إيمانيات

1

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها .
علم لا يعمل به.
الإسلام دين عمل
قال الحسن رضى الله عنه:
إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم حسنة يقول إني أحسن الظن بربي كذب ولو أحسن الظن بربه لأحسن العمل . قال ابن مسعود :
كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات من القرآن لم يتجاوزهن حتى يتعلم معانيهن والعمل بهنَّ
وإذا كانت الأموال تقتنى لإنفاقها، فإن العلم يراد للعمل.
ولقد اهتم الإسلام بهذا الجانب العظيم من جوانب العلم،
ورتب الأجر والنجاة على ذلك.
وكتب علماؤنا في ضرورة العمل بالعلم فمن هؤلاء الخطيب البغدادي – رحمه الله – وكتابه (اقتضاء العلم بالعمل) ومنهم ابن عساكر – رحمه الله – وكتابه (ذم من لا يعمل بعلمه).
والواقع أن هناك تقصيراً واضحاً وملموساً في موضوع العمل بالعلم،
يظهر ذلك على تصرفات الناس وهيئاتهم وأحوال معاشهم.
يقول ابن جماعة – رحمه الله -:
( واعلم أن جميع ما ذكر من فضيلة العلم والعلماء إنما هو في حق العلماء العاملين الأبرار المتقين الذي قصدوا به وجه الله الكريم والزلفى لديه في جنات النعيم.
لا من طلبه لسوء نية أو خبث طوية أو لأغراض دنيوية من جاه أو مال أو مكاثرة في الأتباع والطلاب . . . ).
سمعنا وأطعنا ( المسلمون ) سمعنا وعصينا ( اليهود)
ابو الدرداء فيقول:
” لا يكون أحدكم تقيا حتى يكون عالما..ولن يكون بالعلم جميلا، حتى يكون به عاملا”.
فالعلم عنده فهم، وسلوك.. معرفة، ومنهج.. فكرة حياة..
كما رأينا من قبل، لا ينفصل العلم في حكمة أبي الدرداء رضي الله عنه عن العمل.
يقول:” إن أخشى ما أخشاه على نفسي أن يقال لي يوم القيامة على رؤوس الخلائق: يا عويمر، هل علمت؟؟فأقول نعم..فيقال لي: فماذا عملت فيما علمت”..؟
2- وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء
قال سفيان الثوري: (ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي ) ابن تيمية (جماع الدين أمران ألا يعبد إلا الله وألا يعبد الله إلا بما شرع)
(الأعمال أشباح وأرواحها الإخلاص).
3- ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا ولا يقدمه أمامه إلى الآخرة هذا أبو الدرداء ولنبدأ بفلسفته تجاه الدنيا وتجاه مباهجها وزخارفها..
انه متأثر حتى أعماق روحه بآيات القرآن الرادعة عن: ( الذي جمع مالا وعدّده.. يحسب أن ماله اخلده)…ومتأثر حتى أعماق روحه بقول الرسول:” ما قلّ وكفى، خير مما كثر وألهى”.. ويقول عليه السلام:” تفرّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم، فانه من كانت الدنيا أكبر همّه، فرّق الله شمله، وجعل فقره بين عينيه.. ومن كانت الآخرة أكبر همّه جمع شمله، وجعل غناه في قلبه، وكان الله اليه بكل خير أسرع”.
من أجل ذلك، كان يرثي لأولئك الذين وقعوا أسرى طموح الثروة ويقول:” اللهم اني أعوذ بك من شتات القلب”..سئل:وما شتات القلب يا أبا الدرداء..؟؟فأجاب:أن يكون لي في كل واد مال”..!! ” وقال :” من لم يكن غنيا عن الدنيا، فلا دنيا له”..
دخل عليه أصحابه يعودونه وهو مريض، فوجدوه نائما على فراش من جلد..فقالوا له:” لو شئت كان لك فراش أطيب وأنعم..”فأجابهم وهو يشير بسبّابته، وبريق عينيه صوب الأمام البعيد:” ان دارنا هناك..لها نجمع.. واليها نرجع..نظعن اليها. ونعمل لها”..!!
3- وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به
4- وبدن معطل من طاعته وخدمته
5- ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب وامتثال أوامره
6- ووقت معطل عن استدراك فارطه أو اغتنام بر وقربه
7- وفكر يجول فيما لا ينفع قال أبو الدرداء ” تفكّر ساعة خير من عبادة ليلة”..
8- خدمة من لا تقربك خدمته إلى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك
9- وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله وهو أسبر في قبضته ولا يملك لنفسه حذرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لا مَلجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلّا إِلَيهِ

خمسة توكل!قال الإمام القشيري:“لما صدَق منهم الالتجاء تداركهم بالشِّفاء، وأسقط عنهم البلاء، وكذلك الحقُّ يكوّر ...