رغم التهدئة.. غزة تراقب عصابة القرن ويدها على الزناد

“ملتزمون ما التزم الاحتلال” هي العبارة التي تتصدر المشهد السياسي الآن، وليس على المواطن إلا الصمود، لا سيما أن أهل غزة قد ضاقوا ذرعًا بالحصار وهم بحاجة للتخلص منه عاجلا وليس آجلا، وخيم هدوء على أجواء قطاع غزة في اليوم الثالث من شهر رمضان الكريم، لكن العاصفة ما زالت قابلة للهبوب محملة بعدوان جديد إذا لم يلتزم الاحتلال بتفاهمات كسر الحصار، هذا ما صرحت به الفصائل الفلسطينية التي أكدت أن العدوان لم ينتهِ باتفاق جديد، بل هي ذاتها تفاهمات كسر الحصار السابقة.

يسود هدوء حذر قطاع غزة بعد ساعات من بدء سريان اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه الفصائل الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي بعد جولة تصعيديه من قبل الاحتلال استمرت ليومين وتوقفت بوساطة عربية وأممية، وأكدت الفصائل الفلسطينية أن نجاح الوساطة والتهدئة مرهون بالتزام الاحتلال بتنفيذ التفاهمات السابقة لكسر الحصار.

وقال القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان: إن “تم التوصل إلى هذا التفاهم بالرعاية المصرية والقطرية والأممية ونحن نقول لهذا المحتل ليس أمامك إلا الالتزام نحن ماضون بمسيرات العودة وكسر الحصار حتى تحقق أهدافها”.

واعتبر المحلل السياسي، إياد القرا “التهدئة الحالية ما لم يكن هناك التزام فعلي بالتفاهمات التي حدثت سنكون أمام مواجهه جديدة وأن التهدئة الحالية هي تهدئة هشة لا يمكن أن تصمد كثيرا إذا ما تملصت إسرائيل من التفاهمات التي حدثت”.

الصمود والثبات

مسيرات العودة وكسر الحصار مستمرة يضاف إليها الآن أداء المقاومة والكل في حالة ترقب لسلوك الاحتلال، الأصوات الإسرائيلية تدعي أن جولة التصعيد لم تنتهِ والمقاومة الفلسطينية ما زالت تضع يدها على الزناد أما المواطن فلا خيار أمامه إلا الصمود والثبات.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل: إن “ما تم الاتفاق عليه في القاهرة هو أن يقوم العدو الصهيوني بتنفيذ التفاهمات التي كانت برعاية مصرية ومن أهمها فك الحصار عن أهلنا في قطاع غزة، وإدخال الآموال، وفتح المعابر، وإدخال البضائع، ومساحة صيد 10 أميال، إلى جانب أهم بند وهو ألا يتغول العدو الصهيوني في دماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في مسيرات العودة وهي مسيرات سلمية”.

وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” الصهيونية نشرت، أمس الثلاثاء، بنودًا مسربة لخطة الولايات المتحدة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو ما باتت تعرف بـ”صفقة القرن”، وقالت إن الخطة تتمثل في “توقيع اتفاق ثلاثي بين إسرائيل ومنظمة التحرير وحماس، لأجل قيام دولة فلسطينية يطلق عليها (فلسطين الجديدة) على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة من دون المستوطنات اليهودية القائمة”.

وقالت الصحيفة الصهيونية إنه وفقا للاتفاق في حال رفضت حماس ومنظمة التحرير الصفقة، فإن الولايات المتحدة سوف تلغي كل دعمها المالي للفلسطينيين وتعمل جاهدة لمنع اي دولة اخرى من مساعدة الفلسطينيين، وإذا وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على شروط هذا الاتفاق ولم توافق حماس أو الجهاد الإسلامي، يتحمل التنظيمان المسئولية وفي أي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحماس، ستدعم الولايات المتحدة إسرائيل لإلحاق الأذى شخصيًا بقادة حماس والجهاد الإسلامي.

