انحازوا للاحتلال على حساب المقاومة.. إشادة أمريكية بإعلاميي “بن سلمان”

في خطوة لا تخفى دلالتها ولا مغزى توقيتها، أشاد جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى ما تسمى بعملية السلام في الشرق الأوسط، بتعليقات بعض الشخصيات والإعلاميين المقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السعودية، حول العدوان الإسرائيلي الأخيرة على العرب المسلمين في قطاع غزة.

وكتب غرينبلات، في تغريدة على حسابه في “تويتر”: “تجدر قراءة بعض هذه التعليقات من سعوديين على تويتر يدينون فيها (حماس) ويبدون قلقهم على أمن إسرائيل والفلسطينيين (غير الحمساويين) في غزة. حان الوقت ليفهم المزيد من الناس أن حماس سيئة للفلسطينيين ولإسرائيل وللمنطقة”!.

وأرفق غرينبلات مع تغريدته بعض هذه لتعليقات المستفزة والمنشورة على موقع “ميمري”، لشخصيات سعودية يهاجمون فيها المقاومة الفلسطينية في غزة إثر تصديها للعدوان الإسرائيلي الأخير، الذي أسفر عن مقتل 31 فلسطينينا بينهم نساء وأطفال.

وجاءت تدوينات الكاتب السعودي تركي الحمد، المقرب من ولي العهد على صفحته في تويتر؛ حيث انتقد المقاومة وانحاز للاحتلال في فضيحة من العيار الثقيل زاعما: “ويتكرر المشهد، صواريخ من غزة على إسرائيل. إسرائيل تقصف.. وساطة من هنا وهناك ثم يتوقف القتال، ويدفع الفلسطيني البسيط الثمن. إنها (المقاومة) يا صاحبي. إيران وتركيا في ورطة، والفلسطيني يدفع الثمن”.

كما تضمن موقع ميموري تعليقات أخرى مع بدء العدوان الصهيوني، ومنها ما دونه الكاتب السعودي محمد آل الشيخ، التي قال فيها: “أمر ملالي الفرس أذنابهم الحمساويين بالتصعيد مع إسرائيل فنفذوا الأوامر، فكانت النتيجة مقتل 7 فلسطينيين مقابل جرح إسرائيلي واحد، الفرس يصعدون للضغط على أميركا وإسرائيل للانتقام من قرار ترامب والضحايا سكان غزة”.

أما عبد الحميد الحكيم، والذي يعرّف نفسه على أنه باحث سياسي ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، فذهب أبعد من ذلك، إذ قال في تغريدة أخرى تعليقاً على أحداث غزة: “قلوبنا معكم. حمى الله إسرائيل وشعبها. لا نقبل أن تمتد يد الغدر إلى الشعب الإسرائيلي من قبل إيران وعملائها في غزة، آن الأوان لوضع النقاط على الحروف (التصدي لإرهاب حماس مسؤولية جميع دول المنطقة والمجتمع الدولي وليست إسرائيل فقط) وأقول للعرب ويحكم أتريدون أن يحكم القدس هؤلاء القتلة عملاء إيران”.

جزء من الصفقة

وبحسب مراقبين فإن توجهات هؤلاء معظمها ليس نابعا من قرار ذاتي بقدر ما هو تعبير عن توجهات النظام السعودي والذي يهيمن عليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؛ فهم مع بوصلة السلطة أينما اتجهت ولو أمرتهم في اليوم التالي بكتابة النقبض لفعلوا.

ويربط البعض بين هذه التوجهات وصفقة القرن الأمريكية حيث يقايض بن سلمان الطامح لوراثة العرش السعودي القبول الأمريكي بتصعيده على العرش مقابل الولاء التام للتوجهات الأمريكية والانحياز المطلق لمواقف الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.

وأسفر العدوان الإسرائيلي الأخير عن مقتل 31 فلسطينيا وإصابة أكثر من 150 آخرين كما قتل 5 صهاينة وأصيب العشرات بصواريخ المقاومة قبل أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية مصرية وبتدخل أممي وقطري.

وبحسب مراقبين، تبقى الأوضاع في القطاع مرشحة لكل الاحتمالات خلال الفترة المقبلة، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الإثنين أن “المعركة لم تنته”.

وجاء حديث نتنياهو ردًّا على الانتقادات التي تعرض لها، خصوصًا بعدما كرّست المقاومة، خلال هذه الجولة المنتهية من التصعيد، وهي العاشرة منذ انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار قبل أكثر من 13 شهرًا تآكلاً إضافيًا في قوة الردع الإسرائيلية فضلاً عن تثبيت قواعد اشتباك جديدة وكسر العمل بمبدأ الهدوء مقابل الهدوء في هذه الجولة من التصعيد، عبر تثبيت حق الفلسطينيين في تنفيذ تفاهمات كسر الحصار الأخيرة والتي تضمن تخفيفاً تدريجيًّا لأدوات الحصار والسماح للدول والمؤسسات الدولية الإنسانية في تقديم المساعدات دون إعاقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...