يخالف الواقع.. لهذه الأسباب تتجاهل المؤسسات الدولية الانخفاض غير المبرر للدولار

“الدولار بينزل ليه؟ ده مفيش سبب منطقي للنزول.. يعني هو كان في سبب منطقي إنه يفضل ثابت سنة ونص كاملين؟ يا راجل خليك فريش احنا في رحلة”، الكلمات السابقة جاءت في تعليق من عمر الشنيطي خبير أسواق المال على الانخفاض غير المبرر الذي شهده الدولار اليوم في البنوك، مما يدلل على أن ذلك الانخفاض ليس له أي أساس من الصحة ويتنافى مع الواقع، ويظهر ذلك في تجاهل المؤسسات الاقتصادية لما حدث.

ووفق ما أعلنت البنوك في منتصف تعاملات اليوم الأربعاء فقد الدولار ما بين قرشين إلى 3 قروش، فى بعض البنوك، وينخفض إلى أقل من 17 جنيهًا للدولار، للمرة الأولى منذ أكثر من عامين، أى منذ شهر مارس 2017، وانخفض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في بنكي “التجاري الدولي” و”قطر الوطني الأهلي” ليسجل 16.99 جنيه للدولار، لسعر الشراء، و17.09 لسعر البيع.

توقعات مخالفة

وهذا التراجع يأتي مخالفا لتوقعات عشرات بنوك الاستثمار والمؤسسات المالية التي توقعت في العام الماضي 2018 وبداية العام الجاري 2019 زيادة في سعر الدولار بنسبة تدور حول 5%، لدرجة أن مؤسسات ومنها “كابيتال إيكونومكس” توقعت ارتفاع الدولار إلى 20 جنيها بنهاية العام الجاري.

في حين توقعت مؤسسة “فوكس إيكونوميز” للبحوث الاقتصادية، حدوث تراجع فى سعر الجنيه لينهي عام 2019 حول مستويات تبلغ نحو 18.30 جنيها للدولار، على أن يصل الدولار إلى 18.79 جنيها خلال 2020.

وتوقع استطلاع أجرته المجموعة المالية “هيرميس” المصرية، أحد أكبر بنوك الاستثمار الإقليمية، تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار إلى نحو 19 جنيها بنهاية 2019.

غموض كبير

وأمس الثلاثاء كشف تقرير صادر عن شركة شعاع لتداول الأوراق المالية، عن وجود غموض كبير حول وضعية الجنيه المصري أمام الدولار خلال الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن سعر صرف الجنيه أحد أكثر المتغيرات التي تتسم بعدم التأكد حاليًا، خاصةً أن فرضية تعادل القوة الشرائية لا يمكن أن تؤدي وحدها إلى توقع معقول لمسار العملة، وأن القيمة الحالية لسعر الجنيه تؤكد تدخل البنك المركزي من وراء الستار لإنقاذ العملة.

نزول غير مبرر

ومع بدء التراجع غير المبرر للدولار أمام الجنيه قال عمر الشنيطي في تدوينة له بعنوان “الدولار رايح فين؟” عن الوضع الحقيقي للعملة الأمريكية ومدى الوضع الكارثي الذي يعاني منه الجنيه في ظل تدخل نظام الانقلاب في أسعار الصرف.

وقال الشنيطي: “رجعنا تاني للسؤال ده بعد ما ربنا رحمنا منه كام شهر. الدولار بقاله كام أسبوع في النازل. بعد سنتين من سعر صرف ثابت عند حوالي 17.80 جنيه للدولار على الرغم إن السنتين دول حصل فيهم حاجات كتير أوي: الاحتياطي زاد من حوالي 16 مليار دولار لأكثر من 44 مليار دولار- ولو بالديون- وحصلت أزمة الأسواق الناشئة وخرج من السوق بتاع 7-8 مليارات دولار وحصل أفلام كتير، إلا إن برده سعر صرف الدولار كان ثابت ومش بيأثر فيه أي حاجة”.

وتابع: “لكن مرة واحدة أخد غُطس وبدأ ينزل، واللطيف إنه بينزل كل يوم 5 قروش وحتى مفيش تغيير, يعني مش مثلا ينزل يوم 4 قروش وتاني يوم يطلع قرش وكده”. بلاش تتعبوا نفسكم وأضاف: “الموضوع ملهوش أي تفسير منطقي إنه يفضل ثابت لمدة سنتين من غير حتى ما يتهز ومرة واحدة كده يضرب غطس بشكل منظم في صورة 5 قروش في اليوم”.

ووجه نصيحة للمواطنين قائلا: “بلاش تتعبوا نفسكم في تحليل الموضوع وإيجاد أسباب؛ لأن مفيش سبب اقتصادي منطقي يفسر الكلام ده”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...