ومع هذه التطورات الحساسة التي قد تحدد مصير غزة سياسيًا وجغرافيًا، وفي ظل مواقف الدول العربية الداعمة ضمنيًا وماليًا لصفقة القرن، وعلى رأسها الإمارات والسعودية وعمان والبحرين وحتى مصر، بات السؤال الأكبر الذي يطرح على الساحة وينتظر الإجابة: “هل يفعلها نظام السيسي ويبيع أجزاء من سيناء لغزة ضمن صفقة سياسية جديدة؟”.

ولأول مرة تعقب حركة “حماس” رسميًّا على هذا المخطط، الذي أقرت ضمنيًا بوجوده، وذلك من خلال التصريحات التي صدرت عن عضو مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق، التي قال فيها: “إنّ خبر اقتطاع جزء من سيناء وضمه لقطاع غزة بدأ يتكرر بين الحين والآخر”.

وأضاف في تغريدة له عبر صفحته الشخصية على “تويتر” (رصدتها الحرية والعدالة) إنّ “هذا المشروع مرفوض من شعبنا بكافة أحزابه وقواه، ولن نرضى عن فلسطين بديلاً، ولا عن التحرير طريقًا، ولا عن المقاومة وسيلةً”، مشيرًا إلى أنّه “قد يكون هذا الخبر جزءًا من صفقة القرن المرفوضة، ولن ندعها تمر فهي تستهدف قضيتنا الوطنية أساسًا”.

فلسطين الجديدة

وعند نشر خريطة لـ”فلسطين المستقبلية”، قال ‏حسام بدران عضو المكتب السياسي في “حماس”: إن “ما يبث من خرائط لفلسطين ضمن صفقة القرن بغض النظر عن صحتها هي محض أوهام طالما تمناها العدو وسعى إليها”، مؤكدًا في تصريح صحفي وصل إلى “الخليج أونلاين” نسخة عنه، أن “ثقتنا بشعبنا كبيرة وقناعتنا بأننا أصحاب حق ومستعدون للتضحية بكل ما نملك دفاعًا عن أرضنا”.

وأضاف: “خارطة فلسطين التاريخية محفورة في قلوبنا .وتنتقل في الجينات مع أطفالنا”، متابعًا: “رغم كل التعقيدات والمؤامرات والتخاذل ستبقى فلسطين لنا ولنا وحدنا”، ورغم أن وزير خارجية الانقلاب سامح شكري قد صرح في نوفمبر 2017 بأن القاهرة “لن تفرط في ذرة تراب من سيناء لصالح أي مشروع لترحيل الفلسطينيين إليها”، فإن الواقع بدأ يختلف تدريجيًا في ظل التقارب الكبير الحاصل بين السفيه السيسي ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

حيث كشف مسئول في حكومة الانقلاب، أن قضية ضم أجزاء من سيناء إلى قطاع غزة، ضمن التفاهمات السياسية المستقبلية لـ”صفقة القرن”، قد طرحت فعلياً خلال لقاءات سرية ثلاثية جرت بين أمريكا والسيسي و”إسرائيل” قبل أشهر، وذكر أن هناك تفاهمات أمريكية وإسرائيلية مع السفيه السيسي من اجل تفريغ بعض المناطق الحدودية من شبه جزيرة سيناء ومنحها ضمن حدود قطاع غزة، الذي يشكل خطراً كبيراً على إسرائيل من خلال صواريخ المقاومة.

المسئول ذكر أن السفيه السيسي وافق على ما ستطلبه منه الإدارة الأمريكية وكيان الاحتلال، وقد يكون مشروع منح أجزاء من سيناء لقطاع غزة جاهزا فعليا وقد حصل على الموافقة وينتظر فقط لحظة الإعلان الرسمية، وختم حديثه بأن هذا المشروع “خطير للغاية وستكون له أبعاد سياسية وأمنية كارثية على مصر وفلسطين”، موضحًا أن “فضيحة بيع السيسي لجزر تيران وصنافير قد تتكرر، وتباع أراض من سيناء لصالح المشاريع الأمريكية والإسرائيلية الجديدة في المنطقة”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...