شركات المحمول في مصر.. خدمة رديئة يقابلها بذخ على إعلانات مستفزة

نجحت شركة اتصالات في التربع على عرش إعلانات رمضان 2019، بإعلان ضخم ضمّ عددا من النجوم والمشاهير، غير أن في ميزانية تلك الإعلانات التي تخطت لدى واحدة من تلك الشركات مبلغ 200 مليون جنيه، استفزاز للمواطن الذي يرى ملايين تنفقها تلك الشركات على إعلان لا تصل مدته لدقيقة يتنافس فيها المطربان والفنانان عمرو دياب وتامر حسني ومحمد رمضان وفان دام المستورد.

ويرى محللون أنه رغم أن الصورة توضح التكلفة العالية للإعلان، إلا أن الوصول إلى الرقم الصحيح لميزانية هذه الإعلانات، وكذلك أجور الفنانين، وتكلفة بقية عناصر العمل الإعلاني، هي أمور صعبة التحديد على وجه الدقة، نظرًا لحرص الشركات والفنانين على حد سواء على التهرب من الحسد والضرائب من ناحية، ورغبة في رفع أجورهم في الإعلانات التالية من ناحية أخرى، وكل ما ستطالعه في الإعلام هو أرقام تقريبية أو جُزافية أو تصريحات منسوبة لمصدر مقرب.

في الوقت الذي تتحول فيه تلك الشركات من خدمات إلى النصب فتقلل الباقة الشهرية يومين ليصبح الشهر عندها ٢٨ يوما، فضلا عن الخدمات الغربية التي تسحبها من أرصدة المشتركين، والضرائب التي تتسرب يوميا بمقدار قرش من الرصيد ورسائل ضرائب أخرى، فضلا عن سوء الخدمات لا سيما خدمة الإنترنت وحصول مصر على المركز الـ١٦٥ عالميا في الإنترنت الأرضي بحسب تقرير لـ”DW” الألمانية.

ويرى مراقبون أنه من غير المستغرب أن تقفز أرباح شركة واحدة من شركات الاتصالات لخدمة الهاتف غير الثابت “المحمول”، إلى 14% خلال الربع الأول من العام الجاري 2019، لأرباح شركة “اتصالات” الإماراتية قفزت أرباحها خلال الشهور الثلاثة من 2019، لتبلغ 299 مليون درهم إماراتي ما يعادل مليارا و200 مليون جنيه، وهو أقل مما هو واقع، حيث وصلت إيراداتها المتنامية في تلك الفترة لنحو 755.3 مليون درهم مقارنة مع 663 مليون درهم في نفس الفترة من العام 2018، بحسب وزارة الاتصالات.

إعلانات تافهة

“احنا بنتسرق من الشركات و المؤسسات دي يوميا من 20 سنة حرفيا” هذا كان نموذج لمئات التعليقات على نصب شركات المحمول وسرقتها للمصريين، يقول “إسلام أحمد”: إن “المكاسب الخرافية دي – بإعمال العقل و المنطق فقط – جاية من سرقتنا كلنا.. كل الاعلانات اللي حضرتك بتتكيف منها اوي دي (يمكن اكتر من المسلسلات دلوقت) و بتقعد تشيرها او تشير صورها و تقول “يااااه” او “اجمل اعلان في رمضان” او “انا عينيا دمعت من الذكريات” او “عن فُلان و جماله” او “يا رقة فُلانة”.. إلخ..دي اعلانات معمولة من شركات حرامية تمنها مدفوع سرقةً من جيب حضرتك..عطاء من لا يستحي ان يسرق لمن لا يستحي ان يغش من اجل اعادة استغلال من لا يستحي من هبله”.

أما “زينب علي” فأشارت إلى أن “لو كل شركة من الشركات دي خاصة شركات المحمول اللي ماصة دمنا وبتتحجج بارتفاع تكاليف التشغيل لو بطلوا اعلانات رمضان اللي بتتكلف كل سنة عشرات الملايين ووجهوا الفلوس لأعمال الخير وللا لتخفيض الخدمات للعملاء اللي عملوا الشركات دي كان هيبقى افضل كتير من شوية اعلانات تافهة”.

واتفق معها “Nevo Gamal” فقال: “شركات المحمول اللي بتسرقنا علني بحجة الضريبة المفروضة عليها من الدولة بتدفع ملايين الملايين لاغني فئة ف البلد لعمل دعاية لشركاتهم!!!!..ونفس هولاء المليونيرات بيعملوا اعلانات شحاتة ع الفقراء والمرضي ويطالبونك بتبرعات !!..نعيش ف مستشفي أمراض عقلية او ملهي ليلي ماتعرفش تحدد !!!!”.

