إجرام وغباء العسكر.. نظام السيسي يعتقل عائلات من أعدمهم في هزلية هشام بركات

يتفنن حكم العسكر فى الانتقام من المصريين، ولم يتوقف نظام السيسي عند حد الانتقام من الأسر المصرية بإعدام الأبرياء من فلذات أكبادهم، بل تحوّل إلى اعتقال ذويهم وآبائهم. وكشفت تقارير حديثة عن اعتقال آباء من تم إعدام أبنائهم في هزلية النائب العام هشام بركات، الأمر الذى وصفه حقوقيون بأنه رد فعل لنجاح الحملة الشعبية المصرية والدولية ضد الإعدامات والانتهاكات التي توسّع فيها الديكتاتور عبد الفتاح السيسي.

كانت قضية مقتل النائب العام هشام بركات قد شهدت العديد من الجوانب المثيرة للجدل، منذ اليوم التالي للحادث وحتى إعدام الأبرياء، الذين تم تلفيق عدة تهم لهم برعاية النيابة العامة وقضاة مأجورين.

فضح النظام

وفي تعليقه على هذا التصعيد، كشف رئيس اللجنة القانونية بحزب الحرية والعدالة، مختار العشري، عن أن ما يحدث هو “مزيد من غلو نظام السيسي في الانتقام، حيث لم يكتف بالأحكام الجائرة ضد معارضيه، وتنفيذ الإعدامات الظالمة، بل قام بمعاقبة أسر المعتقلين لأنهم صرخوا ورفضوا ظلم النظام العسكري”.

ويضيف العشري: “إحساس نظام السيسي بانعدام الشرعية، ووجود رفض دولي ضد ممارساته، ونجاح حملة الرفض الشعبي والدولي للإعدامات الجائرة، والمحاكمات غير النزيهة، دفعته للمزيد من الغلو  في الانتقام من أنصار الشرعية الحقيقيين”.

واعتبر أن “محاولات إرهاب الأهالي والأسر والمعتقلين أنفسهم لن تنجح في أهدافها، خاصة أن ما يحدث في مصر من ظلم وانتهاكات لحقوق الإنسان، تجاوز كل الحدود، وأصبح محل رفض شعبي ودولي، ويكفي أنه لم يعد يخلو تقرير حقوقي إقليمي أو دولي من انتقادات لحالة حقوق الإنسان بمصر”.

ويستدل العشري بالتقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية الذي تصدرت فيه مصر دول العالم في عقوبات الإعدام التي ارتفعت بنسبة 75% خلال عام 2018 عن مثيلتها في 2017، حيث بلغت أحكام الإعدام 717 حكمًا في 2018، بينما كانت 402 حكم في 2017، بالإضافة لتصدر مصر مؤشر الإعدامات الجماعية سواء من حيث الأحكام أو التنفيذ.

اعتقال تعسفي

كانت قوات أمن الانقلاب قد اعتقلت، في 9 إبريل الجاري، محمد هيثم الدجوي، 58 سنة، والد الشهيد أحمد الدجوي الذى نُفذ فيه الإعدام ضمن 9 ضحايا بهزلية مقتل النائب العام هشام بركات، نهاية شهر فبراير الماضي.

كما اعتقلت قوات أمن الانقلاب مؤخرًا، للمرة الرابعة، “السيد عبد المجيد”، المدرس بالتربية والتعليم ووالد الشهيد أبو بكر السيد، شهيد إعدامات النائب العام، من مركز الإبراهيمية، وذلك أثناء تواجده بوحدة مرور ديرب نجم لتجديد رخصة القيادة الخاصة به، صباح يوم 2 إبريل الجاري، ضمن جرائم الاعتقال التعسفي المتصاعدة منذ إعلان العسكر عن إجراء تعديلات على دستورهم المزعوم لاستمرار سطو قائد الانقلاب على كرسي الحكم حتى 2034.

رفض شعبي

وأكد مختصون أن العسكر لم يتوقعوا حملة الرفض الشعبي والدولي ضد الإعدامات الأخيرة، ما جعلهم “ينتقمون من آباء وأسر الذين نفذ بحقهم الإعدام، وكأنه يريد أن يبعث برسالة لأهالي المعتقلين بأنه يجب عليهم أن يموتوا في صمت، وأن مجرد الصراخ والاعتراض ممنوع”.

التنسيقية المصرية للحقوق والحريات كانت قد حذرت، في بيان لها، من تعرض حياة والدي أحمد الدجوي وأبو بكر السيد للخطر، في ظل إصرار ميلشيات الأمن على عدم تقديم أية معلومات حول مكان اعتقالهما، أو أسباب اعتقالهما، وعدم عرضهما على جهات التحقيق المختصة منذ اعتقالهما.

وسائل ضغط

الناشط الحقوقي أحمد عبد الباقي قال: إن والدي الشابين أحمد الدجوي وأبو بكر السيد، كانا من أكثر الأسر التي تحدثت مع وسائل الإعلام بعد تنفيذ أحكام الإعدام في حق 9 من معارضي الانقلاب العسكري، في قضية اغتيال النائب العام بشهر فبراير الماضي، وهو ما يبرر قيام ميلشيات الأمن باعتقالهما دون غيرهما من أسر باقي الشباب التسعة.

ويوضح عبد الباقي أن سلطة الانقلاب لم تكن تتوانى في اتخاذ أسر المعتقلين وسيلة للضغط على أبنائهم، “ولكنه الآن يتخذهم وسيلة للتأديب، كما جرى مع أم زبيدة التي فضحت الاختفاء القسري على قناة bbc منذ قرابة العام، فكان الرد السريع هو اعتقالها واستمرار إخفاء ابنتها، كما تم اعتقال محاميها عزت غنيم، في إطار حملة التأديب التي يمارسها النظام مع كل من يفضح ممارساته وإجرامه ضد معارضيه”.

رسائل إجرامية

ويؤكد أن الأيام الماضية شهدت العديد من الانتهاكات الحقوقية لنظام السيسي، “منها عودة التصفيات الجسدية للمعارضين بحجة تبادل إطلاق النار، كما جرى في العريش والقليوبية وجنوب سيناء، في ثلاثة أيام متصلة، بالإضافة إلى حملة تأديب واسعة ضد المعتقلين بسجني برج العرب ووادي النطرون، والاعتماد على سياسة التغريب لإنهاك الأهالي والمعتقلين على حد سواء”.

ويضيف عبد الباقي: “رغم أن نظام السيسي لا يعنيه على الإطلاق التقارير الدولية التي تكشف الانتهاكات التي يقوم بها في حقوق الإنسان، لكنه في الوقت نفسه يتعرض لضغوط سياسية مع سخونة الحملات الشعبية والدولية ضد الانتهاكات المتواصلة، خاصة مع أحكام الإعدام، ومن ثم فهو يلجأ لاعتقال أسر المعتقلين، كرسالة لهم ولغيرهم بأنه ماضٍ في طريقه الإجرامي رغم الانتقادات.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...