تقارير عالمية: الديكتاتوريات العسكرية سبب انهيار الاقتصاديات العربية وإفقار المسلمين

تزايدت الصعوبات أمام اقتصاديات الدول العربية الواقعة تحت سيطرة العسكر والديكتاتوريات الحاكمة، وباتت الشعوب هي التي تدفع الثمن وتظهر معاناتها مع كل مناسبة من ارتفاع كير في الأسعار وعدم القدرة على توفير حاجتهم الأساسية.

واشتركت رؤى الخبراء والمختصون في الشأن الاقتصادي مع العديد من التقارير الدولية في أن الاقتصاديات العربية تعاني من أزمات طاحنة، حيث كشف أحدث تقارير شبكة بلومبرج الاقتصادية أن الدول العربية تشترك في أزمة اقتصادية ذات سمات متطابقة من حيث معدلات البطالة المرتفعة بين الشباب، والاعتماد على القروض الأجنبية.

غياب الديمقراطية

ولفت التقرير إلى نقطة هامة تتعلق بالأوضاع السياسية، حيث قال إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا MENA، وفق تصنيف صندوق النقد الدولي، هي الأسوأ أداء في الاقتصاد العالمي، مناصفة مع أميركا اللاتينية، غير أن معظم شعوب أميركا اللاتينية بإمكانها اختيار حكومات جديدة، عندما لا تكون راضية عن الأداء الاقتصادي لحكوماتها، وهذا لا يحدث في معظم الدول العربية.

ارتفاع الفقر

وفي سياق متصل كشف الدكتور منير سيف المستشار الاقتصادي في الأمم المتحدة، أن نسبة الفقراء في العالم العربي والإسلامي بحسب أحدث الإحصاءات بلغت نحو 33%، وهو ما يشير إلى أن تلك الدول تعاني من مشكلة الفقر بشكل كبير، مشيرا إلى أن الأزمات الاقتصادية والمعيشية في الدول العربية والإسلامية تتفاقم بشكل متصاعد في ظل ما تواجهه من أزمات وصراعات سياسية وعسكرية، تنعكس بمجملها على الظروف الإنسانية والمعيشية لسكان تلك البلاد.

ويوضح أن معدلات الفقر المرتفعة ترجع إلى عوامل رئيسية أهمها أن سياسات الدول الإسلامية لا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تخفيض أعداد الفقراء، إضافة إلى الفساد والفوضى السياسية الموجود بتلك الدول.

نهب الثروات

وأشار الخبير لااقتصادي إلى أن العالم الإسلامي ليس فقيراً بالمال والثروات والموارد؛ فالدول الإسلامية والعربية لديها مقومات تجعلها في مصاف الدول الغنية، إلا أن العديد من العوامل والسياسات ساهمت في ظهور مشكلة الفقر في هذه الدول.

وفي مصر على سبيل المثال تسببت الإجراءات التي أقرها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في توسيع رقعة الفقر حيث أكدت عدة تقارير بحثية أن عدد المصريين تحت خط الفقر ارتفع إلى مايقرب من 40 مليون مواطن، وذلك في أعقاب الإجراءات التقشفية التي شملت رفع الدعم عقب الاستيلاء على السلطة بأشهر قليلة، ومن ثم فرض الضرائب وزيادة الديون الخارجية وتوجيه الأموال نحو مشروعات فاشلة.

ولن يتوقف الأمر عند ذلك بل إن هناك أزمات اقتصادية أخرى في الطريق، حيث أكد صندوق النقد الدولي أن حكومة الانقلاب ستقوم بإلغاء الدعم بالكامل عن معظم أنواع الوقود بحلول 15 يونيو في إطار برنامج إقراضها 12 مليار دولار لإنعاش اقتصادها المتهاوي، مما سيؤدي إلى إشعال الأسعار مجددا ومن ثم ارتفاع معدلات التضخم.

ارتفاع الديون

ومن جانبه حذر صندوق النقد الدولي مؤخرا من أن الدين العام يزداد بسرعة في العديد من الدول العربية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 وذلك بسبب الارتفاع المستمر في عجز الميزانية.

وقالت كريستين لاجارد مدير عام صندوق النقد الدولي إنه لسوء الحظ فإن المنطقة لم تحقق بعد التعافي الكامل من الأزمة المالية العالمية وغيرها من الاضطرابات الاقتصادية الكبيرة التي سادت العقد الماضي.

وقبل أيام أظهرت بيانات البنك المركزي، ارتفاع الدين الخارجي لمصر بنحو 3.5 مليار دولار خلال الربع الأخير من عام 2018، وسجل إجمالي الدين الخارجي 96.6 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2018 مقابل 93.1 مليار دولار في نهاية سبتمبر الماضي.

وارتفع الدين الخارجي بذلك خلال عام 2018 بنحو 13.7 مليار دولار بنسبة 16.6%، حيث سجل في نهاية 2017 نحو 82.9 مليار دولار.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السيسي يُطعم المصريين الخبز المصاب بـ”الإرجوت” السام لإرضاء الروس!

رصد تقرير استقصائي لموقع “أريج” كيف يُطعم السيسي المصريين الخبز المصاب بفطر قمح “الإرجوت” لإرضاء ...