Amr Adib@Amradib · May 7, 2019

عاجبنى اعلان محمد رمضان وطبعا اعلان عمرو دياب فاخر بس نفسي بعد كده ان الاعلان يركز على السلعه او الخدمه الناس بتتلهى في عظمه الفنان ولمعانه اكتر ما بتفتكر المنتج نفسه . مستوى الاعلانات في مصر عالمى وكفايه المعمول في اعلان مدينتى

zeinab aly@zeinabaly

لو كل شركة من الشركات دي خاصة شركات المحمول اللي ماصة دمنا وبتتحجج بارتفاع تكاليف التشغيل لو بطلوا اعلانات رمضان اللي بتتكلف كل سنة عشرات الملايين ووجهوا الفلوس لأعمال الخير وللا لتخفيض الخدمات للعملاء اللي عملوا الشركات دي كان هيبقى افضل كتير من شوية اعلانات تافهة84:50 PM – May 7, 2019Twitter Ads info and privacySee zeinab aly’s other Tweets

الشعب والبطيخ

وكتب “βαĝø”، “اللي بيسأل “ليه شركات المحمول صارفين ملايين على إعلانات مالهاش أي علاقة بخدماتهم؟”: عشان الناس تقعد بمنتهى السذاجة تتكلم عن الإعلان وتكتب إسم الشركة عالـ social media وبتوع الـ marketing يحققوا الـ target بتاعهم ويظبطوا الـ KPIs قصاد الـ management.. وانت عايم فـ مايّة البطيخ!”.

أما “Kokysadaany Sadaany” فقال: “اعلانات شركات المحمول في رمضان بالملايين ولو أنفقت على المستشفيات الحكومية تجعل مصر مفيهاش مريض بدون علاج حلال ده ولاحرام..”.

وأشار “ابو الشوق” إلى أن الميزانية من جيوب الغلابة فقال: “اعلان عمر دياب ومحمد رمضان وفاندام ونانسي وتامر حسني معناه ان محدش بيكسب في البلد زي شركات المحمول وكل ده من جيوب الغلابه”.

ومن كمد كتب “علي محمدي” ونشطاء على الفيسبوك “شركات المحمول ال4.. ينفقَون على الإعلانات مبالغ تصل إلى مليار ج.. واستولي عليها فنانين… تذكرت أثناء الاستفتاء على الدستور لم تقوم شركه واحدة بإرسال رسالة توعيه او تشجيع أو حشد المواطنين للنزول الي اللجان.. علما أنهم يرسلون عشرات الرسائل يوميا كلها ليس لها قيمه.. والان اعلانات تقدر بمليار وأكثر ولم تقدم اي شركه منهم بتمويل مشروع لشعب مصر”.

ارباح لا متناهية

وتتصارع جميع القنوات على حصد أكبر نسبة من عائدات الإعلانات خلال شهر رمضان، من خلال ما تقدمه من أعمال درامية وبرامج، أُعدت خصيصا لجذب المعلنين، وبحسب تقديرات الخبراء فإن حجم سوق الإعلانات في مصر تخطى 3 مليارات جنيه، ويستحوذ شهر رمضان فقط على 65% منها.

وتستحوذ شركات الاتصالات وحدها على نحو 30% من إجمالي الإنفاق الإعلاني، ويشكل الإنفاق على الدعاية والإعلان خلال شهر رمضان نصف الميزانية السنوية التي تخصصها شركات الاتصالات للدعاية، وترتفع ربحية الشركات لنحو 40% خلال الشهر بسبب زيادة الاستخدام لجميع خدمات الاتصالات، بخلاف زيادة حجم ومدة المكالمات، وتحقق شركات الاتصالات إيرادات سنوية تقترب من 35 مليار جنيه، وتخصص كل شركة نحو 2% من أرباحها للإعلانات والعروض الترويجية.

ووصل عدد مشتركي الهاتف المحمول وفق مؤشرات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ليصل إلى 93.4 مليون مستخدم.

وجاءت شركة فودافون في المركز الأول بإجمالى عدد مشتركين 39.7 مليون، خلال يناير الماضي، وبلغت حصتها السوقية من المحمول بنهاية الربع الثالث 42.5% من إجمالي السوق.

واحتلت شركة أورنج المركز الثاني من حيث عدد المشتركين، وبلغ عدد مستخدمي شبكاتها 29.3 مليون مشترك بنهاية يناير 2019، مستحوذة على 31.4% من السوق.

وجاءت شركة اتصالات مصر في المركز الثالث بعدد مشتركين 19.85 مليون مشترك بنهاية يناير، محققة ثبات في عدد المستخدمين وبحصة سوقية بلغت 21.2% بنهاية يناير.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...