موقع فرنسي يكشف لماذا أخفى العسكر سر تحطم “طائرة رفال” في مصر

حسن علي

ما زالت أصداء تحطم الطائرة المقاتلة “ميراج2000“ فرنسية الصنع على الأراضي المصرية، تلقى بظلالها على المجتمع العسكرى خاصة الغربى وجزءه الهام (الطيران) ،الأمر الذى زاد وسط تكتم تام من سلطات دولة العسكر وفرنسا لهذا الحادث،خاصةً أنه يأتى بعد نحو ثلاثة أشهر من كشفه كذلك عن تحطم مقاتلة فرنسية أخرى من طراز ‘‘رافال’’ في مصر، والذي تم التكتم عليه كذلك.

وكشف الموقع الفرنسى عن تحطم طائرة من طراز رافال أثناء زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة أواخر يناير الماضى مشيرا إلى أن الحادث -الذي تم التكتم عليه- أصبح فضيحة تحرج الطرفين لتزامنه مع صفقة لشراء دولة الانقلاب فى مصر 12 طائرة من الطراز نفسه.

وذكر الموقع إلى أن تكلفة الطائرة التي تحطمت تصل إلى 100 مليون يورو، وسط أزمة اقتصادية خانقة، تمر بها البلاد فى عهد الانقلاب العسكرى.

“الموقع ” استطاع التواصل مع أقارب “مهتدي الشاذلي” قائد الطائرة الشاب، وأكدوا له وفاته في حادث تحطم رافال في البداية، ولكنهم عادوا ليقولوا إنهم غير مدركين ظروف الحادث بالضبط، ولم يعد بإمكانهم تأكيد نوع الطائرة التي وقع فيها الحادث، وقال أحدهم “هناك أشياء لا يمكنك التحدث عنها إلا بإذن من القوات المسلحة”.

سر صمت الجيش

وأوضحت “ميديا-بارت” على أنه على الرغم من أن الطيارين قد نجوا، إلا أن صمت الجيش المصري لا يزال على حاله، ولَم يستجب المتحدث باسمه تامر الرفاعي إلى طلبات المقابلة التي تقدم بها الموقع الفرنسي، الذي نقل عن أحد الخبراء المصريين قوله: “إنهم محرجون”. والسبب، هو أنه ثالث تحطم طائرة للقوات الجوية المصرية في غضون ستة أشهر.

حادث باهظ الثمن

وتساءل الموقع: لماذا يحاول المصريون إخفاء سقوط الطائرة؟ “إنها ثقافة السرية” كما يقول النائب الفرنسي فيليب فوليو رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية.

ورجّح فوليو أن يكون التكتم متعلقا بكرامة الجيش المصري، الذي “لا يؤمن بالخوف ولا يقبل الهزيمة”، وذلك في إطار الحفاظ على صورته الجيدة، ونفي أن يكون أحد أفضل طياريه ارتكب خطأ، خاصة أنه على متن طائرة مرموقة مثل رافال.

وأشار الموقع إلى أن هذه الرغبة في كتمان الحادث لها أيضا أسباب اقتصادية، إذ تبلغ تكلفة الطائرة مئة مليون يورو دون نظام الأسلحة، وأنفق الجيش المصري أكثر من 5.5 مليارات دولار في خضم الأزمة الاقتصادية بين عامي 2015 و2017 لتجديد أساطيله العسكرية، وما زال عليه أن يسدد هذه القروض المفرطة وعديمة الفائدة حسب العديد من المعارضين والاقتصاديين.

فتش عن السمسرة

وذكر الموقع أن هذا الحادث يأتى في وقت حساس بالنسبة للسلطات الفرنسية وقادة الانقلاب فى مصر، حيث تستمر المفاوضات على صفقة تشمل 12 طائرة إضافية من طراز رافال نفسه، خاصة أن الجانب الفرنسي يرى في المصريين “عملاء جيدين يصعب التخلي عنهم”.

أما الأسباب الدقيقة لتحطم الطائرة فتحتاج معرفتها إلى تحليل صناديقها السوداء، وهو أمر غير ممكن في مصر بسبب نقص الوسائل التقنية، وتم إرسالها إلى مكتب التحقيق في حوادث الطيران التابع لوزارة القوات المسلحة الفرنسية للتحليل، ورفض المكتب إعطاء تفاصيل عن الموضوع.

سر الـ12 مقاتلة

سبق أن كشفت صحيفة “لاتريبيون” الفرنسية أن مقاتلات “رافال” التي تسلمتها مصر “لا تستطيع حمل الصواريخ الموجهة المدرجة في فهارس الطائرة”، نتيجة رفض الولايات المتحدة تصدير الأجزاء الخاصة بصاروخ (كروز ستورم شادو) لفرنسا، رغم تضمينه في الصفقة المصرية.

وحسب الصحيفة، فإن مصر طلبت شراء 12 مقاتلة من “رافال” كدفعة إضافية في العام 2016، شريطة أن تكون مزودة بصواريخ كروز، أو قادرة على حملها، مع تزويد الدفعة القديمة بذات القدرة، غير أن المباحثات، التي استمرت لعامين، انتهت إلى رفض الولايات المتحدة تزويد مصر بتلك الصواريخ الأوروبية، كونها تضم أجزاء أميركية الصنع.

كان موقع “ديفنس نيوز” الأميركي، المتخصص في أخبار التسليح، قد كشف أن فرنسا قررت، بشكل مفاجئ، إجراء تعديلات على مقاتلات “رافال”، التي اشترتها مصر من شركة “داسو”، بهدف تقليص قدراتها القتالية. وذكر موقع “ديبكا” الإسرائيلي (معني بالشؤون الأمنية) في وقت سابق، أن التعديلات شملت “إلغاء نظام الاتصالات الخاص بحلف شمال الأطلسي”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...