لماذا تواصل ميليشيات السيسي اغتيال الشباب رغم الانتقادات الدولية؟

في تقرير نشرته وكالة رويترز في 5 أبريل الماضي، قالت إن مليشيات أمن الانقلاب قتلت المئات في اشتباكات مزعومة، وبالفعل سارع الانقلاب إلى إثبات صحة تقرير الوكالة البريطانية، فعقب إصابة 14 في محافظة الجيزة في حادث مجهول هوية منفذيه، أعلن اليوم تصفية 12 شابا دون الكشف عن أسمائهم، بعدما دلت عشرات التقارير أن من يتم قتلهم هم من المختفين قسريا بيد سلطات أمن الانقلاب ذاتها، وكأن الدماء حصة تموينية يتغذى عليها الانقلابيون.

اليوم اغتيال ١٤ شابا ومنذ بضعة أيام تصفية الشاب صابر صدقي الكفراوي، 35 عاما، على يد ميليشيات أمن الانقلاب بدمياط، فصابر كان على ذمة قضية وأخذ حكما بإخلاء سبيلهن وعندما وصل القسم ليتمم إجراءاته، بعدما اتصلوا به في مركز كفر البطيخ بدمياط، كلموا أهله بعد وصوله وقالوا لهم انتحر، فوجده أهله ملقى على الطريق، يخلف وراءه 5 بنات أكبرهن طالبة في الصف السادس الابتدائي!

وفي 16 مايو أعلن المتحدث العسكري باسم السيسي أن قوات جيش السيسي بسيناء قتلت “تصفية” 47 شخصا في سيناء بعد مقتل 5 عسكريين بينهم ضابطان و3 جنود.

محللون يرون أن روح الثأر والإنتقام باتت أقوى ودماء شباب الذي لم يقترف ذنبا لا تتوقف وفي كل مرة نفس الصور، اعتقال ثم إخفاء قسري ليفاجأ الأهل بنبأ التصفية كما سجلت في كل مرة منظمات حقوق الإنسان، وما زال نهر الدماء المظلومة يجري بقتل خارج إطار القانون.

ويزيدون أن الجريمة هي اختطاف الشباب وإخفاؤهم قسريا ثم قتلهم دون ذكر أسماء، فتنهال الدعوات أن يحفظ الله كل من حُكم عليهم بالإخفاء القسري، والتساؤل يقطع قلوب الأمهات والزوجات “يا عالم أي أرواح أزهقت بغير وجه حق”، ويبقى عزاؤهم أن للدماء حقوق لن تسقط بالتقادم، وأنها بإذن الله لن تضيع سدى.

إعلاميون ومحللون

الإعلامي بقناة وطن إسلام عقل قال على توتير: “اوعى تشك لحظة إن اللي بيتقتل “تصفية” على إيد الداخلية مدان أو متهم في حاجة.. دول شباب مختطفين مخفيين في معسكرات ..بتتقفل بيهم قضايا أمن قومي و رأي عام تحافظ على ورقة التوت اللي بيستر بيها نظام العسكر الخاين عوراته و جرايمه.. مقتل ١٢ بتهمة الانتماء لحركة حسم !! .. لا أسماء و لا محاكمات!!”.

أما الناشط نبيل أحمد ناصف فكتب: “مجرمي الانقلاب لا يردعهم رمضان او رب رمضان اليوم اعلنو تصفية واعدام ١٢ شاب في ٦ اكتوبر والشروق بدم بارد والتهمة محاولتهم اثارة الفوضي .. مصر يحكمها مجنون نازي”.

وتعليقا على التكرار الأحمر قال الباحث والسياسي “أسامة رشدي”: “مسلسل مستمر.. تفجير بدائي يستهدف حافلة لسياح تارة من فيتنام أو جنوب إفريقيا في منطقة الهرم.. ثم عمليات تصفية جسدية لمصريين أبرياء غالبا معظمهم مختفين قسريا وكأنه رد عصابة على أخرى من عصابات المافيا المتقاتلة.. دولة القانون انهارت تحت سنابك دبابات الانقلاب.. لا نعرف من فجر ولكن نعرف من قتل!”.

