أيام فرعون.. هل تنشق مصر عن ثورة تبلع السيسي وجنوده؟

تكررت قصة فرعون موسى في القرآن الكريم بصورة ملحوظة، وهذا التكرار ليس عبثًا، تعالى رب العزة عن العبث، وهذا التكرار في قصة فرعون يحوي إعجازًا مستقبليًّا، لأن ثقافة الاستبداد الفرعونية ظلت سائدة في فواصل زمنية في مصر، حتى بعد سقوط فرعون عندما ورثها جنرالات العسكر.

وعن نهاية فرعون مصر الحالي جنرال إسرائيل السفيه السيسي، نشر الكاتب الأمريكي المخضرم، ديفيد هيرست، مقالا في موقع “ميدل إيست آي” بعنوان “هل حل بنا الربيع العربي الثاني؟.. مصر هي اختبار الثورة بالشرق الأوسط”، تحدث عن الأمل بالإطاحة بفرعون مصر الحالي.

وقال هيرست: “كانت مصر هي المكان الذي سُحقت فيه الموجة الأولى من الربيع العربي، وستكون مصر هي المكان الذي سيُقضى فيه على الديكتاتورية التي جاءت بعد الربيع. خلال أربعة وعشرين ساعة وفي خضم كم من الأحداث المتسارعة تمت الإطاحة في السودان بالرئيس ثم بوزير الدفاع ثم برئيس المخابرات”.

وأضاف: “كان عمر البشير، وبوصفه رئيسا، صاحب سلطة مطلقة طوال ثلاثة عقود. أما عوض أحمد بن عوف، وزير الدفاع الذي أذاع خبر القبض على البشير وأعلن أن البلاد ستدار من قبل العسكر لمدة عامين، فلم يصمد أكثر من أربع وعشرين ساعة”.

موضحا: “وأما صلاح غوش، والذي كنت قد كشفت عن أنه تباحث مع رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في شهر فبراير، فما لبث سريعا أن لحق به رغم أنه كان خيار السعوديين والإماراتيين والمصريين كزعيم مستقبلي للبلاد”.

مش إيد واحدة

ويمضي الكاتب الأمريكي هيرست، قائلاً: “يبدو حتى الآن أن المحتجين السودانيين تعلموا درسا من إخفاقات مصر في عام 2011، ولم يعودوا يهتفون “الشعب والجيش يد واحدة”، لأنهما في كثير من الأحيان ليسا كذلك. لا يثقون أن بإمكان كبار الشخصيات في الجيش ولا أي شخص من النظام القديم التأسيس لمنظومة جديدة، وحق لهم ألا يثقوا. لا يتطلعون إلى الخارج طلباً للدعم، لأنهم يدركون أنهم لوحدهم. وكذلك الحال في الجزائر حيث عقد المتظاهرون العزم على ألا يسمحوا لأحد بحرفهم عن المسار”.

وشدد على أنه “في كل الأحوال يبدو أن المتظاهرين في السودان وفي الجزائر تعلموا دروسا مهمة من الموجة الأولى للربيع العربي في عام 2011. أما الدرس الأول فهو أن الربيع العربي لم “يمت” لا في مصر، حيث ذُبح ما يزيد على ألف شخص في يوم واحد في القاهرة داخل ميدان رابعة في أغسطس 2013، ولا في الحرب الأهلية في سوريا، والتي بدأت، وعلينا أن نتذكر ذلك جيدا، باحتجاجات سلمية انطلقت في درعا”.

وتابع: “يشعر معظم المصريين بالامتعاض الشديد من احتمال أن يستمر السيسي في السلطة لعقدين قادمين، ولو أن الناس كانوا يأمنون على أنفسهم من الاعتقال أو الإخفاء القسري أو القتل لعبروا عما في نفوسهم وأعلنوا بقوة عن معارضتهم الشديدة لذلك”.

موضحا: “تمكن موقع على الإنترنيت اسمه “باطل” من جذب ما يزيد على ربع مليون صوت رغم كل ما بذلته السلطات المصرية والسودانية من جهود لحجبه. اكتشفت إحدى مؤسسات المجتمع المدني واسمها نيتبلوكس، وهي متخصصة في رصد مستوى الحرية في مواقع الإنترنت، أن مصر حجبت ما يقرب من أربعة وثلاثين ألف مجال إنترنت لإخماد حملة تنظمها المعارضة ضد التعديلات الدستورية”.

وقال هيرست: “بات نظام السيسي يتصرف كأرنب صغير مذعور. تضم المجموعة التي أنشأت موقع “باطل” وزيرين سابقين في حكومة محمد مرسي وممثلين مصريين كانا ضمن من صفقوا لمن أطاح به وخلعه من منصب الرئاسة في عام 2013. لا يوجد فصيل سياسي مصري، من الإسلاميين إلى العلمانيين، إلا وهو ممثل في هذه المجموعة، فقد أدركوا جميعا، بغض النظر عن خلفياتهم السياسية المتباينة، أن مصر لم يعد بإمكانها أن تستمر على هذه الأحوال”.

مصر في الطريق

وبعد أن استعرض هيرست ما يقوم به السفيه السيسي من تقديم المساعدة لحليفه اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وأن خناق الثورة يضيق على رقبة جنرالات مصر من جهة السودان والجزائر، قال: “إذا ما كتب للموجة الجديدة من الربيع العربي النجاح فلن يكون ذلك إلا في مصر. فمع كل التقدير لحجم وأهمية كل من السودان والجزائر، فإن مصر هي الاختبار الحقيقي للثورة في الشرق الأوسط”.

موضحا: “إذا ما أخذنا بالاعتبار اقتصادها الذي يجر إلى الحضيض، وطبقتها الوسطى التي تكاد تضمحل، وحقيقة أن ثلاثين بالمائة من شعبها يعيشون دون خط الفقر، فإن مصر تتعرض للسحق تحت وطأة سوء إدارتها. يكرس ثلث الميزانية اليوم لسداد الفوائد على هذا الدين. بإمكان الطواغيت أن يقتلوا ولكنهم عاجزون عن إدارة شئون الحكم. تعيش الدول العربية الحديثة- أي تلك التي لم تمزقها الحروب الأهلية- في حالة أزمة مستدامة وما ذلك إلا لأن حكامها لا قبل لهم باحتواء القوى التي يؤدي سوء إدارتهم لشئون الحكم إلى إطلاقها”.

وختم هيرست مقاله بالقول إن: “مصر اليوم بكل المعايير أكثر عرضة للقلاقل والثورات الشعبية مما كانت عليه في عام 2011. كانت مصر هي المكان الذي سحقت فيه الموجة الأولى من الربيع العربي، وستكون مصر هي المكان الذي سيقضى فيه على الديكتاتورية التي جاءت بعد الربيع. وحينما يحصل ذلك فسوف يكون قد حسم مصير كل من يحاول في العالم العربي إنكار الحقوق الأساسية للناس”.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...