بلومبرج: “الإخوان” الرابح الأكبر من اقتراح تصنيف ترامب بـ”الإرهاب”.. والدليل ألمانيا

استمرت وسائل الإعلام الأجنبية في طرح سؤال: “هل جماعة الإخوان إرهابية؟” والتعريف “من هُم الإخوان؟”، وهو ما يشكل برأي مراقبين مكسبًا للجماعة؛ بسبب دفاع الجميع عن الجماعة ونفي صفة الإرهاب عنها.

وألقى تقرير لوكالة بلومبرج الأنظار على نشأة وتاريخ الجماعة، مشيرا إلى أن ضغوط “حكومات الخليج الاستبدادية” على ترامب لتصنيف الإخوان “إرهابية” يرجع إلى قوة الإخوان في صندوق الاقتراع، ونجاحهم في الفوز بانتخابات الرئاسة والبرلمان، والخشية من انتقال ذلك للخليج.

ونقلت بلومبرج عن خبراء، أنه لا يوجد دليل على تورطها في أعمال عنف، ما يعني أنه لن يكون تصنيف الجماعة كإرهابية أمرًا سهلا، خاصة مع وجود أنصار للإخوان في أنظمة وحكومات حليفة لأمريكا مثل تونس والمغرب وتركيا والكويت.

وكان مواتيًا لرأي بلومبرج وعشرات الدوريات الغربية، بل والعبرية، نفي السفير الألماني لدى القاهرة، يوليوس جيورج لوى، أية نية لدى برلين لحظر جماعة الإخوان المسلمين، “طالما تعمل بشكل شرعي، وتنتهج السلمية، وتراعي القوانين” حسب قوله.

وفي مؤتمر صحفي عقده في القاهرة، بمناسبة انتهاء فترة عمله في يونيو المقبل، قال “لوي”: “بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين فإن المنظمات داخل ألمانيا يجب أن تعمل بشكل شرعي، وتنتهج منهج السلم وتراعي القوانين، وطالما أن المنظمات تفعل ذلك فإن ألمانيا تجيز عملها”.

الاقتراح المدفون

وقال المراقبون، إنه بات في حكم المؤكد أنه تم دفن المقترح المصري الإماراتي على مائدة إدارة ترامب، مثلما تم دفن عشرات المقترحات السابقة منذ عام 2015، بعدما تبين للأمريكان أن هذا ضد مصالحهم، وأنه لا يوجد ما يدين الجماعة، ولكن أضرار الحملة تتمثل في أنهم يستغلونها في اليمين المسيحي المتطرف للضغط على مسلمي أمريكا ومنظماتهم، وجعلهم تحت ضغط الدفاع عن أنفسهم، وهو رأي الباحثة في معهد كارنيجي لأبحاث السلام “ميشيل دن”، والتي قالت إن هذا التصنيف “سيسمح للسلطات الأمريكية بتتبع ومراقبة المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، و”إذا تم تمرير هذا التصنيف وإذا تم تنفيذه، فسيضع ذلك المسلمين في الولايات المتحدة تحت ضغط كبير”.

وهو ما حذر منه خبراء أمريكان في السياسة والأمن بالشرق الأوسط، من أن الهدف وراء سعي الرئيس الأمريكي ترامب لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين على أنها “منظمة إرهابية”، هو تشويه وضرب الجاليات الإسلامية في أمريكا، واتخاذ هذا القرار كستارٍ لمهاجمة الجالية المسلمة في أمريكا بشكل أساسي.

ففي تصريحات لقناة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، وصف الخبراء هذا التوجه الأمريكي بأنه “فكرة سيئة”، وحذروا من أن فرض قمع أمريكي على جماعة الإخوان المسلمين من شأنه أن يضع ضغوطًا غير عادلة على المسلمين في الولايات المتحدة، ومعظمهم من غير أعضاء جماعة الإخوان.

وقال الباحث في مركز بروكينجز بواشنطن، “شادي حامد”: “إن هذه الخطوة ستعزز نظريات المؤامرة الخطيرة التي تصف الإسلام بأنه يتناقض مع الثقافة الأمريكية، والتي تربط مختلف المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة بالإخوان المسلمين”، وقد يكون الهدف الأمريكي قد يكون أثاره “شاشة دخان” لمهاجمة الجالية المسلمة الأمريكية، والضغط عليها للشعور بالذنب، والدخول في منحدر خطير، وهو تصويرها كأنها مذنبة حتى تثبت براءتها”.

خدمة الأنظمة

واعتبر خبراء أمريكان أن محاولة الحديث عن تصنيف الإخوان إرهابية خلال هذه المرحلة، الهدف منه تهيئة الظروف لصفقة القرن، وإشغال الشعوب والقوى الحية فيها بأمور جانبية.

وقال “نيد برايس”، وهو ضابط سابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومسئول سابق في مجلس الأمن القومي السابق: إن “المصريين والسعوديين والإماراتيين يعادون جماعة الإخوان ويصنفونها إرهابية، ليس بسبب المخاوف الأمنية، ولكن بسبب المخاوف السياسية، وهذا ليس منطقيًا من منظور مكافحة الإرهاب، فإن “التصنيف لو تم سيعني أن أمريكا تقوم بالعمل القذر للأنظمة القمعية الأوتوقراطية في العالم العربي”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...