شاهد| خبراء: السيسي مهندس صفقة القرن ويتحرك وفق أجندة صهيونية

للمرة الأولى شهدت القاهرة اجتماعًا سداسيًّا ضم وزراء خارجية ورؤساء أجهزة المخابرات في كل من مصر والأردن والعراق، وعقب هذه اللقاءات التقى قادة هذه الدول لبحث ملفات وصفها مراقبون بالخطيرة، فقبل القمة تحدث ملك الأردن عن ضغوط تمارس ضده وضد بلاده بسبب موقفهم بشأن القدس، إذ يبدو أن صفقة القرن هي الملف الرئيسي على طاولة هذه اللقاءات؛ من أجل تشكيل خارطة جديدة للنفوذ في المنطقة في مرحلة ما بعد الربيع العربي.

بيد أن لقاء القاهرة يبدو أنه لا ينفصل عن التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن اعترافه بسيادة الاحتلال الصهيوني على هضبة الجولان السورية المحتلة، بعد أن نقل سفارة بلاده إلى القدس متجاهلًا كل الانتقادات والتحذيرات الدولية.

ومن المتوقع أن يعقد عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، اجتماعًا ثلاثيًّا مع عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، وقال مراقبون إن حضور رؤساء مخابرات الدول الثلاث لهذا الاجتماع يشير إلى ارتباط القمة بقضايا حيوية، لا سيما ما يثار عن صفقة القرن وما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قد كشف عن ضغوط يتعرض لها شخصيًّا، إضافة إلى تلك التي تمارس على بلاده، بسبب موقفه من القدس ورفضه صفقة القرن الفلسطينية.

وتأتي تصريحات العاهل الأردني بعد أيام من زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة، التقى خلالها عددًا من صناع القرار الأمريكي.

برنامج “قصة اليوم” على قناة “مكملين”، ناقش حقيقة تشكيل خارطة نفوذ جديدة، ومدى ارتباط ذلك بصفقة القرن، والضغوط والمؤامرات، وماذا وراء اجتماعات مصر والأردن والعراق، وما علاقة الاجتماعات باعتراف ترامب بسيادة الصهاينة على الجولان.

مهندس صفقة القرن

بدوره قال المهندس أسامة سليمان: إن عقد اجتماع لوزراء الخارجية ومسئولي المخابرات يؤكد أن الملفات التي سيتم تناولها غير تقليدية، وتتعلق بملفات الأمن القومي لهذه الدول، ويكون الدور الذي يلعبه السيسي في منطقة الشرق الأوسط منذ أن قام بالانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي هو دور مشبوه يخدم أجندات صهيونية أمريكية.

وأضاف سليمان أن كل التسريبات التي نشرت قبل ذلك للسيسي وأيضا استعجاله لترامب لتنفيذ صفقة القرن تشير إلى أن الاجتماع له مغزى غير معلن ويتعلق بصفقة القرن.

وأوضح سليمان أن الملفات الرئيسية المطروحة في هذا الاجتماع تتعلق بصفقة القرن، وهو ما ظهر من تصريحات ترامب بعد اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وأخيرًا الاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على هضبة الجولان المحتلة.

وأشار سليمان إلى أن دور السيسي هو مهندس صفقة القرن، ويتولى تمهيد الأرض لصفقة القرن، كما أن بقاءه في منصبه مرهون بنجاحه في أداء هذا الدور، حيث كان مسئولا للمخابرات المصرية، ويمتلك كثيرًا من الملفات، وكان يتولى عملية المصالحة الفلسطينية الأخيرة.

بدوره قال الدكتور فرج معتوق، أستاذ العلاقات الدولية: إن الموقف الأردني حرج جدا، وتصريحات العاهل الأردني في الفترة الأخيرة تعبر عن ذلك، مضيفا أن ما يُجمل الأطراف الثلاثة أنهم صنيعة أمريكية.

وأضاف معتوق أن ترامب تاجر قبل أن يكون سياسيًّا، ويتعامل دائمًا بميزان القوى، ويحسب دائمًا ما بيده من الأوراق وما بحوزة خصمه، وبعد أن أصبح على رأس أكبر قوة بالعالم يمارس نفس اللعبة، وهو يعلم جيدًا أن العرب في أسوأ حالاتهم، وبعد أن اعترف بأن القدس عاصمة الاحتلال قرر أن يمنحها هضبة الجولان بالمخالفة للقانون الدولي.

وأوضح معتوق أن أمريكا مارست ضغوطًا كبيرة على ملك الأردن، وهو يدرك جيدًا أنها تمسك بخيوط اللعبة جيدًا، ولن يذهب بعيدًا عن القرار الأمريكي، مضيفا أن السيسي لا يؤتمر مباشرة بأوامر ترامب، لكنه يدرك جيدًا أن بقاءه في الحكم يتعلق بمدى استجابته للأجندة الصهيونية، وأن يلعب دور عراب صفقة القرن.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في الذكرى التاسعة للثورة.. مواقع التواصل تغرد «ثورة الغضب 25»

في الخامس والعشرين من يناير كل عام، يحيي المصريون ذكرى ثورتهم الخالدة التي أطاحت برأس ...