عصام حجي يدعو المصريين للمشاركة الإيجابية بحملة “باطل”

أعلن عالم الفضاء المصري، والمستشار الرئاسي السابق، عصام حجي، دعمه وتضامنه مع حملة باطل الإلكترونية المخصصة لجمع التوقيعات الرافضة لتمديد حكم رئيس النظام عبدالفتاح السيسي، مؤكدا أن “حملة باطل حراك رمزي يبدو صغيرا، إلا أنها تحمل آمالا كبيرة وعريضة في التغيير”.

وأكد، في الحلقة الثانية من مقابلته الخاصة مع “عربي21“، والتي ستُنشر لاحقا، أن “حملة باطل باتت هي الطريق الوحيد الذي أصبح متاحا للناس بشكل آمن للتعبير بشكل سلمي وحضاري عن اعتراضهم للتعديلات الدستورية، التي ستسمح ببقاء السيسي في الحكم حتى عام 2030”.

ودعا جميع المصريين على اختلاف أطيافهم سواء المؤيدين للتصويت بـ(لا) أو المؤيدين للمقاطعة، سواء داخل مصر أو خارجها، إلى “المشاركة وبكثافة في حملة باطل لنبعث برسالة للداخل والخارج أننا رافضون تماما للمسار الذي تتجه إليه البلاد، وليصل صوتنا للعالم أجمع بأننا لن نتخلى مهما حدث عن حلم وأمل التغيير”.

وقال: “أنا أثمّن وأرحب كثيرا بحملة باطل، وبغيرها من الحملات التي تأخذ خطوات عملية وصحيحة في الاتجاه الرامي للتغيير بكل السبل السلمية المتاحة والممكنة، فنحن جميعا مُطالبون بالعمل والحركة وفق ما هو متاح لكل شخص منا، ووفقا لقدراتنا المختلفة”.

وشدّد على أن “الصمت واليأس والسكون الآن لن يغير الأوضاع القائمة على الإطلاق بل سيدعم ويعضد بقاءها أكثر فأكثر، وسيؤدي لتفاقم الأزمات بشكل أكبر وأخطر، وهو ما قد يهدد مستقبل ومصير الدولة المصرية بأكملها، وبالتالي علينا جميعا التحرك في كل المسارات، حتى لو كانت بسيطة وغير سريعة النتائج”.  

وتابع: “لقد شاركت بالفعل في حملة باطل، وأدليت بصوتي فيما يُعرف بالاستفتاء الحر على الموقع الإلكتروني للحملة، لأنني أرى أن المشاركة في هذه الحملة هو الطريق الوحيد الذي أصبح متاحا للناس بشكل آمن للتعبير بشكل سلمي وحضاري عن اعتراضهم على تلك التعديلات الدستور التي ستكون تداعياتها خطيرة على النظام والمجتمع، ولن تؤدي بأي حال من الأحوال إلى الاستقرار الذي يتغنى به النظام”.

وأردف: “أهم ما يميز حملة باطل أنها عمل رمزي بسيط يمكن لكل المصريين المشاركة فيه بكل بساطة ودون أي عقبات أو خوف، ولا نقول إن هذه الحملة ستسقط النظام مهما جمعنا من توقيعات، لكنها ستكون تجسيدا رمزيا لرغبة المصريين في التغيير المنشود وإعلان حقيقي لتمكسهم بالأمل والحلم، وهو ما سيعيد الثقة لنا في أنفسنا”.

واستطرد عالم الفضاء المصري قائلا: “أرى أن هذه حملة تعطي شعاع أمل وتفتح طاقة نور لكل المصريين، وتدعو للالتفاف حول مطالب واحدة وتعظيم المساحات المشتركات بين مختلف التيارات والأطياف المجتمعية والسياسية”.

