خدام ترامب.. كيف حكم عبد الناصر على السيسي بالخيانة؟

“إذا وجدتم أنّ أمريكا راضية عنّي، فاعلموا أننّي أسير على الطريق الخطأ”، شرط وضعه أبو الانقلاب الفاشي جمال عبد الناصر، وخالفه في حياته وجاء من خلفه من جنرالات العسكر سواء السادات ومبارك والسفيه السيسي، وسلك نفس الطريق في إرضاء الأمريكان، وهو الأمر الذي أكده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأثار غضب المصريين، بتأكيده اليوم أنه لا يعارض التعديلات الدستورية، التي تمدد بقاء جنرال إسرائيل السفيه السيسي.

ووفق ترمومتر عبد الناصر في الخيانة فإن ترامب، قال في تصريحات صحفية أدلى بها أمس الثلاثاء، خلال استدعاء خادمه السفيه السيسي في البيت الأبيض، ردا على سؤال حول محاولات تمديد ولاية السفيه: “إنه يقوم بعمل عظيم لا أعرف عن هذه الجهود، لكن يمكنني فقط أن أؤكد لكم أنه يقوم بعمل عظيم”.

وإمعانا في الرضا الأمريكي اعتبر ترامب، الذي وصف السفيه السيسي بالصديق أنه “تم تحقيق تقدم كبير مع مصر وداخلها”، في الوقت الذي طالبت فيه منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الكونجرس الأمريكي بالضغط على السفيه السيسي لسحب تعديلات دستور الانقلاب.

موافقة ترامب

ورجحت منظمة هيومن رايتس، أن يكون الهدف من زيارة السفيه السيسي لواشنطن: “الحصول على ضوء أخضر للتعديلات الدستورية المقترحة بمصر”، ومن المقرر أن يبدأ التصويت النهائي على تعديلات دستور الانقلاب في برلمان الدم، في 16 أبريل الجاري، وفق بهاء أبو شقة، رئيس لجنة الشئون الدستورية والتشريعية، الترزي القانوني المسئول عن تفصيل التعديلات على مقاس جنرال إسرائيل.

ووافق برلمان الدم الذي تهيمن عليه المخابرات الحربية في 14 فبراير الماضي، على طلب تعديل بعض مواد دستور الانقلاب الصادر في 2014، بينها مد فترة الانقلاب من 4 سنوات إلى 6، ورفع الحظر عن ترشح السفيه السيسي لولايات اغتصاب رئاسية جديدة.

وتلقى التعديلات المقترحة رفض شعبيا واسعا، ودشن نشطاء وسياسيين حملة تحمل اسم “لا” لمواجهة التعديلات، وسط دعوات متصاعدة متباينة بين المشاركة في الاستفتاء أو المقاطعة، يأتي ذلك في الوقت الذي رفض فيه وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، وصف السفيه السيسي بـ”الظالم”، مكتفيًا بقول ما معناه إن الولايات المتحدة الأمريكية تطالبه بتحسين شروط العبودية في مصر!

واعترف بومبيو، خلال مشاركته في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي لميزانية العام 2020، أمس الثلاثاء، بأنه سبق أن وصف زعيمي فنزويلا، نيكولاس مادورو، وكوريا الشمالية، كيم جونغ أون، “بالظالمين”، موضحا: “نعم، أنا على يقين بأنني قلت ذلك”.

لكن في إجابته عن سؤال من السيناتور الديمقراطي، باتريك ليهي، حول ما إذا كان بومبيو يعتبر السفيه السيسي أيضا ظالما، قال بومبيو: “ليس بودي استخدام هذه الصفة”، وتابع موضحا، بعد أن سأله السيناتور حول اعتقالات السيسي لرافضي الانقلاب :”لا شك في أن العالم الخارجي مكان شرير وقذر، لكن هؤلاء الزعماء ليسوا من طينة واحدة، بعضهم يحاولون دحر شعوب كاملة من وجه الأرض، فيما يمثل البعض الآخر حلفاء لنا ويساعدوننا في إبقاء أمريكا آمنة”.

مصلحتنا أهم!

وشدد بومبيو على مصلحة واشنطن ببقاء السفيه السيسي، بالقول: “هناك فرق بين مختلف الزعماء، يمكنكم تسميتهم بالظالمين أو المتسلطين، لكن هناك فرق جوهري فيما بينهم، وهناك اختلافات جوهرية في الطرق التي يجب على الولايات المتحدة التعامل فيها معهم”.

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي، بعد أن تحدث ليهي عن “تغيير السيسي للقوانين الدستورية واعتقاله آلاف الناشطين السياسيين والصحفيين”، أن إدارة الرئيس، دونالد ترامب، :”تستخدم كل الوسائل والآليات المتوفرة لديها في جميع أنحاء العالم لحماية حقوق الإنسان”، بزعمه.

وشدد بومبيو على أن جنرال إسرائيل السفيه السيسي، شريك مهم بالنسبة إلى الولايات المتحدة في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب العالمي، وزعم أنه اتخذ إجراءات كثيرة لضمان حرية الديانة في بلاده بل الشرق الأوسط، وأشار بومبيو إلى أنه تحدث مع السفيه السيسي حول هذه القضايا، وحث الأخير على تخفيف قبضته الدموية قليلاً في مسألة حقوق الإنسان، وأردف بالقول: “هذا بالضبط بين الأشياء التي نطالبه بالقيام بها”.

ووصل السفيه السيسي إلى واشنطن مساء الإثنين الماضي، في استدعاء يستغرق 3 أيام من الرئيس ترامب، وسبق أن نشر ترامب صورة مهينة للسفيه السيسي أثناء زيارة سابقة لواشنطن، ولاحظ نشطاء أن السفيه السيسي يظهر في إحدى الصور مع الوفد المرافق له واقفا بجانب موظفي إدارة ترامب، بينما يجلس الأخير على مكتبه.

وتساءل نشطاء عن مخالفة هذه الصورة للبروتوكولات الدبلوماسية، حيث من المفترض أن يظهر “الرؤساء” في نفس المستوى من الصورة، في حين ظهر السفيه السيسي وفريقه واقفين بنفس مستوى موظفي ترامب، بينما كان الأخير جالسا، وهو ما يعني أن الجنرال الذي انقلب على رئيسه الشرعي محمد مرسي في 2013، يعامل في كل أنحاء العالم على أنه خادم لمصالح من يدفع أكثر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...