رمضان( صيام قلب)

أيها القارئ الحبيب : ونحن في واحة رمضان، كن صادقا مع نفسك واعرف أين موضع قدمك وكيف حالك مع الله.ومع خلقة. لكي تصحح الطريق وتقيم المعوج وتبصر حقيقة نفسك، وها قد أذن شعبان بأن يرحل، وبقيت أيام بل ساعات على رمضان ونقترب من الضيف الخفيف رمضان أياما معدودات ، فعليك وأنت تترقب مواسم الخير ومواطن القبول وميادين السباق أن لا تغفل عنها وتنتبه ، وليكن لنا من مرور الشهور والسنين عبرة ولنتذكر قوله سبحانه (وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ والنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم” إن لله في أيام دهره لنفحات،ألا فتَعَرَّضُوا لها “عسى أن تغشانا نفحاته ومكرماته ونصيب منه الرحمة والمغفرة والعتق من النار فكم من رمضان عشناه ولم نتغير. كيف يسعد من يناله دعاء أمين وحي السماء جبريل بالخسران ويؤمن علية أمين وحي الأرض محمد صلى الله عليه وسلم (خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له .فقلت آمين)

  • أخي الصائم : كل عام نقول لئِن أدركت رمضان ،ليرين الله ما أصنع ، سأختم القرآن مرات وأقوم الليل مرات وأبتعد عن فساد الإعلام والقنوات. ثم لا يحدث شيء .لماذا ؟!لأنك لم تستعد ولو أردت الفوز برمضان لأعددت العدة قال تعالى “وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً ” .فهل لنا أن نقف مع أنفسنا وقفة تأمل وتدبر ماذا نحن فاعلون في رمضان وهل أعددنا القلوب قبل الأبدان .فعن عائشة رضي الله عنها قالت:”ما رأيت رسول الله استكمل صيام شهرٍ قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا من شعبان”، ولما سُئل عن ذلك قال: ذاك شهرٌ يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان”ويقول “إنه شهر تُرْفَعُ فيه الأعمال إلى ربِّ العالمين، وأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائم”

أرأيت طالب العلم قبل الامتحان ماذا يفعل؟ يذاكر ويسهر الليالي ليحقق التفوق والتميز.

أرأيت المتسابق قبل السباق ماذا يفعل ؟ يجري تمارين إحماء ليفوز بالمركز الأول وبالذهب

أرأيت المسافر قبل سفرة ماذا يفعل؟ يُعد العدة والراحلة ويحجز الفندق وربما لا ينام كي لا تفوته الطائرة..لنستعد..للصوم فهل أعددنا العدة لاستقبال شهر رمضان قال تعالى:”وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً ” فرمضان يستحق منا أن نستعد له من الآن لما له من الفضل والثواب من الله فقط (الصوم لي وأنا اجزي به) ذلك بأن نعرف أحكام الصيام ومبطلاته وما هو الصوم الحقيقي؟

  • حبيبي الصائم 🙁 إن الحقيقة المرة أفضل ألف. ألف مرة من الوهم المريح ) فواهم من فهم أن الصيام هو صيام البطن والفرج وفقط فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش. لذلك أنت في رمضان تصوم عن الحلال فمن باب أولى أن تصوم عن الحرام والحافظ والحصن لذلك كله هو(صيام القلب) فكم من أناس مر عليهم الشهر ولم ينالوا وكم من أناس قد فازوا وسعدوا بهذه النفحات ذلك لأنهم اعدوا واستعدوا بقلوبهم قبل أبدانهم فنالوا معية الله (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) ونالوا (التقوى) (ولباس التقوى ذلك خير) ثمرة الصيام المرجوة (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) فهيا بنا نحي القلوب قبل رمضان. لنصل إلى حقيقة التقوى يقول ابن عباس لو أطبقت السماء على الأرض لجعل الله للمتقين فتحات يخرجون منها ألا ترون قول الله (ومن يتق الله يجعل له مخرجا.) أ. هـــ لأن العاقبة للمتقين. وذلك لأن الصيام الحقيقي هو (صيام القلب)
  • صديقي الصائم : إذا صحت البداية صحت النهاية :- والبداية من هنا! من القلب فهو(الملك)- وهو(وعاء الإيمان الذي به يتزين )- وهو محل نظر الله سبحانه وتعالى ،ففي الحديث .عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم” والقلب هو سبيل النجاة ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) لتصفوا القلوب وتسلم –
    فهيا بنا نحي القلوب في رمضان : لنصل إلى القلب السليم. حيث الحضور القلبي الدائم مع الله ، أو بمعنى آخر :القلب السليم الأبيض الذي لا تضُرُّه فتنة ما دامت السماوات والأرض. قلب تقي نقي خال من الحقد والحسد والبغي

في أثناء رحلة القلب إلى الله في رمضان يترقب العبد حدثا عظيما كما يقول ابن القيم حدث هام وفارق ومحوريّ في حياتك ألا وهو « الولادة الثانية » للقلب. عندئذ سندخل معا مدرسة الصيام مستعدين متهيئين بهذه المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله وهي القلب. وبه نذوق طعم الطاعة قبل ان نذوق طعم الأكل فنفرح يقول الحسن البصري”تحسس قلبك عند ثلاث “في الصلاة وعند تلاوة القرآن والذكر “وإلا فاعلم أن الباب مغلق.ومن مات قلبه قبل جسده فقد هلك والعمى الحقيقي ليس عمى البصر قال تعالى( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)

فمع مدرسة الخشوع في الصلاة نعيش ومع مدرسة الأخلاق نعيش ومع مدرسة القرآن نعيش ومع مدرسة الإحسان نعيش ومع مدرسة التوبة نعيش .ومع. ومع .. الخ .(مدرسة رمضان ) و(صيام القلب مع الأبدان) إنه العبادة بمفهومها الشامل .كل ما يحبه الله ويرضاه من اﻷقوال واﻷفعال الظاهرة والباطنة..ومع مدارس الصيام نلتقي

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...