عهد أبو ظبي أمام احتلال الجزر الإماراتية الثلاث، طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى، ويذهب بعيدا لتقسيم اليمن واحتلال جزيرة “سقطرى” وعدد من الموانئ والمواقع الاستراتيجية.

حماية الفساد

أما سادس السمات فكان “شيوع الفساد وحمايته”، واستدل الباحث على تسريبات قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بسرقاته التي اعترف بها، وهي 30 مليار دولار، بخلاف مليارات أخرى ونهبه للأموال والأراضي والمستخرجات من بترول ومعادل وغاز وهيمنة، واستحواذ الجيش على اقتصاد مصر، وتجاوز حجم سيطرتهم الـ60% من الاقتصاد، ودخل العسكر السوق المصرية بكل قوتهم، بداية من الكعك والبسكويت، وصولا لتحويل المصانع العسكرية إلى الإنتاج المدني.

وليس تعذيب ولي العهد السعودي لرجال الأعمال وأبناء عمه الأمراء لسلب أموالهم بعد إذلالهم، دون مساءلة من أحد، وهو أسلوب قطاع الطرق واللصوص وليس أهل الحكم في دولة تزعم أنها في خدمة الحرمين الشريفين.

وأشار إلى أن الإمارات أصبحت من أخطر مراكز غسيل الأموال في العالم، وصنفت العديد من التقارير الإمارات على أنها مركز رئيسي لتمويل الإرهاب وعمليات تبييض وغسل الأموال، التي يقدر حجمها العالمي سنويا بنحو تريليوني دولار، أي ما نسبته 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بحسب تقديرات أصدرها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

سخط شعبي

ومن آخر السمات التي تتميز بها تلك البلدان “السخط الشعبي على أنظمة الحكم”، وهي عنوان الثورات، ورأى أن السخط يتصاعد ضد حكم العسكر منذ الانقلاب، فمع الغلاء، ارتفعت الأسعار، وأغلقت المصانع، ونقصت مياه النيل، وقل الإنتاج، وأصبح لسان الشعب واحدا في الشكوى والسخط على الحكم العسكري، بحسب الباحث.

وأردف قائلا “وفي السعودية تتصاعد موجات الكراهية لولي العهد محمد بن سلمان ووالده الملك؛ بسبب ما جرى منذ صعودهما إلى سدة الحكم، وانفراد ولي العهد بالسلطة، واعتقال العلماء والدعاة والمثقفين والأمراء، والانقلاب على تيار الصحوة ومحاولة تشويهه.

وأضاف “كما تتمدد الكراهية والسخط على محمد بن زايد بطول الوطن العربي، فهو صاحب لقب “شيطان العرب”، وتورط في ارتكاب جرائم حرب مروعة في اليمن وليبيا، والتدخل السافر في شئون دول أخرى مثل مصر وتونس والصومال والقرن الإفريقي”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...