ورأى أن “حملة باطل فرصة لتوحيد القوى المدنية والديمقراطية الراغبة بالفعل في التغيير ومواجهة النظام وسياساته، وأدعو هذه القوى إلى خطوات أكثر عملية وفاعلية للتنسيق فيما بينها وتوحيد جهودها لمساعدة الشعب المصري في الخلاص من هذا النظام القائم وتغيير الأوضاع الراهنة التي وصلت لمراحل صعبة وبائسة لا يمكن للشعب أن يتحملها أكثر من ذلك”.

وأشار إلى أن “حملة باطل لا تدعو فقط لمواجهة تعديل الدستور فقط، بل للتصدي لرؤية حاكم يفعل كل شيء من أجل استمرار بقائه في السلطة لأطول فترة ممكنة أو حتى إلى نهاية عمره – كما قال سابقا- ونرى أن الإجراءات التي يقوم بها باطلة ليس في الشكل القانوني والدستوري والإداري الذي تتم به عملية تعديل الدستور، بل في الشكل الأخلاقي والإنساني”.

وقال إن “السيسي من أجل أن يحقق حلمه بالبقاء في الحكم مدى الحياة يقوم بسحق حلم أكثر من 100 مليون مصري في الداخل والخارج يريدون الحد الأدنى من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وبالتالي هو اليوم يطيح بأحلام الجميع من تحقيق حلم واه سيأخذ الجميع إلى نهايات مأساوية لا قدر الله”.

واتفق مع تصريحات الفنان عمرو واكد التي قالها لـ “عربي21” بأن “الحملة تتسع للجميع، ولا تتبنى موقفا بعينه من الاستفتاء على تعديل الدستور، فهي لا تطلب من أحد مقاطعة الاستفتاء أو التصويت بـ(لا)، بل إنها تدعو الجميع إلى رفض تلك التعديلات، مع التصدي لها بكل الطرق السلمية المتاحة، وبالتالي فهي تتسع للجميع وملك للجميع، والمشاركة في حملة لا تمنع أي أحد من النزول والتصويت بـ (لا) أو المقاطعة”. 

وأضاف: “أنا شخصيا مع الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتعبير عن الموقف والرأي بشكل واضح، وإن كان لديّ –كما لدى الكثير من المصريين- مخاوف نتيجة تراث كبير من فقدان المصداقية والنزاهة والشفافية في صناديق الانتخابات، نتيجة ممارسات عديدة يعرفها الجميع، لكن التوجه الرئيسي لديّ هو أن يحرص كل مواطن على ممارسة حقه الدستوري حتى لو كانت هناك مخاطر قد تمس هذا الحق، فالمساس بالحق أفضل من إسقاط هذا الحق بعدم ممارسته”.

وذكر: “في ظل هذه الشكوك الواسعة وفي ظل آراء تتبنى المشاركة بـ (لا) وآراء أخرى تتبنى المقاطعة أعتقد أن الحملة الشعبية التي انطلقت منذ أيام وحققت نتائج ملموسة حتى الآن، وأنا لست جزءا منها ولست أحد القائمين عليها.

لكني أدعو لمشاركة المصريين سواء الذين سيذهبوا إلى صناديق الاقتراع والتصويت بـ (لا) لتعديل الدستور أو سيقاطعون الاستفتاء أدعوهم جميعا لممارسة حقهم عبر هذه الحملة، كي يعرف الرأي العام الداخلي والخارجي حجم الرفض لهذه التعديلات وحجم التهديد الذي تمثله لمسار الحياة الديمقراطية في مصر”.

وعن هجوم النظام على حملة باطل، قال: “الهجوم على الحملة ليس خوفا من نتائجها، فالحملة لن تسقط النظام، لكنها تعطي مؤشرا أن المصريين اتحدوا، والنظام يخشى كثيرا من وحدة المصريين، وبالتالي فهم يقاتلون من أجل إجهاض الحم ووأدها  في مهدها، لكني أعتقدوأن وعي الشباب والقائمين على الحملة من كل الاتجاهات السياسية أكبر من قدرة النظام على ملاحقة وإجهاض هذه الحملة منذ البداية وحتى الآن”.