ويضيف الإعلامي محمد جمال هلال مستغربا: “والنيابة تصرح بدفنهم!! هي الأخبار دي جد ولا متفبركة!! يعني مفيش أسماء أعلنت أو اتعرفت طالما في تصريح دفن! الواحد قلبه بيوجعه لما بيسمع الخبر لكن هل في حد عنده معلومة بأسماء ولا الخبر فقط بعد عملية انبارح؟؟”.

ويقول د. أشرف دوابه: “لا حول ولا قوة إلا بالله.. كل تفجير مفتعل من أجل تصفية نفوس بشرية مع سبق الإصرار والترصد.. سئمنا من هذه المسرحية البغيضة.. استباحة الدماء في شهر رمضان خاصة وغيره عامة قتل للمجتمع بأسره.. اللهم غر حلمك الظالمين فخذهم أخذ عزيز مقتدر..”.

استنكار الإخوان

من جانبها، أدانت جماعة “الإخوان المسلمون” جريمة اغتيال مليشيات داخلية الانقلاب 12 مواطنًا في مدينتي 6 أكتوبر والشروق دون الإعلان عن أسمائهم أو نشر صورهم، معتبرة ما حدث يأتي ضمن مسلسل تصفية معارضي ورافضي الانقلاب المستمر منذ 6 سنوات، دون احترام لأبسط قواعد القانون.

وقالت الجماعة – في بيان للمتحدث الإعلامي باسمها د. طلعت فهمي – إن “تلك الجرائم تحدث دون أن يعلم الرأي العام وذوو الضحايا بأسمائهم أو مدى ثبوت التهم المزعومة عليهم”، مشيرة إلى أنه “لو لدى العسكر أي إثباتات أو أدلة على جرائم هؤلاء الضحايا المزعومة لأعلنوها”.

وأضافت الجماعة أن “إجمالي من تمت تصفيتهم منذ بداية هذا العام حوالي ١٤٤ مواطنا”، مشيرة إلى ثبوت الإخفاء القسري لشهور أو سنوات بحق من تم اغتيالهم في معظم الحوادث المشابهة.

وحذر الإخوان من أن هذا النهج الدموي لن يحقق استقرارًا لسلطة الانقلاب كما تتوهم، ولن يُفضي إلا إلى مزيد من التدهور في أحوال مصر كلها ونشر الرعب والفوضى في ربوعها.

مسلسل تصفيات

وعلى ذمة “حسم” التي كان آخر ما يستطيع شبابها فعله قطع طريق باستخدام حرق الكاوتش وجركن بنزين، على حد قول المراقبين.

إلا أن عقوبة الإنتماء كعوبة الفعل وهي القتل بدلا من الحبس، على فرض ثبوت الجريمة التي تنسبها لهم زورا داخلية التصفيات، فقتل اليوم 12 شابا في شقتين بأكتوبر والشروق، وفي مارس الماضي، قتل 7 عناصر بزعم تخفيهم بزي عمال كهرباء.

وفي 22 يناير أعلنت داخلية الإنقلاب قتل 5 عناصر من حسم بالقليوبية، وفي 20 ديسمبر الماضي قتلت 8 وأعلنت ضبط 4 عناصر إرهابية من تنظيم “حسم”، بخلاف قتل 9 شباب لنفس السبب وبزعم مداهمة كهف جبلي بالصحراء الغربية”.

وكعادة التقارير التي توزعها مكاتب الإعلام في “الداخلية” أو “الجيش” الإنقلابيان، تزعم أنه جزء من جهودها فى مواجهة جماعة الإخوان وتوجيه ضربات استباقية لعناصرها، وإجهاض مخططاتها، لتنفيذ عمليات عدائية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار!

ويبقى التقرير بكامله مبنيا على تحريات الأمن الوطني وتنفيذ مجموعة قذرة في الجهاز مهمتها القتل والتصفية، ولا ذكر مطلقا إلى القانون أو العودة إليه ومحاسبة الضباط الذين لا يخطئون!!

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...