الاختفاء القسري جريمة يدفع ثمنها الأباء والأمهات والزوجات والأبناء

الاختفاء القسري جريمة يعاقب بها ليس المقبوض عليه فحسب بل أسرته جميعاً ، سواء الأب الذي يبحث عنه ليل نهار وعندما ينتهي يومه بالبحث ليلاً يصبح في اليوم الذي يليه بنفس همه وبحثه عن ابنه الذي فارقه ، أو الأم التي لم تفارقها الدمعة ولا الشوق والحنين إلي إبنها الغائب عنها وتعد الساعات بعضاً فبعضا حتي يعود إليها ابنها ، أوالزوجة التي تظل كل يوم تبحث عن زوجها وتسأل عنه في المستشفيات وفي الأقسام وفي كل مكان حتي يطمئن قلبها بلا جدوى أو فائدة ، أو الأبناء الذين يفقدون السند والأب والمعين الذي يعينهم علي نوائب الدهر .
لست أدري فقد عجزت عن مساعدة تلك الأم التي تتصل بي منذ أكثر من سنتين ونصف لتسأل عن وليدها الذي انتقطعت أخباره عنها منذ شهر أغسطس 2016 بعد أن تخلى عنها كل من حولها وتقول لي يا ولدي لم يعد أحد يجيب علي اتصالاتي غيرك وتقول لي دلني يا ولدي هل ابني حي أم ميت لقد تخلى عنه كل الناس حتى زوجته ، لم أجد سوى العجز والهروب أيضاً من الألم الذي يحاصرني من كلماتها ولا من دموعها التي تحرك مشاعر من يشعر أو يحس أو يعي .
كل منا معرض أن يكون مثل هذا المختفى قسرياً ويظل الأيام تلو الأيام والشهور تلو الشهور وربما السنين تلو السنين لا يعرف له أحد طريقاً ويظل أهله وأسرته يبحثون عنه كل يوم بين انقطاع للأمل ووآلام الفقد والفراق .
نقول للجهات المعنية اذا كان المقبوض عليه قد قام بجريمة فعلاً فيجب عرضه علي سلطات التحقيق خلال المواعيد المقررة بذلك قانوناً ولا نعاقب أهله وذويه بجريمة لم يرتكبوها ويشعر ويحس كل من قام بالقبض بكل أب أوأم أو زوجة أو أبن فقد من يعوله .


x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...