وتابع: “هدف الحملة ليس إشاعة الفوضى ولا تحدي منظومة التصويت –كما يدعي إعلام النظام- بل هي متنفس متاح لكل المعنيين بمصير هذه الأمة، لأن كل أبواب التعبير عن هذا الرفض لتلك التعديات اللادستورية أُغلقت تماما أمام عشرات الملايين من المصريين، فلا الإعلام يسمح للناس بالتعبير عن آرائهم، ولا الأمن يسمح بأي ندوة أو مؤتمر أو وقفة احتجاجية للتعبير عن تطلعات الشعب.

وبالتالي أصبحت حملة باطل هي المتنفس الوحيد بدلا عن الانفجار المتوقع. واستمرار حجب منصات الحملة هي دعوة من النظام للانفجار بينما الحملة ليست هي الدعوة للفوضى والانفجار”.

ونوه حجي إلى أن “حملة باطل التي تقترب اليوم من الحصول على ربع مليون توقيع مصري في الداخل والخارج خلال أيام قليلة جدا رغم الحجب شبه الدائم من قبل النظام لمواقع التصويت الخاصة بالحملة، هذا أمر له دلالة هامة بأن هناك رغبة ملموسة لدى المصريين في التغيير”.

وتابع: “هي حملة كاشفة لحجم الغضب الذي يشعر به المواطن المصري من الأوضاع بشكل عام ومن التعديلات الدستورية بشكل خاص، وتعكس مدى خوف النظام من أي عمل يجمع المصريين على اختلاف أطيافهم واتجاهاتهم، وتعيد رسم الصورة الحقيقية للقوى الوطنية، والتي ينبغي أن تكون عليها دائما، وهذه هي الصورة التي قد توحي بقرب نجاح الأمل في التغير”.

وعصام حجي هو عالم فضاء مصري، يعمل في مجال علم الصواريخ، وهو نجل الفنان التشكيلي محمد حجي، وشغل منصب المستشار العلمي لرئيس الجمهورية في مصر عام 2013 قبل استقالته في 30 حزيران/ يونيو 2014، في أعقاب هجومه على اختراع علاج الإيدز بـ “الكفتة”، والذي أثار سخرية واسعة في مصر حينها، ونظرا لتجاهل النظام الأصوات الشبابية.

وحصل من جامعة القاهرة على بكالوريوس في علم الفلك، ثم ارتحل بعدها إلى باريس طلبا للعلم واستكمالا لدراسته، فحصل على الماجستير في علم الفضاء سنة 1999 ثم تبعها بالدكتوراه من نفس الجامعة سنة 2002، وهي أول دكتوراه مصرية في علم اكتشاف الكواكب.

وبدأ “حجي” مشواره العلمي كمعيد بكليات العلوم بجامعة القاهرة سنة 1997 ثم باحثا بالمركز القومي للبحوث CNRS بفرنسا سنة 1999 ثم مدرسا بجامعة القاهرة سنة 2002 ثم باحثا بمركز الفضاء الفرنسي CNES ثم أستاذا مساعدا بجامعة باريس ثم انتقل للعمل بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة.

ويُعد “حجي” رمزا للعديد من الشباب في مصر، وعُرف بموقفه بمطالبات إصلاح التعليم الجامعي والقضاء على الفساد المستشري في المنظومة التعليمية. وقد صنفته الجامعة العربية ومجلة تايمز سان بيتسبرج الأمريكية كواحد من أهم الشخصيات الفكرية في مصر والعالم العربي، وهو في التاسعة والعشرين من عمره.

وحصل حجي على العديد من الجوائز العلمية تقديرا لدوره في اكتشاف المياه على المريخ، وما يعني ذلك لفهم تطور المياه على كوكب الأرض وخاصةً تطوير اكتشاف المياه في المناطق الصحراوية. 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...